أسباب الهبات الساخنة في سن الثلاثين

أسباب الهبات الساخنة في سن الثلاثين تختلف فيما بين الرجل والمرأة والتي قد يكون بعضها راجع لأسباب لا دخل فيها كالهرمونات أو أسباب ناتجة عن تغيرات نمط الحياة، مما يعمل على ظهور الأعراض المختلفة طبقًا لسبب الهبات الساخنة وشدتها في مراحل العمر، لذا كان من الضروري فهم الأسباب المختلفة وهو ما سوف نتعرف عليه باستفاضة من خلال موقع جربها.

أسباب الهبات الساخنة في سن الثلاثين

تتنوع الأسباب المؤدية للشعور التدريجي أو المفاجئ بالسخونة والدفء في الجزء العلوي من الجسم والتي يُطلق عليها هبات الجسم الساخنة وتكون أكثر شدة في منطقة الوجه والرقبة والصدر بشكل خاص مُسببة التعرق بكميات كبيرة على غير المعتاد كما قد ينتج عن كميات العرق الكثيرة فقدان حرارة الجسم والشعور بالبرد المُفاجئ.

كما أن الهبات الساخنة قد يصاحبها احمرار في الجلد وقت حدوث بشكل مفاجئ، ويزداد ذلك بشكل كبير أثناء فترات الليل مما يؤثر على جودة النوم، وبالحديث عن أسباب الهبات الساخنة في سن الثلاثين التي تختلف فيما بين ما يتعلق بالمرأة والرجل نوضح ذلك فيما يلي:

أولًا: أسباب الهبات الساخنة في سن الثلاثين للمرأة

تزداد الهبات الساخنة بشكل خاص لدى المرأة بحلول سن الثلاثين وعلى الرغم من إمكانية حدوثها فيما قبل هذا السن إلا أنها تكون أكثر شدة في الثلاثينات، حيث تُعتبر فترات انتقالية تتحول فيها المرأة تدريجيًا إلى سن اليأس، لذلك يرجع حدوث الهبات الساخنة إلى عدة أسباب، نذكر منها ما يلي:

1- دورات الطمث

غالبًا ما ترتبط نوبات الهبات الساخنة الحادثة عند المرأة ارتباط شديد فيما يتعلق بدورات الطمث، حيث تحدث أغلب النوبات خلال فترة متلازمة ما قبل الحيض وأثناء الحيض وبعده وخاصة فيما يتعلق بالفترة الانتقالية التي تمر بها المرأة في سن الثلاثين وتحولها إلى سن اليأس، وما يُصاحب ذلك من تغيرات كبيرة جدًا على مستوى الهرمونات.

كما أن ميكانيكية عمل الهرمونات في التأثير على حدوث الهبات الساخنة غير معروف ولكن تحققت العديد من الدراسات أن الانخفاض الشديد في مستويات هرمون الاستروجين يؤثر بشكل كبير على منطقة تحت المهاد في المخ المسئولة عن ضبط درجات حرارة الجسم حيث تجعلها أكثر حساسية للتغيرات الطفيفة في درجات حرارة الجسم، حيث انه بُمجرد استشعار أي زيادة طفيفة في درجة الحرارة تبدأ في الاستجابة بسلسلة من العمليات المختلفة لخفض درجة حرارة الجسم، وينتج عن ذلك هبات الجسم الساخنة.

اقرأ أيضًا: أسباب الهبات الساخنة في العشرينات

2- الآثار الجانبية لبعض الأدوية والعلاجات

هناك أدوية معينة تتسبب في حدوث الهبات الساخنة ضمن مجموعة آثارها الجانبية، كالأدوية التي تؤثر على مستوى هرمونات الجسم مثل مُنشطات المبايض وغيرها من الأدوية، كما قد يكون ذلك نتيجة للآثار الجانبية للعلاج الكيماوي للسرطان وغيرها من طرق العلاجات المختلفة.

