كيفية التخلص من الحزن على الميت

كيفية التخلص من الحزن على الميت هي أكثر الموضوعات الهامة لكل من فقد عزيزًا على قلبه، وفرَّق الموت بينهما، فالموت على الرغم من كونه حقيقة مسلم بها إلا أنه أبشع الحقائق التي تعرفها النفس ولا تتقبلها بسهولة، لكن هناك بعض الطرق التي يمكن من خلال تقبل الأمر، وهي ما سنتعرف عليه من خلال موقع جربها.

متى يخف الحزن على الميت

عند التعرض لصدمة نفسية بسبب خسارة أحد المقربين وموته تكون النفس ضعيفة، وغير قادر على تقبل الأمر، وعند البحث في الطب النفسي فيما يتعلق بالأمر وجد أن الأطباء قالوا إن البكاء لفترات طويلة بعد هذه الصدمة هو أحد أكثر الأمور الصحية التي تساعد على تخطي هذه المرحلة.

لذا يجب على كل شخص أخذ الوقت الكافي للتعبير عن حزنه والبكاء، أما من الناحية الدينية فالأمر متاح ولا إثم فيه، حيث يكون البكاء في هذه الحالة تعبيرًا عن الحزن، وليس اعتراضًا على قضاء الله وقدره، فقد بكى الرسول صلى الله عليه وسلم بشدة حزنًا عندما فقد ابنه إبراهيم.

كما أضاف أحد الاستشاريين النفسيين أن العزاء والشعور بالحزن على الميت في الطب النفسي يحتاج إلى ثلاثة أشهر على الأقل، وهي المدة الطبيعية التي يحتاج المرء إليها إلى حين تقبل الأمر.

فيبدأ في البكاء خلال هذه الفترة من وقتٍ إلى آخر، وقد يتصاحب الشعور بالحزن أيضًا مع مجموعة من الأعراض مثل فقدان الشهية والتفكير بطريقة سلبية، هذه الحالة هي ما أطلق عليها علميًا بالحداد المرضي.

مع العلم أنه في حال ما حال تفاقم الأمر واستمر لأكثر من ذلك قد يتحول إلى حالة شديدة من الاكتئاب، والتي سيكون من الصعب على الشخص التعافي منها، ويجب التدخل بالطريقة الصحيحة لمنع حدوث الأمر، وهنا يأتي دور سؤال متى يخف الحزن على الميت.

اقرأ أيضًا: أسباب الحزن المفاجئ في علم النفس

طريقة التخلص من الشعور بالحزن على الميت

هناك العديد من الطرق التي من دورها أن تساعد الشخص الذي يعاني من صدمة نفسية بسبب خسارة أحد المقربين له، وهذا لتخطي هذه الفترة الصعبة قبل أن يصل إلى حالة حادة من الاكتئاب، والتي تندرج تحت كيفية التخلص من الحزن على الميت، وهذه الطرق هي ما ورد في علم النفس ونصائح الاستشاريين، وتتضمن:

1ـ إشغال الذات

من أول ما ينصح به الأخصائيون في هذه الحالة هي محاولة إشغال الذات قدر المستطاع، وذلك عن طريق الذهاب إلى التجمعات ومقابلة الأصدقاء، أو ممارسة هواية معينة يشعر الشخص أنه قد أفرغ طاقته السلبية عند ممارستها.

كما يُمكن أن يتم ذلك عن طريق البحث عن عمل يشغل جزءًا كبيرًا من اليوم، وذلك لكيلا يتاح للشخص الكثير من الوقت للتفكير في شعوره بالحزن على الفقيد، ولا يشعر بالوحدة بعد وفاته.

2ـ ممارسة عادة جديدة

قد يساعد بدء الشخص في ممارسة عادة جديدة لم يكن يمارسها من قبل خلال يومه كثيرًا في تخطيه هذه الفترة الصعبة، حيث يبدأ في الشعور بالتغيير وعلى الجانب الآخر يكون شعور الفقد يبدأ في الزوال بشكلٍ تدريجي.

كما يمكنه أن تكون هذه العادة متمثلة في فعل يساعد الشخص الذي توفى، وفي نفس الوقت تكون بمثابة المواساة للشخص الذي يشعر بالحزن، مثل التبرع إلى أحد المؤسسات الخيرية باسم المتوفى، أو عمل بئر ماء أو زراعة شجرة بنية الصدقة الجارية على روحه، فتظل الحسنات تتزايد في ميزانه حتى بعد وفاته، وهو ما يعود بالإيجاب على المُتبرِع والمُتبرَع له.

