هل يجوز قراءة سور قصيرة في قيام الليل

هل يجوز قراءة سور قصيرة في قيام الليل؟ وما هو العدد الثابت لركعاتها؟ كل هذا يشغل هؤلاء الأشخاص الذين يحرصون كل الحرص على أداء جميع فرائض الدين ويكرهون أن يفوتوا منها فرضًا أو سنة أو حتى نافلة.

أما الآن فسنجيب من خلال موقع جربها عن سؤال هل يجوز قراءة سور قصيرة في قيام الليل أم لا، كما سنتناول بشيء من التفصيل والتعمق كل ما يتعلق بصلاة قيام الليل.

هل يجوز قراءة سور قصيرة في قيام الليل؟

إن الإجابة عن سؤال هل يجوز قراءة سور قصيرة في قيام الليل هي نعم بالطبع يجوز للمسلم أن يقيم الليل بتلاوة قصار السور، وذلك لأن صلاة قيام الليل غير مشروطة أو مقتصرة على قراءة طوال السور فحسب، وكلها في النهاية من كلام الله وآياته البينات ويمكن للمسلم أن يتلوها ويصلي بها أي فرض من الفرائض اليومية ولا سيما قيام الليل.

اقرأ أيضًا: هل يجوز قول جمعة مباركة

ما هي صلاة قيام الليل؟

لا يمكننا أن نكتفي بالإجابة عن سؤال هل يجوز قراءة سور قصيرة في قيام الليل ونصمت، ولا يزال هناك فريق غير قليل من المسلمين لا يعرفون ما هي صلاة قيام الليل أو يسمع باسمها ولكنه لا يعرف عنها الشيء الكثير، وصلاة قيام الليل هي إحدى صلوات النوافل تؤدى في الوقت الواقع فيما بين ما بعد صلاة العشاء وفجر اليوم التالي.

كما أنها تتضمن صلاة الوتر وراتبة عقب فرض صلاة العشاء وكذلك صلاة التراويح خلال شهر رمضان، هذا إلى جانب ما قد يمكن أن يضاف إليها مثل سنة الوضوء كما كانت صلاة قيام الليل واحدة من الصلوات المفروضة من قبل، وذلك بالتحديد قبل أن يتم فرض الصلوات الخمسة إلا أن حكم فرضيتها تم العدول عنه، وهي أيضًا سنة مؤكدة تقام مثنى ومثنى ثم تختتم بأداء ركعة الوتر.

أما عن عدد ركعات صلاة قيام الليل ففي الواقع لم يرد نصًا قرآنيًا يشير إلى عدد معين يجب ألا تقل عنه صلاة قيام الليل، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ورد عنه حديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:

بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتي مَيْمُونَةَ، فَقَامَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، فأتَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ فأتَى القِرْبَةَ، فأطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بيْنَ الوُضُوءَيْنِ، وَلَمْ يُكْثِرْ، وَقَدْ أَبْلَغَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ كَرَاهيةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَنْتَبِهُ له، فَتَوَضَّأْتُ، فَقَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ عن يَسَارِهِ، فأخَذَ بيَدِي فأدَارَنِي عن يَمِينِهِ، فَتَتَامَّتْ صَلَاةُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حتَّى نَفَخَ، وَكانَ إذَا نَامَ نَفَخَ، فأتَاهُ بلَالٌ فَآذَنَهُ بالصَّلَاةِ، فَقَامَ فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَكانَ في دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبِي نُورًا، وفي بَصَرِي نُورًا، وفي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَعَظِّمْ لي نُورًا”.

رواه عبد الله بن عباس، وحدثه الإمام مسلم، المصدر: صحيح مسلم

حكم الحديث: صحيح قوي الإسناد، وأخرجه الإمام البخاري.

اقرأ أيضًا: هل يجوز قول اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد

كيف نصلي قيام الليل؟

إن من يسأل هل يجوز قراءة سورة قصيرة في قيام الليل، يجب أن يعرف أن صلاة قيام الليل هي ذاتها الصلاة في جوف الليل، والتي تعني أن المسلم يقوم بأدائها بينما ينام سائر الناس، أما عن طريقة صلاتها فهي تبدأ بالوضوء مثل المعتاد ثم يقوم المصلي بتحديد عدد الركعات التي يريد أن يقيم الليل بها بالضبط ويختتمها بركعة الوتر.

