ما حكم القصة البيضاء إذا خالطها قليل من الصفرة؟ وهل هي من ضمن الحيض؟ تلك الأسئلة كثيرًا ما تدور في أذهان النساء عندما تخرج منها القصة البيضاء المصفرّة بعد أن تغتسل من الحيض.
سنعرف من خلال موقع جربها ما هو حكم القصة البيضاء المشوبة بالصفرة التي تنزل من المرأة، وسنعرف ما إن كانت تمنعها من الصلاة وأداء الفرائض أم لا.
ما حكم القصة البيضاء إذا خالطها قليل من الصفرة
إن الإجابة عن سؤال ما حكم القصة البيضاء إذا خالطها قليل من الصفرة باطلة أي أن المرأة لا ينبغي أن تصلي أو تصوم ما دامت القصة البيضاء تخرج من فرجها بعد انتهاء فترة الحيض لديها مشوبة ببعض الصفرة.
فيجب عليها أن تتريث قليلًا لحين خروج القصة البيضاء من دون أي اصفرار، وهو ما أجابت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما عنه حين تم سؤالها عما حكم القصة البيضاء إذا خالطها قليل من الصفرة، بقولها في ذلك “وَكُنَّ نِسَاءٌ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ بِالدُّرَجَةِ فِيهَا الكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ، فَتَقُولُ: «لاَ تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ القَصَّةَ البَيْضَاءَ» تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنَ الحَيْضَةِ”
اقرأ أيضًا: حكم معاشرة الزوجة بعد أن طهرت قبل الاغتسال
ما هي القصة البيضاء والصفرة والكدرة
لا يمكننا توضيح ما حكم القصة البيضاء إذا خالطها قليل من الصفرة من دون أن نوضح للسيدات اللاتي لا يعلمن الفرق بين القصة البيضاء وكذلك الصفرة والكدرة، ويمكن تعريف القصة البيضاء على أنها ذلك السائل الأبيض تمامًا الذي ينزل من المرأة بعد الانتهاء من الدورة الشهرية، وهو الذي يدل في أغلب الأحيان على انتهاء دم الحيض وانقطاعه.
أما الصفرة فهي عبارة عن ماء أو سائل يغلب عليه اللون الأصفر وهو قريب الشبه إلى الصديد على الذي يخرج من القيح أو الجروح ومن الممكن أن تخرج الصفرة قبل الدورة الشهرية أو حتى بعدها.
أما بالنسبة إلى الكدة في عبارة عن سائل يخرج من المرأة ممزوجًا باللون الأحمر أو اللون البني أو بمادة أخرى ذات لون أبيض.
“حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، وعَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ رضي الله تعالى عنها اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ، فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَغْتَسِلَ، فَقَالَ: هَذَا عِرْقٌ فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلاَةٍ“
اقرأ أيضًا: النوم على جنابة في رمضان وحكم تأخير الاغتسال من الجنابة أثناء الصيام
علامات الطهر من الحيض عن المرأة
غير القصة البيضاء توجد أكثر من طريقة يمكن للمرأة من خلالها أن تتأكد من أن الحيض أو الدورة الشهرية قد انتهت بالفعل أم لم تنتهِ بعد، وهناك علامتين اثنتين على الطهر من الحيض ويمكن للمرأة بعدها أن تغتسل ثم تصلي، وهاتان العلامتان هما:
1- توقف الدم
إن معنى توقف الدم هنا يقصد به جفاف المهبل والفرج من دم الدورة الشهرية الفاسد، ويمكن التحقق من ذلك من خلال قيام المرأة بإدخال قطنة نظيفة إلى فتحة المهبل أو الفرج، وإذا خرجت القطنة نظيفة كما دخلت فإن هذه دلالة قوية على الطهر من الحيض، أما إذا خرجت القطنة مشوبة بصفرة أو كدة أو أي مادة أخرى فإن هذا يعني أن الطهر من الحيض لم يتحقق بعد.
2- رؤية القصة البيضاء
مشاهدة المرأة للقصة البيضاء بعد انقضاء فترة الحيض هي أبرز الدلائل على انتهاء دورة الحيض تمامًا، ولكن يشترط أن تنزل القصة البيضاء نقية تمامًا لا تشوبها أية شائبة، وفي حال انقطع نزول الدم وفي نفس الوقت نزلت القصة البيضاء فإن هذا أيضًا يعني انتهاء الحيض والطهر منه.
كيفية التطهر من الحيض بعد نزول القصة البيضاء
عندما ترى المرأة القصة البيضاء النقية قد نزلت وتتأكد بذلك من انتهاء الدورة الشهرية يمكنها أن تغتسل من الحيض لكي تصلي وتصوم من بعدها، ولكن الطهر والاغتسال من الحيض لا يجب أن يتم بالطريقة المعتادة لدى كل منا للغسل، بل يتم التطهر من الحيض كالتالي:
1- اعتزام النية
يجب أن تنوي المرأة في قرارة نفسها وتحمل نية قوية بداخلها أنها تريد الاغتسال من أجل التطهر من الحيض.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال من الحيض دون غسل الشعر
2- الاغتسال الصحيح
تبدأ المرأة في غسل اليدين ثلاث مرات ثم تقوم بغسل فرجها وتنظيفه بيدها اليسرى ثم تتوضأ وضوءًا كاملًا، من بعدها تقوم بصب الماء على رأسها ثلاثة مرات مع تدليك فروة الرأس جيدًا من بعدها تسك الماء على الجانب الأيمن ثم على الجانب الأيسر، ثم تقوم بغسل قدميها جيدًا.
تلك هي الطريقة الصحيحة في الغسل والتطهر من الحيض ومن الجنابة كذلك وفقًا لما ورد في حديث السيرة النبوية حيث روت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها قائلة: ” أنَّ أسْمَاءَ سَأَلَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن غُسْلِ المَحِيضِ؟ فَقالَ: تَأْخُذُ إحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وسِدْرَتَهَا، فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ علَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا المَاءَ، ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بهَا فَقالَتْ أسْمَاءُ: وكيفَ تَطَهَّرُ بهَا؟ فَقالَ: سُبْحَانَ اللهِ، تَطَهَّرِينَ بهَا فَقالَتْ عَائِشَةُ: كَأنَّهَا تُخْفِي ذلكَ تَتَبَّعِينَ أثَرَ الدَّمِ، وسَأَلَتْهُ عن غُسْلِ الجَنَابَةِ؟ فَقالَ: تَأْخُذُ مَاءً فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، أوْ تُبْلِغُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ علَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ حتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تُفِيضُ عَلَيْهَا المَاءَ فَقالَتْ عَائِشَةُ: نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأنْصَارِ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُهُنَّ الحَيَاءُ أنْ يَتَفَقَّهْنَ في الدِّينِ. وفي رواية: نَحْوَهُ، وقالَ: قالَ: سُبْحَانَ اللهِ، تَطَهَّرِي بهَا واسْتَتَرَ”
من خلال معرفة ما حكم القصة البيضاء إذا خالطها قليل من الصفرة يجب على كل سيدة أو فتاة، أن تلتزم بنصيحة السيدة عائشة وأن تنتظر حتى تخرج القصة البيضاء نقية.