3- مشاكل الغدة الدرقية

تتسبب مشاكل الغدة الدرقية النشطة في حدوث الهبات الساخن بشكل كبير، كما تتسبب الغدة الدرقية الخاملة في الإصابة بالسمنة، حيث وُجد أن زيادة الوزن بشكل كبير يعمل على من أحد العوامل التي تتسبب في ارتفاع معدلات حدوث الهبات الساخنة بشكل كبير.

4- التدخين

يُعتبر التدخين من ضمن عوامل الخطر التي تعمل على زيادة فرص الإصابة بنوبات الهبات الساخنة بشكل كبير عند المرأة المُدخنة مقارنة بالمرأة غير المدخنة.

5- مشاكل خاصة بالأوعية الدموية

حدوث أي مشاكل أو أمراض ينتج عنها حدوث تغيرات في حالة الأوعية الدموية المُتفرقة على سطح الجسم تعمل على دخول المرأة المُفاجئ في نوبات الهبات الساخنة وخاصة عند تمدد الأوعية الدموية.

ثانيًا: أسباب الهبات الساخنة في سن الثلاثين للرجل

يتعرض الرجال أيضًا لحدوث الهبات الساخنة مثل النساء لذا كانت أسباب الهبات الساخنة في سن الثلاثين أكثر ما يسترعي الانتباه، حيث أن السبب الشائع للهبات الساخنة عند النساء في هذا السن متعلق بمستوى هرمونات الاستروجين التي تقل تمامًا بالدخول في سن اليأس، لا يحدث ذلك عند الرجال.

حيث تقل مستويات هرمون التستوستيرون فيما بعد سن الثلاثين بالمعدلات الطبيعية فتنخفض فقط بمعدل 2% لكل سنة، لذلك بالحديث عن أسباب الهبات الساخنة في سن الثلاثين لدى الرجال يُمكن ان نذكر ما يلي:

1- تغيرات سلبية في نمط الحياة

قد تكون التغيرات في نمط الحياة أحد أسباب تعرض الرجال لنوبات الهبات الساخنة حيث تزداد احتمالية حدوثها بحلول سن الثلاثين وبدء حدوث تغيرات في الرغبة الجنسية عند الرجل أو حدوث مشاكل ضعف الانتصاب وما يُصاحب ذلك من تغيرات عاطفية كثيرة تدفع الرجل إلى الشعور بالضيق والاكتئاب وتعمل على رفع مستويات التوتر والقلق ويقابل ذلك انخفاض في مستويات هرمون التستوستيرون وبالتالي الإصابة بنوبات الهبات الساخنة.

2- تثبيط إنتاج هرمون التستوستيرون

يحدث ذلك بشكل كبير أكثر حدة عند مرضى سرطان البروستاتا، حيث أن من طرق العلاجات المستخدمة لعلاج سرطان البروستاتا هو علاج حرمان الجسم من المستويات الطبيعية لهرمون الأندروجين، مما يعمل على تثبيط إنتاج هرمون التستوستيرون بالشكل الطبيعي داخل الخصية وذلك حتى لا يعمل ذلك الهرمون على تحفيز الخلايا السرطانية في النمو والانتشار، مما يؤدي إلى إصابة الرجال الخاضعون لذلك العلاج بنوبات الهبات الساخنة بشكل كبير.

