الشخصية المرحة في علم النفس

الشخصية المرحة في علم النفس لها العديد من الصفات والخصائص، كما يقال إن الشخصيات المرحة والتي تفضل الضحك والمرح في الكثير من الأحيان هي أكثر الشخصيات المحبوبة والتي تنال الكثير من القبول لدى الناس، وقد وضع علماء النفس الكثير من السمات التي تميز هذه الشخصية عن غيرها من الأشخاص، لذا ومن خلال موقع جربها سنعرض لكم كل ما تحتاجون معرفته عن الشخصية المرحة في علم النفس.

الشخصية المرحة في علم النفس

من المتعارف عليه أن علم النفس هو أحد العلوم التي تختص بدراسة الإنسان وطباعه وصفاته وأفعاله أي أنه علم دراسة طبيعة شخصية الإنسان، ومع تقدم هذا العلم وإجراء الكثير من الأبحاث تم تعريف الشخصية في هذا العلم على أنها التأثير والأثر الذي يتركه كل شخص على البيئة والمجتمع المحيط به.

كما قام علم النفس بتقسيم الأشخاص إلى بعض الأنماط المختلفة، وكل شخصية تختلف حسب صفاتها وتعاملها مع المواقف التي تواجهها في الحياة، ومن أحد هذه الشخصيات هي الشخصية المرحة، والتي تتصف بالعديد من السمات الجيدة التي تميزها عن غيرها من الشخصيات الأخرى.

أكد علم النفس على أن الشخصيات المرحة من أكثر الشخصيات التي يكون لها تأثيرًا فعالًا وواضحًا في المجتمع الذي تتواجد به، وهي الشخصية التي يلجأ الكثير من الأشخاص لمحاولة جعل شخصياتهم مماثلة لها، لذا ومن خلال الفقرات التالية سنعرض لكم الكثير من المعلومات حول الشخصية المرحة في علم النفس.

اقرأ أيضًا: كيف تصبح شخص اجتماعي ومحبوب

صفات الشخصية المرحة في علم النفس

من خلال الحديث عن الشخصية المرحة في علم النفس عرفنا أن كل نوع من أنواع الشخصيات تمتلك العديد من الصفات حسب ما ورد في علم النفس وهذه الصفات تجعل الشخصية متميزة عن غيرها ويكون لها تأثيرًا وسحرًا خاصًا بها، كذلك هو الأمر لدى الشخصيات المرحة، حيث تمتلك الشخصية المرحة العديد من الصفات الجيدة المميزة التي تتمثل في كلٍ مما يلي:

1ـ العفوية في التعامل مع الغير

من أول الصفات التي يمتاز بها الشخص المرح هي العفوية، فنجد أنه يتعامل مع الناس بتلقائية ولا يفكر كثيرًا في أخذ الحذر عند التعامل، وقد أثبتت العديد من الدراسات أن هذا النوع من الشخصيات يعد من أكثر الشخصيات التي يحب الناس التعامل معها، وذلك لأنه لا يضع قيود في التعامل بل إنه يتعامل بطبيعته المرحة ويلقي النكات ويشارك المرح مع من حوله.

كما أنه يميل إلى التلقائية والعفوية لأنه ليس من الشخصيات التي تحب تعقيد الأمور أو يضع التكليف بينه وبين الغير، كما أنه يتعامل بطريقة متساوية مع الكل، فهو ذكي جدًا في التعامل مع الناس وقادر على بناء علاقات مثالية معهم، ومن ضمن أركان الذكاء في التعامل هو كونه شخص قادر على اتخاذ الموقف المناسب في الوقت الصحيح.

2ـ سرعة البديهة والذكاء

الشخص المرح يمتلك عقلًا نظيفًا نبيهًا، ولا يقصد بالذكاء هنا الذكاء في العلم أو الأمور النظرية فقط، بل إنه من أكثر أنماط الشخصيات التي تمتلك ذكاءً اجتماعيًا، ويقصد بالذكاء الاجتماعي القدرة على التعامل مع الأشخاص بالطريقة الصحيحة وكذلك حسن التصرف في المواقف التي تواجهه في حياته، كما أنه يحاول استخدام المرح في جعل علاقاته مع الناس أفضل وأكثر ترابطًا.

