الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني

الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني واضح ويمكن ملاحظته بسهولة، فيوجد العديد من الأشخاص المصابين بأنواع مختلفة من الوساوس التي تؤثر على حياتهم بالسلب ويمكن أن تصل إلى مراحل قوية لا يتمكن فيها الشخص من السيطرة على أفكاره، لذا من خلال موقع جربها سنوضح الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني.

الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني

هناك العديد من الاختلافات بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني، حيث يعتبر الوسواس من الحالات المنتشرة بين عدد كبير من الناس ولكن بدرجات متفاوتة، فمن الناس يمتلكون حالات من الوسواس لكنها طبيعية لا يعانون من أعراضها أو الآثار الناجمة عنها.

لكن يوجد البعض الآخر من الناس يمتلك حالات شديدة وتتطور وتصبح مرض نفسي يسيطر على وتيرة حياتهم، وقبل التعرف على الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني يمكن التأكد من اختلاف قدرة شخص لآخر لأنه يوجد البعض ممن يتعاملون من أفكار الوسواس بتجاهل أو بدون اهتمام.

بالتالي لا يتمكن الوسواس من السيطرة عليهم، بينما يمكن أن تسيطر الوساوس على البعض الآخر وتجعله لا يتمكن من مقاومتها وتسيطر على كل تصرفاته وتبدأ أعراضها في التفاقم إلى الوصول إلى حد لا يتمكن الشخص فيه من التخلص منها من تلقاء نفسه بل يحتاج إلى المساعدة.

من بين أنواع الوساوس المختلفة يمكن التعرف على الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني، حيث تعتبر تلك الأنواع من الوساوس هي الأكثر انتشارًا وبالتالي يمكن توضيح الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني من خلال السطور التالية.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الوسواس القهري الجنسي

أولًا: الوسواس القهري

الوسواس القهري هو اضطراب نفسي متعلق مشابه للقلق لكنه أقوى من القلق في مستوياته، فهو يسيطر على الشخص ويجعله يقوم بتصرفات الغير منطقية التي تتطور وتصبح تصرفات قهرية، بالإضافة إلى وعي الأشخاص المصابين بالوسواس القهري لِما يقومون به من تصرفات قهرية لكنهم لا يتمكنوا من تجاهلها أو السيطرة عليها.

مهما حاول المصاب بالوسواس القهري مقاومة الأفكار القهرية التي تراوده فهو لا يتمكن من ذلك بسبب سيطرة الأفكار عليه وقيامه بالتصرف حسب هذه الوساوس لتحسين ضائقة يشعر بها ويمكن أن يشعر الشخص عند إصابته بأنه مضطر إلى غسل يديه عدة مرات للحد من الإصابة بالأمراض، حيث قد يتسبب ذلك في جروح يديهم.

كان مرض الوسواس القهري نادر لكنه اليوم من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا، لأنه يبدأ في سن مبكر يمكن أن يكون في سن الطفولة وتظهر أعراضه الشديدة في مرحلة البلوغ.

الأفكار التي تراود مرضى الوسواس القهري

يمكن أن يتمحور الوسواس القهري في اضطراب شديد من أمر معين ويتعامل المصاب في ذلك الأمر باضطراب شديد لكنه يتصرف بشكل طبيعي مع باقي الأمور الحياتية ويمكن بيان الأمر الذي يتمحور حوله المرض كالتالي:

  • أفكار متعلقة بالجنس.
  • الخوف من الإصابة بالبكتيريا والميكروبات.
  • رغبة عدوانية شديدة.
  • العد بشكل متكرر.
  • الاستحمام بشكل مفرط.
  • النظام.
  • القيام بالأمر عدة مرات متتالية.
  • الترتيب والتناظر.

