علاج نهائي للعصب الخامس

يُعد الوصول إلى علاج نهائي للعصب الخامس من الأحلام التي يطمح في بلوغها وتحقيقها كُل من يُعاني من هذه الحالة المرضية المُزعجة، فالالتهابات العصبية واضطراباتها تُظهر أعراضًا حادة تجعل مُمارسة أبسط النشاطات اليومية أشبه بالجحيم، لذا قررنا عبر موقع جربها أن نُعرفكم ما إن كان هُناك علاج نهائي للعصب الخامس أم لا.

علاج نهائي للعصب الخامس

العصب الخامس يُعرف أيضًا باسم العصب ثُلاثي التوائم، ويرجع ذلك إلى اشتماله على ثلاثة أزواج من الأعصاب على جانبي الجسم كُله تقريبًا، وتبدأ هذه الأعصاب من العقل أو الدماغ لتتحرك في الرأس بأكمله.

يُعد العصب ثُلاثي الأزواج من الأعصاب التي تعمل على مُساعدة الوجه في الإحساس بالألم، الشعور باللمس بالإضافة إلى تمييز الحرارة والبرودة التي تُصيبه من البيئة المُحيطة.

الجدير بالذكر أن له دورًا أيضًا في عملية تناول الطعام، فهو يُحفز الفك السُفلي على المضغ، بالإضافة إلى كونه يُساعد في البلع، ويُعتبر العصب الخامس واحدًا من الأعصاب سريعة الالتهاب والاضطراب.

فمُجرد وجود خطبٍ ما في الشريان الدموي المُغذي له أو ظهور كيس يضغط على هذا العصب ينتج عنه التهاب حاد يؤثر على وظائف هذا العصب كافة، وهو من صور الالتهابات المُزعجة.

فيتسبب التهاب هذا العصب الذي يحمل الرقم خمسة بين الأعصاب القحفية المُرتبطة بالوظائف الحركية، الحسية وفروع الجهاز السمبتاوي في آلام عُرفت على مدار الطب مُنذ فجر التاريخ بكونها الآلام الداخلية الأكثر حِدة على الإطلاق، فيمتاز هذا الألم بظهور نوبات تُصيب منطقة الوجه، وهي آلام يُمكن وصفها بكونها صعقات كهربائية تأتي بشكل مُفاجئ ومُباغت.

تستمر هذه الآلام لعِدة ثواني في كُل مرة تظهر فيها النوبة، وتظهر نتيجةً لأسبابٍ عِدة تنتج عن التعرض للعديد من صور المُهيجات والمُحفزات، ولكن ماذا عن علاج هذه الالتهابات؟ هل هُناك علاج نهائي للعصب الخامس؟

في واقع الأمر لم يتم الوصول إلى خلاص وعلاج نهائي للعصب الخامس، ولكن هُناك بعض الوسائل العلاجية التي أثبت فاعليتها في تطبيب هذا الالتهاب والتخلص بشكل يُعد طويل الأمد والأجل من أعراض اضطرابات هذا العصب، منها ما هو جراحي، ومنها ما هو غير ذلك بكل تأكيد، وهذه الطرق العلاجية هي ما سنوضحه لكم الآن فيما يلي من فقرات.

اقرأ أيضًا: علاج العصب السابع بزيت الزيتون

تطبيب التهاب العصب ثُلاثي الأزواج دوائيًا

في غالب الأحيان تبدأ رحلة الوصول إلى علاج نهائي للعصب الخامس باستخدام الطبيب لبعض العقاقير والأدوية، وفي الكثير من الأحيان تُظهر هذه الاستراتيجيات من العلاج نتائج مُبهرة، وقد لا يحتاج المرء إلى استخدام عِلاجاتٍ إضافية.

في سبيل العلاج يلجأ الطبيب إلى وصف بعض العقاقير والأدوية التي تعمل على التقليل من كم إشارات الألم التي تصل إلى الدماغ، وفي بعض الأحيان تقوم بمنعها بشكل كُلي، ومن أبرز الأدوية المُستخدمة في سبيل الوصول إلى علاج نهائي للعصب الخامس ما يلي:

1- مُضادات التشنج

يُعد الهدف من استخدام مُضادات التشنج هو التقليل من الشد العضلي والعمل على استرخائها، ومن أبرز الأدوية التي تُساهم في ذلك ما يحتوي على المواد الفعالة الآتية:

  • الباكلوفين Baclofen.
  • الليوريزال Lioseral.
  • الأوزوباكس Ozobax.
  • الجابلوفين Gablofen.

الجدير بالذكر أن استخدام هذه العقاقير قد يُرافقه بعض الأعراض الجانبية مثل الارتباك، الغثيان، والنُعاس.