3ـ القيام بأفعال إيجابية كذكرى للشخص الميت

يمكن أيضًا التركيز أكثر على الأمور الإيجابية التي كانت تربط بين الميت والشخص الذي يعاني من الحزن، وذلك بدلًا من الشعور بالحزن فقط، فإذا كان الميت على علاقة قوية به فمن الممكن أن يقوم بفعل الأشياء التي كان الميت يحب فعلها، أو الأشياء التي كان الميت يطلبها من هذا الشخص باستمرار.

في هذه الحالة سيبدأ شعور الفقد بالزوال تدريجيًا، وسيشعر الشخص بالرضا لما يفعله، لأن ذلك يشعره بأن الميت لا يزال موجودًا بينهم بروحه، ونصائحه، وأفعاله، وفي حال الشعور بالضيق الشديد يمكن أن يبدأ الشخص بإخراج ما يشعر به في الكتابة، وتدوين الخواطر التي تأتي إلى باله عن الميت، مما يجعل الطاقة السلبية بداخله تقل بشكلٍ كبير.

اقرأ أيضًا: كيفية التخلص من العصبية والصوت العالي

4ـ السماح للشعور بالعواطف

في الغالب عندما يتعرض الشخص لأزمة نفسية بسبب الفقدان يبدأ بشكلٍ تلقائي في منع نفسه من الشعور بالعواطف الطبيعية، والتي من المفترض أن يشعر بها، فيبدأ في عزل نفسه ومنعها من الشعور بالفرح أو السعادة أو المغامرة.

ذلك ظنًا منه أن بهذا الفعل يساعد نفسه، وأنه يأخذ الوقت الكافي للحزن، لكن في الواقع عند اعتياده ذلك الأمر سيكون غير قادر على العودة للمشاعر الطبيعية للنفس البشرية، وذلك دون دراية منه.

لا يعني أخذ الوقت الكافي للحزن ألا يكون الشخص خلال هذه الفترة أن يخرج نفسه من هذه الحالة، وبالتالي يجب على من يشعر بالفقد عدم منع المشاعر الإيجابية بداخله ويحتفل بالمناسبات ويشعر بالسعادة.

على الرغم من أنه في الكثير من الأحيان قد يجد نفسه يجمع بين السعادة والدموع إلا أنه أمرٌ طبيعي إلى حين الخروج من هذه الحالة النفسية نهائيًا.

5ـ التواصل مع الغير عند الحاجة للمساعدة

من الطرق التي تجيب عن كيفية التخلص من الحزن على الميت هي السماح بطلب المساعدة عند إدراك الشخص أنه بحاجة إليها، فبشكلٍ عام يجب في هذه الفترة أن يقوم الشخص بالبحث عن شخص يشعر بالراحة بجواره، ويقوم بتشجيعه على التحدث عن كل ما يجول في خاطره حول الفقيد وذكرياتهم معًا.

في الكثير من الحالات قد يكون الشخص على حافة الوقوع ضحية للاكتئاب بسبب موت المقربين منه، وفي هذه الحالة لا يجب عليه الخجل من طلب المساعدة من الأطباء، أو الاستشاريين النفسيين، ورُبما اللجوء إلى الانضمام لمجموعات الدعم، حيث إن هذه السُبل ستكون الأكثر فعالية في إخراجه من الاكتئاب.

6ـ السماح للنفس بالحزن واتخاذ الوقت الكافي لذلك

من طبيعة النفس أن تشعر بالحزن عندما يفرق الموت بينها وبين المقربين منها، لذا يحذر علم النفس الأشخاص من السخط على أنفسهم لأنهم يشعرون بالحزن، حيث إن هذه الخطوة هي الأولى في تقبل مثل هذا الوضع.

لكن على جانب الشعور بالحزن يجب عليه أن يذكر نفسه باستمرار أن عليه النهوض مرةً أخرى، وأن ما يشعر به في الوقت الحالي طبيعي لكن ليس من المفترض أن يستمر على هذا الحال، كما أن النفس البشرية بطبيعتها تميل على طرد الحزن من داخلها لتكون قادرة على الاستمرار في الحياة.

