الشخصية المزاجية في الحب

الشخصية المزاجية في الحب تُعد من أكثر أنواع الشخصيات تعقيدًا، والذين يصعب الاندماج معهم بل وفهمهم، مما يجعل العلاقة تميل نحو التعقيد، والتعامل معه يتطلب بعض الأساليب الخاصة التي تساهم في نجاح العلاقة، ومن خلال موقع جربها سنوضح لكم بعض المعلومات عن تلك الشخصية وكيفية التعامل معها في علاقات الحب.

الشخصية المزاجية في الحب

الشخصية المزاجية هي التي تتأثر بالانفعالات والتصرفات التي تتعرض لها، ودائمًا ما نجد منهم ردود أفعال سريعة قد تؤدي إلى خسارة بعض الأشخاص دون داعٍ.

من الصعب فهم هؤلاء الأشخاص، كذلك يصعب التعامل معهم حال كنتم غير مُلمين بكُل ما يؤثر على هذه الشخصية أو على أي الأسس تتعامل مع من حولها، والجدير بالذكر أن أغلب الشكاوى التي تتحدث عن انتهاء العلاقات في لحظات لم يتوقع بها كذلك، تكون ناتجة عن وجود طرف مزاجي في العلاقة.

ذلك المزاج المُتغير بين اللحظة والأخرى يؤثر على العلاقة مع الحبيب، وخاصةً حال كانت تلك الشخصية مُسيطرة على الأنثى، فيكون من الصعب عليها تمالك انفعالاتها والسيطرة عليها على عكس الرجال من هذا النوع.

ففي الوقت الذي تشعر به بالسعادة تتصرف مع الطرف الآخر بكل حُب وود، وتُظهر له مشاعرها الجيدة طوال الوقت، بل وتتحدث عن مدى احتياجها له.

لكن لا تنتظر تلك المشاعر وهذه التصرفات منها عندما تكون في لحظة من لحظات الضيق، فيظهر نقيض ذلك، وذلك التناقض قد يؤثر على العلاقة بالسلب.

الأنثى بطبيعتها أكثر تأثرًا وحساسية عن الرجل، لذا فإن كونها شخصية مزاجية يؤثر ذلك بنسبة أكبر على العلاقة من كون الرجل هو صاحب تلك الشخصية.

وتختلف طبيعة تعامل الشخص المزاجي في العلاقة حسب نوعه، فلكل نوع طبيعة التعامل الخاصة والتي تُعبر عن شخصيته وفي أي إطار يتمثل مزاجها وبأي الطرق تُعبر عنه.

اقرأ أيضًا: اسئلة تحليل الشخصية في علم النفس

أنواع الشخصيات المزاجية

كما ذكرنا لكم الشخصية المزاجية في الحب مُتعددة الأنواع، وتأثير كُل نوع على العلاقة يختلف باختلاف سلوكه ونوعه وطبيعته، وفيما يلي سنوضح هذه الأنواع:

  • الشخصية المزاجية التي يغلب عليها طابع النقاء في كافة أحوالها، لم تكن نسبة السلبية في علاقتها مع الطرف الآخر كبيرة، فالسعادة هي ما تميل إليه في أغلب الأحيان، وبالتالي تؤثر على علاقتها بالإيجاب.
  • الشخصية الحزينة المزاجية، وهي ما تميل إلى الأحزان والبؤس أغلب الأوقات، وذلك الشعور يؤثر على الطرف الآخر بالسلب، ويجعله غير راغب في استكمال العلاقة.
  • الشخصية التي تدمج بيت النقاء والحزن، وهي إحدى الشخصيات التي لا تُحب التجديد، وتشتهر في علاقاتها بالملل، لكونها دائمًا في حالة من ثبات تجعلها غير قادرة على منح الغير شعور مُختلف أو سعيد.

