كم يستطيع الإنسان العيش بدون ماء

كم يستطيع الإنسان العيش بدون ماء؟ وهل نقص الماء في الجسم يؤدي إلى الإصابة بالأمراض؟ الماء سر الحياة، إذًا فحياة الفرد تتوقف على مقدار شربه للماء، وقد أثبت العلماء أن نسبة الماء في جسم الإنسان يساوي 70% بالنسبة للشخص البالغ، و75% من وزن الأطفال، وإذا قلت هذه النسب قد يتعرض الشخص لأمراض خطيرة، ويبقى السؤال كم يستطيع الإنسان العيش بدون ماء؟ وسوف نتعرف على الإجابة من خلال موقع جربها، عبر السطور الآتية.

كم يستطيع الإنسان العيش بدون ماء؟

الماء أحد العناصر الرئيسية التي يستمد الإنسان منها الحياة، فلا يمكن للشخص العيش دون ماء، فيجب شرب كميات كافية من الماء يوميًا للحفاظ على حالة الجسم الصحية، فإذا قل معدل الماء عن الحد الطبيعي في الجسم سوف يصبح الشخص عرضة للإصابة بأمراض خطيرة، فقد جعل الله -جل وعلا- الماء سر حياتنا، فجعل جميع المخلوقات تحيا به، حيث قال تعالى:

(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) (سورة الأنبياء: 30)، لكن كم يستطيع الإنسان العيش بدون ماء؟ من سنن الله في الأرض أن الإنسان لا يمكنه العيش دون شرب الماء بكميات كافية يوميًا، وأثبتت الأبحاث أن الإنسان يمكنه العيش من ثمانية أيام إلى واحد وعشرين يومًا دون شرب الماء، وتختلف هذه المدة من شخص إلى آخر وفقًا لعوامل الجسم المساعدة مثل البيئة، أو العمر، أو الوزن.

كما أوضحت الأبحاث أن الماء أهم بكثير من الطعام، حيث يمكن للشخص أن يظل دون طعام لعدة أشهر بينما لا يمكنه البقاء دون ماء لعدة أيام، وهناك بعض الأضرار الخطيرة التي تصيب الجسم إذا انقلع عن شرب الماء لفترة طويلة ومنها:

  • قد يصاب الإنسان بتلف في الأنسجة بسبب نقص كمية الماء في الجسم عن معدلها الطبيعي.
  • قلة التبول بسبب نقص الماء، ويعود على ذلك الكثير من الأضرار، حيث يتخلص البول من المركبات الضارة الموجودة في الجسم، فبالتالي قلة التبول ستؤدي إلى تكون المركبات الضارة، إضافة إلى تكون حصوات الكلى، والإصابة بالإمساك.
  • إصابة المفاصل بخلل في أداء وظائفها.
  • قد يصاب الإنسان بتلف في الأنسجة الدماغية بسبب قلة شرب الماء.
  • حدوث اضطرابات في ضغط الدم.
  • الإصابة بالتشققات الجلدية، والقيء، والسعال.

اقرأ أيضًا: كيف نحافظ على الماء وأهمية المياه للحياة

العلامات الدالة على عدم شرب المياه بكمية مناسبة

هناك بعض العلامات التي تدل على قلة شرب الماء وحاجة الجسم إليه، وهذه العلامات يمكن لأي شخص ملاحظتها، وسوف يشعر الفرد باضطراب كبير بسبب نقص كمية الماء من جسمه، وقال الدكتور البريطاني كيث غرايمز في صحيفة (مترو) الإنجليزية:

(لدينا عدد من الآليات للحفاظ على توازن مستويات السوائل كما تساعد أجهزة الاستشعار الموجودة في أدمغتنا على اكتشاف التغيرات في حالة الترطيب، ما يؤدي إلى العطش وانخفاض التبول)، وسوف نتعرف على بعض تلك العلامات في إطار موضوع مقالنا كم يستطيع الإنسان العيش بدون ماء؟ فيما يلي:

  • الشعور بالعطش الشديد، والإصابة بالجفاف.
  • قلة نسبة اللعاب الطبيعية في الفم.
  • قلة التبول، وتحول البول إلى اللون الغامق الملحوظ.
  • اضطراب في سرعة نبضات القلب.
  • الإصابة بالصداع الشديد في الرأس.
  • الإصابة بجفاف الفم، والقيء.
  • الشعور بالضعف، والتعب باستمرار.
  • إذا زادت حدة الجفاف بسبب نقص كمية الماء قد يصاب الشخص بالإسهال، مع عدم القدرة على التبول.
  • إذا وصل الإنسان إلى مرحلة تغير لون الجلد إلى اللون الأزرق والإصابة ببرود في الجسم، وانخفاض ضغط الدم، فهذا يعني أنه سيموت بعدها بسبب عدم وجود الماء في الجسم.

أهميّة الماء في جسم الإنسان

المحافظة على نسبة المياه الطبيعية في الجسم سبب كبير في تحسن حالة الجسم الصحية، وسوف نعرض لكم ضمن موضوع مقالنا كم يستطيع الإنسان العيش بدون ماء؟ أهمية الماء في جسم الإنسان فيما يلي:

1- التحكم في كمية السعرات الحرارية المتناولة

ينصح أخصائي التغذية بشرب الماء بكثرة لإنقاص الوزن، بالرغم من أن الماء لا يساعد على إنقاص الوزن إلا أنه لا يحتوي على سعرات حرارية تزيد من الوزن، لذلك ينصح الأطباء بشرب الماء بكثرة؛ لأنه يوفر الإحساس بالشبع، مما يؤدي إلى تناول وجبات ذات سعرات حرارية قليلة.

2- المحافظة على توازن سوائل الجسم

تلعب السوائل دورًا هامًا في الحفاظ على صحة الإنسان فهي تساهم في عمليات الهضم، وانتقال الدم في الدورة الدموية، والمحافظة على درجات الحرارة الطبيعية في الجسم، والامتصاص، وإنتاج اللعاب، ونقل العناصر الغذائية.

لذلك يجب المحافظة على شرب كمية محددة من السوائل يوميًا، وإذا قلت كمية المياه في الجسم تفرز بعض الهرمونات التي تساعد على إحساس الشخص بالعطش، وبالتالي يعوض النقص في السوائل.

3- تعزيز قوة العضلات

المحافظة على نسب السوائل في جسم الإنسان ضرورية في تعزيز قوة العضلات، فتقليل شرب الماء قد يصيب العضلات بالإجهاد، وأشارت جمعية الطب الرياضي بالتمارين، إلى وجوب شرب 500 ملليتر من المياه قبل القيام بالتمارين الرياضية بساعتين، كما ينصح بشرب الماء في فترات منتظمة أثناء التمارين، لأن الجسم يفقد الكثير من السوائل أثناء التعرق، فيحتاج إلى تعويض كمية السوائل.

4- المحافظة على صحة الجهاز الهضمي

يحافظ الماء في جسم الإنسان على حركة، ووظائف الأمعاء الطبيعية، مما يؤدي إلى التقليل من فرص الإصابة بالإمساك، وفي حالة نقص الماء من الجسم يقوم القولون بسحب الماء من البراز، ليحافظ على نسبة المياه في الجسم ويحميه من الرطوبة، وهذا يؤدي إلى الإصابة بالإمساك.

5- تعزيز صحة الجلد والبشرة

جلد الإنسان يحتوي على كمية كبيرة من السوائل لذلك عند التقليل من شرب الماء نجد أن البشرة تصبح مجعدة، وجافة، لذلك ينصح بشرب الماء بكميات محددة، إضافة إلى استخدام المرطبات الجلدية للحفاظ على نسبة السوائل والماء في الجلد، والبشرة.

6- المحافظة على صحة الكلى

يحافظ الماء على جسم الإنسان من الإصابة بالسموم خصوصًا نيتروجين يوريا الدم فهو النوع الرئيسي من السموم في الدم، ويذوب ذلك السم في الماء، وتخرجه الكلى من الجسم من خلال البول، ويكون البول لونه طبيعيًا إذا واظب الإنسان على شر كميات محددة من الماء، وقد يكون مركزًا، وذا رائحة شديدة.

إذا لم يحافظ على شرب كميات مناسبة من الماء، كما أن شرب كميات قليلة من الماء تؤدي إلى الإصابة بحصوات في الكلى، لذلك ينصح الأطباء بشرب الماء لمنع خطر الإصابة.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع شرب الماء للتنحيف

7- التقليل من الصداع

شرب الماء يقلل من فرص الإصابة بالصداع، أو الصداع النصفي، لذلك يجب شرب الماء بكميات محددة على مدار اليوم لتجنب خطر الإصابة بالصداع.

8- تعزيز وظائف الدماغ

أشار الأطباء إلى أن خسارة 1-3% من المياه في جسم الإنسان تؤثر في الوظائف الدماغية، وإضعاف الذاكرة، وبالنسبة للنساء بعد ممارستهم للتمارين الرياضية يفقدن 1.36% من السوائل، مما يسبب لهم تقلب في المزاج، والإصابة بالصداع الشديد، وبشكل مستمر، لذلك يجب الحفاظ على نسبة السوائل في الجسم.

أضرار شرب كميات كبيرة من الماء

كل شيء إن زاد عن حده قُلب ضده، فرغم أن شرب الماء ركن رئيسي في حياة الإنسان إلا أن الإفراط في شرب الماء يؤدي إلى الإصابة بأضرار خطيرة منها زيادة مستوى الماء في الدم، وهذا قد يؤدي إلى التقليل من مستوى الصوديوم في الدم.

إضافة إلى الإصابة بالشد العضلي، والوذمة الدماغية التي تسبب مشكلات في الجهاز العصبي، وسوف نعرض لكم في إطار موضوع مقالنا كم يستطيع الإنسان العيش بدون ماء؟ أضرار الإفراط في شرب الماء بالتفصيل فيما يلي:

1- تجمع السوائل حول الدماغ

عند انخفاض مستوى الصوديوم في الدم بسبب كثرة شرب الماء يؤدي إلى انتقال المياه في الجسم من خارج الخلايا إلى داخلها، وقد تتجمع بعد ذلك في المخ مما يصيب الإنسان بضغط في الجمجمة، إضافة إلى الإصابة بالغثيان، والقيء.

2- انخفاض مستوى الصوديوم

المستوى الطبيعي للصوديوم في جسم الإنسان هو من 135-145 ملليمول/لتر، وإذا قل مستوى الصوديوم عن 135 يبدأ جسم الإنسان بالإصابة بالاضطرابات خطيرة، وتبدأ مراحل انخفاض الصوديوم في الجسم وهي أولي، ومتوسط، وشديد.

في المرحلة الأولية من انخفاض مستوى الصوديوم يصاب الإنسان بالصداع الشديد، وضعف الرؤية، وكلما زاد نقص الصوديوم في الجسم كلما ساءت الأعراض أكثر، مما يؤدي إلى الإصابة بتشنج العضلات، والصرع، والإغماء، وضيق التنفس، والرؤية المشوشة، وارتفاع ضغط الدم بشكل ملحوظ.

3- الوفاة بسبب كثرة شرب المياه

الإفراط في شرب الماء، قد يؤدي إلى الوفاة خصوصًا في الحالات المستعصية التي لا تعالج على الفور، مثل الإصابة بتلف الدماغ، والغيبوبة بسبب كثرة شرب الماء.