لكن لا يجب فعل ذلك قبل الأوان، لأن هذا قد يجعل الشعور بالحزن يعود مرةً أخرى في غير أوانه، حيث يكون بحاجة إلى الوقت الكافي الذي يمكنه من التخلص من كل هذه المشاعر، لذا يجب عليه التعايش معها لا الهرب منها.

اقرأ أيضًا: التخلص من الأفكار السلبية في العقل الباطن

7ـ التفكير بإيجابية

في إطار التعرف على كيفية التخلص من الحزن على الميت نجد أن أي شخص في هذه الحالة يتذكر الكثير من الأوقات والذكريات التي استمتع بها، والتي جمعته بالشخص المتوفى، ويتذكر كيف كان هذا الشخص قبل وفاته، وهنا يجب عليه التفكير بإيجابية.

ليفكر في أنه كان سعيدًا بسبب هذا الشخص، ويدعو له ويتذكر أن كل الأفعال الطيبة التي كان يقوم بها هي ما ستجعله سعيدًا بعد رحيله عن الدنيا.

8ـ قبول المساعدة

قد لا يلاحظ الشخص الذي يشعر بالحزن الحالة التي يمر بها من الأساس، وبالتالي لا يكون على دراية بأهمية تنفيذ كل ما سبق ذكره حول كيفية التخلص من الحزن على الميت، لكن الأشخاص من حوله قد يلاحظون الأمر ويستمرون في عرض المساعدة عليه.

هنا لا يجب عليه رفض هذه اليد التي مدت لإنقاذه، فسيكون من الجيد وجود أحدهم في الجوار، ليستمع إليه، ليشاركه الحزن، وهذه الطريقة ضمن أهم إجابات كيفية التخلص من الحزن على الميت.

مراحل تحمل الحزن على موت الأحبة وأعراضها

بعد التعرف على كيفية التخلص من الحزن على الميت يكون من الجدير بالذكر أن المراحل التي يمر بها من يفقد قريبًا له بشكلٍ طبيعي وحسب ما ورد في الطب النفسي هي أربع مراحل، وهي:

  1. تقبل فقد الشخص.
  2. المرور بمرحلة تجربة الألم والحزن.
  3. البدء في ضبط الحياة دون هذا الشخص.
  4. المضي قدمًا عن طريق تقليل التأثر العاطفي وصب هذه الطاقة في فعل مفيد.

لا يشترط أن يمر الشخص بهذه المراحل بسرعة إلى حين التخطي الكامل للأمر، لذا يجب إتاحة الوقت الكافي له، كما أنه قد يشعر ببعض الأعراض خلال هذه المراحل المختلفة، وهي:

  • الشعور بالخدر والصدمة، وهو الشعور الأول عند تلقي خبر الوفاة.
  • الشعور بالحزن الشديد، والبكاء بلا توقف.
  • الإرهاق والإعياء العام.
  • الغضب والتحسس الزائد من الأمور والأشخاص المحيطة، وربما الشعور بالغضب لموت الشخص، أو مرضه قبل الموت.
  • الشعور بالذنب لعدم التعبير الكافي عن الحب لهذا الشخص، أو لعدم القدرة على إيقاف حدوث أمرٍ ما.

اقرأ أيضًا: كيف اواسي شخص حزين بالكلام

متى يكون الشخص بحاجة للمساعدة

استكمالًا للتعرف على كيفية التخلص من الحزن على الميت؛ يكون من الضروري على من يمر بألم الفقد ومن حوله أن يكونوا على دراية بالأعراض التي تشير إلى أن هذا الشخص بحاجة على المساعدة، ومنها:

  • عدم وجود طاقة كافية حتى للنهوض من السرير.
  • إنكار الذات، ويظهر ذلك في الامتناع عن الطعام.
  • عدم القدرة على متابعة الحياة الطبيعية بعد فقد هذا الشخص.
  • كثرة العواطف لدرجة تجعلها تؤثر بشكل كبير على الحياة الطبيعية اليومية، والتي من المفترض أن يعيشها الشخص، مثل إفراغ المشاعر على هيئة الغضب من الآخرين، وعدم القدرة على مواجهة الأشخاص.

كيفية التخلص من الحزن على الميت هي أهم ما يجب على كل شخص أن يكون على دراية به، ومن خلاله سيكون قادر على مساعدة نفسه، أو المحيطين به في حال التعرض لمثل هذا الموقف الصعب، ومن الضروري استيعاب أن هذه المشاعر طبيعية ولا يعيب الشخص أبدًا الشعور بها.

قد يعجبك أيضًا