اقرأ أيضًا: قصص المتعافين من الوسواس القهري

أسباب الوسواس القهري

لا يوجد سبب واضح قد صرحت به الدراسات لكن النظريات تؤكد أن هناك بعض العوامل المحتملة في زيادة فرصة ظهور المرض، حيث قد توضح الأسباب الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني وهذا من خلال اِتباع السطور القادمة:

1- عوامل بيولوجية

هناك الدلائل التي تؤكد إلى أن الوسواس القهري ينتج عن تغيير واضح في الناقلات العصبية الخاصة بالمصاب أو في الدماغ عمومًا، حيث يمكن أن يتعلق ذلك بالجينات الوراثية لكن لم تؤكد الدراسات على رجوع الإصابة إلى جين محدد ومعروف إلى الآن.

2- عوامل بيئية

خلال البحث عن الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني وجدنا أن هناك بعض الأطباء القائمين على الأبحاث الخاصة باضطراب الوسواس القهري أنه يوجد بعض العوامل البيئية المكتسبة التي قد تؤدي إلى الإصابة باضطراب الوسواس القهري وهي كالتالي:

  • تراكم الجراثيم في الحنجرة: يمكن أن تتراكم أنواع معينة من الجراثيم في حنجرة الأطفال خصوصًا عند مرحلة عمرية معينة، وينتج عنها الإصابة بالتهاب الحنجرة يزيد من احتمالية الإصابة بالوسواس القهري على المدى البعيد، لكنه لا توجد الأدلة الأكيدة التي تشير إلى صحة هذا البحث.
  • انخفاض مستويات السيروتونين: من أنواع المواد الكيميائية التي تدخل في عدة وظائف للدماغ هو السيروتونين وعند انخفاض مستوياته يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة باضطراب الوسواس القهري.

أعراض الوسواس القهري

من خلال التعرف على الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني، سنوضح أعراض الوسواس القهري، حيث يتصرف الشخص عند الإصابة بالاضطراب نتيجة دوافع لا يتمكن من السيطرة عليها مثلما يقوم المصاب بتخيل أنه دهس قطة في الشارع وهو متأكد أنه لم يقوم بذلك.

لكن تسيطر الأفكار القهرية عليه إلى أن يرجع إلى نفس المكان ويتأكد من عدم وجود قطة ميتة، يعرف الشخص أنه لم يدهس أي حيوان لكنه يضطر إلى الرجوع لكي يتخلص من الضائقة ويمكن أن يخضع إلى الأفكار بشكل أكبر عن طريق وضع استراتيجية معينة لكي يقوم بإرضاء الأفكار التي تراوده والخضوع لها، مثل القيام بالتالي:

  • غسل اليدين بشكل مفرط إلى إصابة الجلد بالتهابات بالغة.
  • التردد على الغرفة للتأكد من إطفاء زر الكهرباء.
  • الرجوع من منتصف الطريق للتأكد من إغلاق باب الغرف.
  • العد بشكل معين.
  • الحرص على ترتيب الأمور بشكل مثالي.
  • الخوف المبالغ فيه من حدوث حريق في المنزل والتأكد من إحكام إغلاق الغاز كل فترة قصيرة.
  • التشاؤم من الأرقام أو العلامات المرتبطة بحدوث أمر سيء.
  • الخوف من إيذاء الآخرين.
  • تخيلات مبالغ فيه وسلسلة من الأفكار التي لا نهاية لها.

مضاعفات الوسواس القهري

في سياق التعرف على الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني يمكن التعرف على المضاعفات الخاصة بالإصابة بالوسواس القهري حيث قد يحدث للشخص المصاب العديد من الاضطرابات التي تعتبر خطيرة وهي تتضمن الآتي:

  • اضطرابات في الشهية وعدم القدرة على تناول الطعام.
  • التهابات في الجلد.
  • مراودة المصاب بعض الأفكار الانتحارية.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • اللجوء إلى إدمان المواد الكحولية أو المخدرات.
  • عدم القدرة على القيام بالأعمال.
  • عدم إمكانية الحفاظ على علاقات اجتماعية.

اقرأ أيضًا: أقصى مدة لعلاج الوسواس القهري

تشخيص اضطراب الوسواس القهري

عند شك الشخص المصاب في تصرفاته يمكن اللجوء إلى الطبيب النفسي الذي يقوم بالفحوصات المختلفة للتأكد من الإصابة بالمرض، ويمكن من خلال ذلك التأكد من الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني حيث تعتمد بعض الأنواع من التشخيصات على استبعاد بعض الأمراض الأخرى.

