ما هي اضرار السهر في الليل؟ وهل حقًا الاستيقاظ مبكرًا هو سر النجاح؟ تنشأ الكثير من الخلافات وبشكل خاص بين الأمهات والأبناء عندما تراهم يسهرون الليل أمام شاشة التلفاز.
ويؤيد تلك الفكرة الإعلانات من حولنا التي ترسم صورة الشخص الناجح هو مستيقظ باكرًا وفي يده العصير الأخضر بكل فوائده، لذلك فيسر موقع جربها أن يجيب عن سؤال ما هي اضرار السهر في الليل.
هل السهر في الليل مضر
هل كانت خلافات الأم على حق ويجب علينا النوم والاستيقاظ مبكرًا؟ في الحقيقة أن الأبحاث التي قام بها العلماء جاءت تسبب الحيرة.
أثبتت الأبحاث أن السهر له علاقة بالجينات، فتخيل أن الوالدة قد تكون لها يد في سر حبك للسهر المبالغ فيه ولكن دعنا سنكمل استعراض نتائج تلك الأبحاث.
من بين أربع أشخاص يوجد شخص تزداد الإنتاجية عنده في الليل وشخص تزداد الإنتاجية عنده بشكل ملحوظ في الصباح الباكر أما الشخصين الباقيين وهم الأغلبية على هذا الكوكب ترتفع الإنتاجية عندهم خلال ساعات النهار.
هذا بحكم الجينات التي أثبتت أن استيقاظ رجل الأعمال بشكل مبكرًا ليس بالضرورة دليل على النجاح وربما علينا أن نجرب العصير الأخضر المفيد للجسم.
بعد أن عرفت نتائج الأبحاث عليك أن تلاحظ نفسك خلال اليوم هل تفضل إنجاز المهام التي تحتاج إلى قدر كبير من التركيز في الصباح؟ أم في الليل أم أنت من الأغلبية العظمى ويكون الوقت المفضل لك هو ساعات النهار المتوسطة؟
اقرأ أيضًا: علاج السهر في الليل والنوم في النهار
اضرار السهر الجسدية
على الرغم من أن البشر أنواع حينما يتعلق الأمر بالإنتاجية ولكن بشكل عام نقص ساعات النوم، وعدم حصول الجسم على قدر كافي من الراحة له اضرار جسدية فادحة ومنها ما يلي:
- زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان وفقًا لما أعلنته الأكاديمية الأمريكية فإن الأشخاص الذي يكون معدل نومهم أقل من 7 ساعات معرضون للإصابة بسرطان القولون والبروستاتا وكذلك سرطان المستقيم.
- انخفاض الرغبة الجنسية فساعات النوم القليلة تؤدي إلى نقص إفراز جسم الرجل لهرمون التستوستيرون بنسبة تتراوح ما بين 10-15% ذلك وفقًا لأبحاث الجمعية الطبية الأمريكية.
- السهر يسبب السمنة التي تأتي نتيجة زيادة الشعور بالجوع أثناء الليل بالإضافة إلى نسبة التعرض للإصابة بهذا المرض تزداد بنسبة 30% عن الساهرين.
- يزداد التعرض لحوادث السير عند الأشخاص الذين لا يحصلون على قسط كافي من النوم.
أضرار السهر النفسية
يوجد بعض الآثار السلبية التي قد تنتج من السهر إلى فترات طويلة حتى أن النصيحة الأولى لمن يعانون من أي مرض نفسي هو الحفاظ على معدلات يوم متوازنة بعيدة عن سهر الليل لأنه يسبب ما يلي على نفسية الشخص:
- زيادة نسبة التعرض إلى الاكتئاب كما كانت النتيجة التي أجريت عام 2005 في الولايات المتحدة الأميركية أن من ينامون أقل من 5 ساعات يوميًا ويتعرضون للسهر بشكل كبير يكونوا أكثر عرضة لموجات الإحباط والاكتئاب.
- كذلك السهر المستمر يسبب الأرق الذي هو أكبر مسببات الاكتئاب.
اقرأ أيضًا: كيف أنظم نومي بعد السهر
أضرار السهر على الدماغ
في رواية الرعب الشهيرة شمس المعارف حينما كان يمتلك أحد الشخصيات قوة سحرية قرر أن ينتقم من شخص بإلقاء تعويذة تمنعه من النوم.
وعلى الرغم من أن بعض الناس ينظرون إلى هذا الموقف باستخفاف ولكن حقًا الامتناع عن النوم يأكل الدماغ بصورة بطيئة، مما يجعله فتاك وهذا للأسباب التالية:
- ضعف الذاكرة وهذا لا ينتج بشكل مباشر بل عندما تقل ساعات النوم يرتفع ضغط الدم وتصبح الأوعية الدموية أكثر ضيق مما يصعب وصول الدم إلى الدماغ ويأتي ضعف الذاكرة كنتيجة نهائية.
- زيادة نسبة خطر الإصابة بالخرف، حيث تم إجراء العديد من التجارب على الفئران التي أظهرت أن الرواسب البروتينية المعروفة باسم بيتا أميلويد تزيد في الجسم مع عدم الحصول على ساعات النوم الكافية وتلك المادة هي المسؤول الأساسي عن فقدان قدرة الدماغ على التركيز وكذلك تسبب الخرف.
