الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت

ما هو الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت؟ وما هو المعتقد الديني لكل من الطائفتين؟ جميعنا يعرف أن الديانة المسيحية مقسمة إلى مجموعة من المذاهب الطوائف، مثلما هو الحال بين المذهب الشيعي والسني الإسماعيلي والعلوي، إلا أن الأمر في المسيحية أكثر تعمقًا وانشقاقًا على نفسه، وسوف نسرد كل التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع بشيء من الدقة والتفصيل من خلال موقع جربها.

الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت

إن من يسأل ما الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت يجب أن يكون مدركًا لحقيقة أن الديانة المسيحية يوجد بها أكثر من مذهب وأكثر من طائفة وتنطبق تلك الحقيقة على كل من الكاثوليك والبروتستانت، ويمكننا تحديد الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت كل على حدا كالآتي:

1- الكاثوليك

إن الكاثوليكية مصطلح شامل أطلق على جماعة ضخمة من الناس والعقائد واللاهوت والقداس والأخلاق والمؤسسات والقيم الروحانية للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وهذا المصطلح أيضًا يصف مجمع الكنائس المسيحية التي تخضع إلى سيطرة البابا بالاجتماع مع الكرسي الرسولي.

المقر الرئيسي لطائفة الكاثوليك هو دولة الفاتيكان في إيطاليا، وبالتحديد في مقر بابا الكاثوليك عاهل المسيحية الأول والأكبر في العالم المسيحي الغربي، وتعد طائفة الكاثوليك هي الطائفة المسيحية الأكبر في العالم من حيث العدد والانتشار وبالتحديد في أمريكا الجنوبية وجنوب أوروبا.

توجد في كنيسة الكاثوليك مجموعة من العادات والتقاليد الدينية الكنسية، فمثلًا بالإضافة إلى التقاليد الرومانية اللاتينية المتعارف عليها، نجد أن الكنيسة تضم ما يزيد عن خمسة عشر تقليد شرقي ديني.

بالرغم من ذلك يتبعها عدد من الكنائس لا يقل عن الأربعة وعشرين كنيسة من الكنائس الشرقية، التي تتسم جميعها بمجموعة من المرجعيات والتقاليد ذات التنظيم الخاص والقيادة الشخصية ولكن جميعها تحت سيطرة البابا، إلا أنها محصنة تمامًا من محاولات إدخال التقاليد اللاتينية إلى ساحتها.

في ظل الحديث عن الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت، هناك الكثير من الطوائف المسيحية على المذهب الكاثوليكي الموجودة في الشرق ومنها ما يوجد في هذه الكنائس:

  • كنيسة اللاتين في القدس.
  • كنيسة السريان الكاثوليك.
  • الكنيسة الكاثوليكية القبطية.
  • الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية.
  • كنيسة الأرمن الكاثوليك.
  • الكنيسة المارونية.
  • كنيسة الروم الكاثوليك.

اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي حرم الله عليه الزواج

المعتقد الكاثوليكي

إن المذهب الكاثوليكي له انتماءات واعتقادات خاصة، وهي محور الحديث عن الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت، ويمكن تلخيص المعتقد الديني للكاثوليكيين في النقاط الآتية:

