الفرق بين الحب والاعجاب

على الرغم من كون مسألة الفرق بين الحب والاعجاب من أبرز الأمور التي يجد الناس بشكل عام مُشكلة كبيرة في الوصول إليها وفهمها إلا أن هُناك العديد من العوامل التي يُمكن من خلال اتباعها وتطبيقها أو البحث عنها التحديد الدقيق لما يُشكل الفرق بين الحب والاعجاب، ولكون هذا الأمر هامًا ومحوريًا في العلاقات يمد لكم موقع جربها يد العون.

الفرق بين الحب والاعجاب

يُمكن اعتبار الحب والاعجاب من أكثر الكلمات التي تُعبر عن المشاعر قوة، ولكن في الوقت نفسه يتم استخدام هذين الكلمتين بشكل كبير ومُبالغ فيه للغاية بين الناس، فمُجرد رؤية شخص لصورة فتاة ما على مواقع التواصل الاجتماعي كفيلٌ بجعله يتفوه إحدى هذه الكلمات أو كلاهما.

ما يجمع بين هذين الشعورين هو كونهما ينبعان من القلب بشكل كبير، فكُل من الحُب والإعجاب ليسا إلا رد فعل طبيعي لشعورٍ ينتاب المرء عند التقائه بشخصٍ يميل له القلب عن صح التعبير، وهُما من أكثر العواطف التي تؤثر في قرارات البشر على الإطلاق، ولا يُعتبر هذا أمرًا غريبًا.

ففي الغالبية العُظمى من الحالات التي يهيم بها المرء بأحدهم أو يُعجب به يكون سعيدًا، وهي الحالة التي يُحب الدماغ والعقل البقاء عليها والاستمرار فيها لأطول فترة زمنية مُمكنة، فمن المُثبت علميًا وفقًا للعديد من الدراسات كون العقل يعمل على إفراز العديد من الهرمونات عند الشعور بالانتشاء والسعادة.

لهذه الهرمونات العديد من الفوائد في واقع الأمر، ولا تقتصر على الجانب المزاجي والنفسي فحسب، بل تصل إلى الجوانب البدنية وحتى المرضية والعلاجية، لذا يُمكن القول إن الحُب والإعجاب بشخصٍ ما كلاهُما من صور المُخدرات الآمنة نسبيًا للعقل، وهذا ما يجمعها.

أما عن الفرق بين الحب والاعجاب فله العديد من الجوانب التي يُعد التطرق إلى كلٍ منها أمرًا في غاية الأهمية، وفيما يلي من سطور مقالنا هذا وجب علينا الحديث باستفاضة عما يُشكل الفارق بينهما، ومن أبرز أوجه الاختلاف:

التصوير اللغوي للشعورين

يعُد التطرق إلى معنى كُل من الحُب والإعجاب من أبرز الأمور التي قد تجعلنا قادرين بشكل كبير على تحديد الاختلافات الرئيسية بين هذين الشعورين الوجدانيين، ولا يوجد ما هو أبلغ من اللُغة العربية للتعبير عن شعورٍ ما أو لفظٍ مُعين.

ففي معاجم وقواميس لُغة الضاد هُناك العديد من التعريفات التي يُمكن من خلالها التوصل إلى ما يُشكل الفرق بين الحب والاعجاب بشكل حقيقي وواضح، ونبدأ بالحديث عن الإعجاب، فيتم وصف هذا الشعور بكونه من صور المشاعر الداخلية التي تدفع المرء إلى الشعور بالانبساط والسعادة.

كما أن هذا الشعور في غالب الأحيان يكون رد الفعل الطبيعي الناتج عن رؤية شيء جميل وحسن، ولا يقتصر الإعجاب على الأشخاص فقط في واقع الأمر، فمن المُمكن والطبيعي أن يُثير إعجاب البشر الملايين من الأمور حولنا، فالكلام مثلًا قد يُستساغ ويُعجب المرء، كما أن رؤية مظهر طبيعي ساحر يجعل القلب يميل، واستهواء ما تراه العين يُعتبر إعجاب أيضًا.

وجب التنويه هُنا إلى كون الإعجاب لا يقتصر على ما يراه المرء فحسب، بل عن هُناك ما يُثير إعجاب الشخص جراء لمسه لغير هذه الحاسة من الحواس.

فالاستماع إلى صوتٍ فيه مُتعة، لذة وحلاوة يُعتبر من أكثر الأمور التي تجعل المرء يستهوي أحد الأشخاص ظاهريًا وخارجيًا بشكل كامل، والجدير بالذكر أن المصدر الرئيسي الذي يتم استمداد هذا اللفظ البديع منه هو العجب، ما يعني أن إعجاب الشخص بشيءٍ أو أحد كناية عن كونه شديد الحُسن والجمال.