وقد جاء في السنة النبوية أن صلاة قيام الليل يجب أن تؤدى بعدد ركعات مثنَّى وليس مفردًا، روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- إنَّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: “صلاةُ الليلِ مثنَى مثنَى فإن خشيت الصبحَ فأوترْ بركعةٍ، قال: قلت: ما مثنَى مثنَى، قال: ركعتان ركعتانِ” ومثنى مثنى أي ركعتان ركعتان.

تجدر الإشارة إلى أن صلاة قيام اليل سنة مؤكدة ولا فرق فيها ما بين قيام الليل في أوله أو في منتصفه أو في آخره، وصلاة الوتر هي ركن رئيسي في صلاة قيام الليل وتكون وترًا أي منفردة، وهناك من يوتر بإحدى عشر ركعة وهناك من يوتر بثلاثة عشر ركعة أو أقل من ذلك، أما المهم أن تكون مثنى ومثنى.

من الممكن أيضًا أن يجهر المصلي بتلاوة القرآن في صلاة جوف الليل أو قيام الليل، كما يمكنه الإسرار فيها أيضًا ولقد أتاح الله الأمرين، وفي ذلك ورد عن عبد الله بن أبي قيس قال: “سألت عائشة كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل أكان يسر بالقراءة أم يجهر فقالت: كل ذلك قد كان يفعل، ربما أسر بالقراءة، وربما جهر فقلت: الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة”

إلا أنه يجب على المصلي أن تكون نبرة صوته متوسطة لا بمرتفعة ولا هامسة، وفي ذلك ورد عن بن قتادة رضي الله عنه: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر مررت بك وأنت تقرأ، وأنت تخفض من صوتك فقال: إني أسمعت من ناجيت، قال: ارفع قليلًا وقال لعمر: مررت بك وأنت تقرأ وأنت ترفع صوتك، فقال: إني أوقظ الوسنان، وأطرد الشيطان، قال: اخفض قليلًا”

اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة

فضل قيام الليل

من المعروف أن الصلاة هي أول ما يسأل عنه العبد عندما يقف أمام ربه يوم البعث للمشهد العظيم، وصلاة قيام الليل كما سلف وذكرنا هي من السنن الصحيحة للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن خير فضائل قيام الليل بالنسبة إلى المسلم:

  • تكفير الذنوب وإزالتها من فوق كاهل العبد وعن أبي أمامة الباهلي إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: “عليكم بقيامِ الليلِ فإنَّهُ دأبُ الصالحين قبلَكم فإنَّ قيامَ الليلِ قُرْبةٌ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، وتكفيرٌ للذنوبِ، ومطردةٌ للداءِ عن الجسدِ ومنهاةٌ عن الإثمِ”
  • صلاة قيام الليل من شأنها أن تدخل العبد إلى الجنة وهذا وفقًا لما أورده سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [سورة الذاريات: الآيات 15 – 18]
  • تضمن للعبد مكانًا ومنزلة كريمة إلى جوار ربه، وفي ذلك ورد عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه “إن العبدَ إذا قامَ يصلّي أتاهُ الملك فقامَ خلفهُ يستمعُ القرآنَ ويَدْنو، فلا يزالُ يستمِعُ ويدنُو حتى يضعَ فاهُ على فيهِ فلا يقرأ آيةً إلا كانتْ في جوفِ الملكِ”
  • تنمية الشعور بالإقبال والحب في أداء الصلوات والعبادات في نفس العبد، وعدم الانغماس في حياة الترف أو الأمور الدنيوية بما فيها من أحزان وهموم واندفاع وانجراف للشهوات.
  • تثبيت قلب المؤمن على حب الله والرغبة المستمرة والمتجددة في التقرب إليه ليحظى بمودته ويفوز برحمته وغفرانه.
  • توليد شعور بالانتماء والإخلاص في عبادة الله تعالى والشعور بصفاء وهدوء في قرارة النفس، من خلال الانعزال عن العالم الخارجي، وذلك وفقًا لما قاله الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلً) [سورة المزمل: الآية رقم 6]
  • صلاة قيام الليل هي فرصة ذهبية لكي يراجع المسلم ما قد سبق وحفظه من القرآن الكريم في السابق.
  • تجعل الله سبحانه وتعالى راضيًا عن عبده فيكتب عنده من الذاكرين.
  • تكسب صلاة قيام الليل العبد صحة الجسم.

يمكننا استنتاج الكثير من إجابة سؤال هل يجوز قراءة سور قصيرة في قيام الليل، وعلى رأسها أن الله تعالى لم يفرض بالقوة على عباده ما هو صعب عليهم بل ترك لهم حرية الاختيار.

قد يعجبك أيضًا