متى تحرم الزوجة على زوجها بعد الطلاق

متى تحرم الزوجة على زوجها بعد الطلاق؟ وكيف يمكن للزوج أن يرجع زوجته؟ فأحكام الزواج والطلاق من الأحكام الدينية التي لا يمكن الاستهانة بها حتى لا نقع في حد من حدود الله، كونها من التشريعات التي نص عليها القرآن الكريم والسنة النبوية، لذا ومن خلال موقع جربها سوف نتعرف على إجابات تلك الأسئلة عبر ما يلي.

متى تحرم الزوجة على زوجها بعد الطلاق

شرع الله عز وجل للمسلم الزواج، والذي بني على المودة والرحمة، إلا أنه في بعض الأحيان تستحيل العيشة بين الزوجين، ولا يكون هناك مهرب من الطلاق، وعلى الرغم من أنه من الأمور التي أحلها الله عز وجل، إلا أنه أبغض الحلال.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن عمر: أبغضُ الحلالِ إلى اللهِ الطَّلاقُ“، إلا أنه في بعض الأحيان يكون هو المنفذ الوحيد للنجاة، في تلك الحالة يخضع الزوجين لأحكام الطلاق، والتي ذكرها الله تعالى في محكم التنزيل في سورة البقرة الآية رقم 229:
الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ“.
من الممكن أن يرجع الزوج زوجته في الكثير من الأحيان كونها لم تحرم عليه، إلا أنها ترجع بعدة شروط وسنتعرف عليها سويًا فيما بعد.

أما عن جواب سؤال متى تحرم الزوجة على زوجها بعد الطلاق، فهو عندما يطلقها الزوج الطلقة الثالثة حتى وإن كانت في فترة العدة، ففي تلك الحالة لا تحل له إلا أن تتزوج رجلًا غيره ويتم النكاح الشرعي، وذلك لقول الله تعالى:
فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” سورة البقرة الآية رقم 230.
ففي تلك الحالة لا يمكنه أن يرجع زوجته دون أن تكون تزوجت من غيره الزواج الشرعي الذي له كافة الضوابط الإسلامية، فأمر الرجل المحلل هو أمر غير شرعي كون الزواج يخلو من إحدى ضوابطه.

فإن تزوجت وتم تطليقها من الزوج الثاني، أصبح من الممكن للزوج أن يردها إليه بمهر وعقد قران جديدين.

اقرأ أيضًا: طريقة حساب نصيب الزوجة من الميراث

حالات إرجاع المطلقة إلى زوجها

بعد أن أجبنا على سؤال متى تحرم الزوجة على زوجها بعد الطلاق، علينا أن نتعرف على الحالات التي أحل الله فيها للزوج أن يرد زوجته، والتي تتمثل فيما يلي:

1- الرجوع من الطلاق الرجعي

الطلاق الرجعي هو الذي يتم من خلال تلفظ الرجل بقول الطلاق سواء تم توثيقه أم لا، على أن يكون رجوع المرأة في فترة عدتها، والتي قدرت حسب الشرع بثلاثة أشهر إن لم تكن الزوجة حاملًا، وذلك استنادًا إلى قول الله تعالى:
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌسورة البقرة الآية رقم 228.
أما إن كانت الزوجة حاملًا، فإن فترة عدتها إلى أن تضع مولودها، حتى وإن تم الطلاق في الشهر الأول من الحمل، ولا يحق لها ألا تخبر زوجها بأمر الحمل إن لم يكن على علم به.

الجدير بالذكر أنه في تلك الحالة يتم إرجاع الزوجة من خلال نية الزوج المسبقة، وقوله لها أنه قد أرجعها إلى عصمته أو ما يفيد ذلك، أو معاشرتها معاشرة الأزواج، إلا أن ذلك الأمر قد اختلف فيه الفقهاء.

2- الرجوع من الطلاق البائن

الطلقة البائنة هي التي تتم في الطلاق للمرة الأولى أو الثانية على أن تمر العدة دون أن يرد الزوج زوجته، فهي في تلك الحالة ليست محرمة عليه، إلا أنه عليه أن يكتب لها مهرًا جديدًا ويعقد لها القران مرة أخرى.

اقرأ أيضًا: هل تختار غير زوجها في الجنة

حكم إرجاع المرأة إلى عصمة الرجل بعد الطلاق

بعد أن تعرفنا على جواب سؤال متى تحرم الزوجة على زوجها بعد الطلاق، نجد أن الدين الإسلامي قد وضع بعض الأحكام فيما يخص إرجاع الزوجة بعد الطلاق، وذلك من خلال ما يلي:

1- الإرجاع الواجب

على الزوج أن يرجع زوجته إلى عصمته إجبارًا إن كان الطلاق في وقت الحيض أو النفاس، وذلك استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

” طَلَّقْتُ امْرَأَتي وَهي حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذلكَ عُمَرُ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَتَغَيَّظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ثُمَّ قالَ: مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا حتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى مُسْتَقْبَلَةً سِوَى حَيْضَتِهَا الَّتي طَلَّقَهَا فِيهَا، فإنْ بَدَا له أَنْ يُطَلِّقَهَا، فَلْيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا مِن حَيْضَتِهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا، فَذلكَ الطَّلَاقُ لِلْعِدَّةِ كما أَمَرَ اللَّهُ. وَكانَ عبدُ اللهِ طَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً، فَحُسِبَتْ مِن طَلَاقِهَا، وَرَاجَعَهَا عبدُ اللهِ كما أَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، [وفي رواية]: قالَ ابنُ عُمَرَ: فَرَاجَعْتُهَا، وَحَسَبْتُ لَهَا التَّطْلِيقَةَ الَّتي طَلَّقْتُهَاصحيح رواه عبد الله بن عمر.

2- الإرجاع المستحب

في حالة وجود أطفال من شأن الطلاق أن يعود عليهم بالحالة النفسية السيئة، لذا في تلك الحالة من المستحب أن تعود الزوجة إلى زوجة من خلال التصالح والعفو عما سبق، فقد قال الله عز وجل في سورة النساء الآية رقم 128:
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا“.
الجدير بالذكر أنه عندما يعزم الزوجين العودة وإصلاح الحياة مرة أخرى، فإنهما ينالا الثواب الأعظم ويمن الله عليهما بالبركة في الحياة، فلا تتكرر المشكلات مرة أخرى إن كانت نيتهما خير.

اقرأ أيضًا: هل يمكن إرجاع الزوجة بعد صدور وثيقة الطلاق البائن

3- الإرجاع المحرم

تلك الحالة التي يود فيها الرجل إرجاع الزوجة من أجل أن ينتقم منها، أو أن يلحق بها الضرر، سواء النفسي أو البدني، ففي تلك الحالة يأثم الرجل إثمًا مبينًا كونه لم يتق الله عز وجل، ويخضع إلى قوله تعالى في سورة البقرة الآية رقم 231:
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ“.
على المسلم أن يعرف كافة أحكام الطلاق قبل الشروع فيه، كون أحكامه رادعة ولا يمكن التراجع فيها في العديد من الأحيان، فالأحكام الدينية لا يستهان بها.

قد يعجبك أيضًا