من هو جد الرسول

من هو جد الرسول لأبيه الذي يُعتبر أهم ضلع من أضلاع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم  ومعرفة هذا النسب تُعد فرضاً على كل مسلم، فهو كان سانده وداعماً له منذ صغره فهو من قام بتربيته، وكان من خير أشراف مكة، وهو ما سنتعرف عليه في مقالنا من خلال موقع جربها.

 ومن هنا سنتعرف على: من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء

من هو جد الرسول

  • لكي نجيب على سؤال من هو جد الرسول فلنبدأ أولاً بالتعرف عليه، فهو جد الرسول صلى الله عليه وسلم لأبيه وهو عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب  بن مرة
  • عبد المطلب بن هاشم صاحب المواقف الشامخة، والحكمة الثاقبة والأخلاق الرفيعة، والهمم النبيلة، والشجاعة النادرة.
  • كان المربي الأول للنبي -صلى الله عليه وسلم-، والذي طالما آواه بعد يتمه بفقد أبيه عبد الله وهو مازال جنينًا لم يتمكن من رؤيته، ولكن الجد الرحيم وضع الله عز وجل كل الرحمة والحنان والعطف في قلبه فاحتوى النبي صلى الله عليه وسلم وعطف عليه ورباه في بيته وتحت رعايته.

جد الرسول عبد المطلب مولده ونشأته

  • عرف جد الرسول في كتب السيرة والتاريخ الإسلامي على أنه عبد المطلب، والحقيقة، أن اسمه الأصلي هو شيبة الحمد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، ولكنه عرف في مكة باسم عبد المطلب وبه اشتهر في كتب السير والتاريخ.
  • وتحكي كتب التاريخ الإسلامي أن السبب في تسميته بعبد المطلب، أن أباه كان في رحلة تجارة إلى بلاد الشام فأدركته الوفاة في تلك الرحلة، فكان له عم اسمه المطلب فاصطحب شيبة الحمد ابن أخيه معه إلى مكة، و أردفه خلفه على بعيره، فلما رآه أهل مكة قالوا إنه عبد المطلب ظنًا منهم أنه اشتراه في رحلته، فقال لهم إنه ابن أخيه هاشم، ولكن الاسم الجديد كان قد التصق به حتى صار أشهر من علمه.
  • ولد عبد المطلب جد الرسول في مكة، وكان ينتمي إلى قبيلة قريش العريقة والضاربة بجذورها إلى إسماعيل ابن إبراهيم عليهما السلام.
  • نشأ عبد المطلب في بداية الأمر عند أخواله بني النجار بيثرب حيث تكفلت به، ثم إنه سرعان ما عاد إلى مكة حيث مكان آبائه وأجداده وقبيلته، فأكمل فيها بقية عمره حتى مات.

أبرز ملامح شخصية عبد المطلب جد الرسول

  • لابد ونحن في معرض إجابتها عن سؤال من هو جد الرسول أن نذكر شيئًا من ملامح شخصيته، إذ كان كان عبد المطلب جد الرسول ذا مكانة وهيبة في قومه، فكان سيد قومه، وصاحب الكلمة فيهم، ولم يكن أحد من قومه أو حتى من العرب جميعًا يعصى له أمرًا، كان فذًا في حكمته، وكان ثاقبًا في رؤيته، كان إذا تكلم أنصت الجميع، وإذا أمر كان أمره سيفًا على الرقاب.
  • لم تكن مكانة عبد المطلب العظيمة في قومه تأتي من فراغ، وانما صفات تميز بها، منها الكرم والأمانة والعفة، والشجاعة والفروسية والفصاحة والبلاغة.
  • فقد كان عبد المطلب من أفصح العرب، كان عفيفًا ذا أخلاق رفيعة وطباع أصيلة ورثها عن أجداده الذي هم أحفاد نبيين عظيمين إسماعيل وإبراهيم عليهما السلام، وكان من أبرز صفاته أنه يقري الضيف ويعين المظلوم.
  • أيضًا كانت له مكانة دينية رفيعة حتى قبل الإسلام فقد كان يقوم على خدمة الحجيج ورعايتهم وتقديم الطعام والشراب والمؤنة لهم وبذلك نال شهرته ومكانته بين العرب جميعًا الذين كانوا يفدون إلى مكة في موسم الحج للطواف بالكعبة، وتلك من شعائر العرب حتى قبل ظهور الإسلام.

تحنف عبد المطلب وترك عبادة الأصنام

  • عندما نتساءل من هو جد الرسول  فينبغي أن ذكر صفاته والتي من أبرزها أنه كان عبد المطلب جد الرسول من أهل الحكمة والعقول الراجحة، وقد أدرك بعقله قبل بعثة الرسول بالإسلام، أن الأصنام حجارة لا تضر ولا تنفع، ولا تفيد ولا تشفع.
  • فترك عبادتها منذ صغره، وتحذف، أي صار حنيفيًا على ملة إبراهيم عليه السلام، وهي أصل ملة الإسلام.
  • ومما يؤكد ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات)، وقد استدل العلماء من هذا القول على أن آباء النبي وأجداده لم يكن فيهم كافر يعبد الأصنام أو يشرك بالله، لأن الشرك والكفر نجاسة، وقد نفاها النبي –صلى الله عليه وسلم- عنه وعن أجداده، وهذا يدل على أن عبد المطلب قد تحنف وترك عبادة الأصنام.
  • لم يؤثر عن عبد المطلب جد الرسول أنه سجد لصنم أو ذبح لحجر تقربًا إليه، كما كان يفعل أهل الجاهلية، وهو الذي سبق النبي إلى غار حراء للعبادة بعيدًا عن أعين قريش، وقد سار على خطاه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قبل أن يبعث.
  • وكان عبد المطلب في قومه مصر ثقة وعلاقة طيبة بربه، فكانوا إذا فزعوا أو أصابهم القحط استنجدوا بعبد المطلب جد الرسول لكي يستسقي لهم الغمام، وكان الغمام يستجيب بأمر الله ينزل عليه المطر كرامة لجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-

