حكم نزول الدم بعد سن الخمسين

ما هو حكم نزول الدم بعد سن الخمسين؟ وهل يكون الدم حيض أم نزيف؟ عند سن الخمسين تنتهي مرحلة مهمة في حياة السيدة وهي مرحلة انتهاء الدورة والخصوبة وتصبح في سن اليأس.

اختلف الفقهاء والعلماء حول سن اليأس هل يبدأ من سن الخمسين أم يبدأ من سن الستين، على الرغم من أنه المفترض أن يكون الحيض قد انقطع لكن بعض النساء من الممكن أن يتعرضون إلى نزول الدم ويتساءلون عن حكمه في الدين، وذلك ما سوف نتعرف عليه بشكل مفصل من خلال موقع جربها.

حكم نزول الدم بعد سن الخمسين

يختلف سن اليأس حسب حالة المرأة وصحتها، لكن في أغلب الأحيان يبدأ سن اليأس في عمر الخمسين وعندها تنتهي مرحلة الإخصاب وتفقد القدرة على الإنجاب لأن المبيضين يضعفون مع مرور السن حتى يتوقفوا تمامًا ويتضاءل إفراز هرموني الأستروجين والبروجسترون وهذا هو السبب وراء انقطاع الدورة وفقد القدرة على الإنجاب.

من المفترض بعد فترة الخمسين من العمر لا تلاحظ السيدة أي دم من المهبل بسبب ضمور غشاءه، لكن معظم النساء اللاتي يلاحظن نزول الدم يعتبرونه أمر عادي ويخجلون من التصريح عنها أمام أحد فيلتزمن الصمت حتى تتفاقم المشكلة ويصبح نزيف حاد.

قالت عائشة رضي الله عنها “إن المرأة لا تجد في بطنها بعد الخمسين شيئًا” لكننا لا نعتبر هذا دليل كافي على أن سن الخمسين هو سن اليأس لعدم وجود دليل قرآني او سني أو علمي عن المدة المحددة التي انقطاع نزول الدم على السيدة.

ردًا على سؤال ما هو حكم نزول الدم بعد سن الخمسين؟ بعض الفقهاء صرحوا أن الدم إذا نزل بعد اضطرابه أي بعد أن أصبح يأتي شهر والشهر التالي لا يأتي أو دم فاتح اللون ومرة غامق اللون هذا الاضطراب من علامات انقطاع الطمث عند السيدات، فإذا نزل الدم بعده لا يعد دورة ويمكن للسيدة أن تمارس حياتها وتصلي وتصوم وتتوضأ وكأنها استحاضة لا حيض، لكن وجب عليه الوضوء قبل كل صلاة لضمان الطهارة.

اقرأ أيضًا: حكم نزول ماء من المهبل عند البنات

رأي أهل الدين في حكم نزول الدم بعد سن الخمسين

قال ابن قدامة رحمه الله “إن رأت الدم بعد الخمسين على العادة التي كانت تراه فيها فهو حيض في الصحيح، لأن دليل الحيض الوجود في زمن الإمكان، وهذا يمكن وجود الحيض فيه، وإن كان نادراً، وإن رأته بعد الستين فقد تيقن أنه ليس بحيض لأنه لم يوجد ذلك “.

  • يرى هذا الفريق من علماء الدين أن عمر اليأس هو الستين وليس الخمسين وإذا لاحظت السيدة دمًا فهو دم حيض لا تصلي ولا تصوم.
  • حيث البعض منهم أعتبر أن الدم بعد سن الخمسين إذا زاد عن 3 أيام يعتبر استحاضة يمكنها الصوم والصلاة وممارسة حياتها بشكل طبيعي.
  • بعض العلماء أقروا على أن النزيف إذا استمر لمدة 15 يوم وكانت مواصفاته كالحيض اعتبرت كل هذه المدة حيض لا يجوز للمرأة الصلاة والصوم فيها.

المذهب المالكي في حكم نزول الدم بعد سن الخمسين

المذهب المالكي يرى أن دم الحيض من الممكن أن يأتي للمرأة حتى سن السبعين والدليل في قول الخليل فقيه المذهب المالكي (و) رجع للنساء في (ما تراه الآيسة) أي المشكوك في يأسها وهي من بلغت خمسين سنة ولم تبلغ سبعين (هل هو حيض) وصلة رجع (للنساء) العارفات بأحوال الحيض، فمن بلغت السبعين دمها غير حيض قطعاً، ومن لم تبلغ الخمسين دمها حيض قطعاً فلا يسأل النساء فيهما، والظاهر أن المراد بذات السبعين الموفية لها، وقوله: للنساء الجمع فيه غير مقصود فيكتفي بواحدة لأنه من باب الخبر لا الشهادة“.

