تجربتي مع انسداد الشرايين

تجربتي مع انسداد الشرايين كانت بها الكثير من الصعوبات، قدر السعادة عندما تجتاز مرحلة ابتلاء بحياتك لا يقدر بأي ثمن، فأنا الآن بعد عناء وقت طويل أعلن تغلبي على المرض، وبدافع انسانيتي وشعوري بمدى قوة المرض وشره، سأحاول بشكل تفصيلي أن أوضح تجربتي مع انسداد الشرايين، وكيف تعاملت معه، وهذا من خلال موقع جربها.

تجربتي مع انسداد الشرايين

ما هو مرض انسداد الشرايين؟ جميعنا نعلم أن القلب هو العضو المسؤول عن ضخ الدم لباقي أعضاء الجسم.. وهذا الدم ينتقل بين الأعضاء عن طريق الشرايين.. إذن الشرايين هي الأوعية الدموية.. فعندما تحدث أي مشكلة بالأوعية الدموية من شأن ذلك أن يعيق عملية وصول الدم لباقي أعضاء الجسم وهو ما يسبب حدوث المرض، مرض انسداد الشرايين.

كانت حياتي قبل تجربتي مع انسداد الشرايين مستقرة، حيث كنت لاعبًا لكرة القدم في أحد نوادي الدرجة الثانية، لم أكن أكملت سني الـ 25، ومدخنًا أحاول أن أقلع عن التدخين.. فبالنسبة لشخص مثلي في بداية شبابه ويهتم بالرياضة وقد يصبح مستقبله كاملا متوقف على هذا المجال كانت فكرة التدخين خطيرة، وتحمل من المُضاعفات الكثير، وبالفعل أُصبت بانسداد الشرايين.

فكان المرض في البداية هو بداية لتعاستي، وإحساسي أن حياتي توقفت بالفعل، ويوم ذهابي للطبيب هو اليوم الأول لشعوري بجزء من أعراض المرض، فهذا المرض في الغالب لا تظهر أعراضه إلا بعد تفاقم الأمور.. حيث كنت أشعر بالإجهاد التام وضيق بالتنفس، ولم أكن قادرًا على إكمال اليوم دون الذهاب إلى الطبيب ليقوم بتشخيص حالتي المرضية.

اقرأ أيضًا: علاج انسداد الشرايين بالثوم والليمون والزنجبيل

التوجه إلى الطبيب

في البداية توجهت بإخبار الطبيب بالأعراض التي شعرت بها أثناء التمرين، وعدم استطاعتي التنفس بشكل طبيعي مما كان سببًا في إرهاقي طوال اليوم.. فسرعان ما قام الطبيب بعمل الإجراءات الخاصة بتشخيص المرض، من خلال سؤالي في البداية عما إن كنت أدخن؛ فأخبرته بأني أمارس الرياضة يوميًا وأحاول الإقلاع عن تلك العادة.

لهذا قمت بممارسة الرياضة من الأساس في المقام الأول.. أما السؤال الثاني فقد كان كم مرة أمارس الرياضة.. كما سألني إن كنت أعاني من مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول، وبالطبع أجبته بالنفي على الأسئلة المذكورة ما عدا إصابتي بمرض السكر فهذه حقيقة وحقيقة أني كنت مدخن لفترة لا بأس بها.

قد يكون في ذلك سببًا فعليًا لإصابتي بما أعاني به في الوقت الراهن.. كما قام الطبيب أيضًا بعمل الفحوصات الطبية اللازمة لي.. حيث قام بعمل تحليل للدم لمراقبة الكوليسترول، وأخبرني بأن الكوليسترول قد يكون سببًا في احتمالية الإصابة بهذه الحالة الصحية.

بالفعل رأى الطبيب أن الكوليسترول بالدم كان مرتفعًا، ومن الواضح أن هذا الدليل، بالإضافة إلى إصابتي بمرض السكري والتدخين كانوا كافيين له حتى يقوم بعمل اختبار التصوير المحوسب للتأكد من السبب وراء ما أعانيه.

