متى يرى الطفل حديث الولادة؟ وما هي مراحل هذا الأمر؟ تعد حاسة البصر من أكثر الحواس المهمة التي من الله علينا بها، والتي تساعدنا على ممارسة الحياة بصورة طبيعية، وكذلك الأمر عند الأطفال تساعدهم هذه الحاسة على الإدراك والتعامل بصورة جيدة، لذلك ومن خلال موقع جربها سوف نجيب عن سؤالكم متى يرى الطفل حديث الولادة مع توضيح المراحل التي تمكنه من الرؤية.
متى يرى الطفل حديث الولادة؟
من أكثر الأسئلة التي تجول في أذهان الكثير من الآباء والأمهات المقبلين على استقبال طفل جديد هو سؤال متى يرى الطفل حديث الولادة؟ ويخطر ببالهم هذا السؤال؛ لأن الأطفال في صغرهم لا يكون انتباههم بالكامل لمن يتحدث إليهم، بل يكون نظرهم على أشياء أو أشخاص أخرى بشكل عشوائي.
فتدخل إلى قلوبهم الريبة والشك ويتسألون ما إذا كان طفلهم يراهم حقا أم لا؟ وهل هو يقصد النظر إلى الأشياء الأخرى تعمدًا أم هناك قصور في النظر.
لذلك سوف نعرض لكم من خلال الفقرات التالية أهم النقاط التي توضح لكم الإجابة عن سؤال متى يرى الطفل حديث الولادة؟ هذا السؤال المقلق والمؤرق للأذهان.
في حقيقة الأمر أن الطفل تبدأ حواسه في التكون منذ الأسبوع الأول وتنتهي بالكامل قبل ولادته بما في ذلك حاسة البصر، فالله عز وجل يمنح الخلقة التامة للطفل من السمع والبصر والشعور والحركة والتكوين الدماغي.
من أجل أن نقدم إجابة مفصلة عن سؤال متى يرى الطفل حديث الولادة، يجب العلم أن رؤية الطفل حديث الولادة لا تكون واضحة ولكنها تتطور في خلال عامه الأول، وسوف نقدم لكم من خلال الفقرات التالية مراحل تكوين الرؤية عند الطفل بداية من حمل الأم بالجنين إلى أن يولد وما بعد الولادة.
اقرأ أيضًا: عدد ساعات نوم الطفل حديث الولادة
الرؤية عند الطفل أثناء الحمل
في خلال أشهر حمل الأم للطفل تتشكل عند الطفل حاسة الإبصار، ولكن ليس كما هي لدينا؛ لأن عالمه داخل رحم الأم مختلف عن عالمنا، ومن الهام جدًّا في هذه المرحلة هو أمر تغذية الأم لجنينها، كما أن متابعتها مع الطبيب من الأمور الهامة التي يجب الحرص عليها، في هذه المرحلة.
حيث إن توجيهات الطبيب والتي تتمثل في الأدوية والفيتامينات والأطعمة الواجب تناولها في هذه الفترة يكون من الضروري تنفيذها كما أمر الطبيب للحفاظ على صحة الجنين والأم، علاوة على الالتزام بمواعيد الراحة، فهذا الأمر هام جدا للأم وطفلها.
كما أنه من الضروري الامتناع عن بعض الأمور خلال هذه الفترة، على سبيل المثال التدخين والكحول وغيرها من الأمور الضارة، حيث إنه لا يؤثر فقط على حاسة الإبصار، بل يؤثر أيضا على أعضاء الجنين الأخرى وأجهزة جسمه.
الرؤية عند الطفل عند الولادة
بعد الولادة في ظاهر الأمر أن الطفل ينظر لنا فهل هو يرانا أم هذا مجرد التفات لنا بسبب مصدر الصوت؟ هذا ما سيتضح لنا من خلال الفقرة التالية فهل الإجابة عن سؤال متى يرى الطفل حديث الولادة اقتربت؟
عند ولادة الطفل من الضروري جدا وجود فحص طبي كامل له، ومن أجل ذلك يقوم الطبيب بفحص عينيه لمعرفة ما إذا كان هناك اعتام في عدسة العين أو وجود أي مشكلة أخرى خاصة بالإبصار، حيث إن هناك مشاكل يمكن أن تحدث خلال خروج الطفل من رحم الأم.
