الوسواس القهري الفكري الجنسي

الوسواس القهري الفكري الجنسي هو نوع من أنواع الاضطرابات القهرية التي يصاب بها الإنسان، حيث يبدأ في المعاناة من صوت داخله يردد له القيام ببعض السلوكيات القهرية ولا يتمكن المصاب من السيطرة عليها، ويخضع لتنفيذ هذه السلوكيات القهرية للتخفيف من الضائقة التي تلازمه، لذا من خلال موقع جربها يمكن التعرف على كافة التفاصيل عن الوسواس القهري الفكري الجنسي.

الوسواس القهري الفكري الجنسي

هو اضطراب قهري ينحدر من سلالة الوسواس القهري الذي يصيب الشخص ويبدأ في التحكم فيه عن طريق تدفق سيل من الأفكار القهرية في عقله بشكل ملح وتدفعه إلى القيام ببعض السلوكيات الغير منطقة، ومهما حاول المصاب الحد من هذه الأفكار أو السيطرة عليها يشعر بتوتر يجبر على الانسياق وراء تلك الأفكار للتخفيف مما يشعر به.

يتأكد المصاب بالوسواس القهري أنه مريض وأن التصرفات التي تراوده ما هي إلا تصرفات لا منطقية ولا داعي لها لكنه لا يتمكن من السيطرة عليها، حيث مريض الوسواس القهري الفكري الجنسي يعاني من وجود رغبة جنسية قوية تتحكم فيه بشدة وتجبره على القيام بالبحث عن طريقة ليمارس بها العلاقة الجنسية.

حيث تتدفق إليه الأفكار الجنسية والتخيلات التي لا يتمكن من كبحها وتصل إلى الحد الذي لا يتمكن فيه المصاب من ممارسة الأنشطة الحياتية الخاصة به، ومن شأن الوسواس القهري الفكري الجنسي أن يدفعه إلى الاستمناء أو ممارسة الجنس مع أشخاص غرباء لا يعرفهم أو الدفع مقابل الحصول على الجنس.

حتى يمكن أن يزيد حد الاضطراب إلى السيطرة على المصاب لممارسة العلاقة الجنسية في الأماكن العامة أو ممارسة العلاقة مع أكثر من شريك.

اقرأ أيضًا: الوسواس القهري عند الفتاة

أعراض الوسواس القهري الفكري الجنسي

أغلب المراهقين يفكرون في الجنس ولديهم رغبة كبيرة في تجربة العلاقة الجنسية والبحث عن طرق لممارستها لكن توجد بعض المؤشرات التي تؤكد أن شعور الشخص بالرغبة الجنسية غير طبيعي وهي تتضمن الآتي:

  • الهروب من المواجهة بالسلوك الجنسي: يشعر المصاب بالوسواس القهري من ذلك أنه لا يتمكن من مواجهة الحياة بدون الجنس، فهو يلجأ إليه للتخلص من المشكلات الخاصة بحياته الشخصية أو الوحدة الشديدة التي يعاني منها أو الضغوطات الخاصة بالعمل.
  • عدم القدرة على السيطرة على الدوافع الجنسية: الاستمرار في تخيل المشاهد الجنسية ومشاهدة المواقع الإباحية والمداومة على مشاهدتها، حيث يشعر بالهدوء تجاه الوسواس الداخلي الذي يسيطر عليه عندما يقوم بذلك، لذا هو يداوم على هذه التصرفات.
  • الاستمرار في الاستجابة: إن قام المصاب بالتعرض لأي مواقف سلبية نتيجة بحثه الشديد عن الجنس والرغبة في القيام بممارسته بأي ثمن، لا يؤثر عليه ذلك ولا يدفعه إلى التراجع عن اتباع أفكاره الجنسية، لكنه يتمادى في الاستجابة للرغبة.
  • إفساد العلاقات الاجتماعية بسبب تلك السلوكيات: لامبالاة الفرد بشأن علاقاته الاجتماعية حيث يمكن أن يضطره الأمر إلى طلب بعض السلوكيات الغريبة من أفراد عائلته أو من إحدى صديقاته بلا خجل وعندما ينتهي الأمر بمشكلة مع هذه الصديقة وتنتهي العلاقة بينهم لا يبالي بالأمر ويبدأ في البحث عن شريك يشاركه بعض السلوكيات الجنسية.
  • محاولات فاشلة لتجاهل الرغبة: يمكن أن يقوم الشخص بممارسة بعض التمرينات الرياضية أو التواجد في تجمعات بصفة مستمرة للسيطرة على الأفكار الجنسية التي تراوده لكنه لا يتمكن من ذلك ويجد أنه يضطر إلى الانعزال والتواجد وحيد لاتباع الرغبة الملحة بداخله.
  • عدم القدرة على إقامة علاقات سليمة: لا يتمكن المصاب بإقامة علاقة طبيعية خالية من التخيلات الجنسية فهو لا يتمكن من التواجد مع شريك بدون التطريق إلى الجنس والرغبة الشديدة في الممارسة الجنسية معه وتجربة العديد من السلوكيات للاستمتاع وإشباع الرغبة الداخلية.