في واقع الأمر كان يشُك مُنذ بداية سردي لما أعانيه من أعراض من كوني أعاني من انسداد الشرايين، التوصل إلى ذلك من خلال التحاليل والكشف الموضعي السريري فيما يخُص الأعراض، مع العلم أنه قد أخبرني قبل ذلك عن طرق تشخيص المرض حتى يتسنى لي اختيار ما أراه مناسبًا لي وكانت على النحو التالي:

  • تخطيط القلب الكهربي: للكشف عن النوبات القلبية السابقة.
  • مسح الكالسيوم التاجي: والذي يقوم بفحص الأوعية الدموية.
  • التصوير المقطعي المحوسب: والذي يكشف تراكم اللويحات والانسدادات بالأوعية.
  • قسطرة الشرايين التاجية: من خلال اعتماده على الأشعة السينية والأنابيب الدقيقة الخاصة بالقسطرة.

ما بعد اكتشاف المرض

حدد لي الطبيب نوع الانسداد، فقال إني أعاني من انسداد الشرايين التاجية، وبالطبع أحسست في هذا الوقت بالكثير من الخوف الذي يشوبه الحزن والصدمة.. ولم يكن للطبيب سوى أن يطمئنني بالكلمات.

كما أخذ يُحدثني عن ماهية المرض وأعراضه، وبأنه بالغالب تظهر أعراضه بعد تفاقم المرض، وعلى الرغم من ظهور أعراضٍ بسيطة عليَّ إلا أنه أخبرني بكون هذه الحالة المرضية تشتمل على ما يلي من أعراض:

  • ضيق بالتنفس، حيث كنت أشعر بكثير من الإرهاق والتعب مع أقل المجهودات، وكانت سببًا في توقفي عن التمرينات بالنادي.
  • آلام الصدر، وكأنك تشعر بأن شخصًا يضغط بكامل قوته على صدرك، وهو ألم يسمى بالذبحة الصدرية.
  • النوبة القلبية، وهذه أكثر الأعراض شدة ومن شأنها أن تسبب الوفاة.
  • تعرق زائد، تشعر في هذا العرض بأن جسمك كله يتعرق.
  • خفقان القلب، أي حدوث اضطرابات في دقات قلبك.
  • غثيان دائم، حيث تشعر بضيق في الجزء العلوي من المعدة ورغبة غير إرادية بالتقيؤ.
  • مشاكل في الانتصاب عند الرجل.
  • ألم في أسفل الظهر.
  • انقطاعات في النفس.

كما أعلمني عن أعراض انسداد الشرايين لما قبل الجلطة، وهي:

  • التلعثم، أي اضطراب الطلاقة والقُدرة على الحديث.. ليكون الشخص غير قادرًا على التحدث بشكل سليم.
  • الخدر، عدم الإحساس بأعضاء الجسم والتنميل.. أيضًا عدم الإحساس بجانب كامل من الجسم.
  • انعدام الرؤية، وغالبا ما تصيب عين واحدة وذلك لتأثير المرض على جانب من جوانب الجسم.

كما أخبرني عن أعراض نوع أخر من أنواع انسداد الشرايين وهو انسداد الشرايين المحيطي، وهي:

  • التعرق الزائد والدوخة.
  • الغرغرينا.
  • ضيق أو ألم بالصدر أيضًا.
  • ألم بالجزء العلوي من الأعضاء.. الكتفين واليدين.
  • بطء عملية شفاء الجروح، إن كنت قد تعرضت لإصابة خلال فترة المرض.
  • ألم الفكين، ويكون ذلك شائعًا أكثر لدى النساء.
  • تقرحات ظاهرة بالقدمين.

من بعد ذلك صرح لي ببعض الأدوية لبداية التعامل مع انسداد الشرايين وتقبل الأمر.

اقرأ أيضًا: مشروبات تساعد على توسيع الشرايين

فترة علاجي والتعايش مع المرض

قبل أن أذهب للمنزل أوصاني الطبيب ببعض النصائح التي من شأنها أن تقلل من حدة المرض والأعراض وكانت بداية نصائحه باتباع نظام غذائي مناسب، يكون بالطبع منخفض الدهون والكربوهيدرات والسكريات.. فهي تحتوي على الكوليسترول وهو غير مرغوب بالنسبة لمرضى انسداد الشرايين بالتأكيد، كما أكد على ممارسة الرياضة بشكل مستمر وليست الرياضة المجهدة.. بل ممارسة الرياضة بشكل خفيف وعلى فترات منتظمة.