3- مشاكل وأسباب طبية

هناك العديد من الأسباب الطبية الأخرى التي يُمكنها أن تتسبب في انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون عن المعدلات الطبيعية وما ينتج عنه من الإصابة بنوبات الهبات الساخنة، ومن تلك الأسباب يمكن ذكر الآتي:

  • الإصابة بأمراض الغدة النخامية بما فيها الأورام الغير سرطانية.
  • الشيخوخة وتقدم العمر.
  • التعرض للعلاج الكيماوي لفترات طويلة.
  • الإصابة بأمراض ومشاكل في منطقة تحت المهاد بالدماغ.
  • حدوث تلف في الخصية والذي قد يكون ناتج عن الإصابة أو التعرض لصدمات أو قد يحدث نتيجة الإدمان الشديد للكحوليات والمخدرات.
  • العيوب الخلقية بالجهاز التناسلي الذكري أثناء نمو الجنين والذي يمكن أن ينتج عنها فيما بعد نقص معدلات إنتاج هرمون التستوستيرون وذلك مثل بعض الشذوذات الناتج عنها متلازمة تيرنر ومتلازمة كلاينفلتر وغيرها من الاضطرابات الجينية التي تؤثر بشكل كبير على الغدد التناسلية مما يعوق الإفراز الطبيعي للخصية لمجموعة هرمونات الأندروجين.
  • تأخر البلوغ الجنسي عند الرجل والذي قد يحدث نتيجة لحدوث اضطرابات متعددة بالخصية تُعيق النمو الطبيعي لها أو حدوث عدوى النكاف، كما يمكن أن يحدث ذلك أيضًا نتيجة لبعض الأمراض مثل داء السكري.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع الهبات الساخنة

الأعراض المصاحبة للهبات الساخنة

تنقسم مجموعة الأعراض المُصاحبة للهبات الساخنة إلى مجموعتين على حسب ما إذا كانت حادثة للرجل أو المرأة، ويُمكن بذلك تقسيمها إلى مجموعتين كما يلي:

1- مجموعة الأعراض الظاهرة على النساء

تختلف الأعراض الظاهرة وشدتها بين النساء على حسب حالتهم الصحية والسبب الدافع لحدوث الهبات الساخنة، ومدة استمرارها حيث تتراوح النوبة الواحدة بين دقيقة أو دقيقتين وتكون خفيفة أو ربما تصل إلى خمس دقائق في الحالات الشديدة التي قد تعوق المرأة عن أداء الأنشطة الروتينية الطبيعية المختلف على مدار اليوم.

كما قد تستمر أعراض الهبات الساخنة لسنوات عديدة قد تصل إلى أكثر من تسع أو عشرة سنوات، ويختلف عدد مرات حدوث تلك النوبات خلال اليوم الواحد، والتي قد يُصاحبها ظهور أحد الأعراض الآتية:

  • حدوث اضطرابات عاطفية كبيرة تدفع للشعور بالقلق والتوتر والخوف الشديد.
  • يبدأ الشعور بالسخونة والدفء يدب عبر بشكل تدريجي متصاعد منتقلًا عبر الصدر والعنق والوجه.
  • عادة ما يُصاحب الهبات الساخنة عدم انتظام في ضربات القلب، والتي غالبًا ما ينتج عنها الارتفاع التدريجي الشديد في ضربات القلب وقت حدوث هبات الجسم الساخنة بشكل مُفاجئ.
  • التعرق الشديد على غير المعتاد وفقدان كميات كبيرة من حرارة الجسم مما يؤدي إلى الشعور بالعطش.
  • الشعور بالدوار والدوخة وعدم القدرة على الوقوف وفقدان توازن الجسم بشكل كبير قد يدفع إلى الاستلقاء أرضًا بحثًا عن أي مصدر للهواء.
  • حدوث اضطرابات شديدة في دورات النوم متسببة في الاستيقاظ ليلًا مع الشعور بالأرق والتعرق الليلي.
  • بعد اضمحلال الهبات الساخنة وانتهائها تشعر المرأة بالبرودة الشديدة نتيجة ما فقدته من حرارة كما يصاحب ذلك قشعريرة الجسم والرعشة الشديدة.
  • الشعور بالألم وعدم الراحة في منطقة الثدي.
  • أما فيما يتعلق بالمظهر يُصاحب الهبات الساخنة الشعور بالتوهج الشديد والذي ينتج عنه احمرار وتبرقش الجلد بشدة.