أما عن الحُب فهو يعني الود وظهور بعض الرغبات التي تُزين العلاقة بين الأشخاص أو الأشياء، فالمرء قد يحب رياضة مُعينة وقد يُحب فتاةً أيضًا، وفي اللُغة العربية يُعتبر الجُب من درجات المشاعر الغريزية التي تفوق الإعجاب.

مع العلم أنه قد يكون ناتجًا عنه في المقام الأول، ويُقال للشخص محبوب إذا ما كان فيه ما يستجلب الود ويُشعر من يراه بالرغبة المُلحة في المدح وإبداء التعجب الإيجابي والحسن.

اقرأ أيضًا: كلام عن لغة العيون وأجمل عبارات عن نظرات عيون الرجال

أوجه الاختلاف من الجانب النفسي

قد لا يكون التعبير اللغوي كافٍ للتفرقة بين هذين الشعورين الناجمين في المقام الأول عن كون أثر شيءٍ أو شخصٍ ما يقع وقعه على قلب المرء، ناظريه أو حتى مسامعه وغيرها من حواسه كالشم مثلًا وقعًا طيبًا وجميل الأثر.

من المؤكد أن التعمق في التعبير عن هذين الشعورين والتفرقة بينهما سيكون أكثر وضوحًا عندما نتطرق إلى الحديث عنهما من الجانب النفسي الذي يختص بدراسة النفس البشرية في المقام الأول، وفي واقع الأمر هُناك العديد من النظريات التي من دورها بيان الفرق بين الحب والاعجاب، وتأتي هذه النظريات على النحو الآتي:

1- الحُب في عين علم النفس

الحب في علم دراسة النفس البشرية وما يُخالجها من مشاعر وأحاسيس هو الشعور بعاطفة غريزية ودافع للانجذاب بشكل قوي تجاه شخصٍ ما، وقد تكون هذه العاطفة بريئة وتشتمل على المشاعر الخالصة التي يستشعر فيها المرء روعة وجود أحدهم، وذلك من ناحية التصرفات، المظهر الخارجي، طريقة الكلام، أسلوب التعامل، الذوق العام في الملابس وغيرها من الأمور.

في الكثير من الأحيان لا يُمكن للمرء أن يقوم بتحديد ما يُحبه في شخصٍ ما فعلًا، ولكن هُناك شعور يُراود المرء في مرحلةٍ ما بكونه يعيش هو وهذا الشخص وحدهُما في فُقاعةٍ كبيرة تُمثل لهما الجانب الحلو من العالم.

على الرغم من كون الأمر خياليًا إلى حدٍ كبير إلا أنه يكون محسوس فعلًا، فالمرء عندما يشعر بالحُب يُفتن بكل التفاصيل، ويرى ما لم يراه في أحدٍ من قبل حتى وإن لم تكن هذه التفاصيل الأجمل على الإطلاق، وذلك لا ينفي أن الحُب في التعاملات الحديثة يُعتبر لفظًا شائع الاستخدام في واقع الأمر.

كما أنه قد لا يرمز إلى الحُب الحقيقي وما يشتمل عليه من دوافع بريئة تُظهر حقيقة الشعور بالانجذاب إلى بعض الخصال وغيرها من الأمور غير الملموسة، فأصبح التعبير عنه حاليًا أقرب لكونه من وسائل إضفاء بعض الرومانسية على علاقة الشخصين.

فأصبح هُناك نمو لبُعد آخر كان موجود بالفعل ولكن بدرجة أقل ألا وهو جانب الانجذاب الجنسي للشخص، وهذه من أسوأ الطُرق التي من المُمكن أن يتم تطبيق الحُب وفهمه من خلالها، فهذا الشعور لم يكن إلا نقيًا صادقًا من فجر التاريخ، وهو المحور الذي دارت وتدور حوله العديد من المواضيع حول العالم ورُبما العالم نفسه.

2- الإعجاب وفقًا للطبيعة البشرية

هُناك الكثير من النظريات التي تعمل على تفسير هذا الشعور بكونه أكثر نقاءً من الحُب، ففي الكثير من الأحيان يكون السبب الرئيسي في اندلاع شُعلة الإعجاب دوافع لها علاقة بالتوافق، الاحترام بالإضافة إلى رؤية ما يصبوا إليه المرء فيمن أُعجب به، ولا يكون السبب في ذلك جوانب غير وجدانية في المقام الأول.

فالإعجاب يبدأ بسبب بعض الصفات الحسنة، السلوكيات المُستساغة بالإضافة إلى رؤية بعض التفاصيل التي تُميز هذا الشخص عن غيره مثل الذكاء، حُسن الملامح، الإعجاب بطريقة الكلام ولُغة الجسد، بالإضافة إلى التعامل بشكل طيب وودود يُعبر عن كون هذا الشخص يستحق حقًا أن يميل له القلب.