2- مُضادات الاختلاج

تُعرف مُضادات الاختلاج اصطلاحًا بكونها من صور العقاقير التي تعمل على علاج الحالات العصبية الصرعية، فقُدرتها على تخليص الجسم من هذه النوبات يرى فيه الأطباء سبيلًا للوصول إلى علاج نهائي للعصب الخامس.ت ى

 

هُناك العديد من الأدوية المُضادة للاختلاج التي أثبتت فاعلية عالية في علاج آلام العصب الخامس ثُلاثي التوائم، ومن أبرز هذه الأدوية ما يشتمل على المواد الفعالة الآتي ذكرها:

  • كاربامازيبين Carbamazepine.
  • كارباتول Carbatol.
  • تيجريتول Tegretol.

الجدير بالذكر أن هُناك العديد من صور مُضادات الاختلاج التي تُساهم في التقليل من حِدة آلام العصب الخامس ثُلاثي الأزواج، ولكن لا يشمل ذلك كافة الأدوية، ومن أشهر ما يُستخدم في سبيل الحد من هذه الآلام والوصول إلى علاج نهائي للعصب الخامس ما يلي:

  • أوكسكاربازيبين Oxcarbazepine.
  • سيربكس Cerebyx.
  • كسيميا Qsymia.
  • توباماكس Topamax.
  • هوريزانت Horizant.
  • جراليز Gralise.
  • ليريكا Lyrica.

يُعد فقدان مُضاد الاختلاج لفاعليته بمرور الوقت أمرًا شائعًا للغاية، وفي هذه الحالة يقوم الطبيب المُختص غالبًا بزيادة الجُرعة المُخصصة من الدواء، وقد يعمل على وصف علاج آخر يحتوي على مادة فعالة مُختلفة، وفي الكثير من الأحيان ينتج عن العلاج باستخدام هذه الأدوية أعراض جانبية وآثار تشتمل على ما يلي:

  • الدوخة والدوار.
  • الارتباك والتوتر.
  • الرغبة في النوم والنُعاس بشكل مُستمر.
  • الغثيان.

كما تتميز هذه العلاجات بوجود موانع طبية جمة وتفاعُلات دوائية يُمكنه وصفها بكونها خطيرة، لذا يقوم الأطباء في بعض الأحيان بعمل تحليل جيني قبل البدء في استخدام هذه العقاقير.

3- الحقن الدوائي للبوتوكس

يتم اللجوء إلى حقن البوتوكس بشكل دوائي عندما يتوقف المريض عن التجاوب العلاجي باستخدام العقاقير الطبية، كما يكون هذا الأسلوب الحل المثالي بالنسبة للحالات التي تُعاني من آثار جانبية خطيرة أو مُضاعفات غير متوقفة نتيجة استخدام العقاقير المُضادة للاختلاج والتشنج.

فقد أثبتت بعض الدراسات كون إبر البوتوكس تعمل على التقليل من حِدة الألم الناتج عن التهاب العصب الخامس أو العصب ثُلاثي التوائم، وعلى الرغم من وجود العديد من الحالات التي تُثبت فاعلية هذا الحَقن إلا أن الأبحاث العلمية والدراسات ما زالت سارية على قدمٍ وساق للتأكد من كون استخدام هذا العلاج يُعد فعالًا حقًا.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع التهاب العصب الثامن

التطبيب الجراحي لالتهاب العصب الخامس

في الكثير من الأحيان يعتبر الأطباء التدخل الجراحي الطريقة المُثلى للوصول إلى علاج نهائي للعصب الخامس وما ينتج عن التهابه من آلام ومُشكلات صحية، وهُناك العديد من الخيارات العلاجية التي يُمكن اللجوء إليها في هذا الصدد، ومن أبرز هذه الوسائل العلاجية ما يلي:

1- سكين جاما

هذه الطريقة تُعتبر من الوسائل العلاجية التي تُعرف طبيًا باسم الجراحة الإشعاعية التجسيمية للدماغ، ويُمكن اختصار هذا المُسمى تحت لفظ سكين جاما، وهو إجراء متقدم طبيًا بعض الشيء يتم استخدام أشعة مُركزة ومُكثفة من جاما وتسليطها على جذر العصب الثُلاثي التوأمي.

هذا الإجراء يتم لإتلاف العصب، مما يعمل على التخلص من آلامه لتوقف السيالات العصبية الناتجة عنه، وهي من الاستراتيجيات التي يُمكن وصفها بكُل تأكيد بكونها علاج نهائي للعصب الخامس.

يصل المريض إلى الحالة الطبيعية وانعدام الألم بشكل تدريجي، وذلك على مدار فترة زمنية قد تصل إلى شهر تقريبًا، والجدير بالذكر أن هذا الإجراء يُعد واحدًا من الإجراءات الناجحة للغاية التي أظهرت فاعليتها في العلاج النهائي للعصب الخامس وكافة التهاباته.