معنى قوله هذا أن المرأة إذا وجدت دم وهي بين سن الخمسين والسبعين يكون هذا الدم مشكوك فيه إذا كان حيض أم لا لهذا يجب استشارة أهل الفقه والأطباء.

المذهب الحنفي في حكم نزول الدم بعد سن الخمسين

قال حجر الهيثمي رحمه الله “لا حد لآخر سنِّه -يعني الحيض- ولا ينافيه تحديد سن اليأس باثنين وستين سنة؛ لأنه باعتبار الغالب”.

أقر الفقهاء في المذهب الحنفي على أن الدم إذا نزل مشابه لمواصفات دم الحيض في أي مرحلة عمرية وكان نزول الدم في نفس ميعاد الدورة المعتادة تعتبر المرأة حائض ويمنع لها الصيام والصلاة، لكن إذا زاد فترة الحيض عن 15 يوم فهي على الأرجح استحاضة يمكنها الصوم والصلاة.

إذا صادف نزول الدم أيام عيد لا مانع من ذهابها وسماع خطبة العيد لكن تجلس عن الصلاة وصوم عرفة كما جاء في حديث أم عطية رضي الله عنها في الصحيح البخاري أُمِرْنَا أنْ نُخْرِجَ الحُيَّضَ يَومَ العِيدَيْنِ، وذَوَاتِ الخُدُورِ فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ، ودَعْوَتَهُمْ ويَعْتَزِلُ الحُيَّضُ عن مُصَلَّاهُنَّ، قالتِ امْرَأَةٌ: يا رَسولَ اللَّهِ إحْدَانَا ليسَ لَهَا جِلْبَابٌ؟ قالَ: لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِن جِلْبَابِهَا“.

اقرأ أيضًا: حكم إسقاط الجنين في الأسبوع الأول

عودة الدورة بعد انقطاعها

بعد التعرف على حكم نزول الدم بعد سن الخمسين نتعرف هل من الممكن أن يكون هذا الدم دورة أم أنه نزيف؟ الكثير من النساء يتفاجؤون عند نزول الدورة الشهرية بعد انقطاعها رغم وصولهم لسن اليأس ومن المعروف أن هذا السن هو مرحلة انقطاع الدورة الشهرية تمامًا لهذا لا يمكن أن تعود الدورة بعد انقطاعها لمدة عام كامل، لكن قبل هذا قد تحدث اضطرابات بها فتغيب أشهر ثم تأتي ليومين مثلًا وهكذا.

أعراض سن اليأس

يوجد الكثير من الأعراض التي تدل على اقتراب سن اليأس ومنها:

  • تقلب المزاج.
  • انقطاع الدورة الشهرية.
  • تغير الهرمونات.
  • انخفاض معدل إنتاج المبيض.
  • قلة الرغبة الجنسية.
  • ترهلات في الثدي.
  • اضطرابات في النوم.
  • زيادة الوزن.
  • تساقط الشعر.
  • سرعة نبض القلب.
  • جفاف البشرة.
  • نزول إفرازات في البداية ثم جفاف المهبل.
  • الشعور بقشعريرة في الجسم على فترات.
  • شدة التعرق.

اقرأ أيضًا: حكم لعق الفرج ابن عثيمين

نزول دم بعد سن اليأس

في حالة كانت المرأة قد بلغت من العمر خمسين عامًا وما يزيد ولاحظت نزول دم منها بعد انقطاع الدورة الشهرية عنها لمدة طويلة تصل عام كامل فهذا بالتأكيد نزيف مهبلي يجب الكشف عنه لأنه أمر خطير وقد يكون إنذار عن وجود ورم، ويكون سببه:

