هل الغيرة دليل الحب؟ ومتى تصبح الغيرة علامة على التملك؟ الغيرة في العلاقات العاطفية تعطي الإحساس بالحب الكبير.
لكنها أحيانًا تصبح قيود، وعلى الرغم أن الكثير من الرجال تغنوا بها واعترفوا بها على الملأ، جاء رد فعل بعض الناس على عكس المتوقع، فتابع معنا عبر موقع جربها لمعرفة هل الغيرة علامة على الحب.
هل الغيرة تعبر عن الحب
صورت لنا الأفلام التليفزيونية الغيرة بصور نمطية حينما تبتسم الحبية وتدير وجهها عن حبيبها، حتى تخفي شعورها بالفرح من الغيرة.
لكن هي تلك هي الصورة الكاملة المتكاملة عن الغيرة، هي فعلًا الغيرة هي علامة من علامات الحب، لم يقف علم النفس وخبراء العلاقات دون تقديم الإجابة الكافية عن هذا السواء.
الحب لا يمكن أن يخلو من الغيرة، فكيف يكون حب إذًا؟ فالغيرة تكون حتى بين الأصدقاء، نعم، الغيرة هي دليل على الحب ولكن عندما تكون بشكل متزن والغيرة المفرطة قد تعبر عن بعض المشاكل النفسية الأخرى.
من واجب الذكر أن بعض الرجال تتصف بطبع الغيرة المفرطة، ربما يكون بسبب اعتقادات داخلية له أو بيئة معينة نشأ فيها وفيما يلي سنتحدث عن الغيرة في العلاقات العاطفية بالتفصيل.
اقرأ أيضًا: هل لحم الخنزير يقتل الغيرة
من الأكثر غيرة الرجال أم النساء
الغيرة تعتبر شعور ناتج عن أفكار العقل ومن هنا فإن الغيرة تختلف باختلاف العقلية والبيئة التي نشأ فيها الإنسان، ورغم تنميط المجتمع للغيرة وأنها من شيم الرجال.
لكن يوجد العديد من النساء التي يمتلكها شعور الغيرة أكثر من الرجال، لا يمكننا ربط الغبرة بجنس الإنسان وتحديد من هو الأكثر غيرة النساء أو الرجال.
على الرغم من هذا فإن رد فعل الرجل عندما يشعر بالغيرة يختلف عندما تشعر السيدة ذات الشعور، فالرجل يصبح عدواني، فتلك الطريقة التي تلجأ لها السيدة لجعل الرجل يشعر بالغيرة هي ليست صحية وأطمئني هو يشعر بها حتى إذا تعمد أن يخفيها.
أما السيدة عندما تشعر بهذا الشعور، فهي تتعمد إظهار أنوثتها، فترتدي أجمل الفساتين وتظهر في أبهى صورة ممكنة ولكن يبقى مبدأ عدم إثارة غيرة أحد الطرفين هو المسيطر.
الغيرة في الحب في علم النفس
يٌعرف علم النفس الذي نلجأ له عندما تقابل مثل هذه التساؤلات الغيرة على أنها انفعال لا إرادي ينتج عنه مجموعة من ردود الأفعال وهذا الشعور هو مركب بين الغضب وحب التملك، كما أن لهذا الشعور مظهران.
الأول منهما هو ذاك الشعور الذي ينتاب الإنسان عندما يعجز عن تحقيق هدف حققه زميل له، ويعتبر هذا الشعور حافز للنجاح، والتقدم فقد يكون السبب وراء حصولك على أفضل نسخة من نفسك.
أما عند ذكر الغيرة في الحب فيكون السبب وراءه هو حب التملك، أو الشعور باقتراب شخص من المحتمل مجرد احتمال أن يتنافس على مكانته أو ربما كان في يوم من الأيام كذلك، أو حتى يوجد في بؤبؤ عينه بريق أمل في الحصول عليك.
اقرأ أيضًا: العلاقة بين رجل برج الدلو والغيرة وكيفية الوصول لقلبه
تأثير الغيرة على الحب
لا يمكن أن يقتصر تأثير الغيرة في الحب على ذاك الشعور المبهج المصاحب للغيرة السوية، فالغيرة هي خير دليل على المحبة وعلى الرغبة المستمر في شريك الحياة، ولكن حينما تتوسع وتحرم الطرف الآخر من أبسط حقوقه في الحياة وهي العيش بحرية.
من هنا يأتي التأثير السلبي على العلاقة، فتخيل معي أنك ومحبوبتك في جلسة رومانسية يملأ الحب والتفاهم وإذا بصديق قديم جاء ليلقي التحية وانتي مترقبة رد فعل غير متوقع من ذاك الشخص الغاضب الجالس أمامك.
بالتأكيد هذه النتيجة غير مرضية لكي، وكذلك له فبين التبرير لذلك الشعور ولوم النفس عليه يكون حاله.