- العصبية الزائدة هي من اضرار عدم النوم وما يسببه من التقلبات المزاجية والعاطفية بشكل عام مما يضعف من القدرة على اتخاذ القرار والابتكار.
- عدم النوم لفترات مستمرة يؤدي إلى الهلوسة أي رؤية العقل لأشياء غير موجودة بالمرة، ويزيد هذا الاحتمال عند الأشخاص المصابين بالذهان أو اضطراب ثنائي القطب.
- فقد القدرة على الإدراك فعدم النوم لفترات كافية يضعف الخلايا العصبية وقدرتها على التواصل فيما بينها فيكون استجابة العقل للمحفزات الخارجية بطيئة ويترتب على هذا ضعف الذاكرة العالم وضعف في الإدراك العام للعالم من حوله.
أضرار السهر على البشرة
تطول أضرار السهر كل الجسم حتى عندما نتحدث عن البشرة وذلك بسبب ما يلي:
- عندما لا يخلد الجسم إلى النوم ويتعرض إلى السهر لفترات طويلة يبدأ في إنتاج هرمون الكورتيزول.
- يسبب هرمون الكورتيزول المفروز زيادة الإحساس بالضغط العصبي.
- فيبدأ الجسم بالتصدي إلى هذا الشعور والتعامل معه على حساب الكولاجين والبروتين الموجودان داخل البشرة.
- مما يؤدي إلى بهتان لون البشرة بالإضافة على ظهور بعض التجاعيد، كذلك الهالات السوداء وبشكل عام يرفع نسبة التعرض إلى الشيخوخة المبكرة.
اقرأ أيضًا: هل النوم بدون وسادة يزيد الطول
أضرار السهر على الأطفال والمراهقين
السهر المرتبط بالاستيقاظ مبكرًا يسبب العديد من المشاكل على الأطفال والمراهقين كما يلي:
- تم إجراء الأبحاث على الأطفال التي كانت مواعيد نومهم بعد 11:30 مساءً أثناء الدراسة و 1:30 خلال العطلات الصيفية وكانت النتيجة أن معدل تحصيلهم الدراسي انخفض بشكل ملحوظ عن أقرانهم التي كانت مواعيد نومهم متزنة.
- أتت نتائج الدراسات أن الأطفال والمراهقين الذين اعتادوا السهر أكثر عرضة إلى التعرض للإصابة بأمراض السمنة وكذلك الأمراض القلبية ومرض السكري.
أضرار السهر على السيدة الحامل
إذا تعاملت مع سيدة حامل ستفهم أن ساعات النوم الطويلة هو الرفيق لها وبشكل خاص أثناء فترة الحمل الأولى ولكن قد يجعلها هذا تشعر بالضيق وتتعمد الاستيقاظ رغم عنها والسهر لفترات طويلة ولكن لهذا الفعل اضرار ومنها:
- أثبتت الدراسات أن فترات النوم المناسبة للسيدة الحامل تساعد في عملية الولادة وتؤثر على مدى سهولتها وسلاستها.
- الاكتئاب الذي قد ينتج من السهر أثناء فترة الحمل يؤثر سلبًا على عملية الولادة.
- ترتفع نسبة حدوث بعض التعقيدات عند الولادة عند المرأة التي كانت تسهر لفترات طويلة.
اقرأ أيضًا: فوائد صلاة الفجر للنساء
نصائح تساعدك على النوم
قد يكون الجو العام يساعد الإنسان على السهر ولكن بعد معرفة الأضرار المصاحبة له فيوجد بعض النصائح التي تساعد على النوم بشكل صحي وسليم ستعرضها كما يلي:
- تحديد مواعيد النوم والاستيقاظ المناسبة لك ومن ثم اجعلها عادة يومية.
- الاستمرار على ممارسة التمارين على أن تكون مواعيدها قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.
- عدم تناول الكافيين وكذلك النيكوتين أو الكحول بعد الساعة السابعة مساءً.
- حافظ على الاسترخاء قبل الخلود إلى النوم سواء عن طريق حمام ساخن أو كتاب تفضله أو مشروب يساعد في هذا وقم بتصفية الذهن من الأفكار السلبية التي قد تشعرك بالتوتر.
- لا تتناول الطعام قبل النوم مباشرة بل يفضل قبل ذلك بساعتين أو ثلاثة.
- احرص على أن تكون البيئة المحيطة بك هادئة ومحافظة على النوم خالية من مثيرات الضجة كالتلفاز.
- لا تستخدم الهاتف المحمول في السرير أو أجهزة الحاسب المحمول.
- لا تتعامل قبل النوم مباشرًة مع الأجهزة الالكترونية بل أترك فاصل زمني حتى ولو بسيط بين ترك الهاتف مثلًا والخلود إلى النوم.
الخلود إلى النوم بشكل مبكر ليس دليل على النجاح ولكن فرط السهر الذي يفرضه علينا العالم هو الذي يأكل من صحتك شيء فشيء، فحافظ على ساعات نوم مناسبة وحدد إذا كنت من محبين الليل أو الصباح الباكر أو أنك الشخص الاعتيادي.