ألم الحب من طرف واحد

ألم الحب من طرف واحد هو أسوأ ما يمكن أن يمر به الإنسان في حياته من تجارب، فجميعنا تقريبًا قد مر بقصة حب فاشلة أو مؤرقة ولكن تبقى قصص الحب من طرف واحد هي الأكثر إيلامًا، وسنتحدث عبر موقع جربها عن هذه التجربة ومساوئها وعلامات المرور بها سواءً للرجل أو للمرأة.

ألم الحب من طرف واحد

شعور أنك واقع في الحب مع أحدهم هو أجمل إحساس يمكن أن يغمر الإنسان في حياته، ولكنه قد يتحول إلى ألم قاسٍ وعذاب مقيم إذا كان هذا الحب عطاءً من طرف واحد فقط دون الآخر، هنا تتحول الجنة نارًا ويصبح النور ظلامًا دامسًا في عين وحياة الطرف المُحب.

إن الإنسان متى أحب بات قلبه وكيانه بالكامل ملكًا لمن يحبه، فلا يكون من السهل عليه أن يتركه أو يتخلى ويتنازل عن حبه هذا، وهذا من حقه فهو وحده من يعلم بمقدار ومكانة وقوة هذا الحب وتلك المشاعر، لذا يكون من الصعب أو شبه المستحيل عليه أن يدفن هذه المشاعر الغالية التي في نظره لا تضاهى.

ليس في الدنيا أسوأ من شخص يبقى طيلة الوقت يعطي ويبذل من قلبه ومن روحه وصبره وعمره وطاقته من أجل شخص آخر، ولكنه في المقابل يواجه كل ذلك بفتور وبرود وعدم تقدير أو عدم اهتمام، هنا يشعر الطرف المعطاء بأنه لا يساوي شيئًا وأن الإنسان الذي قرر أن يهبه عمره لا يساوي هذا العمر عنده مثال حبة من خردل.

يدخل الشخص في حالة من الحزن والأسى والأسف على حاله الذي وصل إليه، ويزيد من الشعور بالحسرة هو أنه غير قادر على إنهاء هذه المعاناة وحسمها دون رجعة، وهكذا يكون الشعور بالعجز والذل هو الشعور السائد والطاغي على كل تلك المشاعر المؤلمة.

هذا الإحساس وذاك الألم أصعب بكثير من أن يوصف وخاصةً حينما تكون المرأة هي ضحيته، وذلك لما تعرف به المرأة من كبرياء بطبيعة الحال وعزة النفس والكرامة، والميل أكثر إلى الرجل الذي يقدرها ويحترمها، كما تعرف المرأة بأنها لا تكون هي المبادرة بالإفصاح عن مشاعرها أو التعبير عنها.

لذا يكون الجرح والألم أشد قوة وفتكًا بقلبها فهي جرحت مرتين الأولى في مشاعرها وحبها، والمرة الثانية في كرامتها وشموخها كأنثى، حتى وإن مر زمن طويل على هذه التجربة ستبقى في حياتها علامة فارقة، تشعرها بغصة في قلبها كلما تواترت إلى ذهنها.

اقرأ أيضًا: الحب من طرف واحد في علم النفس

علامات الحب من طرف واحد

يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: زهدك في راغب فيك نقصان عقل، ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس، لذا بإمكان المرأة أن تتفادى التعرض إلى ألم الحب من طرف واحد وذلك في حال لاحظ أي من هذه العلامات:

1- كثرة المجهود بلا نتيجة

إن أول علامة تشير إلى أن الحب من طرف واحد وليس متبادلًا من قبل الطرفين هي كثرة البذل والعطاء والمجهود من دون نتيجة في المقابل، حيث إن الطرف المحب يكون هو دومًا المبادر بالعطاء وهو الذي يبذل من وقته ومن جهده وطاقته من أجل الطرف الثاني.

لكن في المقابل لا يجد شيئًا أمام كل هذا العطاء لا سؤال ولا اهتمام ولا شكر ولا ابتسامة حتى، وهنا لا يمكن وصف مدة الشعور بكسر النفس وذلها وألم القلب في هذه اللحظات الأليمة، وليكن بمعلوم الطرف المعطاء أن هذا الوضع لن يتغير، فالشخص الاستغلالي معدوم الشعور لا تغيره هذه الأفعال والمشاعر النبيلة، لذا فعليه الابتعاد على الفور ووضع حد لهذه المهزلة العاطفية.

2- ترتيب الأولويات

بطبيعة الحال تكون علاقة الحب مبنية على ترتيب أولويات معين ما بين أنشطة مشتركة وأوقات للترفيه وغيرها، ولكن كلا الطرفين يضع الآخر على رأس قائمة أولوياته، إلا أنه في حالات الحب من طرف واحد يكون الطرف المحب هو الذي يضع على رأس أولوياته في كل شيء على عكس الطرف الثاني.

الذي يكون وقته واهتماماته موزعة على العائلة والأصدقاء وقضاء وقت ممتع والترويح عن نفسه، دون الاكتراث أو المبالاة بالطرف الذي لطالما وضعه في بداية أي شيء وكل شيء في حياته، وهنا يتوجب على الطرف الأول أن ينسحب من هذه العلاقة، لأنه إذا بقي على هذا الوضع لن يخرج من تلك العلاقة المؤذية إلا وهو حطامًا.

3- طريقة التواصل

من العلامات المبدئية التي ينتج عنها فيما بعد ألم الحب من طرف واحد هي طريقة وأسلوب التواصل وكَمِّه وكيفه، فمثلًا يكون الطرف المحب هو الذي يبادر دومًا بالاتصال والكلام وفتح مجال للحوار والسؤال والاهتمام وإرسال الرسائل، بينما لا يحاول الطرف الآخر أن يبادر ولو لمرة واحدة بالاتصال به أو السؤال عنه.

