ما يقال في سجود السهو

ما يقال في سجود السهو الخاص بالشك في الصلاة، الإنسان من طبعه النسيان، ويحاول الشيطان دائمًا في الصلاة بأن يفسد الصلاة على المسلم، ويوسوس له بأنه ينقص شيء من الصلاة أو يزيد فيها أو يشككه في صلاته، انطلاقًا من ذلك نعرض لكم ما يقال في سجود السهو من خلال موقع جربها.

ما يقال في سجود السهو

على المسلم إن سها في صلاته، أو أنقص منها شيء أو زاد عليها شيئًا أن يسجد سجدتين بسبب السهو، ويقول فيهم ما يقال في السجود العادي للصلاة من أدعية وأذكار حيث قول “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات، ويمكن قول فيها ” سبحان من لا ينام ولا يسهو”.

على الفرد الذي سوف يسجد سجود السهو أن يكون على نية بذلك من أجل عدم بطلان صلاته، وفي حالة صلاة الجماعة لا تجب النية لأنها تكون تابعة للإمام.

دعا الرسول –صلى الله عليه وسلم- المؤمنين بأن يكثروا من الدعاء في السجود، ويظهر ذلك في الحديث الشريف: ” أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ“، رواه أبو هريرة.

من الأدعية المأثورة التي تكون عن النبي –صلى الله عليه وسلم- في سجود السهو، هي قوله: ” اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَروته عائشة أم المؤمنين.

دعاء آخر عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ” رواه أبو هريرة.

اقرأ أيضًا: سجود السهو عند المالكية

أدعية سجود السهو

خلال معرفة ما يقال في سجود السهو نشير إلى بعض الأدعية التي يمكن قولها، ونعرضها في النقاط التالية:

  • سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
  • اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
  • اللهم اصرف قلبي على طاعتك.
  • اللهم اغفر لي، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك.
  • اللهم أصلح عملي وقلبي وحياتي.
  • سبحانك ذي الجبروت والكبرياء والعظمة والملكوت.
  • سبحانك بك آمنت ولك سجدت وأسلمت، اللهم سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق السمع والبصر، تبارك الله أحسن الخالقين.
  • اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني، رب اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين.

ما هو سجود السهو؟

بينما نتناول ما يقال في سجود السهو نشير إلى كيفية أداء سجود السهو وهو سجدتين يقوم بها المسلم في حالة السهو في الصلاة، سواء كانت تلك الصلاة من الفرائض أو النوافل، وعلى المسلم أن يطيل في تلك السجدتين، والعمل على الاستغفار بهما.

تكون سجدة السهو في آخر الصلاة بعد التشهد الأخير وقبل أن يتم التسليم، ويقوم المسلم بعقد النية على تلك السجدة ولكن دون التلفظ بتلك النية.

في حالة أن فرغ المسلم من صلاته وسلم، ثم تذكر أن عليه القيام بسجدتي السهو، يقوم المسلم بسجود السهو بعد السلام، ويقوم بالتسليم بعد سجود السهو، ويجب أن يعقد نية جديدة لذلك السجود، لن في ذلك الوقت يكون في خارج الصلاة.

في حالة أن أنقص المسلم ركعة في الصلاة، وتذكر ذلك بعد التسليم، فيقوم بإكمال الركعات الناقصة، وسجود في نهاية الصلاة من أجل السهو ثم التسليم، وفي حالة أن زاد المصلي ركعة في الصلاة وتذكر ذلك، فيقوم بسجود السهو ثم التسليم.

إن شك المرء المسلم في صلاته، ولا يتأكد كم ركعة أداها، فإنه يقوم على ما يغلب عليه ظنه، ويقوم بالركعة الناقصة، ويسجد سهوًا لها.

حكمة سجود السهو

خلال معرفة ما يقال في سجود السهو نذهب إلى الحكمة منه، حيث إن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قد وقع في السهو بالصلاة مثل سائر البشر، وقال في ذلك:” إنَّما أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أنْسَى كما تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وإذَا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلَاتِهِ، فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ فَلْيُتِمَّ عليه، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ“، رواه عبد الله بن مسعود.

فالإنسان بطبيعته ينسى في كثير من الأحوال، وخاصة في الصلاة بسبب حرص الشيطان على إفساد الصلاة، فهو يوسوس لنا أثناء الصلاة مما يدفعنا وعن طريق الخطأ أن نسهو أو نزيد أو نقل في عدد الركعات.

سجود السهو شرعه الله تعالى من أجل إذلال الشيطان، بمعنى أن العبد حتى لو أخطأ أو سهى فسيذيد من صلاته للتكفير عن ذلك السهو، كذلك ولإجبار المسلم من التأكد من صلاته من أي خلل أو نقص أو زيادة، ويحصل المسلم على رضا وعفو ومغفرة الله سبحانه وتعالى.

أسباب سجود السهو

في حين عرضنا ما يقال في سجود السهو نعرض أسباب القيام بسجود السهو بالتفصيل في الفقرات التالية:

1- الزيادة في القول

تكون الزيادة في القول في الصلاة من خلال قول كلام غير مشروع في الصلاة، بمعنى قراءة شيء في غير محله، حيث القراءة في السجود والركوع أو التسبيح ويكون ذلك غير مقصود، في تلك الحالة من المستحب أن يسجد المصلي سجدة السهو.

تظهر الزيادة في الأقوال عند التسليم من الصلاة قبل أن يتمها العبد، في تلك الحالة تبطل الصلاة في حالة أن قصد المسلم ذلك، وفي حالة أن تذكر المصلى ذلك عليه فورًا أن يتم صلاته من خلال سجود السهو.

