هل الحلم يتحقق في النهار

هل الحلم يتحقق في النهار؟ وهل هناك فرق بين أحلام النهار وأحلام الليل؟ فكثير من الناس قد يراوده بعض الأحلام نهارًا ولا يعلم هل لها تفسير أو يمكن تأويلها أم لا، لذلك فسوف نوضح لكم عبر موقع جربها هل الحلم يتحقق في النهار

هل الحلم يتحقق في النهار؟

الإجابة عن سؤال هل الحلم يتحقق في النهار هي: نعم، وهذا لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قد كان يرى العديد من الرؤى سواء في النهار أو الليل، كما يرى الفقهاء أنه لا يوجد فرق بين الرؤى سواء كانت في الليل أو النهار.

كما يضيفون بأنه إذا كان الإنسان صادقًا في واقعه كانت رؤاه سواء ليلًا أم نهارً صادقة، وإذا كان كاذبًا كذبت رؤاه ولو رآها ليلًا أم نهارًا استنادًا لقول أبي هريرة – رضي الله عنه وأرضاه – عن النبي حيث قال: “إذا اقترب الزمانُ لم تكدْ رؤيا الرجلِ المسلمِ تكذبُ، وأصدقُهم رؤيا أصدقُهم حديثًا” [رواه أبو هريرة، صحيح الجامع الصغير].

فالنبي – صلى الله عليه وسلم – لا ينطق عن الهوى وكل شيء يقوله إنما هو من عند الله كما أنه هو الصادق الأمين، وبالتالي فرؤاه سواء بالليل أو النهار صادقة وتحمل رسالة من الله، كما أن أبا بكر محمد ابن سيرين البصري قد قال: “رؤيا النهار مثل رؤيا الليل”

فنلاحظ في ذلك أن رؤيا النهار لا تختلف عن رؤيا الليل، فكلاهما قد يكون له تأويل.

اقرأ أيضًا: تفسير رؤية الموت في الحلم بجميع حالاته

بعض الآراء والدلالات حول وقت تحقق الحلم

بصدد معرفة الإجابة عن سؤال هل الحلم يتحقق في النهار يجدر بنا تسليط الضوء على بعض الدلالات من العلماء وآرائهم المختلفة حول وقت تحقيق الحلم، وهي كما يلي:

الفريق الأول: تفضيل رؤى الليل

يرى الفريق الأول من العلماء أن الرؤى أُناء الليل أو السحر هي الأصدق، مستندين بذلك إلى حديث ضعيف عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: ” أصدق الرؤيا بالأسحار

لكن هذا الحديث أضعفه الإمام الألباني وشعيب الأرناؤوط وكذبه ابن عدي، وبالتالي فإن دليل الفريق الأول على تفضيل الرؤى والأحلام ليلًا ضعيف ويفتقر للسند القوي.

الفريق الثاني: تفضيل رؤى النهار

يرى الفريق الثاني من العلماء أن رؤى النهار هي الأصدق، وهذا أيضًا استنادًا لحديث ضعيف عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو: “أصدق الرؤيا ما كان نهاراً، لأن الله عز وجل خصني بالوحي نهاراً” وهذا الحديث أضعفه الفقيه المناوي في كتابه فيض القدير.

بالتالي فهذا الفريق أيضًا لا يملك أرضية قوية ليثبت أفضلية رؤى النهار على رؤى الليل، مما يجعل موقفه ضعيفًا كالفريق السابق، كما أن عالم تفسير الأحلام الشهير أبو بكر محمد ابن سيرين البصري قد حسم هذا الجدال مشيرًا لعدم اختلاف رؤى الليل عن رؤى النهار، وأن رؤى العبد الصالح تتحقق في أي وقت سواء بالنهار أو الليل.

الفريق الثالث

يرى هذا الفريق أن الرؤى تتحقق بعد قراءة القرآن الكريم ولكن أيضًا هذا الفريق لم يملك دليلًا أو سندًا ليثبت صحة تحقق الرؤيا بعد قراءة القرآن والله – تعالى – أعلى وأعلم.

 آداب الرؤى لدى المؤمن

بعد معرفة الإجابة عن هل الحلم يتحقق في النهار نتطرق للإشارة إلى ما يجب أن يفعله المؤمن عندما يرى حلمًا ما، وهي كما يلي:

  • إذا رأى المؤمن رؤيا تحمل الخير فعليه أن يشكر الله ويمكنه أن يقص رؤياه على من يحبهم وأن يستبشر خيرًا بما رأى.
  • رؤية المؤمن للرؤيا الغير حسنة فعليه أن يستعيذ بالله – تعالى – من الشيطان الرجيم ومن شر ما رآه، وينفث عن يساره ثلاثًا، والتحول عن الجانب الذي كان نائمًا عليه، كما يجب ألا يخبر أحد بتلك الرؤيا.
  • الدليل على ذلك قول أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث قال: “إذا رَأَى أحَدُكُمُ الرُّؤْيا يُحِبُّها، فإنَّها مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لَنْ تَضُرَّهُ” [رواه أبو سعيد، صحيح البخاري]

ما هو الفرق بين الحلم والرؤيا؟

بالحديث عن الفرق بين الحلم والرؤيا يجدر بنا تسليط الضوء على تعريف كلٍ منهما لغويًا، وسوف نوضح لكم كلا المصطلحين لغويًا ثم سنعرض الفرق بينهما كما بالنحو التالي.