تباين الأنواع أدى إلى اختلاف شكل التأثير على العلاقة، فمن يغلب على تقلباتهم المزاجية الطابع الجيد يؤثرون بالإيجاب وهم فئة قليلة للغاية بين الشخصيات المزاجية، فغالبًا ما نجد الشخصيات المزاجية تميل نحو البؤس والحُزن وذلك يؤثر بالسلب على علاقتها بالطرف الآخر.

هل الشخص المزاجي مريض نفسي

ناتج تأثر العلاقات الغرامية بالسلب مع الشخصيات المزاجية أصبح البعض يظن بل وقد يصل إلى حد الاعتقاد بكون الشخصيات المزاجية مُصابة بمرض نفسي يتحتم عليهم علاجه.

لكن دعونا نوضح لكم أن المزاجية لا تُحتسب ضمن الأمراض النفسية على الإطلاق، ولم تكن سوى مُجرد تعبير عن اضطراب المواقف التي تعرض لها صاحبها، وذلك الاختلاف في الحالة المزاجية هو الوسيلة التي عبر بها عن تأثيره بالمواقف.

لكن في بعض الحالات تتطور حالة صاحب الشخصية المزاجية ليصبح مريض ثُنائي القُطب، وهُنا يتم وصفه بمريض نفسي، وهو شكل مُطور من الشخصية المزاجية، والفاصل بينهم قد لا يستطيع الشخص العادي مُلاحظته، مما يجعله يخلط بين المريض النفسي والشخص المزاجي.

أقرب الأمثلة التي يُمكننا الاستشهاد بها للتفريق بين الشخصية المزاجية وثنائي القطب “المرأة الحامل”، ففي فترة الحمل تمر بمواقف مختلطة ومتضاربة، قد تشعر بالحُب تجاه زوجها تارة، وقد تشعر بعدم رغبتها به وعدم القدرة على تقبله تارة أخرى دون أن يتسبب لها في أي شيء يستدعي ذلك.

هل هذا يعني وصفها بإنسانة مريضة نفسيًا؟ بالطبع لا، كذلك الشخص الذي تعرض لضغوطات كثيرة في حياته، فبكل تأكيد سيؤثر الضغط عليه بالسلب وقت التعرض له، وبمُجرد انتهاء الموقف يستطيع استعادة الروح المرحة التي يتصف بها دائمًا.

أيضًا الشخص الذي يتعامل بكل حُب وود في بعض اللحظات، وفي اللحظات التالية مُباشرةً يتجنب الاختلاط بالحبيب، فقد يكون قد تذكر بعض المواقف السيئة التي تعرض لها والتي تركت بداخله أثرًا كبيرًا وهي ما جعلته يشعر بذلك، وقد يصل معه الأمر في بعض الأحيان إلى عدم القدرة على النوم إطلاقًا.

اقرأ أيضًا: الشخصية المرحة في علم النفس

المزاجية تؤثر على استمرارية العلاقة

بالطبع تُريدون التعرف على كُل ما يخص الشخصية المزاجية في الحب فقط من أجل دراسة جميع جوانب الشخصية قبل الخوض معها في أعماق العلاقة والوصول إلى درجة عالية من التعلق واعتياد وجودهم وبداخلكم شكوك حول ما إذا كانت العلاقة ستستمر أم لا، أليس كذلك؟

حسنًا، سنوضح لكم تأثير المزاجية على استمرارية العلاقة، ويتوجب علينا قول إنها من أكثر الأشياء التي تُسيطر على الإنسان، وقد تجعله يفقد جميع من حوله في اللحظات السيئة منها، وتجعله راغبًا في وجودهم ويتمسك كثيرًا بهم في اللحظات الجيدة منها.

فبالتالي.. نُلاحظ أن أغلب العلاقات التي يوجد بها طرف مزاجي مُهددة بالانتهاء، بل وقد تكون قد وصلت إلى الانتهاء بالفعل، وذلك ناتج تأثرهم باللحظات السيئة التي يتعاملون وفقًا لهم بسلوك سيئ مع الطرف الآخر أشبه بالاستبعاد، وهو ما يُهدد استقرار العلاقة –حسب مقدرة الطرف الآخر على تحمل ذلك أم لا.