الفرق بين الغيرة الطبيعية والغيرة المرضية
الغيرة الطبيعية المتزنة السوية تعتبر هي ملح العلاقات التي تأتي لتذكرنا بقيمتنا نحو الطرف الآخر، فهي رسالة مبطنة تعبر عن رغبتنا المستمر في الشريك.
كما أن الغيرة تٌجدد الحب وتزيد العاطفة بالعلاقة الجنسية، وستظل دليل على صحة العلاقة إلا إذا تحولت إلى صورة مرضية، فلا يوجد شخص يحب التحكم في علاقته مع الطرف الآخر.
تعتبر غيرة الرجل على المرأة حينما تتحدث مع زملاء العمل هي غيرة مرضية، قد يكون السبب الأساسي لها هو الصورة الخاطئة التي قدمها المجتمع بأن الرجل الغيور هو أكثر رجولة ولنزيد من الشعر بيت، فيوجد عدد من القصائد تتغني بالغيرة ويقول أغار عليها من ثيابها فهل هذا علامة على الحب؟
بالطبع لا، فالرجل الغيور قد عانى منذ الطفولة من أزمات نفسية تتعلق بالهجر أو المقارنة الدائمة المستمرة بينه وبين أخوته، مما تسبب في شعوره المستمر بعدم استحقاقه للحب ورغبته المستمرة في السيطرة على المحبوبة حتى لا تستطيع أن تختار شخص أخر.
لا يعلم الرجل الغيور أن قلب المرأة وقع في حبه وقام باختياره من وسط ملايين تلك الرجال وإذا جاءت الفرصة فسيتجدد اختيارها يوم بعدم له.
لكن تأتي الغيرة وتجعل المرأة تريد الهرب من تلك المصيدة رغم كل الحب الموجود داخل قلبها، فالمرأة كائن يعشق الحرية، ويتغذى على شعور الأمان، وثقة الشريك فيها قبل أن يثق بنفسه، فحينها تكون الغيرة هي القشة التي قضت على الحب الكبير.
ربما يكون جميع البشر بداخلهم العديد من الأزمات النفسية، بل ليس ربما فهذا الأكيد ولكن يجب على الإنسان الواعي ألا يجعلها تتحكم فيه وإذا أردت التخلص من هذا الشعور فتابع الفقرة التالية.
اقرأ أيضًا: علامات الاشتياق عند المرأة بعد الفراق
علاج الغيرة الشديدة
الغيرة لها علاج أو على أقل تقدير طرق لتقليل منها ولكن يا عزيزتي أو يا عزيزي هذا التغير يأتي من الطرف الذي يعاني من الغيرة المرضية، أما الطرف الثاني لا يملك أي سلطة على تغيير الطرف الآخر بالحب، فتلك الأسطورة الخاطئة تقتصر على الأفلام القديمة فقط، ورغم رومانسية الفكرة إلا أنها غير دقيقة وغير صحية بالمرة، وتأتي طرق التحكم في مشاعر الغيرة كما يلي:
- كن صريح مع نفسك ومع شريك حياتك أيضًا، الاعتراف بالمشكلة نصف الطريق لحلها فيمكنك بكل بساطة شرح الموقف وأنك تعاني من الغيرة المفرطة والأمر لا يتعلق بالطرف الآخر بل بك فهذا يجعل الطرف الثاني متقبلًا لك أكثر، واستمر على تقديم البرهان بأنك تثق به.
- أعمل على تعزيز ثقتك بنفسك، رغم أن سبب الغيرة المفرطة لا يكون في جميع الأحوال بسبب قلة الثقة بالنفس ولكن هذا من أكبر الأسباب لها، لذلك توقف على مقارنة نفسك بالأخرين، وذكر نفسك بكل النجاحات التي حققتها حتى وإذا كانت بسيطة.
- فكر بمنطقية وتحكم في مشاعر الغيرة، قد تغزو تلك المشاعر عقلك فحينها طريقة التغلب عليها هو مناقشتها فيمكنك كتابة الأسباب التي جعلتك تشعر بالغيرة في ورقة وقلم، وستتفاجأ بأن تلك الأسباب غير منطقية وحينها ستهدأ من غضبك.
- أعطي الشريك المساحة الكافية ليتخذ قراراته بحرية فيما يخص علاقته بالآخرين، وتوقف عن الاستجواب المستمر لهم فهذا لا يُعبر عن الاهتمام بل يسلب الحرية من الطرف الآخر.
الغيرة تمنح الأنسان شعور جميل يتسرب من البدن إلى القلب ولكن إذا كانت مفرطة فهذا مؤشر خطر وأنت وحدك من يستطيع أن يفرق بينهما، فاحذر أن تدخل علاقة طويلة الأمد دون أن تحدد الحل لهذه المعضلة.