  • إن الله هو يسوع المسيح، الابن الأوحد لله والذي ولد من قبل كل الأزمنة.
  • الإيمان بالأب القدير الذي خلق السماء والأرض وكل ما هو ملموس وغير ملموس.
  • النور الموجود في الأرض هو من نور الإله والإله مولود غير مخلوق.
  • إن الله موجود فقط من أجل البشر، وأنه قد تنازل لأجلهم ونزل من السماء، ومن الروح القدس تجسد من السيدة العذراء فأصبح إنسانًا لكي يخلص البشر من خطاياهم.
  • أن يسوع المسيح ابن الله قد تم صلبه خلال فترة حكم بيلاطس البنطي، ثم مات وتم دفنه لكي يقوم مرة أخرى من مرقده في اليوم الثالث من الدفن وذلك وفقًا لما أورده المسيحيون في الكتاب المقدس.
  • إن الله قد صعد إلى السماوات وجلس على يمين أبيه، وسوف يرجع مرة أخرى إلى الأرض في عزة ومجد حتى يدين الأحياء والأموات من البشر وتدوم وتخلد مملكته.
  • الإيمان التام بالروح القدس أي أن الله هو معطي الحياة ومن يعبده ينال الجنة، أما الابن فهو معبود وممجد من قبل الأنبياء والرسل جميعًا.
  • الإيمان التام بكنيسة واحدة فقط تكون هي الجامعة الرسولية.
  • الاعتراف والإقرار بمعمودية واحدة لغفران الخطايا والإيمان بالآخرة والبعث بعد الموت.
  • الإيمان التام بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله التي أنزلها وأوحى بها منذ أن خلقت المسيحية، ولقد قامت الكنيسة الكاثوليكية بتحديد قانون الكتاب المقدس.
  • الطلاق أمر محرم ومحظور كليًا حتى في حالات الزنا.
  • بابا الفاتيكان هو الرئيس الأوحد لكل الكاثوليك في العالم.
  • أكل الدم والمخنوق أمر مباح ومحلل.
  • الإيمان بأن الروح القدس قد نتاج خلق الأب والابن معًا.
  • السلطان الكنسي يسير وفقًا لترتيب هرمي مدرج.
  • يقوم الكاثوليك بتعميد أولادهم منذ الصغر في الكنيسة.
  • الرومان من الكاثوليك لديهم 66 كتاب مقدس ومن بينها كتب من ابوكريفا.
  • غفران الخطايا يتم من خلال الاعتراف بها في الكنيسة.
  • يقبل الكاثوليك فكرة العقاب بنار الجحيم وأنها تطهر الآثمين.
  • السيدة مريم حملت من دون أن يمسسها الرب.
  • أمور الحل والعقد في الدين كلها في يد البابا.
  • النبيذ والخبز من عناصر جسم المسيح.
  • السيدة العذراء أقل من السيد المسيح في المكانة ولكنها أعلى من القديسين.
  • الكاثوليكيون يدعون السيدة العذراء والمسيح للتوسط بينهم وبين الله في الصلاة.
  • التطهر هو حالة من البعث بعد الوفاة لكي يتطهر الإنسان من الذنوب قبل أن يدخل الجنة.
  • محظور تمامًا القيام بإجهاض الجنين عن عمد إلا في حالات معينة يمثل فيها وجوده خطرًا على صحة الأم.
  • السر المقدس هو وسيلة للنعمة.
  • الخلاص يعتمد في المقام الأول على قوة الإيمان والأعمال الطيبة المقدسة.
  • الخلاص يضيع وينتهي إذا ما ارتكب الإنسان جريمة بشعة، ولا يعود إلى بالتوبة والاعتراف في الكنيسة.
  • الكاثوليك يقدسون اللوحات والرسومات والأيقونات والتماثيل.

2- البروتستانت

ثاني ما يمكننا الحديث عنه في ظل التعرف إلى الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت هو ما يخص المذهب البروتستانتي، ويعد هذا المذهب هو ثاني أكبر المذاهب في الدين المسيحي على مستوى العالم، ويتضمن هذا المذهب العديد من المذاهب الأخرى الممثلة في هذه الكنائس:

  • الكنيسة اللوثرية.
  • الكنيسة المعمدانية.
  • كنيسة الأبرشانيون.
  • جمعية الأصدقاء الدينية.
  • الكنيسة الكالفينية.
  • الكنيسة الميثودية.
  • الكنيسة الخمسينية.
  • كنيسة المينونايت.
  • كنيسة سبتيون.

إن المذهب البروتستانتي ترجع أصوله ونشأته الأولى إلى حركة الإصلاح الديني الكنسي التي قامت خلال القرن السادس عشر الميلادي، والتي كانت تهدف أولًا إلى إصلاح الفساد الذي دب في جسد الكنيسة الكاثوليكية في غرب أوروبا.

يعد الأب أو القديس مارتن لوثر هو المنشئ الأول للاهوت البروتستانتي، الذي تمكن من الجمع في دعوته ما بين البروتستانتية والأنجيليكانية، وبالتحديد في دولة ألمانيا التي شهدت انشقاق كنيسة البروتستانت عن كنيسة الكاثوليك، لكي تتفرع منها بعد ذلك العديد والعديد من الكنائس، لكي تتعمق فجوة الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت.