كما نصحني بتجربة شاي الأعشاب فمكوناته من المكونات التي تتسبب في تقليل نسبة الكوليسترول بالدم.. حيث كانت أغلب نصائح الطبيب لي هي نصائح لتقليل الكوليسترول تقريبًا.. وأيضًا لتجنب السمنة لأنها من أسباب حدوث المرض، ومن هنا بدأت تجربتي مع انسداد الشرايين.

بدأت بالفعل بالانتظام في ممارسة الرياضة الخفيفة بالبيت واتباع نصائح الدكتور.. قمت بأخذ فترة راحة من النادي وقتها حتى أركز في مواجهة المرض ولكني لم أمنع نفسي من مواصلة الوجود في النادي بالتأكيد.

كنت أقوم بأخذ الأدوية المصرح لي بها من الطبيب بانتظام وبالتأكيد كان لها فاعلية ودور كبير في علاجي.. وكانت كما ذكر لي:

  • أدوية النترات لتوسيع الأوعية الدموية، حيث نصحني الطبيب بدواء أيزوسوربيد ثنائي النترات، وكان له بعض الأعراض الجانبية المرهقة فكنت أعاني من صداع شديد بعد تناوله.
  • كما أوصاني بأدوية خاصة بتقليل الكوليسترول بالدم.
  • دواء الأسبرين كمضاد لتخثر الدم.
  • حاصرات مستقبلات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم وذلك لتخفيض أعراض ألم الصدر.
  • أدوية خاصة بتثبيط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، وحاصرات مستقبل الأنجيوتنسين.

تعايشت لفترة مع علاجي الذي كنت أقوم بأخذه بانتظام على مدار فترة علاجي مع وجود بعض الألم من الأثار الجانبية لبعض الأدوية.. فيجب أن تخبر الطبيب إن كانت الأثار الجانبية شديدة عليك.

اقرأ أيضًا: أعراض ضيق الشرايين في الرقبة وأسبابها

إعلان انتصاري على المرض وتقديم النصيحة

بعد فترة ليست بالقصيرة من انتظامي والتزامي بنصائح الطبيب ومعاناتي من المرض تغلبت أخيرًا على المرض حتى قمت بالفحوصات في آخر الأمر وتبين أن الأوعية الدموية كانت بحالة ممتازة، فكان لتقليلي الكوليسترول والسكريات أثر كبير.. وكذلك اتباعي لنظام غذائي وممارسة الرياضة الخفيفة وتناول أدويتي بانتظام.

كانت رحلة مرهقة بالنسبة لي ولكن كان الالتزام هو شعارها ولذلك كانت رحلة مؤلمة لكن ناجحة، وفي نهاية تجربتي أود تقديم النصيحة لجميع الأشخاص المعافين.. إن مرض انسداد الشرايين بشكل عام هو مرض خطير، فمن الممكن أن يصيبك ويصل لدرجات عالية وأنت لا تعلم أي شيء وتعيش حياتك الطبيعية.

من الممكن أن يمر عليك المرض دون علمك حتى تحدث الأزمة القلبية والوفاة من بعدها، لذا نصيحتي في تجنب حدوث المرض من الأساس، فكما نقول بأن الوقاية خير من العلاج، ولنعلم كيف نتجنب مرض انسداد الشرايين يجب علينا معرفة أسباب حدوث المرض وبالتالي تجنب فعل هذه الأسباب، والأسباب ممكن اختصارها في التالي:

  • التدخين، بالطبع يعد أهم أسباب حدوث مرض انسداد الشرايين.
  • زيادة الكوليسترول في الدم، من خلال زيادة تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون.
  • مرض السكري، فعليك الحفاظ على نسبة السكر في الدم إن كنت من مرضى السكري.
  • السن، قد يكون كبر العمر أحيانًا سببًا في مرض انسداد الشرايين.
  • السمنة، قد تؤدي لمرض انسداد الشرايين، وأيضًا عدم ممارسة الأنشطة الرياضية.

تجربتي مع انسداد الشرايين كانت تجربة ناجحة، كما أني أرى التفاؤل للمرضى الملتزمين، حيث كان الالتزام بكل النصائح والانتظام في أخذ الأدوية هو السبب الرئيسي لنجاحي بعد التوفيق من الله.

قد يعجبك أيضًا