على سبيل المثال إصابته بأحد أنواع البكتيريا أو الكائنات الدقيقة، فعلى الرغم من أن مشاكل الإبصار عند حديثي الولادة تعد أمرًا نادرًا، إلا أنه من الضروري الكشف من أجل اكتشاف مشاكل الابصار مبكرًا جدًّا عند الطفل، لتجنب حدوث مضاعفات، فمن الممكن أن يأمر الطبيب بوضع مرهم مضاد حيوي لعين الأطفال حديثي الولادة لتجنبهم إصابتهم بأمراض عدوى العين البكتيرية.
الرؤية عند الطفل حديثي الولادة تكون موجودة ما لم يكن هناك مشاكل بالتكوين العين، لكن تكون الرؤية رمادية أو ضبابية، فرؤية الطفل تكون بالأبيض والأسود حينها؛ لأن الخلايا العصبية الموجودة بالشبكية والدماغ لم تكن قد اكتملت في تطورها بعد، كما أن الرؤية في المدى القريب للطفل لم تكن واضحة بعد، فلا داعٍ للقلق إذا.
خلال هذه الفترة لن يستطيع الطفل أن يرى ملامح وجه حامله بوضوح فهو ما زال في مرحلة الاستيعاب؛ لذلك نرى حركات لطيفة جدًّا من الأطفال كالإمساك بملامح وجهك، فهو هنا يستكشفها ويحاول التعرف إليها بوضح؛ لأن هذا يتطلب وقت للوصول للمهارة البصرية القريبة.
ففي الأيام الأولى للطفل من المفضل له رؤية والديه وخاصة الأم وعدم تغير المظهر بشكل كبير كي يعتاد الطفل على أمه، فهذا الأمر هام جدًّا لكليهما.
ذُكر أن شكل عيني الطفل يتغير كلما كبر؛ فلهذا تفسير علمي وهو أن الطفل يكون اتساع عينيه كبير خلال سنواته الأولى حيث إن نمو الطفل يبدأ من أعلى الرأس إلى الأسفل فيكون مدى اتساعها 65 بالمائة من حجمها عند البلوغ.
اقرأ أيضًا: كيفية إيقاظ الطفل حديث الولادة
الرؤية عند الطفل خلال الشهر الأول
رؤية الطفل في الشهر الأول تكون محدودة على ألوان معينة وهي الألوان ذات الأطوال الموجية الطويلة على سبيل المثال اللون الأصفر والأحمر والبرتقالي والأخضر، أما الأطوال الموجية القصيرة يصعب عليهم رؤيتها كالبنفسجي والأزرق فرؤيتها تتطلب وقت عند الأطفال حديثي الولادة.
لذلك يجب عليك عزيزتي الأم أن تحرصي على تحفير رؤية طفلك للألوان، وذلك عن طريق الإضاءة في غرفته ولون الجدران والشراشف والألعاب وتكون ألوانها متباينة.
يعد أمر الإضاءة بالنسبة للطفل مهم جدا، لذلك يمكنك وضع مصباح مضيء بغرفة طفلك دائما، هذا الأمر ليس مقلقًا له، بل هو مفيد لطفلك، ولا يؤثر على نومه إطلاقا، حيث إن الطفل يدرك وجود الضوء بنسبة أعلى 50 مرة من إدراك الشخص البالغ، لها لذا فهو يحتاج إلى إضاءة كبيرة وكافية.
نادرًا ما يحدث انحراف للعين إلى الداخل أو الخارج عن المسار الصحيح، ولكن ذلك طبيعي لا قلق منه إلا إذا كان بشكل مبالغا فيه وباستمرار فهنا يجب أن تذهبي إلى الطبيب كي يحل هذه المشكلة قبل أن تتطور.
الرؤية عند الطفل خلال الشهر الثاني والثالث
رؤية طفلك فالشهر الثاني والثالث تبدأ في مرحلة الوصول لحدة البصر والانتباه أكثر والتركيز على الاشياء بشكل أفضل.