يقوم الطبيب بالفحص الجسدي مع التحاليل المعملية بالإضافة إلى الاختبارات النفسية التي يمكن من خلالها أن يتأكد من بعض المعايير لإمكانية الجزم أن المصاب يعاني من الوسواس القهري وهي كالآتي:

  • معاناة المريض من أفكار متكررة وتخيلات تتسبب في ضائقة.
  • لا تكون الأفكار التي تراود المريض القلق مبالغ فيه بسبب مشكلة حياتية يتعرض لها.
  • قيام المصاب بمحاولة قاسية في تجاهل الأفكار وعدم القدرة على ذلك.
  • القيام باتباع ما تمليه الأفكار على الشخص المصاب.

علاج الوسواس القهري

لا يمكن أن يصف الطبيب علاج للوسواس القهري لكل الحالات، حيث تختلف كل حاجة عن الأخرى وبالتالي لا يمكن لنوع واحد من العلاج أن يساعد على تخفيف حدة المرض عند كل الحالات، حيث يمكن العلاج عن طريق الالتزام بالأدوية مع الجلسات النفسية أو تناول بعض الأدوية فقط ويتضمن العلاج التالي:

1- العلاج الدوائي

يكون العلاج الدوائي عبارة عن تناول عقاقير تعمل على تعديل مستويات مركب السيروتونين في الدماغ وذلك للحد من الأفكار القهرية بالإضافة إلى بعض العقاقير الدوائية الخاصة بالحد من الاكتئاب مثل مركبات تعمل على توقف امتصاص السيروتونين، حيث تعمل هذه الأدوية على التخفيف من حدة المرض ويلزمها العديد من السلوكيات للشفاء بشكل نهائي.

2- العلاج النفسي

توجد بعض الحالات يلزمها العلاج النفسي ولا يتم الشفاء أو تحسين المرض من خلال تناول الأدوية حيث يمكن أن تتطور الحالة وتحتاج إلى التواجد في مصحة نفسية، يعمل العلاج النفسي السلوكي على مساعدة الشخص بالطرق الفعالة للسيطرة على هذه الأفكار ومن خلال ذلك يتم الحد من مراودتها له.

لكن إن كان الحالة مستعصية يلزم التواجد في المصحة النفسية والعلاج بالصدمات الكهربائية أو التحفيز المغناطيسي للدماغ.

ثانيًا: الوسواس الشيطاني

هو نوع من الاضطرابات التي تصيب الشخص من قِبل الشيطان الذي يعمل على إحاطته بالأفكار الخاصة بمعصية الله وارتكاب الذنوب ويحاول أن يجمل هذه المعاصي في نظره ويهيأ له أسهل الطرق ليقوم بارتكابها، وإن قام الشخص بها لا يتمكن من الانتهاء من ذلك لأن الشيطان يعمل على تحفيزه على إدمانها والاستمرار عليها.

لذا يجد الشخص نفسه غير قادر على السيطرة على أفكاره فهو لا يرغب إلا في القيام بذلك المنكر مع عدم الشعور بالذنب أو الرغبة في التوبة لأن الشيطان يوسوس له أنه لا يتمكن من الإقلاع عنه، ولا يتمكن من مقاومة المعصية، بالإضافة إلى منعه تدريجيًا عن أداء العبادات اليومية كالصلاة وتلاوة ورد من القرآن الكريم وقراءة الأذكار.

لأن الشيطان يشعره أنه لا يتمكن من القيام بهذه العبادات أثناء ارتكابه المعصية وأن عمله غير مقبول لذلك لا يجب أن يقوم بعباداته، لا يعتبر الوسواس الشيطاني من أشد أنواع الوساوس التي قد تصيب الشخص لأن المصاب فيها لا يتمكن من إخماد الرغبة الملحة داخله في القيام بالأمر، بذلك يعتبر الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني واضح.