الأشخاص الأكثر عرضة لخطر التسمم المائي

هناك أشخاص أكثر عرضة للأمراض التي تنتج عن الإفراط في شرب الماء، والتسمم المائي، وسوف نتعرف عليهم في إطار موضوع مقالنا كم يستطيع الإنسان العيش بدون ماء؟ بشيء من التفصيل فيما يلي:

  • الرياضيون أكثر عرضة لخطر التسمم المائي؛ لأن كثرة تعرقهم تؤدي إلى انخفاض نسبة الصوديوم في أجسامهم.
  • المصابون بأمراض الكلى خصوصًا إن كانت أمراضًا متقدمة، تؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بالتسمم المائي بسبب عدم قدرة الكلى على أداء وظائفها بشكل صحيح.
  • الأشخاص المصابون بمرض الفصام، فهذا المرض ينتج عنه ما يسمى بفرط العطش يجعلهم يشربون كميات كبيرة من المياه.
  • الأشخاص المصابون بأمراض في القلب، والكلى، والكبد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالتسمم المائي.

كيف يتم علاج فرط المياه أو التسمم بالماء؟

هناك بعض الطرق التي تساعد في علاج فرط المياه، والتسمم المائي، سوف نتعرف عليها استكمالًا لموضوع مقالنا كم يستطيع الإنسان العيش بدون ماء؟ في الآتي:

  • التوقف عن تناول الأدوية التي تؤدي إلى زيادة كمية السوائل في الجسم مثل: نابروكسين، الأيبوبروفين، حبوب الكورتيزون، وبعض أدوية مرضى السكري والضغط.
  • البعد عن شرب السوائل والماء، حيث يقوم الطبيب بإعطاء المريض مدرات البول، ومعالجة سبب تجمع الماء، والسوائل في جسم المريض.
  • قد يعطي الطبيب نسبة من الصوديوم في جسم المريض، حيث يقوم بتعويضه عن الانخفاض في مستوى الصوديوم.

اقرأ أيضًا: لماذا يعيش السمك في الماء

الكمية الموصى بها يوميًا من الماء

ليست هناك نسبة محددة لشرب الماء يوميًا، فكل شخص يختلف عن الآخر في حالة جسده، فهناك عوامل مؤثرة على الجسم مثل الوزن، والنشاط البدني وحرارة الجو، لذلك فالإحساس بالعطش هو العامل الرئيس لمعرفة احتياج الجسم إلى الماء، وللحفاظ على نسب الرطوبة في الجسم، كذلك فإن لون البول يكون دليلًا على حاجة الجسم للماء أم لا فيكون بلون شاحب إذا كانت رطوبة الجسم جيدة.

إذا مال لون البول إلى اللون الداكن فهذا دليل على حاجة الجسم إلى الماء، وأشار الأطباء أن معدل شرب الماء الطبيعي في اليوم بالنسبة للرجال هو 3-3.7 لتر، وبالنسبة للنساء 2-2.7 لتر، وتختلف النسبة وفقًا للحالة الصحية فمثلًا النساء الحوامل، والمرضعات يحتجن إلى شرب كمية مياه أكبر، وكذلك الرياضيون يحتاجون إلى شرب نسب مياه أكثر لتعوضهم عن السوائل المفقودة أثناء التعرق.

هناك قاعدة في شرب الماء تسمى 8×8 أي شرب ثمان أكواب من الماء يوميًا، ولكن هذه القاعدة ليست صحيحة فلا يوجد دليل نقلي عنها، فكميات المياه يمكن تقديرها وفقًا إلى كمية السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم، فمثلًا احتياج الإنسان إلى 1000 سعرة حرارية يومية، يجعله يحتاج 1000 ملي من الماء يوميًا، ولا تنطبق أي من تلك القواعد على مرضى القلب، والكلى فهم يحتاجون إلى كميات محدودة من الماء.
الماء سر الحياة جملة يتفق عليها العالم، فلا حياة للشخص إن لم يواظب على شرب الماء، ولكن عليه توخي الحذر فإذا زاد مقدار الماء في الجسم عن حده الطبيعي سيؤدي إلى أضرار كثيرة.

قد يعجبك أيضًا