أسوأ صفات الأشخاص المزاجية المؤثر على العلاقات

توجد صفة تُسيطر على الأشخاص المزاجيين في علاقتهم، وتجعل الشخصية المزاجية في الحب من أصعب الشخصيات التي تُجبرنا على الحديث عنها بشيء من النفور.

فهُم يمتلكون صِفة التخيُل، أي أن ناتج تأثرهم بكل ما يمرون به ففي الكثير من الأحيان التي يمرون بها بمواقف صعبة أو ضغوطات يتحدثون بقول “لو” ماذا لو حدث ….. ألا كنت سأشعر بالراحة عن ذلك!

ذلك التخيل يأخذ بهم إلى طريق آخر، طريق يرسمونه للطرف الآخر الذي يرتبطون به، وهو “الشخص المثالي”، فهم يعيشون في تخيلات كثيرة، ودائمًا ما يتخيلون الطرف الآخر في علاقتهم إنسان مثالي، فبالتالي ينتظرون منه كُل جميل.

ففي اللحظة التي يتعامل بها الطرف الآخر بكُل تلقائية، والتي قد ينتج عنها بعض التصرفات السلبية، يبدو لهم إنسان سيئ، يفعل كوارث، لا يُطاق، وهذا ليس لأنه ذلك بالفعل، ولكن لكونهم يجسدونه في مُخيلتهم بثوب المثالية، ولا يوجد إنسان خالٍ من العيوب.

كون الإنسان لا يخلو من عيب وهو الطبيعة البشرية التي خلقنا الله بها، تبدو لهم مُشكلة كونية لا يستطيعون التعامل معها، وهو شيء كارثي لا يتقبلونه.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الشخصية اللئيمة

كيفية التعامل مع الشخصية المزاجية العصبية في الرجال

دائمًا ما نجد السلوك المُسيطر على شخصية الرجل المزاجي هو العصبية، حيث تشيع تلك الصفة بينهم على الأكثر من السيدات، وعندما يُطلق على رجل قول إنه شخصية مزاجية وبالبحث والتوغل في صفاته، نجد أن العصبية هي الأكثر سيطرة عليه بين مُختلف الصفات الأخرى.

لكن على الرغم من ذلك يُمكن للمرأة ـ وهي الطرف الذي من المُفترض أن يكون العقلاني في تلك العلاقة ـ التجاوب، الاندماج واعتياد تلك الصفة به والتعامل معها بسهولة من خلال بعض النصائح التي سنعرضها لها فيما يلي:

  • الانسحاب من المواجهة وقت الاندفاع.
  • التحلي بالصبر وتقبل النقد المستمر منه.
  • التخفيف من حدة المناقشة بتهدئته وقول كلمة جيدة.
  • تفادي الجدل المستمر والصراع معه في كافة الأمور.
  • الرضا بطباعه الانفعالية، والتيقن أنها موجودة لا محالة ولا بُد من التعامل معها وإلا ستخسر العلاقة.
  • محاولة تفهم شخصيته وتقبلها.
  • التخلي عن صفة العند إذا كانت تتصف بها.
  • تفادي الصراع والمناقشات الطويلة.
  • احتواؤه وبث شعور الرغبة به وتحمله تجاهه.

الشخصية المزاجية في الحب في بعض الأحيان تتطلب تدخل أخصائي نفسي حال كان الأمر لا يُحتمل، ولا تستطيعون الاندماج معهم وتفهمهم، والعلاج يكون مُستهدف النسبة العالية من المزاجية التي تؤثر على صاحبها، والتي تدفعه إلى تصرفات غير مُحتملة.

قد يعجبك أيضًا