اقرأ أيضًا: هل الوسواس القهري مرض خطير

أنواع الوسواس الشيطاني

مازلنا نتعرف على الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني ومن خلال ذلك نتأكد أن الوسواس هو الحديث بصوت خافت لا يمكن تفسيره، وفي الفقه فالوسواس الشيطاني تمكن الأفكار الخاصة بارتكاب المعاصي من الإنسان وعدم قدرته على مواجهة الأمر والسيطرة عليه، وقد تتواجد بعض الأنواع من الوسواس الشيطاني وهي كالتالي:

1- الوسوسة الوجودية

يشكك الشيطان الشخص في العقيدة ويبدأ في الوسوسة له بعد وجود الخالق ويساعده على تهيئة بعض الأفكار له التي تثبت له صحة هذه الأفكار ويبدأ المصاب تدريجيًا في الانسياق خلف هذه الأفكار ويبدأ في البحث عن أمور تنفى حقيقة قدرة الله.

2- الوسوسة في العبادات

يشكك الشيطان الإنسان في الوضوء والصلاة والعديد من العبادات مثلما ينشر بعض الأفكار وهي أنه قام بنقض وضوئه رغم تأكد الشخص إن لم يقم بذلك ويظل ينشر الفكرة إلى أن يقوم الشخص ويتوضأ مرة أخرى، وأنه لم يقم لصلاة العصر إلى أن يقوم الشخص ليعيد الصلاة.

روى عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ وسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما هذا السَّرَفُ يا سَعدُ؟ قالَ: أفي الوضوءِ سَرفٌ قالَ: نعَم، وإن كنتَ على نَهْرٍ جارٍ).
بالإضافة إلى الوسوسة في الصيام وأن الأفعال الطبيعية التي يقوم بها الإنسان في يومه تبطل صومه وتجعل هذه الأفكار الإنسان يشعر بأنه صومه باطل وأن ذلك اليوم لا يحتسب له

3- الوسوسة في القرآن الكريم

يُظهر هذا النوع من الوسوسة الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني لأن الشيطان يوسوس فيها للشخص الذي يقوم بتلاوة القرآن الكريم بأن يرفع صوته إلى أن يسمعه المحيطين ويدس الأفكار في عقله حتى يقوم بإظهار ما يقوم به ويتحول عمل المسلم إلى رياء لا يحتسب له.

4- الوسوسة في الطهارة

يقوم الشيطان بالوسوسة إلى الشخص أن ثوبه غير نظيف ولا يمكن أن يصلي به، بالإضافة إلى تخيله أنه أنزل بالمذي قبل الصلاة وهي التي تجعله يعيد وضوئه وصلاته مرة أخرى رغم تأكد من طهارة ثوبه قبل الصلاة مباشرةً.

لكن من إلحاح الوسواس الشيطاني داخله يقوم بتغيير ثوبه وإعادة الصلاة مرة أخرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إِنَّ لِلوُضوءِ شيطانًا يقالُ لَهُ: الْوَلْهانُ، فاتَّقُوا وسواسَ الماءِ).

5- الوسوسة في المنام

ذلك يوضح الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني لأن الوسواس القهري لا يمكن فيه أن يقوم الشيطان بالوسوسة للشخص في المنام أنه رأى الله رغم تأكد الإنسان أن ذلك الأمر محال لكنه يدس له الأفكار في عقله ويجعله يتخيل من رآه في منامه من وجه الله مثلما يحدث في الوسواس الشيطاني.

اقرأ أيضًا: أعراض الوسواس القهري الشديد

6- الوساوس في الشتائم

يُشعِر الشيطان الإنسان أن سب الدين غير محرم وأنه يمكن أن يتفوه بذلك الأمر بدون أن يحاسب عليه مادامت النية الخاصة بالشخص القائم بالسب خالية من شتم دينه والعياذ بالله.

7- الوساوس الخاصة بتدمير الأسرة

يوسوس الشيطان للإنسان دائمًا في خرب البيوت والتفرقة بين الأزواج وإنشاء خلافات كبيرة بين الأخوات وبالتالي يقوم الإنسان بذلك ويتولد داخله رغبة في الشيطان برؤية فلان يطلق زوجته ورؤية فلانة تخون زوجها.

أسباب الوسواس الشيطاني

من المعروف أن الشيطان هو أشد عدو للإنسان ومن أجل الإيذاء فهو يقوم بالتخفي لكي يظهر للإنسان بصورة يقدر من خلالها السيطرة عليه بحيث لا يتمكن الإنسان من التعرف عليه ويبدأ في الانسياق لكلامه وذلك لقول الله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}، والسبب الرئيسي لذلك هو عدم مداومة الإنسان على ذكر الله.

وسوسة الشيطان هي موجودة داخل كل إنسان لكن هناك من يتغلب عليها ومن لا يقدر على ذلك بسبب ارتكاب المعاصي والتمادي في ذلك وعدم الرجوع إلى الله ولا طاعته، يبدأ الشيطان في السيطرة على الإنسان بشكل كلي في السيطرة عليه وتزيين له المزيد من المنكرات والأمور المحرمة.
قال الله تعالى في سورة الناس: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَهِ النَّاسِ* مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ”، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة رضي الله عنه: ” إن الله تعالى تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل به أو تتكلم “.
أهم أسباب وسوسة الشيطان للإنسان هو مجاراته في المعاصي الذي يجعل الشيطان يتمادى في الوسوسة له وتعزيز ارتكاب المعاصي، أيضًا من الأمور التي تحفز الشيطان على الوسوسة هي أن يكون الشخص شديد التعلق بالله والالتزام بالأمور التي يحبها الله وتساعد على التقرب منه.

حيث يعمل على إلقاء الشبهات في طريقه حتى يبدأ في التخلي عن الالتزام بالطاعات وإن لم يلتفت الشخص المؤمن إلى الشبهات يزيد الشيطان من وسوسته فيجب أن يقوم المؤمن باستحقار هذه الوساوس واللجوء إلى الله وذلك لاتباع قول الله تعالى:
﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن أحدَكم إذا أراد أن يأتي أهله، قال: بسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان وجنِّب الشيطان ما رزقتنا، فإن قدِّر بينهما ولدٌ في ذلك، لم يضرَّه الشيطان أبدًا)، فأمرنا الرسول بالاستعانة بالله عند مراودة الوساوس الشيطانية للنفس.

اقرأ أيضًا: أشد أنواع الوسواس القهري

أعراض الوسواس الشيطاني

خلال التعرف على الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني يمكن التأكد من اختلاف الأعراض الخاصة بالوسواس القهري عن أعراض الوسواس الشيطاني، والتعرف على أشهر مثال عن وسوسة الشيطان وهو وسوسة الشيطان لسيدنا آدم إلى أن قام بتناول التفاحة من الشجرة ونزل إلى الأرض.

حيث قال الله تعالى في ذلك:

 
(فَوَسوَسَ لَهُمَا الشَّيطانُ لِيُبدِيَ لَهُما ما وورِيَ عَنهُما مِن سَوآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَن هـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلّا أَن تَكونا مَلَكَينِ أَو تَكونا مِنَ الخالِدينَ).
كان إبليس من الملائكة المقربين وعندما استكبر في أن يسجد لآدم بسبب أنه مخلوق من النار لا يجب أن يسجد إلى مخلوق من طين، وكان ذلك حسب ما ورد في سورة الكهف:
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلً}.
يمكن التأكد أن ما يعاني منه الشخص هو وساوس من الشيطان عن طريق تتبع ما يعاني منه من أعراض وهي تكون كالتالي:

  • تزيين المعصية: يحاول الشيطان أن يجمل الأمر المنكر في نظر الإنسان على أن ما يقوم به الأشخاص من معاصي ما هو إلا تحضر واتباع لتطبيق بعض الفنون التي تساعد على الانفتاح على العالم الخارجي، وأن انتشار المعاصي ليس إلا مواكبة العصر في سبيل التقدم.
  • تبرير الأخطاء: بحيث يشعر الشاب أنه يجب أن ينظر إلى النساء ويمارس بعض السلوكيات الجنسية المحرمة وصولًا إلى الزنا لأنه أعزب ولديه العديد من المشاعر، وأن يقوم الشخص الربا بهدف المكسب لتلبية متطلبات المعيشة، وأن الخمور مشروبات منعشة تعمل على تخفيف الحالة النفسية.
  • إفساد العقيدة: يقوم الشيطان بإيصال بعض الأفكار إلى الشخص المؤمن أن ما يؤمن به ما هو إلا تعقيد وعدم الاستمتاع بالنعم الموجودة في الحياة.
  • تعظيم المعاصي: يشعر الشخص عند الرغبة في ملاحظة الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني أن المعصية هينة لا يخاف من عذاب الله بسببها ولا يرهب القيام بها، بالإضافة لتفكير الشخص أنه قادر على القيام بأشياء قد حرمها الدين وأن الأمر أصبح من عاداته اليومية.
  • تعظيم الصغائر: مثل فعل الشيطان في شعور المسلم بالذنب في عدم قيامه بصلاة النوافل لكنه يحاول في أن يكون ضميره مرتاح عندما يقوم بالغيبة والنميمة.
  • تشجيع البدع: مثل التحريض على الالتزام بما نهى الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- عنه مثل زيارة قبور الأولياء وعدم اتقان العمل بهدف العبادة وقطع الأرحام بنية محاسبتهم على أفعالهم الدنيوية.

علاج الوسواس الشيطاني

في سياق التعرف على الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني يمكن التطرق إلى بعض الطرق التي قد يقوم بها الشخص لطرد الشياطين والتخلص من الوسواس الشيطانية وقد جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العلاج الأكثر فاعلية للتخلص من الوسواس الشيطاني وهو عن طريق الآتي:

1- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم

ذلك يمكن عن طريق اللجوء إلى الله عز وجل والتحصن به للحماية من الوسواس الشيطاني وجاء في سنة رسول الله صلى الله عليه أنه قال:
“يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول: مَن خلق كذا؟ مَن خلق كذا؟ حتى يقول: مَن خلق ربُّك؟ فإذا بلغه، فقولوا: اللهُ أَحَدٌ، اللهُ الصَّمَدُ، لمَ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوٌا أَحَدٌ، ثم لْيتفُلْ عن يسارِه ثلاثًا، ويستعذْ بالله من الشَّيطانِ”.
بالإضافة إلى قدرة المسلم من الاستعاذة بالله في أمرين وهم أمر قد حصل ونبدأ في الاستعاذة بالله لكي يخفف الله علينا ويتقبل زواله وأمر آخر نخاف من حدوثه ونستعيذ بالله من أجل طلب اللطف في عدم حدوث الأمر والمعاناة بفضله.

2- التسمية بالله

يجب ذكر اسم الله، وبسم الله الرحمن الرحيم للحذر من الشيطان الرجيم وبذلك يكون الإنسان المسلم معصوم من شر الشيطان الرجيم ومن أعماله، حيث تعمل التسمية بالله من منع الشيطان في مخالطة المسلم لطعامه أو شرابه أو معاشرته لزوجته أو المبيت معه في نفس المكان.

3- الانشغال بالأعمال الصالحة

الانشغال يجنب الشخص التفكير في المعاصي، حيث يعمل ذلك على منع الشيطان من السيطرة على الأفكار والابتعاد عن المشاعر السلبية والحزن الذي يصيب الإنسان بسبب الشيطان، لذا يجب أن يقوم المسلم باتباع بعض أعمال الخير والقيام بأمور نافعة تحث على التقرب من الله والتمسك بحبل الله حتى لا يتم التفكير في ارتكاب المعاصي.

بالإضافة إلى الصلاة التي تصلح شأن المسلم كله والتفكير في الآخرة وما يمكن الحصول عليه من خلال التقرب إلى الله في الحياة الدنيا والالتزام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والخوف من المعصية والتفكير بالاستمتاع المؤقت بها.

حيث يشعر الشخص أن له رغبة جامحة في القيام بأمر معين يغضب الله وحين الانتهاء منه يشعر أن ذلك الأمر ليس له القيمة الكبيرة التي كانت في مخيلته.