يبدأ طفلك بتتبع الأشياء المتحركة ومحاولة التقاط هذه الأشياء والإمساك بها، ومن خلال ملاحظة تطور ابصار طفلك سوف تجدينه يجيد تحويل نظره من كائن إلى كائن أو من شيء إلى آخر دون تحريك رأسه بالكامل فعينيه هنا تأخد موضع الحركة والتنقل بين الموجودات حوله.
في الشهر الثالث من عمر الطفل تصبح حساسيته للضوء أقل فيمكنك هنا تقليل الإضاءة خلال نومه أو اطفاء الأنوار خلال وقت القيلولة، لكن ما زال يجب عليك الحرص على تحفيز الابصار لديه، وهنا تختلف بقدر بسيط عن الشهر الأول، فيمكنك في الشهر الثالث تحريك الأثاث من مكانه أو إضافة أشياء جديدة لغرفته باستمرار.
أيضا احرص على أن يكون نوم طفلك على الظهر حتى لا يصاب طفلك بموت الرضع المفاجئ، للحفاظ عليه يمكنك وضعه على بطنه أثناء استيقاظه ومراقبته فوضع الطفل على بطنه يجعله يمر بتجربة حركية وبصرية مهمة جدا لتطوره ونموه الجسدي والحدسي.
الرؤية عن الطفل في سن الستة أشهر
عند بلوغ طفلك الشهر السادس تكون رؤية الألوان عنده مماثلة لرؤية الشخص البالغ للألوان فيكون قادر على رؤية كل ألوان قوس قزح ويصبح أيضا دقيق في التقاط الأشياء كتوجيهها إلى فمه مباشرة ومتابعته للأشياء المتحركة والتحرك نحوها.
فحده بصر طفلك تتطور من مرحلة ولادته حتى بلوغه الستة أشهر بشكل كبير جدا وطبقا للعلم فإن حدة البصر تكون عند الولادة 6/120 وعند بلوغه ستة أشهر تصبح 6/7.5 فرؤيته تصبح كرؤية الكبار للأشياء من حوله، وعند بلوغ الطفل الستة أشهر يجب إجراء أول فحص للعين عند طبيب مختص للاطمئنان على سلامة طفلك.
اقرأ أيضًا: ملابس الطفل حديث الولادة في الصيف
الرؤية عند الطفل ما بين سن السبعة أشهر والسنة
هنا في هذه المرحلة المهمة كثيرا قد تلاحظين تغير في لون عين طفلك عما كانت عليه منذ ولادته وهذا أمر طبيعي، حيث إن هناك الكثير من الأطفال الذين يولدون بعيون عسلية أو خضراء أو زرقاء وما إن يكبروا فتصبح بنية أو تميل إلى القتامة وذلك بسبب ما يعرف بالصبغات الداكنة الموجودة بقزحة العين والتي لا تتطور كليا عند الولادة لذا تظهر عندما يكبرون.
عند بلوغ طفلك عمر السنة يصبح كثير الحركة ويتمكن من تنسيق حركة جسده مع عينيه حيث يمكنه الزحف إلى الأشياء أو التقاطها ورميها، وهنا يجب عليك توخى الحذر على سلامته وسلامة عينيه من الحركات التي تتعرض لبعض الصدمات فراقبيه جيدا.
لكن بلوغه هذا السن لا يعنى عزيزتي أن دورك قد اكتمل، بل يجب عليك أيضًا ألا تتوقفي عن دورك في تحفيز بصره، بل يمكنك أن تحفزيه من خلال إبعاد الأشياء عن متناوله وتشجيعه للوصول عليها والإمساك بها، بالإضافة إلى نشر العديد من الأشياء الملونة حوله وفي ملبسه حتى يعتاد بصره ويظل نشيطا وحاد.
في حالة كان يعاني طفلك من بعض الأمور غير الطبيعية في العين مثل الحول أو الرؤية غير الواضحة للأشياء عليك بالذهاب إلى الطبيب على الفور لمعالجة الأمر قبل أن يتفاقم، فهذا أمر لا يمكن الإهمال فيه.