2- مجموعة الأعراض الظاهرة على الرجال  

بالرغم من اختلاف أسباب الهبات الساخنة عند النساء مقارنة بالرجال باختلاف المحفزات المختلفة لإنتاج الهرمونات الجنسية، إلا أن مجموعة الأعراض الظاهرة على النساء تتشابه إلى حد كبير مع مجموعة الأعراض المصاحبة للهبات الساخنة عند الرجال، وتختلف في عدد مرات حدوثها والوقت الذي تستغرقه، كما قد تقل حدة الأعراض أو تختفي تمامًا في خلال عدة أشهر، ومن تلك الأعراض يُمكن أن نذكر ما يلي:

  • الشعور بالاكتئاب والقلق الشديد.
  • التعرق الشديد مع ملاحظة عدم زيادة في حجم الخصيتين الناتج عن تأخر البلوغ الذي عمل على استهلاك سنوات طويلة لنمو الأعضاء التناسلية واكتمال نضجها.
  • الإحساس بالذعر الشديد المصحوب بخفقان القلب.
  • انخفاض الرغبة الجنسية والنشاط الجنسي وحدوث ضعف الانتصاب المصحوب بنوبات من الهبات الساخنة بشكل حاد في الجزء العلوي من الجسم.
  • الانخفاض الشديد في طاقة الجسم والشعور بالإجهاد مع الاحمرار الشديد في الجلد.

نصائح حول كيفية التعامل مع الهبات الساخنة وعلاجها

هناك العديد من النصائح والأساليب التي يُمكن إتباعها فور حدوث الهبات الساخنة وتعلّم كيفية التعامل معها وتهدئتها خاصة مع تقدم السن وبدء الانخفاض في صحة الجسم بشكل عام وإصابته بالأمراض، ومن تلك الأساليب يُمكن اتباع ما يلي:

نصائح للنساء للتعامل مع الهبات الساخنة

فيما يتعلق بالنساء، يمكن للمرأة في سن الثلاثين إتباع ما يلي:

  • اتباع طرق العلاج الهرموني بالأستروجين إلى جانب البروجسترون من أكثر الطرق الفعالة لعلاج الهبات الساخنة خاصة في الفترة الانتقالية وفترة انقطاع الطمث.
  • استخدام الاستروجين المهبلي للتخفيف من حدة الأعراض.
  • استخدام أدوية الجابابنتين بدلًا من الأستروجين حيث تعمل على علاج نوبات الهبات الساخنة الشديدة.
  • استخدام جرعات مُخفضة من مضادات الاكتئاب.
  • استخدام أدوية ضبط مُعدلات ضغط الدم بعد استشارة الطبيب للتخفيف من حدة الأعراض.

اقرأ أيضًا: إلى متى تستمر أعراض انقطاع الدورة

نصائح للتعامل مع الهبات الساخنة للرجال

فيما يتعلق بالرجال، يُمكن تجنب المسببات والمثيرات المختلفة التي تُسبب التعرض لنوبات الهبات الساخنة عن طريق اتباع ما يلي:

  • تحسين نمط الحياة بشكل عام وممارسة الرياضة المعتدلة بانتظام بشكل يدعم صحة الجسم بشكل عام وصحة الأعضاء التناسلية بشكل خاص.
  • استخدام مضادات الاكتئاب أو الهرمونات المضادة للأندروجين تعمل على علاج الهبات الساخنة بشكل كبير.
  • استخدام بدائل التستوستيرون.
  • التوقف التام عن شرب الكحول وتعاطي المخدرات والتدخين.

الرجوع إلى أسباب الهبات الساخنة في سن الثلاثين يُمكن تعلّم تدريجيًا كيفية التعامل معها وعلاجها المبكر للتخفيف من حدة الأعراض الظاهرة، سواء كان ذلك للرجل أو للمرأة.

قد يعجبك أيضًا