4- قراءة الأذكار لتحصين النفس

يمكن الالتزام بأذكار الصباح والمساء يوميًا وعدم التغافل عن قراءتها بالإضافة إلى آية الكرسي والمعوذتين وخواتيم سورة البقرة مع الالتزام ببعض الأدعية على مدار اليوم وخصوصًا في الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء كبين السجدتين وبين الآذان والإقامة وفي وقت قيام الله، حيث يمكن أن تتضمن الأدعية التالية:

  • (اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ).
  • (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ).
  • (اللَّهمَّ إنِّي أسألُك العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ اللَّهمَّ أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنيايَ وأَهلي ومالي اللَّهمَّ استر عورتي وقالَ عثمانُ عوراتي وآمِن رَوعاتي اللَّهمَّ احفظني من بينِ يدىَّ ومن خَلفي وعن يَميني وعَن شِمالي ومن فَوقي وأعوذُ بعظَمتِك أن اغتالَ من تحتي).
  • (اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وإنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ).
  • (أَعوذُ بكلِماتِ اللهِ التامَّاتِ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ، مِن شرِّ ما خلقَ، وذرأَ، وبرأَ، ومِن شرِّ ما ينزِلُ مِن السَّماءِ، ومِن شرِّ ما يعرُجُ فيها، ومِن شرِّ ما ذرأَ في الأرضِ وبرأَ، ومِن شرِّ ما يَخرجُ مِنها، ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ يطرُقُ، إلَّا طارقًا يطرقُ بِخَيرٍ، يا رَحمنُ).
  • (حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم).

5- قراءة سورة البقرة كاملة

أثناء التأكد من الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني نوضح أن الالتزام بخواتيم سورة البقرة من أهم ما يمكنك قراءته لطرد الشياطين والتخلص منهم حيث لسورة البقرة قدرة كبيرة على التخلص من الوسواس الشيطاني فلا يدخل الشياطين المنزل الذي تقرأ فيه سورة البقرة ويعيش المسلم في حالة من الاستقرار النفسي والرضا والشعور بالبركة من الله في كل أمور حياته.

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعظم سورة البقرة لِما لها من فضائل حيث كان يولي إمارة الجيش لمن يحفظ سورة البقرة، فكان يرسل الجيش ومرتبة كل واحد بما حفظه فكان من أصغرهم سنًا هو من يحفظ سور بالإضافة إلى حفظه لسورة البقرة فقال له -صلى الله عليه وسلم- فاذهب فأنت أميرهم.

كما روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إن لكل شيء سنامًا، وسنام القرآن سورة البقرة، وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تقرأ خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة».

6- الالتزام بالأدعية التي تبعد الشيطان

يوجد عدد كبير من الأدعية التي تساعد الإنسان على التخلص من الشياطين، فيمكن أن يقرأها المسلم في مختلف الأوقات من يومه وهي كالتالي:

  • دعاء الخروج من المنزل: (بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله).
  • دعاء دخول المسجد: (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم).
  • دعاء دخول الخلاء: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) وعند الخروج منه :(غفرانك).

اقرأ أيضًا: علاج الوسواس القهري بالرقية الشرعية

7- ترديد الآذان عند السماع إليه

في ظل التعرف على الفرق بين الوسواس القهري والوسواس الشيطاني نذكر أنه يمكن الاعتماد على ترديد الأذان عند سماعه في حال الإصابة بالحالتين من الوسواس، فيشعر المسلم بالطمأنينة والقدرة على الشعور بالسلام النفسي والتخلص من الشياطين الموجودة في المنزل، لفضل ترديد الآذان في طرد الشيطان.

حيث روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله قال: أشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال حي على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة”.
توجد أنواع كثيرة من الوساوس التي تُسيطر على عقل الإنسان وتجعله تحت سيطرتها الكاملة مع وعيه بأنه تحت سيطرة الأفكار السلبية، وفي حالة شعور الشخص بأنه يعاني من تلك الحالة يجب عليه طلب المساعدة.

قد يعجبك أيضًا