لكن هُناك بعض الحالات التي يُلاحقها هذا الالتهاب وآلامه مُجددًا، فشاع بعد العملية بفترة زمنية تتراوح من ثلاث وحتى خمس سنوات ظهور أعراض الالتهاب مُجددًا، وحينها يلجأ الطبيب إلى إجراء آخر أو تكرار نفس الإجراء.

الجدير بالذكر أن لهذا التدخل الجراحي آثار جانبية وأعراض سلبية قد تظهر بمرور الوقت، يُعد أبرزها خدر الوجه في حالة أشبه بالشلل الجُزئي، وتظهر هذه الحالة بعد شهور أو حتى سنوات من الخضوع لهذه العملية.

2- تخفيف الضغط على الأوعية الدموية الدقيقة

يُعتبر هذا الإجراء واحدًا من الطُرق التقليدية في سبيل الوصول إلى علاج نهائي للعصب الخامس، فيتمحور هذا الاستخدام حول اللجوء إلى إزالة الأوعية الدموية التي تتصل بشكل مُباشر بجذور العصب الخامس في نقطة التقاء مُثلث التوائم العصبية.

يتم القيام بهذا الإجراء في سبيل منع العصب الخامس من إظهار الآثار الجانبية والخلل الوظيفي لها، وفي سبيل القيام بذلك يقوم الطبيب بعمل شق طولي خلف الأُذن على الجانب الذي ينشأ فيه الألم، ومن خلال هذا الشق يقوم الطبيب بعمل ثُقب صغير في الجُمجمة، ويعمل على تحريك الشرايين التي تتصل بالعصب المُصاب.

بعد الانتهاء من إبعاد كافة الشرايين المُتصلة يلجأ الطبيب إلى وضع قطعة ناعمة أشبه بالوسادة بين الأعصاب والشرايين.

في حال ما كان هُناك أوردة تقوم بالضغط على العصب يعمل الطبيب على إزالتها والتخلص منها جراحيًا، وفي بعض الأحيان يتم اللجوء إلى قطع أجزاء من العصب الخامس نفسه فيما يُعرف باسم عملية استئصال العصب، وهو إجراء شائع عندما لا تضغط الشرايين النابضة على العصب.

يُعد هذا الإجراء واحدًا من الإجراءات التي يُمكن وصفها بكونها وسيلة علاج نهائي للعصب الخامس بلا شك، فالدراسات أثبتت أن ثلاثة من كُل عشرة أشخاص تغيب عنهم أعراض هذا الالتهاب وآلامه لفترة زمنية تزيد عن العشرة أعوام، لكنه إجراء محفوف بالمخاطر ولا يُفضل اللجوء إليه، فمن أعراضه الجانبية ما يلي:

  • تنميل الوجه وضعف عضلاته مما يتسبب في ارتخائه، ولكنه من الأعراض النادرة.
  • ضعف حاسة السمع.
  • الإصابة بالسكتات الدماغية وغيرها من المُضاعفات.

اقرأ أيضًا: علاج العصب الخامس بالقرآن الكريم

3- الترددات الراديوية الحرارية

يقوم الطبيب بالاستناد إلى هذه الطريقة العلاجية بالتدمير الانتقائي للألياف العصبية التي تتسبب في الألم في المقام الأول، ويتم ذلك عن طريق إدخال إبرة مُجوفة عبر الوجه حتى الوصول إلى الجُزء المُتسبب بالألم من العصب الخامس ثُلاثي التوائم، وهو العصب الذي يصل إلى الوجه من خلال فتحة في قاعدة الجمجمة.

بعدما ينتهي الطبيب المُختص من إدخال الإبرة سيقوم بإيقاظ المريض لفترة زمنية وجيزة ليسأله عن المكان الذي يشعر فيه بالألم، وذلك عن طريق إرسال تيار كهربي بسيط عبر طرف القُطب الذي تم إدخاله.

بعد تحديد الجُزء الذي يُشعرك بالألم على وجه الخصوص سيقوم الطبيب بتخديرك مرة أُخرى، وبعدها يُسخن القطب لحرق أو كي الألياف العصبية المؤلمة والتالفة، مما يخلق آفة أو إصابة عصبية بسيطة تؤدي إلى خلل بسيط في وظيفة ما، وفي حال ما لم تتخلص من الآلام سيتم إحداث آفات أو جروح أُخرى.

هُناك العديد من الوسائل الطبية التي تظهر باستمرار في سبيل معرفة علاج نهائي للعصب الخامس بشكل رسمي ومُعتمد، وفي الآونة الأخيرة يتم تطوير فكرة العلاج بالحقن، ومن الشائع اللجوء إلى الحقن بالجليسرين في هذه الأيام.

قد يعجبك أيضًا