  • الإصابة بأورام ليفية رحمية، وغالبًا يكون الورم غير سرطاني.
  • سرطان الرحم الذي يكون في بطانة الرحم، يحدث بسبب نمو الخلايا بصورة غير طبيعية خاصة بعد توقف إفراز الجسم لهرموني الاستروجين والبروجسترون.
  • سرطان عنق الرحم والمهبل وهو نوع نادر من أنواع السرطانات يكون في القناة العضلية التي تربط بين الرحم والمهبل الخارجي.
  • الزوائد اللحمية الرحمية وتسمى باسم السلائل الباطنية للرحم.
  • ترقق الأنسجة الموجودة داخل الرحم مما تؤدي إلى حدوث تجلط في الدم داخل الرحم ويمنع نمو بطانة الرحم.
  • ضمور المهبل وبطانة الرحم الذي يحدث بسبب جفاف جدار الرحم ويؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية ونزيف الرحم.
  • التهاب بطانة الرحم وهي عادة لا تهدد الحياة لكن يجب علاجها حتى لا تتعرض لمشاكل صحية عامة.
  • فرط تنسج خلايا بطانة الرحم الداخلية التي تنشأ بسبب نقص هرموني الاستروجين والبروجسترون.
  • ضمور الجهاز التناسلي للأنثى ويحدث بسبب ترقق وجفاف المهبل ويكون بسبب تأثير تقدم العمر.
  • تناول بعض الأدوية قد يؤدي إلى حدوث نزيف في سن اليأس منها التاموكسفين الذي يعالج سرطان الثدي، وعلاج التجلط، وبدائل الهرمونات وخاصة هرمون البروجسترون والاستروجين.
  • بعض الأمراض المنقولة جنسيًا تسبب نزيف منها أمراض الكلاميديا والسيلان.

تشخيص نزول الدم بعد انقطاع الدورة الشهرية

كما وضحنا بعد انقطاع الدورة الشهرية لمدة من 6 أشهر حتى عام وقد بلغت السيدة سن الخمسين من عمرها يكون نادرًا ما تلاحظ دم، وفي حالة تم ملاحظة دماء يجب الذهاب للطبيب لتشخيص الوضع على الفور لأنه نزيف في الرحم أو المهبل، ومن طرق التشخيص عن نزول الدم بعد انقطاع الدورة الشهرية:

  • فحص الرحم بالموجات الفوق صوتية للتحقق من سلامة الرحم وللتأكد من صحة السيدة.
  • يمكن أخذ خزعة من بطانة الرحم من خلال أنبوب بلاستيك لفحص بطانة الرحم.
  • تنظير الرحم يتم إدخال منظار رحمي بسيط إلى الرحم للكشف عن سبب الضرر من داخل الرحم.
  • فحص الرحم من خلال السونار المهبلي للتأكد من وجود أنسجة سميكة في باطن الرحم.
  • من خلال تصوير الرحم المائي يمكن قياس حجم سلائل الرحم من خلال حقن الرحم بمحلول ملحي وتصوير نشاطه بالسونار.

اقرأ أيضًا: حكم استمرار الدورة الشهرية أكثر من 10 أيام

علاج نزول الدم بعد انقطاع الدورة الشهرية

يمكن علاج نزول الدم الذي يحدث بعد انقطاع الدورة الشهرية عن طريق الأدوية أو الجراحة:

  • يمكن استخدام المضادات الحيوية لوقف النزيف الذي يحدث بعد انقطاع الدورة، وينصح في استخدامها إذا لاحظ الطبيب وجود التهاب في عنق الرحم.
  • ينصح الطبيب باستخدام دواء البروجستين لعلاج بطانة الرحم المتضخمة بسبب عجز الجسم عن إفراز هرمون البروجسترون والاستروجين.
  • يتم تعويض الجسم عن نقص نسبة هرمون الاستروجين في الجسم بدواء الاستروجين الذي يعالج النزيف ويجفف الرحم.
  • يتم جراحة الرحم من خلال تنظير الرحم وإيجاد الخلايا السرطانية وإزالتها أو استئصال الرحم بالكامل لتجنب حدوث النزيف مرة أخرى.
  • توسيع الرحم بعد أخذ خزعة منه لتحليلها ومعرفة سبب النزيف.

بالرغم من أن يعرف سن الخمسين بسن اليأس إلا أن المرأة تفاجئ بنزول دم مما يسبب لها الحيرة هل عادة الدورة بعد انقطاعها أم أن هذا نزيف كما تتساءل عن حكم طهارة هذه الدماء، لذا وجب عليها البحث ومعرفة آراء الفقهاء.

قد يعجبك أيضًا