كما أنه يتجاهل الرد على رسائله أو يقلل من الحديث وتكون الردود مقتضبة، أو مثلًا يكون الرد على عشر رسائل برسالة واحدة فقط، هذا إلى جانب تعمده التهرب من الاتصالات ومحاولات التواصل ممن يحبه ويكون من الصعب جدًا على الطرف الأول أن يصل إليه إذا ما كان في حاجة إليه.

اقرأ أيضًا: هل الحب من طرف واحد يستمر

4- التكبر عن الاعتذار

في علاقات الحب من طرف واحد يكون الطرف المحب هو المقهور والأضعف، لذا يكون أمام كل خطأ أو تقصير من الطرف الآخر يجد نفسه هو من يعتذر، ولأنه يحب ليس إلا يضطر إلى التضحية والتنازل والإذعان لكيلا يغض الطرف الآخر، بينما لا يكون هو مباليًا أصلًا أو يقدر أي شيء مما يقدمه الأول من تنازلات لأجله.

حينما يجد الشخص المحب أنه كثيرًا ما يعتذر والمخطئ أصلًا هو الطرف الثاني، عليه بالانسحاب من دون تفكير لكي يحفظ ما بقي من ماء وجهه، وأيضًا يتوجب عليه ذلك حينما يضطره هذا الشخص من أجل الاعتذار مبررًا بسوء حالته النفسية أو المزاجية، فإن هؤلاء الأشخاص عادةً ما يكونوا بارعين في إيهام الغير بأنه هو المخطئ بالفعل.

5- تبرير الأخطاء

من مسببات ألم الحب من طرف واحد هو أن يحاول الطرف المحب تبرير أخطاء وأفعال الطرف الآخر، ويختلقون لهم الأعذار الواهية التي لا أساس لها لكي يجدوا لأنفسهم مبررًا أو دافعًا للاستمرار في الحب، وربما يتجاوز الأمر هذا الحد إلى ما هو أبعد، حتى يصل بهم الحال إلى تكذيب أنفسهم لكي يتمكنوا من تصديق الطرف الآخر.

6- البخل بالراحة

إذا ما كان الطرف المعطاء في العلاقة يعاني من مشكلة ما وفكر في أن يصارح بها الطرف الآخر، ولم يجد منه ما يهون به عليه إلا كلمات لا تكفي ولا توفي مثل لا بأس أو لا تقلق، في حين أن المتحدث يكون متوقع ردًا آخر فيصدم مما قد سمعه ومن ردة فعل الآخر.

من دلائل الأنانية المطلقة هنا هو أن الطرف الآخر استكثر بأن يرد ردًا شافيًا على من يحبه، فلم يحاول أن يواسيه أو يسانده ولو بكلمة واحدة وهذا الأمر لا يكون مرة واحدة فقط، بل يكون متكررًا أو أنه شبه معتاد ومتوقع مما لا يشعر الطرف الأول بأي ارتياح أو سلام وهدوء نفسي.

اقرأ أيضًا: كيف تعرف أن الطرف الآخر لا يريدك

7- الإحساس بالخوف وعدم الأمان

الحب من طرف واحد تتمثل أبرز علاماته في الشعور الدائم بالخوف والتهديد وغياب الأمان، وذلك مثلًا في الشعور بالقلق دومًا والمحاولة من أجل الوصول إلى درجة المثالية لكي ينال إعجاب الطرف الآخر، ونجد أنه دائمًا ما يسأل نفسه كيف سأعجبه وكيف أرضيه، لأن الحب الحقيقي المتبادل من الطرفين لا تكون فيه مثل هذه المشاعر المؤرقة.

8- استجداء الحب والاهتمام

يضطر الطرف المحب إلى استجداء العواطف والمشاعر والاهتمام من الطرف الآخر، بالرغم من أن التواصل العاطفي وكذلك الجسدي والذهني يجب أن يكون متبادلًا من كلا الطرفين، إلا أن الطرف الأول من فرط حبه يصل به الأمر إلى أنه يكون مستجديًا لهذه المشاعر أو حتى يطلبها بشكل صريح من الشخص الثاني.

9- التقليل من الشأن

دائمًا ما يشعر الطرف المحب بأنه قليل الشأن أو أن به عيب أو خطب ما، كل ذلك بسبب المشاعر السلبية التي خلقها الطرف الآخر في نفسه، لعدم اهتمامه أو مبادلته أي لفتة جيدة أو المبادرة بأي شيء من أجله، كما أنه فيما بعد يبدأ في التعامل معه بصيغة ونبرة أخرى ملؤها التقليل من الشأن والانتقاص.

اقرأ أيضًا: كيف تحول الحب من طرف واحد إلى طرفين

10- التعامل بأنانية

من العلامات الهامة على أن الشخص يحب من طرفه هو فقط التعامل بأنانية، فهو دائمًا يشعر من يحبه بأنه ليس من أولوياته في الحياة أصلًا، كما أنه يكون مزاجيًا في التعامل معه وينتقي في كل مرة الأوقات التي يريد هو أن يرى فيها الطرف المحب، ويتعامل مع الجميع على أنهم أكثر أهمية ممن يحبه ويفضل أتفه شيء عليه.

قبل أن يعاني الرجل أو المرأة من ألم الحب من طرف واحد، يتوجب عليهم الانسحاب من العلاقة على الفور بمجرد ملاحظة أي من علامات الحب من طرف واحد فقط مهما كان الأمر صعبًا.

قد يعجبك أيضًا