ماذا يقرأ في صلاة التراويح؟ وكيف تصلى؟ حيث إنها من العبادات الخاصة بشهر رمضان الكريم، وهي من السنن المؤكدة التي يتم تأديتها بعد صلاة العشاء إلى ما قبل الفجر، انطلاقًا من ذلك نعرض لكم من خلال موقع جربها إجابة سؤال ماذا يقرأ في صلاة التراويح.
ماذا يقرأ في صلاة التراويح؟
تعرف صلاة التراويح أيضًا بصلاة القيام والتي تعد من السنن المؤكدة التي قام الرسول –صلى الله عليه وسلم- بالحث عليها من خلال قوله:” مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” رواه أبو هريرة.
تم تسمية صلاة التراويح بذلك الاسم بسبب أن الكلمة تعني الاستراحة، حيث يتم صلاتها من خلال ركعتين ثم حصول المصلين على الراحة، وهي جمع كلمة ترويحة.
في صدد الإجابة عن سؤال ماذا يقرأ في صلاة التراويح؟ فإن الإجابة أنه لا يوجد قدر معين من القرآن الكريم، أو سور معينة منه يجب الالتزام بها في الصلاة، حيث تباينت الآراء في ذلك الصدد.
فهناك رأي من العلماء الذين يذهبون إلى أفضلية ختم القرآن الكريم بصلاة التراويح خلال شهر رمضان، على أن تتم الزيادة على المصلين، أما البعض الآخر يذهب إلى تفضيل التطويل في الصلاة.
كما أن هناك من يذهب إلى قراءة عشر آيات من أي سورة بكل ركعة من صلاة التراويح، وهناك من يكثر عن ذلك، وهناك من يقرأ سورة كاملة طوال الصلوات، وبالتالي لا يوجد شيء محدد، فالقراءة محددة على أساس مقدرة المسلم.
الرسول –صلى الله عليه وسلم- كان ينوع في القراءة خلال صلاة التراويح، فكان يقرأ السور القصيرة والمتوسطة والطويل.
اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات قيام الليل
آراء المذاهب في قراءة القرآن بالتراويح
في إطار الحديث عن ماذا يقرأ في صلاة التراويح، نتطرق إلى عرض رأي المذاهب الأربعة فيما يقرأ، وذلك من خلال الفقرات التالية:
1- رأي الحنفية
ذهب الحنفية إلى ختام القرآن الكريم في صلاة التراويح طوال شهر رمضان مرة واحدة، ففي كل ركعة يتم قراءة عشر آيات، ولكن في حالة شعور الإمام بملل المصلين من طول القراءة، فعليه التقليل للقدر الذي لا ينفرهم.
كما أنه من الأفضل أن يكثر عدد المصلين عن قدر الآيات أو السور المقروءة، ولا يجب على الإمام قراءة ما يقل عن ثلاثة آيات بالركعة الواحدة، أو يقرأ فقط آية طويلة بعد سورة الفاتحة.
2- رأي الشافعية
يرى الشافعية أن ختام القرآن الكريم بالتراويح أفضل من تكرار قراءة سور محددة، وأن يكون الختام مرتبًا، ويعني ذلك قراءة السور بالتتابع التي عليه في المصحف، كما يجب على المصلي قراءة جزء من القرآن يوميًا.
3- رأي الحنابلة
يرى الحنابلة بأنه من المستحب ختم القرآن في صلاة التراويح طوال الشهر، بالإضافة إلى البداية بسورة البقرة، لكن لم يتم تحديد أي مقدار للقراءة.
4- رأي المالكية
لم يقوموا بتحديد أي قدر من القرآن يقرأ في الصلاة، لكن يجب لديهم ختم القرآن في آخر شهر رمضان بصلاة التراويح، لكي يستطيع المصلي الاستماع إلى القرآن كاملًا.
كيفية صلاة التراويح
استمرارًا في إجابتنا عن سؤال ماذا يقرأ في صلاة التراويح، نتطرق إلى عرض كيفية صلاة التراويح، حيث يتم صلاتها في ركعتين يليهما ركعتين وما إلى ذلك، لكن هناك اختلاف بين العلماء في جواز الركعات.
حيث يرى الحنفية أن صلاة التراويح تتم بواسطة تسليمة واحدة في آخرها، أما الشافعية يرون أن الصلاة بطريقة الحنفية لا تجوز إن كان المصلي متعمدًا.
أما المالكية فيرون أنه على المصلي التسليم بعد ركعتين، لا التسليم بعد أربع ركعات، وعلى الإمام الاستراحة بعد أداء أربع ركعات، لكي يستطيع المصليون شرب المياه أو قراءة سورة الإخلاص لثلاث مرات في كل استراحة.
يرى البعض أن صلاة التراويح تكون في عشرين ركعة، وآخر يذهب إلى أنها ستة وثلاثين ركعة، وكلا الرأيين صحيح، وفي الصلاة في أقل من عشرين ركعة فذلك يجوز أيضًا، حيث يمكن أداؤها في عشر ركعات أو ثمانية دون ركعات الشفع والوتر.
كما يمكن الصلاة في جماعة أو منفردًا، بالمسجد أو بالمنزل، ويمكن قراءة القرآن بشكل علني أو سري.
في حالة تفويت صلاة العشاء عند الدخول إلى المسجد، ورؤية المصلين يبدأون في صلاة التراويح، فيجب على المسلم أداء صلاة العشاء في البداية بشكل منفرد، أو الدخول مع الإمام في نية صلاة العشاء لكن دون التسليم بعد الركعتين وإكمال الصلاة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة سور قصيرة في قيام الليل
وقت صلاة التراويح
يتم تأدية صلاة التراويح في شهر رمضان الكريم بعد صلاة العشاء وقبل صلاة الوتر، ويكون وقتها ممتدًا إلى قبيل آذان الفجر، وفي حالة الصلاة قبل صلاة العشاء يجب إعادتها بعدها؛ لأن صلاة التراويح من السنن التي تكون تابعة للفرض.
كما لا يمكن صلاة التراويح بعد صلاة الفجر؛ لأنها من الصلوات التي لا تؤدى بعد خروج الوقت، وإن تم أداؤها بعد العشاء وقبل السنة فذلك جائزًا، لكن من الأفضل القيام بها بعد السنة.
النية بصلاة التراويح
يرى الشافعية والحنابلة وبعضًا من الحنفية أن النية من شروط صحة صلاة التراويح، حيث إنه على المصلي أن توجد لديه نية قيام الليل في شهر رمضان الكريم.
أشار الحنفية إلى أن صلاة التراويح لا تجوز من خلال النية المطلقة دون أن يتم التحديد أو الصلاة من خلال نية التطوع، كما أنه كان لديهم اختلاف في الحكم الخاص بتجديد النية بعد كل تسليم.
حيث إن المستحب لديهم تواجد النية بعد كل ركعتين؛ بسبب خروج المصلي من الصلاة وبدء الصلاة الجديدة بعد التسليم، أما الحنابلة أشاروا إلى وجوب تجديد النية بعد الركعتين، على عكس المالكية الذين لم يشيروا إلى أية شروط من أجل أداء صلاة التراويح.
صلاة الوتر بعد التراويح
في إطار التعرف إلى إجابة سؤال ماذا يقرأ في صلاة التراويح، فإن على المسلم البقاء مع الإمام إلى أن يؤدي صلاة الوتر، وفي حالة الرغبة بالصلاة بآخر وقت في الليل، فيمكن الصلاة كما يشاء ويكون الوتر الذي تم تأديته في صلاة التراويح مع الإمام كافيًا.
في حالة تواجد نية صلاة قيام الليل بعد صلاة التراويح والتي معها صلاة الوتر، لا يسلم المسلم مع الإمام، ولكن يؤدي ركعة أخرى ويقوم بصلاة الوتر في الليل.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع التسبيح قبل النوم
صلاة التراويح في جماعة أم في المنزل
في صدد الحديث عن ماذا يقرأ في صلاة التراويح، نتطرق إلى عرض الأفضل في صلاة التراويح، هل تتم في المسجد مع الجماعة أم بالمنزل، وذلك من خلال النقاط التالية:
- يرى العلماء أن الصلاة في جماعة أفضل.
- يرى بعض الشافعية أن صلاة التراويح في المنزل أفضل للمرء.
- يذهب البعض إلى إن كان الفرد لديه العزيمة في الصلاة بمفرده ولا تكون مختلفة عن صلاته في جماعة بالمسجد سواء، أما في حالة الإخلال بإحدى شروط الصلاة خلال الانفراد، فمن الأفضل تأدية الصلاة في جماعة.
- إن ثواب الصلاة مع الإمام ليس له حدود؛ بسبب عدد ركعات صلاة التراويح.
إن صلاة التراويح من السنن المؤكدة في شهر رمضان، وهي تُشعر المسلم بعظمة الشهر الكريم وتمنحه الثواب المضاعف؛ لذلك ننصح المسلمين بأدائها سنويًا دون تحديد قدر معين من القرآن لقراءته بها، يكفي قراءة القدر المستطاع لصحة الصلاة.