المعتقد البروتستانتي

استكمالًا للحديث عن الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت، يجدر بنا الإشارة إلا أن المعتقدات الدينية تختلف كثيرًا لدى البروتستانت، عما هي عليه بالنسبة إلى الكاثوليك بالرغم من أنهما يتفرعان من دين واحد فقط وهو المسيحية، ويمكننا أن نلحظ ذلك من طبيعة المعتقد لدى أتباع المذهب البروتستانتي والذي يتلخص في الآتي:

  • إن سلطة الكنيسة تتمثل في المسيح ولا يوجد أي اعتراف بغيره كرئيس لها.
  • يرى البروتستانت أن المعمودية مجرد شهادة سطحية على التجديد في الدين، بحيث يتم التعميد لديهم بعد أن يقر المسيحي بيسوع كمخلص لكي يصبح مهمدًا من قبل الكنيسة.
  • الحقيقة كلها كامنة في الكتاب المقدس فقط، وكل نسخ ومخطوطات الكتاب المقدس سليمة ولا تحريف فيها.
  • لدى البروتستانت 66 كتاب مقدس إلا أنهم لا يؤمنون بأبوكريفا كسلطة مقدسة.
  • التوبة من الذنوب تتم عن طريق اعتراف المذنب بذنبه إلى الله مباشرة دون الحاجة إلى الوسيط أو شفيع.
  • لا يوجد ما يسمى بالنسيان أو التطهر.
  • الجحيم أو النار هو مكان للعقاب والتعذيب الأبدي ولا خلاص منه ولا يناله غير الذي يستحقه.
  • ينفي البروتستانت أن السيدة العذراء قد حملت بالمسيح من دون أن تقع بالدنس والخطيئة من قبل.
  • المذهب البروتستانتي ينكر تمامًا سيطرة البابا أو الكنيسة الكاثوليكية على المسائل العقيدية.
  • العشاء الرباني عند البروتستانت هو عبارة عن احتفال في ذكرى تجسيد المسيح والتضحية به.
  • يرى البروتستانتيين أن السيدة مريم مباركة ولكن مثلها كمثل أي شخص مؤمن وليست مقدسة.
  • لا يحتاج البروتستانتي إلى شخص وسيط أثناء الصلاة، بل يصلي لله بشكل مباشر.
  • لا يعترف البروتستانت بفكرة المطهر.
  • يسمح للمرأة أن تقوم بالإجهاض في حالة أنها حملت نتيجة الاغتصاب أو سفاح القربى، بينما يرى بعض البروتستانت أن الإجهاض جريمة لا تغتفر ولا مبرر لها.
  • يرى البروتستانت أنهم هم رمز النعمة على الأرض.
  • القديسين عند البروتستانت هم كل المؤمنين الذين ولدوا حديثًا، ولا يجب أن يتم تقديسهم أو التركيز عليهم والاحتذاء بهم.
  • تعتمد فكرة الخلاص في المقام الأول على قوة الإيمان فقط.
  • يرى البروتستانت أنهم عندما يقومون بإنقاذ شخص ما لن يفقدوا خلاصهم أبدًا.
  • يؤمن البروتستانت أن تقديس الأيقونات ضرب من ضروب الوثنية.
  • يقر أصحاب المذهب البروتستانتي بالزمالة اللا مرئية لجميع الأشخاص الذين سبق لهم إنقاذهم، أي أنها تنكر فكرة التسلسل الهرمي في الكنيسة.

اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي آمن به جميع قومه

أوجه الاختلاف الرئيسية بين البروتستانت والكاثوليك

في ظل الحديث عن الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت يجدر بنا الإشارة إلى بعض الخطوط العريضة، التي تمثل أساسيات الاختلاف فيما بين المذهبين وتلك الأساسيات تتلخص في:

1- طريقة فهم الكنيسة

إن لكل من البروتستانت والكاثوليك رؤيته ووجهة نظره الخاصة حيال الكنيسة، فنجد مثلًا أن كلمة الجامعة مغزاها هو احتواء الكل، بينما نجد من الناحية الأخرى أن الكنيسة الكاثوليكية تعتبر نفسها هي الكنيسة الوحيدة في العالم وهي الأعلى شأنًا برئاسة البابا.