مواقف نادرة في حياة جد الرسول

إذا أردت الإجابة النافعة عن سؤال من هو جد الرسول فلن تكون الإجابة بمجرد ذكر اسمه وبعض صفاته، وإنما بذكر مواقفه الشجاعة وبطولاته الفاخرة، إذ كانت حياة  عبد المطلب كلها مواقف نادرة، وبطولات عظيمة، وأعمال فريدة منها:

  • حفر بئر زمزم، ومع أنها كانت موجودة منذ الأزل منذ أن أوجدها الله ماءًا عذبًا تحت أرجل الرضيع إسماعيل عليه السلام بعد أن انقطعت به وبأمه السبل، ولكن عوامل التعرية والطبيعة كانت مع الزمن قد طمرتها وغطتها الرمال، فأعاد عبد المطلب فتحها وحفرها من جديد ومازالت تنبع ماءً عذبًا منذ ذلك اليوم من جديد.
  • ومن المواقف النادرة في حياة عبد المطلب جد الرسول، موقفه يوم الفيل، عندما جاء أبرهة الحبشي بجيش جرار لهدم الكعبة ردًا على تدنيس معبد القليس الذي بناه باليمن حيث دخله بعض العرب ودنسوا جدرانه بالقاذورات، فأقسم أبرهة ليهدم الكعبة.
  • وعندما جاء أبرهة بجيشه، كان جنوده يأخذون كل ما يجدونه في طريقهم من إبل وشاء العرب من قريش، وكان من ذلك ناقة لعبد المطلب.
  • فذهب إليه عبد المطلب في شجاعة نادرة وسط صلبانه وجيشه الجرار، وقال له: يا أبره أين الناقة التي أخذها جنودك.
  • فتعجب أبرهة من ذلك وقال جئت تسألني عن ناقتك وجئت أهدم بيتكم ورمز عزتكم وفخرهم، فقال عبد المطلب قولته الآسرة المشهورة: (للبيت رب يحميه)
  • فسخر أبرهة منه، وأمر برجوعة ناقته إليه، فأخذها عبد المطلب ورجع، وأخذ يدعوا الله على أبرهة وجيشه.
  • حتى أهلكهم الله بحجارة من جهنم، كانت تنزل على الواحد من جيش أبرهه فتحوله إلى كتلة من رماد، وسمي ذلك بعام الفيل.

رعاية وكفالة عبد المطلب للرسول

  • وإذا أردنا الإجابة بصدق عن سؤال من هو جد الرسول فلابد أن نتوقف عند مواقفه مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فمن أجل وأعظم المواقف في حياة عبد المطلب، رعايته للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث توفي أبوه عبد الله، أثناء رحلة له بالشام، وكان لا يزال جنينًا في رحم أمه، فكفله عبد المطلب ورعاه بعد ولادته، وأخذه في كنفه، ولك يكن يقوم بسفرة إلا واصطحب معه محمدًا صلى الله عليه وسلم.
  • وكان عبد المطلب من أشد الناس حبًا للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد عوضه عن عطف أبيه وحنانه، فلم يشعره أبدًا بمشاعر اليتم وإنما كن له الأب والراعي والجد الحنون، وكان يقول عنه (إنه لبني) أي ابني في محبتي له وعنايته به.
  • حتى عندما شعر بالموت و بدنو أجله، لم يرد أن يترك الرسول – صلى الله عليه وسلم- لقريش، وإنما أوصى ابنه أبا طالب عم الرسول بأن يرعاه، ويتكفل بشؤونه، وأن يدافع عنه ضد قومه، فكان نعم الحافظ والمدافع عنه

وفاة عبد المطلب جد الرسول

  • توفي عبد المطلب بعد حياة حافلة بالقيم النبيلة والأخلاق الرفيعة والمواقف الشجاعة، وكان ذلك عام 578م ، بعد أن ترك علامات بارزة وأولادًا تفتخر بهم الأمة جميعها هم عبد الله والحمزة والعباس.
  • وكان عمر عبد المطلب يوم وفاته ثمانية وتسعين عامًا، وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم ست سنوات فقط لم يبلغ الحلم ولم يدرك النبوة.

بهذا نكون قد تعرفنا على إجابة سؤال من هو جد الرسول صلى الله عليه وسلم، كما تعرفنا على نبذه من حياته الشخصية وكيفية رعايته لسيدنا محمد، ووقت دخوله الإسلام بالإضافة إلى بعض مواقفه وأفعاله قديمًا، وعلِمنا الوقت الذي توفي به عبد المطلب جد الرسول، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا