حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن

حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن من الأحكام الشرعية التي يجب على كلٍ من الرجل والمرأة أن يتعرفا إليها، ففي العصر الحالي انتشرت ظاهرة الطلاق بشكل ملحوظ، ورغم ذلك يجهل الكثير من الأزواج الأحكام الشريعة للطلاق، ومن خلال موقع جربها سوف نعرض لكم حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن، مع عرض العديد من التفاصيل المتعلقة بالطلاق.

حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن

يعد الطلاق من الأمور المذمومة في الإسلام إلا في حالات معينة يقول الرسول الكريم أبغَضُ الحلالِ إلى اللَّهِ الطَّلاقُ” حديث صحيح، لكن في حالة تم هذا الأمر ما الحكم حسب الشرع؟ إن حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن هو لا بأس به لكن هناك شروط لذلك.

فالشروط الواجبة على كلٍ من الزوج والزوجة في حالة الطلاق البائن ـ أي الزواج الذي لا رجعة فيه إلا من خلال عقد زواج جديد ـ هي أن تقيم المرأة مع أولادها، ولا يكون هناك خلوة بينها وبين الزوج؛ لأنه في هذه الحالة يعد من الأجانب الذين لا تحل لهم التواجد مع امرأة في مكان واحد وحدهما.

إذن فلا حرج من تواجد المرأة في بيت زوجها بعد الطلاق البائن أو الطلقة الأخيرة في حالة الضرورة شرط عدم وجود خلوة، ومن الممكن والأفضل أن تخرج إلى مكان أخر لتجنب الوقوع في الفتنة.

لكن في بعض الأحيان لا تتمكن النساء من فعل هذا الأمر، ففي هذه الحالة لا بأس من أن تبقى في البيت مع أولادها.

اقرأ أيضًا: متى تحرم الزوجة على زوجها حرمة أبدية؟

أنواع الطلاق

في إطار الحديث عن حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن، للطلاق العديد من الأنواع، ومن هذه الأنواع ما يصنف بحسب الأحكام الشرعية، وما يصنف بحسب اللفظ، ويمكن أيضًا أن يصنف الطلاق بحسب الأثر المترتب عليه، وآخر تلك الأنواع هو ما يُصنف بحسب كونه معلق بأمر أم لا، ولكل نوع عدد من الاعتبارات، وفيما يلي من خلال الفقرات التالية سوف نعرض لكم كل نوع مع الاعتبارات الخاصة به والأحكام الشرعية المخصصة له.

أنواع الطلاق حسب الأحكام الشرعية

حري بنا عند الحديث عن حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن أن نذكر أنواع الطلاق مع ذكر أحكمها، ويمكن أن نقسم موضوع أنواع الطلاق على حسب الأحكام الشرعية، إلى نوعين وهما الطلاق الجائز والطلاق المحظور.

1ـ الطلاق الجائز

يسمى بالطلاق الجائز أو الطلاق السني وهو من أنواع الطلاق الموافقة للشريعة الإسلامية، ويتم عن طريق رمي الزوج على زوجته يمين الطلاق مرة واحدة في فترة الحمل، أو في حالة كانت المرأة طهور ولم يجتمعا.

ففي هذه الحالة يجوز أن يُحسب اليمين على أنه طلاق فعلي، ومن الممكن أن يعودا لا إثم في ذلك.. والله أعلم

2ـ الطلاق المحظور

يسمى الطلاق المحظور أو الطلاق البدعي، وهو من أنواع الطلاق المخالفة للشرع، وهذا الطلاق ينقسم إلى نوعين ألا وهما:

النوع الأول من الطلاق المحظور

النوع الأول من الطلاق البدعي يصنف من حيث الوقت، فعلى سبيل المثال:

  • إذا رمي الزوج يمين الطلاق على زوجته، وكانت حائض وهو يعرف ذلك.
  • أو في حال كانت المرأة في فترة النفاس والزوج يعلم.
  • أو في حال كانت المرأة طهور وتم الجماع بينهما، وحملت ولم يعرف بحملها.

في هذه الحالات يعد الطلاق من المحظورات في الإسلام، ويدخل ضمن الطلاق البدعي.

في حالة كان الزوج على علم بحمل زوجته أو جامعها في فترة الطهر وحملت وعرف بذلك وطلقها، فهنا الحكم جائز وشرعي ولا يعد من أنواع الطلاق المحظور، ولا يدخل ضمن الطلاق البدعي.

إذن في حالة رمي الزوج يمين الطلاق على زوجته في فترة الحيض أو في فترة الحمل وهو يعلم ذلك فهذا الطلاق طلاق شرعي، ومن السنة هنا أن يقوم بالطلاق طلقة واحدة لا يزيد عنها، فالطلاق في هذه الحالات بالثلاثة لا يجوز، والطلاق مرتين مكروه.

فالطلاق السني هنا أن يقوم بتطليق زوجته مرة واحدة في حال كانت حامل أو كانت طهور ولم يتم الجماع بينهما.

أما في حالة طلق الزوج زوجته وكانت في:

  • فترة الحيض.
  • أو في فترة النفاس.
  • أو في حالة الطهر وحدث بينهما جماع، ولم تحمل.
  • أو في حال كانت الزوجة صغيرة ولم تحيض ولا مرة في حياتها.
  • أو في حالة المرأة العجوز التي توقف عندها الحيض

فهذا الطلاق لا يجوز؛ ويرجع الأمر في ذلك إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم مع ابن عمر، وإلى أمر الله عز وجل أن يتم الطلاق لعدة (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا) [ الطلاق:1].

فطلاق العدة للنساء الطاهرات بغير جماع في هذه العدة.

النوع الثاني من الطلاق المحظور

يصنف النوع الثاني من الطلاق البدعي على حسب عدد الطلقات، فعلى سبيل المثال:

  • إذا قال الزوج لزوجته أنتِ طالق مرة واحدة.
  • أو إذا قال لها أنتِ طالق مرتين.
  • أو إذا قال لها ثلاث مرات.

فهذا الأمر لا يجوز؛ لأن السنة أن يكون الطلاق مرة واحدة.

من الأمور التي اختلف فيها العلماء هو الطلاق البدعي، ومن المختار عند جمهور العلماء في العصر الحالي أن الطلاق البدعي لا يقع، وحتى إذا قام الزوج بالطلاق ثلاث مرات تحسب مرة واحدة.

اقرأ أيضًا: حكم خروج المرأة بعد وفاة زوجها وتعرف على ضوابطها الشرعية

أنواع الطلاق حسب اللفظ

في نطاق الحديث عن حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن، يتم تقسيم الطلاق على حسب اعتبار اللفظ إلى نوعين، وهما الطلاق الصريح، الطلاق الكناية، ومن خلال الفقرات التالية سوف نعرفكم إلى كل نوع منهما:

1ـ الطلاق الصريح

هو الطلاق الذي لا يفهم منه أي شيء آخر غير أنه طلاق، فعلى سبيل المثال:

  • كأن يقول الزوج لزوجته أنتِ طالق.
  • أو يقول الزوج لزوجته أنتِ مطلقة.
  • أو يقول طلقتك يا امرأة.

في هذه الحالة يكون الطلاق واقع على المرأة بحكم شرعي سواء نوى الزوج طلاقها بالفعل أو لم ينو ذلك، وهذا الأمر أجمع عليه جمهور العلماء.

2ـ الطلاق الكناية

هو الطلاق الذي من المحتمل أن يكون الغرض منه الطلاق الحقيقي أو عدم الطلاق، على سبيل المثال:

  • عندما يقول الزوج لزوجته أنت خلية بمعنى أنها حرة من عقد الزواج.
  • أو يقول أنت برية.
  • أو يقول أمرك بيدك أي أنك حرة.
  • أو يقول حبلك على غاربك.
  • أو يقول الحقي بأهلك.
  • أو يقول الزوج لزوجته لا حاجة لي فيك.
  • أو يقول أنتِ عليّ كظهر أمي.
  • أو غيرها من الأمور الأخرى التي يقولها الزوج لزوجته وتكون كناية عن الطلاق بغير اللفظ.

ففي هذه الحالة لا يقع الطلاق على الزوجة، أي أن العبرة في هذه الحالة بنية الزوج إذا نوى من لفظته الطلاق فهو واقع، وإن لم ينوِ فهو باطل.

أنواع الطلاق حسب الأثر المترتب عليه

أثناء حديثنا عن حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن، فإن الطلاق حسب الأثر أو النتيجة المترتبة عليه ينقسم إلى نوعين النوع الأول الطلاق الرجعي، والنوع الثاني الطلاق البائن، وفيما يلي من خلال الفقرة التالية سوف نعرفكم إلى كل نوع على حدا:

1ـ الطلاق الرجعي

هو يمين الطلاق الذي يرميه الزوج على زوجته التي نكحها بالفعل، سواء طلقها مرة واحدة أو مرتين على أن يكون ذلك الطلاق خاليًا من المال أي لا يكون بغرض الحصول على المال مقابل تطليق زوجته.

لا فرق في هذه الحالة أن يكون الطلاق طلاق صريح أو طلاق كناية، ففي هذه الحالة يجوز أن يرد الزوج زوجته قبل أن تنتهي فترة العدة، والعدة للمرأة التي ما زالت تحيض تنتهي بانتهاء الطهور الثالث من الحيضة الثالثة.

أما عند المرأة التي انقطع عنها الحيض أو المرأة الصغيرة التي لم تحيض من قبل حددها الشرع، وهي بعد هي ثلاثة شهور كاملة.

في حال طلق الزوج زوجته ولم ينكحها أي لم يدخل بها في الحقيقة أو كان الطلاق لثلاث مرات، ففي هذه الحالة يعد طلاقًا بائنًا أي لا رجعة فيه إلا بعد زواج جديد.

اقرأ أيضًا: ماذا تفعل الزوجة عندما يهجرها زوجها

2ـ الطلاق البائن

عند حديثنا عن حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن، لا بد أن نوضح مسألة الطلاق البائن بصورة واضحة حيث ينقسم الطلاق البائن أو البينونة إلى نوعين، النوع الأول البينونة الكبرى، والنوع الثاني البينونة الصغرى، ومن خلال الفقرات التالية سنوضح لكم كل نوع منهما:

البينونة الكبرى

حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن إذا كانت بينونة كبرى مختلف عن البينونة الصغرى، حيث إن المقصود بالطلاق البينونة الكبرى هو الطلاق الذي يرميه فيه الزوج على زوجته يمين الطلاق ثلاث مرات، ففي هذه الحالة لا تحل له زوجته، وتصبح أجنبية عنه وهو أجنبي عنها.

فالزوجة لا يحل له أن ينكحها إلا من بعد أن تتزوج من رجل آخر وينكحها، على أن يكون النكاح الثاني للزوجة من غير زوجها الأول نكاحًا صحيحًا حسب الشرع، ثم في حالة طلقها الزوج الثاني، ففي هذه الحالة يحل لها أن تعود إلى زوجها الأول.

ذلك لقول الله تعالى في كتابه الكريم: (الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة: 229].

فالأصل في الطلاق أن يكون مرة بعد مرة، أي يجوز للزوج أن يرد زوجته بعد الطلقة الأولى وأن يمسك زوجته بالمعــروف، كذلك الأمر في الطلقة الثانية يحل للزوج أن يرد زوجته على أن يمسك بالمعروف.

المراد بالإمساك بالمعروف هو نكاحها ومعاشرتها بالحسنى، ولا يحل هذا الأمر إلا في الطلاق الرجعي.

فهناك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم في مسألة البينونة الكبرى، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها في الحديث عن قصة المبتوتة، تقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم: ” جاءت امرأةُ رِفاعةَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالت: كنتُ عندَ رِفاعةَ، فطَلَّقَني فبَتَّ طَلاقي، فتزوَّجتُ عبدَ الرَّحمنِ بنَ الزَّبِيرِ، وإنَّ ما معه مِثلُ هُدبةِ الثَّوبِ، فتبسَّم رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: أتُريدينَ أن تَرجِعي إلى رِفاعةَ؟ لا، حتى تَذوقي عُسَيلتَه، ويَذوقَ عُسَيلتَكِ.” حديث صحيح.

المبتوتة أو البت هنا المقصود بها البائن أي المعلوم الواضح الفسخ والطلاق، والمعنى من لفظة بت طلاقي أي قطعه قطعًا كليًا أي ثلاث مرات.

المقصود بعسليته في الحديث أن صلى الله عليه وسلم شبه لذة الجماع بين الزوج والزوجة بلذة تذوق العسل.

يقول الله عز وجل في أمر الطلاق في كتابه الكريم: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ) [البقرة: 228].

كذلك كان حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن في البينونة الكبرى.

البينونة الصغرى

حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن في حالة البينونة الصغرى والتي يقصد بها هي أن يطلق فيها الزوج زوجته المرة الأولى أو المرة الثانية، ثم تنتهي فترة العدة، في هذه الحالة يسمى طلاق بينونة صغرى أي يحل للزوج أن يعقد عليها مرة أخرى حتى يكون نكاحه لها نكاحًا شرعيًا.

أو أن تطلق الزوجة زوجها فيما يسمى بالخلع، ويسمى خلع أيضًا حال طلق الزوج زوجته للحصول على عوض مال أو غير، أو أن يطلق الزوج زوجته دون الدخول بها مرتين في هذه الحالات أيضًا لا تحل له إلا بعقد جديد.

من الأحاديث الواردة في السنة النبوية الشريفة في مسألة البينونة الصغرى: عن الحَسَنِ: (أنَّ مَعقِلَ بنَ يَسارٍ كانت أختُه تحتَ رَجُلٍ فطَلَّقَها، ثمَّ خَلَّى عنها حتى انقَضَت عِدَّتُها، ثمَّ خَطَبَها، فحَمِيَ مَعقِلٌ مِن ذلك أنَفًا، فقال: خلَّى عنها وهو يَقدِرُ عليها، ثمَّ يَخطُبُها! فحال بينه وبينها، فأنزل الله: وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ [البقرة: 232] إلى آخِرِ الآيةِ، فدعاه رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقرَأَ عليه، فتَرَك الحَمِيَّةَ واستقاد لأمرِ اللهِ” صحيح البخاري.

كذلك كان حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن في حالة طلاق البينونة الصغرى.

أنواع الطلاق حسب كونه معلقًا بأمر أو لا

ينقسم الطلاق إلى نوعين تبعًا لأنه معلق بأمر معين أو لا، ومن خلال ما يلي سوف نقدم لكم النوع الأول وهو الطلاق المنجز أو الناجز، والنوع الثاني وهو الطلاق المعلق:

1ـ الطلاق الناجز

يطلق على يمين الطلاق الذي يرميه الزوج على زوجته مثل أن يقول لها أنتِ طالق، أو في حالة قال أي لفظ من ألفاظ الكناية مع عقد النية على الطلاق بالفعل، بدون أن يشترط وقوع الطلاق بحدوث أمر ما أو عدم فعل شيء ما، فهذا الطلاق يسمى ناجز أو منجز أي طلاق مُعجل، وحكمه في الطلقة الواحدة أو الطلاق مرتين أنه واقع على الزوجة، ولا تحل لزوجها ومن تلك اللحظة تبدأ عدتها ثم يجوز لزوجها ردها خلال فترة العدة، وهذا الأمر مع ملاحظة الفارق بين الرجعي والبائن فيما تقدم سابقًا.. والله أعلم.

اقرأ أيضًا: متى تسقط نفقة المتعة وأهم 4 شروط للحصول على النفقة

2ـ الطلاق المعلق

هو الطلاق الذي يربطه الزوج بحدوث أمر معين، وهو ثلاثة أنواع، سوف نوضحها لكم من خلال النقاط التالية:

  • الطلاق المعلق على شرط محض: أي أن الأمر والشرط الذي علق الطلاق عليه سيحدث بالفعل مهما حدث، على سبيل المثال أن يقول الزوج لزوجته أنتِ طالق إذا غربت الشمس فبالفعل الشمس سوف تغرب، وعندما تغرب الشمس يكون الطلاق قد وقع بالفعل.
  • الطلاق المعلق على اليمين المحض: ففي هذا النوع من الطلاق لا يقع على المرأة أمر الطلاق، والمقصود هنا أن يحلف الزوج بيمين الطلاق على زوجته حتى يقوم شخص ما بتنفيذ ما يريد.

على سبيل المثال إذا قال الزوج إذ لم تأكلوا الطعام فزوجتي طالق، فهو يقصد أن يتم الضيوف تناول الطعام، فهذا اليمين لا يقع على المرأة، ووجب على الزوج كفارة اليمين، مثل ان يقوم بالصوم ثلاث أيام متتالية.

  • الطلاق المعلق باحتمال الشرط المحض أو اليمين المحض: في هذا النوع من الطلاق على الزوج أن يراجع فيه نيته، هل هو يقصد الطلاق عند حدوث الشرط أم لا.

على سبيل المثال إذا قال الزوج لزوجته أنتِ طالق إذا خرجت من المنزل، فمن المحتمل إن أراد الشرط أي عند خروجها بالفعل، فيكون قد وقع عليها يمين الطلاق، هذه حالة الشرط المحض؛ لأنها بالفعل سوف تخرج لأي حالة طارقة أو الضرورية ففي هذه الحالة إذا كانت نيته الطلاق فوقع عليها في أي وقت خرجت فيه.

أما في حالة اليمين المحض، كما تقدم في المثال على الطعام، في حالة قال الزوج إذ لم تأكلوا الطعام فزوجتي طالق، ففي حالة لم يأكلوا الطعام وكانت نية الزوج الطلاق بالفعل ففي هذه الحالة وقع على الزوجة يمين الطلاق.

أما في حالة كان لا يقصد وقوع الطلاق على زوجته بالفعل حتى إذا خرجت أو حتى لو لم يأكل الضيوف الطعام وكان راغبًا في زوجته ولا يريد أن يطلقها، لكنه أراد من هذا الشرط وهذا اليمين الغرض منهم فقط ففي هذه الحالة لا يقع اليمين على الزوج.. والله أعلم.
من الأمور الضرورية التي يجب أن ينتبه إليها الأفراد المقبلين على الزواج وبداية حياة جديدة أن يتحلى كلا منهما بالصبر والتفهم للطرف الآخر، ولا يجعل الزوج كلمة الطلاق شيء سائغًا، فهذا أمر لا يحبه الله والرسول، ويعود على العلاقة الزوجية والأسرية بالعديد من الأضرار.

قد يعجبك أيضًا