3ـ السخرية من المواقف

إذا تعرض الشخص المرح لأي موقف قد يبدو صعبًا، نجد أنه يفضل النظر إلى الجانب المرح من الأمر، فهو يسخر من الموقف بدلًا من الجلوس والبكاء والشكوى، كما أنه يحاول تغيير وتحويل أي موقف قاسٍ يمر به في حياته إلى أضحوكة أو دعابة ويحاول النظر إلى الأمر بشكلٍ أفضل، كما أنه من أكثر الأشخاص الي تمتلك حس سخرية عالٍ لكن على الرغم من ذلك فهو لا يحاول استخدام هذا الأمر لإهانة غيره، إنما يحاول من خلال هذه الميزة بعث السرور للأشخاص من حوله.

4ـ طريقته في تناول الطعام

قد يستعجب البعض من ذلك لكن حتى الطريقة التي يتصرف بها الشخص أثناء الأكل قد تكون من الأمور التي تحدد شخصيته، فالشخصية المرحة من الشخصيات التي تفضل أكثر تناول الأطعمة الجاهزة مثل البيتزا أو قطع الدجاج، كما أنه من الأشخاص التي تميل إلى تناول الحلوى كالآيس كريم ويحب جميع أنواع الشيكولاتة ويرى في بعض الأحيان أن هذه الحلوى تمده بالشعور بالسعادة، كما أنه من الأشخاص التي تحب تناول القهوة عن غيرها من المشروبات.

5ـ نظرة متفائلة للأمور

دائمًا ما تجد الشخص المرح من أكثر الأشخاص التي تنظر إلى المواقف في حياتها بنظرةٍ متفائلة، فهو دائمًا ما ينظر إلى الجانب الإيجابي من الأمر مهما كانت صعوبة الموقف الذي يواجهه، ويعرف دائمًا أن ما حدث له هو الأفضل ويؤمن أن الله لا يقدر له أي شيء يضره، وهذا الأمر هو أحد أكثر الأسباب التي تجعل الناس تحب أن تظل قريبة من الشخص المرح ذي النظرة المتفائلة.

اقرأ أيضًا: الشخصية التي تجذب غالبية الرجال

6ـ الرزانة والتواضع

من أكثر الصفات التي ستلاحظها بسهولة في الشخص المرح هي أنه من الشخصيات التي تميل لكونها متواضعة للغاية، ويظهر هذا التواضع في تصرفاتهم وملابسهم والطريقة التي يتعاملون بها في شتى الأمور، فهي شخصية تحب أن تشارك الآخرين كافة تفاصيلهم والأحزان قبل الأفراح وتحب أن تقدم يد العون باستمرار للمحيطين بها.

قد يعتقد البعض أن الشخصية المرحة التي تميل إلى الفكاهة والضحك أكثر أنهم أشخاص لا يتمتعون بالرزانة بل على العكس، فالشخص المرح أحد أكثر أنماط الشخصيات التي تمتاز بالرزانة إذا كان الموقف يتطلب ذلك، فهم لا يضحكون ولا يلقون الدعابات مع من حولهم في المواقف أو الأوقات الخاطئة.

7ـ استقبال المرح وقبول الذات

الشخص المرح هو أكثر شخص صريح مع ذاته ويعرف حقيقة نفسه وما هي عيوبه ومميزاته، وهو يتقبل هذه الحقيقة بالكامل ويحاول قدر استطاعته التخلص من هذه العيوب، كما أنهم يتقبلون ارتكابهم لأية أخطاء في الحياة ويتعلمون منها ولا يجلدون ذاتهم عليها، فهي شخصية مقتنعة تمامًا أن جميعنا نرتكب الأخطاء لكن المهم هو عدم تكرارها.