أسباب الوسواس القهري الفكري الجنسي

لم يتأكد الأطباء القائمين بالأبحاث من السبب الأكيد للوسواس القهري الجنسي، حيث لا يمكن أن يصرح الطبيب بوجود قائمة من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بذلك النوع من الوسواس لكن توجد بعض العوامل التي تؤثر بشكل كبير في زيادة خطر الإصابة وهي كالتالي:

1- أسباب بيولوجية

اختلال بعض المواد في الدماغ قد تؤدي إلى الإصابة بالوسواس القهري وذلك يمكن أن يكون كالتالي:

  • عدم توازن كيمياء الدماغ الطبيعية: توجد في الدماغ بعض المركبات الكيميائية التي تحافظ على توازن الدماغ وتعديل الحالة المزاجية وهي مثل الدوبامين والسيروتونين وفي حالة اضطراب فيها يتأثر دماغ الشخص ويكون عرضة للإصابة بالوسواس القهري الجنسي.
  • تغيرات في مسارات الدماغ: يمكن حدوث تغيرات في الدوائر العصبية الخاصة بالدماغ وتتسبب في إنتاج ردود فعل مبالغ فيها عند القيام بالممارسة الجنسية وردود فعل غير ممتعة عند عدم الممارسة وذلك يدفع العقل في تعزيز الرغبة وبتطور الأمر إلى الإصابة بالوسواس القهري الجنسي.
  • مشكلات صحية تصيب الدماغ: إصابة الدماغ ببعض المشكلات الصحية قد تؤدي إلى التأثير على سلوك الشخص الجنسي، لكن تكون هذه المشكلات خاصة بالأمراض النفسية مثل الإصابة بالصرع أو المعاناة من الهلوسة حيث يرتبط ذلك في عدد كبير من الحالات بالإصابة بالوسواس القهري الجنسي.

اقرأ أيضًا: الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني

2- أسباب اجتماعية

يعايش الشخص بعض الصدمات العصبية التي تصيبه ببعض المشكلات التي تؤثر على الدماغ وتصيبها بالخلل الذي ينتج عنه مشكلة مثل الإصابة بالهلوسة أو مرض الخرف أو نوبات الخوف أو الوسواس القهري الجنسي، يمكن أن تكون هذه الصدمات مثل التعرض لحادث سيء في الطفولة.

أو التعرض للتحرش الجنسي أو اللفظي الذي ينتج عنه الخوف الشديد من الإفصاح عما مر به، أو فقدان الحبيب أو فقدان صديق مهم، كل هذه الأزمات يمكنها أن تصيب الشخص بخلل في الدماغ.

3- أسباب نفسية

الإصابة بالاكتئاب أو بمرض الذهان أو بالمشكلات التي تؤدي إلى الدخول في حالة نفسية غير مستقرة تعمل على الإصابة باضطرابات في سلوكيات المريض الجنسي في أغلب الحالات وبالتالي يمكن أن ينتج عن هذه الاضطرابات الإصابة بالوسواس القهري الجنسي وذلك يحدث في حالة عدم الخضوع للعلاج المناسب.

علاج الوسواس القهري الجنسي

من شأن الوسواس القهري الجنسي أن يجعلك تفقد احترامك أمام المحيطين وعلاقاتك الشخصية والتعرض لبعض الأمراض الخاصة بانتقال العدوى الجنسية، وذلك لأن الوسواس يجبرك على القيام بممارسة بأي شكل حتى إن وصل الأمر للممارسة مع أشخاص لم تعرفهم، لذا يجب أن تخضع إلى العلاج لعدم تفاقم الأمر والتأثير بشكل سلبي عليك أكثر من ذلك.