من ناحية ثالثة نرى عند البروتستانت الذين نشأ مذهبهم عن حركية إصلاح دينية، أن الإصلاح الإنجيلي يجب أن يكون ممثلًا في كنيسة واحدة وموحدة غير منقسمة على نفسها.

2- الاعتراف بالبابوية

يتبنى أصحاب المذهب البروتستانتي وجهة النظر الإنجيلية لذا نجدهم لا يقرون مطلقًا بسلطة البابوية، ويرون أيضًا أنها ضرب من ضروب الكفر وليس لها أساس في الكتاب المقدس.

بينما يرى أصحاب المذهب الكاثوليكي أن البابا هو خليفة الرسول على الأرض، ويرون أيضًا أن بطرس هو الرئيس الأول للكنيسة والذي عينه المسيح بنفسه لكي يكون مكتبًا باباويًا له، ويبرهنون على ذلك بالكثير من الادعاءات، لتزداد فجوة الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت بين أكثر فأكثر.

3- إعادة فهم الكتاب المقدس وتشكيله

اختلفت الآراء وتضاربت فيما بين أصحاب المذهب البروتستانتي وأصحاب المذهب الكاثوليكي فيما يتعلق بالكتاب المقدس، فنرى أن البروتستانت بزعامة القديس مارتن لوثر يعتقدون أن الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد المنزل من عند الله، والذي أعلن فيه للبشر عن كل شيء يخصه لكي يشاركوه فيه أو يرفضوا شراكته.

بينما نرى أن أصحاب المذهب الكاثوليكي لا يكتفون بالكتاب المقدس لوحده لكي يكون كامل معتقدهم قائمًا عليه، بل يحتاجون إلى عدة كتب مقدسة أخرى بجانبه لكي يدعم كل منها الآخر، طبعًا كل ذلك إلى جانب التقاليد الخاصة بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية القديمة.

4- العشاء الرباني

يتضح الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت فيما يخص العشاء الرباني بالذات، فهو بوجه عام عبارة عن قربان مقدس أو وليمة وعشاء رباني، كان بمثابة أخر وجبة عشاء للسيد المسيح على الأرض مع تلاميذه قبل أن يصلبه اليهود.

بعد تكريس تلك الوليمة من قبل كاهن الكنيسة تحت اسم يسوع المسيح يصبح النبيذ وكذلك الخبز كناية عن جسد المسيح ودمه، فلا يجوز لأحد من المسيحيين الغير كاثوليكيين أن يشاركوهم ذلك العشاء.

الخبز يعرف باسم القربان المقدس وهو يمثل جسد يسوع ويمكن للمسيحي الصلاة لأجله، بينما نجد أن أصحاب الطائفة البروتستانتية يؤدون تلك الطقوس إحياءً لذكرى صلب الرب يسوع على الأرض ثم قيامته مرة أخرى، بحيث يمثل الخبز المكرس جسد يسوع المسيح.

اقرأ أيضًا: مقدمة وخاتمة عن بحث ديني

5- طريقة فهم المكتب

تعد الخلافة الرسولية أمر بالغ الأهمية فيما يخص المناصب الدينية في الكنيسة الكاثوليكية مع سر الكهنوت، فنرى مثلًا أن الشماسين والأساقفة والكهنة أيضًا ينالون من وجهة نظرهم ختم من الله لمدى الحياة، فيمدهم هذا الختم بالسلطة السرية المطلقة على طائفة العلمانيين الكاثوليكيين، وهذا الختم أو التكريس لا تحظى به النساء حتى بل هو مقتصر فقط على الرجال.

أما بالنسبة إلى أصحاب المذهب البروتستانتي فهم لا يكرسون أشخاصًا بعينهم في مناصبهم، إلا أنهم يتقبلون فكرة انتقال الكهنوت إلى كل شخص يتمتع بروح ونفس مؤمنة حتى من النساء أي أن الأمر غير مقتصر على جنس الرجال فقط مثلما هو الحال لدى أصحاب المذهب الكاثوليكي.

إن معرفة الفرق بين الكاثوليك والبروتستانت لا يقتصر على المسيحيين فقط، بل إن الأمر يشغل أهمية كبيرة بالنسبة إلى المسلمين المتعمقين في قراءة أو دراسة التاريخ وتتبع تطور الأديان السماوية عبر العصور.

قد يعجبك أيضًا