تعريف الحلم

يقول علماء اللغة أن الحلم هو ما يراه الشخص أثناء نومه، أما أضغاث الأحلام فهي ما يراه الشخص في منامه من رؤى عشوائية يصعب على مفسر الأحلام تأويلها، أما أحلام اليقظة فهي تتمثل في القوة التخيلية للشخص لتصوير ما يتمناه في حياته الواقعية بواسطة خياله بهدف إشباع الحاجات بشكل مؤقت.

اقرأ أيضًا: تفسير حلم مسح الأرض بالممسحة

تعريف الرؤيا

يقول فقهاء اللغة أنها من المصدر رأى، وهي أيضًا ما يراه الشخص أثناء نومه لكن تختلف عن الحلم في عدة أشياء لكن الشيء الأساسي هو وضوحها وعدم وجود التباس فيها، كما أن الرؤية تحمل رسالة لرائيها، فمن أشهر القصص عن الرؤى الصادقة قصة سيدنا إبراهيم خليل الله – عليه السلام – مع ابنه إسماعيل – عليه السلام –

حيث رأى أنه في المنام يذبح ابنه بسكين فعندما رأى الرؤيا علم أنها رسالة من الله – تعالى – فقص تلك الرؤيا على ابنه إسماعيل – عليه السلام – وكان سيدنا إسماعيل نعم الابن فأجابه ولم يجادل في شيء، حيث قال – تعالى –:
(فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [سورة الصافات، الآية 202]
لكن ما إن تجهز سيدنا إبراهيم لذبح ابنه – عليهما السلام – إلا وفداه الله – تعالى – بكبش عظيم، حيث قال – تعالى -:
(وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) [سورة الصافات، الآية 107]
كما أن الرؤيا تنقسم إلى نوعين وهي:

  • الرؤيا الحسنة: هي الرؤى التي يرى فيها المؤمن ما يسره أثناء نومه وتكون فيها بشرى من الله – تعالى – ويجب أن يحمد العبد ربه عندما يراها فهي من علامات رضا الله عن العبد.
  • الرؤيا الغير حسنة: هي الرؤى التي قد يرى فيها الشخص في منامه شيئًا منفِّرًا له، وهي من الشيطان الرجيم، لذلك يجب عندما يستيقظ أن يستعيذ بالله من شر الشيطان الرجيم وشر تلك الرؤيا ويتفل عن شماله ثلاثًا ويغير جانب نومه، ولا يخاف فهي لن تضره.

الفرق بين الحلم والرؤيا

يوجد بعض النقاط التي تساعدنا على التفريق بين ما نراه في المنام وهل هو رؤيا صادقة أم مجرد أضغاث أحلام، وتلك النقاط هي:

  • أهم ما يميز الرؤيا الصادقة هي أن الله – تعالى – يجعل العبد عندما يراها يعلم أنها رؤيا حتى وإن كان مستغرقًا في نومه.
  • أنه عندما يستيقظ من نومه سيكون قادرًا على تذكر كل تفاصيل تلك الرؤيا بوضوح.
  • أن الرؤيا تتميز بأنها واضحة وخالية من الالتباسات الغريبة التي تتواجد بأضغاث الأحلام.
  • الرؤى هي رسالة من الله سواء بالخير أو التحذير من شر أو الإرشاد لطريق معين.
  • أما الأحلام فهي مجرد إرهاب من الشيطان للمؤمن، فنرى أن الأحلام العادية قد تكون مليئة بما يكرهه الإنسان مما يجعله يفزع من نومه ويشعر بالضيق عند استيقاظه من النوم، فالشيطان يسعد جدًا بجعل الإنسان حزينًا، لذلك يجب أن يفعل الشخص كما أشرنا بالأعلى ويُستحب أن يصلي ركعتين لله – تعالى –

اقرأ أيضًا: تفسير حلم الحشرات في المنزل

شروط الرؤى الصادقة

في إطار عرض الإجابة عن سؤال هل الحلم يتحقق في النهار تجدر الإشارة إلى بعض الشروط التي حددها علماء تفسير الأحلام والتي إذا فعلها الشخص تكون رؤياه صادقة، وتلك الشروط كما يلي:

  • أهم شيء في صدق الرؤيا هو أن يكون الرائي صادقًا، فإذا كان صادقًا صدقت رؤياه، وإن كان كاذبًا سقطت الرؤيا والله أعلم.
  • نوم الشخص على طهارة أو وضوء.
  • نوم الرائي على شقه الأيمن، فهو سنة عن رسال الله – صلى الله عليه وسلم – كما أن النوم على الجانب الآخر أو البطن أو الاستلقاء على الظهر يجلب أضغاث الأحلام والله أعلم.
  • قراءة القرآن الكريم وأذكار النوم.
  • ترديد دعاء طلب الرؤى الصالحة من الله، وهو: “اللَّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنْ سَيءِ الْأَحْلَامِ وَأَسْتَجِيرُ بِكَ مِنْ تَلَاعُبِ الشَّيْطَانِ فِي الْيَقَظَةِ وَالْمَنَامِ”.

لا يوجد وقت معين لتحقق الرؤى، فالرؤى التي يراها الشخص بالنهار لا تختلف عن الرؤى التي يراها الشخص ليلًا، كما أن الرؤى لها بعض الشروط الواجبة لتحقيقها.

قد يعجبك أيضًا