هذه الأمور من واجبها أن توضح الفرق بين الحب والاعجاب بعض الشيء، وعلى الجانب الآخر نجد بعض الأمور التي من دورها أن تجمع بين الشعورين وتُمثل عاملًا مُشتركًا بينهما ألا وهي كون المرء يُعجب بأشياءٍ قد لا يُعجب بها شخصٌ آخر والعكس صحيح.

وجب القول إنها من الأمور شائعة الحدوث في واقع الأمر، فقد يُعجب أحدهم بعينيك مثلًا ويهواها ويأتي شخص آخر ليراها عادية أو طبيعية ويُعبر عن إعجابه بهيئتك، طريقة كلامك أو حتى مظهرك.

اقرأ أيضًا: كلمات تجذب النساء

علامات الحُب والإعجاب

بالنسبة لشريحة كبيرة تُعد العلامات والأعراض أو ما يشعر به المرء من أبرز الأمور التي بمقدورها أن تُشكل الفرق بين الحب والاعجاب، ففي الكثير من الأحيان نسمع عن مُصطلح الحُب من النظرة الأولى، فهل هُناكم ما يؤكد من العلامات كون ما يشعر به المرء الحُب فعلًا أو الإعجاب؟ وهل يُمكن أن يكون مُجرد انجذاب لحظي ليس إلا؟ لاحظ ما يلي من علامات:

1- دلالات على الإعجاب

في واقع الأمر كثيرًا ما يكون الانجذاب من الوهلة الأولى لحظي ومؤقت إلى حدٍ كبير، لكن في حال ما استمر هذا الانجذاب فهُنا تكون احتمالية الإعجاب عالية، ومن أبرز العلامات التي تُشير إلى كونك مُعجب بشخص ما أو العكس ما يلي:

  • المُحاولة الدائمة للفت الأنظار وجعل الشخص الذي تشعر بالإعجاب تجاهه ينظر لك أو يبتسم، وبالمُقابل أنت تشعر بكونك تبتسم من قلبك حقًا.
  • القيام بأمورٍ يتم التخطيط لها مُسبقًا في سبيل جعل الطرف الآخر سعيدًا أو مُنجذبًا، وهذه الأفعال تنتج عن دراسة ومُلاحظة عالية لما يُحب هذا الشخص القيام به، تناوله، استخدامه وغيرها من الأمور.
  • الاقتناع التام بما يقوله الطرف الآخر وإبداء التوافق غير المحدود، كما أن تقدير رؤية الطرف الآخر والدفاع عما يعتقد ترمز إلى كونك مُعجب به بشكل كبير.
  • شعورك بالإحراج والارتباك لمُجرد رؤية هذا الشخص، وفي الكثير من الأحيان يتم اللجوء إلى تجنب التعامل مع هذا الشخص، وهي من أكثر طُرق التعبير عن الإعجاب غرابة، وتتسبب في خسارة نسبة كبيرة من الناس وجود من يُعجبون به.

اقرأ أيضًا: علامات الحب الجسدية عند المرأة

تصرفات تُشير إلى حقيقة الشعور بالحُب والهيام

الحُب يشتمل على كُل علامات الإعجاب التي تم ذكرها تقريبًا، مع إضافة بعض الأفعال والمُلاحظات المُتقدمة بعض الشيء في العلاقة بينكما، وهي العلامات التي قد تُشير إلى الفرق بين الحب والاعجاب وتُعبر عنه، مثل:

  • تقديم الهدايا للطرف الآخر بسببٍ وبدون.
  • الثناء وكثرة المُجاملات أو التعبير المُبالغ فيه عن كون الشخص جميلًا أو أنيقًا.
  • الرغبة في الحديث مع هذا الشخص بشكل دائم حول كُل شيء تقريبًا.
  • الشعور بالغيرة في حال ما تعامل هذا الشخص مع غيرك أو قام بتركيز جُزء بسيط من اهتمامه وتركيزه عليه.
  • مُحاولة إقناع الطرف الآخر بشكل دوري ودائم بكونك الشريك الأمثل للروح والدرب، وذلك عن طريق الاستماع بإنصات إلى المُشكلات والسعي بشكل كبير في سبيل الوصول إلى حل لهذه المُشكلات التي يُعاني منها الشريك، بالإضافة إلى المُساهمة في اتخاذ القرارات.
  • الرغبة الحقيقة والجامحة في التعبير عن الالتزام وحقيقة الحُب، مثل التقدم للخطبة أو الزواج وجعل الارتباط بينكما أمرًا رسميًا.

لا يُعد الوصول إلى الفرق بين الحب والاعجاب أمرًا هامًا في واقع الأمر مُقارنةً بضرورة التأكد من حقيقة الشخص الذي تشك في كونك مُعجبُ به، تُحبه أو العكس، فاختيار الشريك المُناسب للحياة يُمثل ثُلثي السعادة تقريبًا، وقد يُكفلك الاختيار الخاطئ خسارة الوقت وتحطيم المشاعر.

قد يعجبك أيضًا