كما أن الشخصية المرحة هي أكثر الشخصيات التي تكون قادرة على تقبل المرح والمزاح من الأشخاص الآخرين، كما أنها في الكثير من الأحيان تتجاوب معهم في هذا المزاح، وهو يميل إلى المزاح حول الموقف الذي يقع به هو وأصدقائه، كذلك فإنه يتقبل النقد تمامًا كما يتقبل المرح، بشرط أن يكون النقد بطريقة لا تجرحه.

العوامل التي تؤثر في تكوين الشخصية في علم النفس

بعد التعرف على الشخصية المرحة في علم النفس وأهم صفاتها، سنتطرق إلى ذكر العديد من العوامل التي يكون لها دور فعال في تشكل الشخصية منذ الصغر، وعلى حسب اختلاف هذه العوامل تختلف تصرفات الشخص وسماته، ومن أبرز هذه العوامل ما يلي:

  • العامل الوراثي، فمن المؤكد أن الشخص يولد بالعديد منا الصفات المكتسبة من الأهل وراثيًا والتي يكون لها دور هام في تكوين شخصيته.
  • خلق الدماغ وطبيعتها، حيث إن هناك العديد من الدراسات التي أجريت والتي أثبتت أن دماغ الإنسان تحتوي على العديد من المراكز الحيوية التي يكون لها دور في إدارة العمليات العقلية والنفسية التي تحدث للشخص والتي تساهم في بناء شخصيته، ومن أبرز هذه المراكز الحيوية: الإدراك والمشاعر والتفكير والسلوك وغيرها.
  • أسلوب نشأة وتربية الشخص من أكثر العوامل التي تساهم في بناء شخصية ناضجة أو شخصية سلبية وذلك حسب الطريقة المتبعة في التربية، وهذا البند ينشأ مع الطفل منذ الصغر، فالتربية الصحيحة والاستقرار الأسري وحب وقبول الذات والدعم والثقة بالنفس وغيرها من الأساليب التي يكتسبها الطفل من خلال تربيته والتي تساهم في بناء شخصيته بطريقة سليمة.
  • المؤثرات الخارجية التي تتمثل في المؤثرات الاجتماعية والثقافية التي ينشأ عليها الفرد، مثل التقاليد والقيم والعادات الأسرية وغيرها من البنود الهامة التي تجعل الشخصية تتشكل بطرق مختلفة ومن هنا يأتي اختلاف الشخصيات.

اقرأ أيضًا: اعرف شخصيتك من لونك المفضل في علم النفس

كيف تكون شخصًا مرحًا؟

قد يعتقد البعض أنه في حال وجوده في نمط معين من الشخصيات أن هذا الأمر ثابت ولا يمكن تغيره، لكن حقيقة الأمر أن أنماط الشخصيات من الممكن أن تتغير لمرات عديدة على مدار الحياة، وذلك حسب التجارب التي يمر بها والصفات الخارجية التي يكتسبها، لذا نجد أنه من الممكن أن يكتسب الشخص بعض الصفات لكي يكون شخصًا مرحًا، ومن هذه الصفات:

  • المحاولة قدر الإمكان إبقاء القلب صافيًا من أي ضغينة، ولا تجعل أي شيء يعكر مذاجك وكن واثقًا أن ما يحدث لك هو الخير دائمًا.
  • تقبل الذات بعيوبها قبل مميزاتها.
  • كن شخصًا اجتماعيًا يحب التعامل مع الناس ويتبسم في وجوههم.
  • لا تحاول تقليد أحد لتبدو شخصًا مرحًا، بل حاول خلق كيان خاص بك من المرح والفكاهة يجعلك مختلفًا عن غيرك.
  • يجب أن تعتبر المرح والضحك من أول وأهم أولوياتك في الحياة.

هناك العديد من أنواع الشخصيات المختلفة حسب ما ورد في علم النفس، ومع استمرار الأبحاث والدراسات التي يتم إجراؤها يمكن إيجاد العديد من أنماط الشخصيات المختلفة، لذا ننصح بمحاولة استغلال العوامل التي تؤثر على الشخصية للحصول على أفضل نسخة منك.

قد يعجبك أيضًا