من الجدير بالذكر أن الأمراض النفسية تكاد تكون أصعب من الأمراض العضوية وذلك لأنه لا يمكن التخلص منها بسهولة والتشخيص وفقًا للأعراض أو التصوير الإشعاعي أو فحس التحاليل المخبرية، لكن التشخيص يكون وفقًا لشكوى المصاب الذي يعاني من خلل في التركيب الكيميائي للدماغ وذلك يجعل الطبيب أكثر عرضة للخطأ في تشخيص المرض.

لكن من حسن الحظ أن الإصابة بمرض الوسواس القهري الفكري الجنسي يتمكن الأطباء من علاجها بشكل نهائي عن طريق الآتي:

أولًا: العلاج النفسي

يعمل العلاج النفسي في حالة الإصابة بالوسواس القهري الجنسي على التفرقة بين الأفكار المنبثقة من اللاوعي ويعمل على تعديل دوافع الشخص في الحياة مع المساعدة على السيطرة على الأفكار التي تتحكم في رغبة الشخص في ممارسة العلاقة الجنسية.

حيث يعتمد الطبيب النفسي المعالج على استبدال السلوكيات الجنسية الخاطئة التي لها دور كبير في الإصابة بسلوكيات جنسية سليمة يمكن للمريض أن يقوم بتجربتها والاستمتاع من خلالها وبذلك يتم الإحلال وتشوش الأفكار القهرية في عقل المريض، ويمكن أن يتم ذلك بمساعدة شريك الحياة أو الأسرة أو صديق مقرب وذلك يكون برغبة المريض وبناءً على اختياره الحر.

بالإضافة إلى انضمام المريض لبرنامج 12 خطوة وهو برنامج شهير يسلكه المدمن ولا يشترط أن يكون المدمن يدمن المشروبات الكحولية أو المواد المخدرة فمريض الوسواس القهري الجنسي مدمن من نوع آخر، حيث يوفر ذلك البرنامج وجود نماذج كانت تعاني نفس معاناة المريض تقوم بشرح التجربة الخاصة بها والطريقة التي ساعدتهم في التخلص من ذلك الإدمان.

ثانيًا: العلاج بالأدوية

يصف الطبيب للمريض مضادات الاكتئاب بالإضافة إلى الأدوية التي تحتوي على مادة النالتريكسون التي تعمل على انخفاض استمتاع الدماغ ببعض السلوكيات التي تزيد من تعلق المصاب بالأمر وإدمانه عليها، كما يتناول المريض مثبطات الحالة المزاجية وهي تتمكن من التخفيف من الرغبة الجنسية وعدم الانسياق وراء الأفكار القهرية.

كما يصف الأطباء المعالجين في مثل هذه الحالات مضادات هرمون الاندروجين التي تعمل على تقليل ذلك الهرمون الجنسي الذي يدفع الرجال للشعور بالرغبة الشديدة في الممارسة، وعادةً تستخدم هذه الأنواع من الأدوية مع الرجال الذين لهم سلوك عنيف في ممارسة العلاقات الجنسية.

اقرأ أيضًا: أعراض الوسواس القهري الجسدية

ثالثَا: العلاج المنزلي

الدعم من المحيطين ومحاولة تخطي الأمر بدون إحراج المريض، كما يمكن محاولة إقناعه بإصابته وتقليل حدة الأمر لديه لأن كل الأشخاص معرضين لإصابات من ذلك النوع، بالإضافة إلى التطرق إلى أنواع أخرى في العلاج في حالة عدم استجابة المريض للعلاجات السابقة وهي تتمثل في التالي:

  • العلاج بالصدمات الكهربائية.
  • التحفيز العميق للدماغ.
  • التحفيز المغناطيسي داخل الجمجمة.

إن كنت تعاني من الرغبة في تجربة سلوكيات جنسية جديدة وتدفعك الرغبة في التجربة يمكنك أن تستشير طبيب نفسي في الحال لأنك غالبًا تكون مصاب بالوسواس القهري الفكري الجنسي.

قد يعجبك أيضًا