في حالة أن كان الكلام الذي قاله المسلم من غير الصلاة، تكون الصلاة باطلة، وإن كان الكلام بغير قصد أو صدر من النسيان أو الجهل، تكون الصلاة باطلة في الرأي الأول للعلماء، أو غير باطلة وذلك في رأي آخر.

اقرأ أيضًا: هل يشترط الوضوء لسجود التلاوة

2- النقص في الصلاة

بينما نعرض ما يقال في سجود السهو يظهر النقص في الصلاة من خلال ما يلي:

1- ترك ركن

حيث ترك أي ركن من أركان الصلاة، حيث الركوع والسجود، في تلك الحالة تبطل الصلاة في حالة القصد، أما في حالة الترك عن سهو، فلا يكون مجبرًا إلا في حالة التعلق بتكبيرة الإحرام.

في حالة أن ترك أي ركن غير تكبيرة الإحرام سهوًا على المصلي إن تذكرها قبل الوصول إلى موضعها، أن يرجع ويأتي بالناقص، ومن ذلك تكون صلاته تامة، وفي حالة التذكر بعد الوصول على محل تكبيرة الإحرام فعليه إعادة الركعة التي كانت تقوم عليها عوضًا عن نقصها.

إن تذكر المصلي تكبيرة الإحرام بعد الصلاة والتسليم، فعليه أن يأتي بما نقص من صلاته، والتالي منها.

2- ترك الواجب

من خلال التعرف إلى ما يقال في سجود السهو من الواجبات في الصلاة هي تكبيرات الانتقال بين أفعال الصلاة، والتسبيح في الركوع والسجود، ففي حالة ترك إحدى تلك الأشياء تكون الصلاة باطلة، وفي حالة السهو إن تذكر المصلي قبل أداء الركن التالي فيقوم بالرجوع إلى الصلاة، ويفعل ما سعى عنه وما بعده، ولا يقوم به بعد الركن الذي يليه، ومن ذلك يحدث سجود السهو.

في حالة أن ترك المصلي التشهد الأول وتذكره قبل القيام إلى الركعة التالية، عليه الجلوس وقول التشهد، والقيام بسجدة السهو، ولا يستطيع المسلم أن يجلس للتشهد الأول بعد أن استقام من السجدة الأخيرة، وعلى ذلك عليه القيام بسجود السهو.

لا يرجع المصلي إلى التشهد الأول إن بدء في الركعة الثالثة وقرأ بها القرآن بعد القيام، وفي حالة الرجوع تكون الصلاة باطلة إن كان عالم بحرمة ذلك الفعل وقصد فعله.

3- ترك الأفعال المسنونة في الصلاة

القيام بترك أي فعل مسنون في الصلاة لا يحتاج إلى أداء سجود السهو، سواء كان ذلك الترك عن قصد أو بدون قصد من خلال النسيان والسهو.

اقرأ أيضًا: كيفية الخشوع في الصلاة؟.. 9 طرق تساعد على الخشوع في الصلاة

 3- الزيادة في الفعل

من أسباب سجود السهو هو القيام بالأفعال الزائدة في الصلاة، ويظهر ذلك في قول الإمام مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حيث قال: ” صَلَّيْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَإِمَّا زَادَ، أوْ نَقَصَ، قالَ إبْرَاهِيمُ: وايْمُ اللهِ ما جَاءَ ذَاكَ إلَّا مِن قِبَلِي، قالَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أحَدَثَ في الصَّلَاةِ شيءٌ؟ فَقالَ: لا قالَ فَقُلْنَا له الذي صَنَعَ، فَقالَ: إذَا زَادَ الرَّجُلُ، أوْ نَقَصَ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قالَ: ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ“.

من الأفعال الزائدة التي بسببها يجب سجود السهو هو الزيادة في جنس من الصلاة، مثل: السجود قبل الركوع، أو القيام في موضع القعود، أو زيادة ركعة من عدد الركعات المطلوبة للصلاة في كل فرض.

في حالة أن علم المصلي بأنه زاد ركعة خلال الصلاة، عليه الجلوس بها والقيام بالتشهد، وسجود السهو، والتسليم عن اليمين واليسار.

في حالة زيادة ركعة في صلاة الجماعة على المأموم أن ينبه المصلين إلى الزيادة التي سوف يؤديها، ويكون التنبيه من خلال التسبيح إن كان الإمام رجلًا، أو التصفيق إن كانت الصلاة لمجموعة من النساء وتؤممهم امرأة، ويأتي ذلك في قول النبي –صلى الله عليه وسلم-:” إنَّما أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أنْسَى كما تَنْسَوْنَ” رواه عبد الله بن مسعود.

4- الشك في الصلاة

في حالة شك المصلي في الصلاة عليه أن يصلح الخطأ الذي يشك فيه، ويظهر ما ينبغي فعله من خلال أقوال العلماء التي نعرضها في الفقرات التالية:

1- المذهب المالكي والشافعي

المالكية والشافعية تقول إن من يشك في صلاته بأنه سجد فقط مرة واحدة أو مرتين، يقوم بإكمال صلاته على أساس يقينه، والقيام بعد ذلك فيما شك فيه ويسجد سهوًا، وذلك استنادًا على قول النبي –صلى الله عليه وسلم-:” إذا شَكَّ أحَدُكُمْ في صلاتِه فلَمْ يَدْرِ اثْنتيْنِ صَلَّى أو ثلاثًا؟ فلْيُلْقِ الشَّكَّ، ولْيَبْنِ على اليقِينِ”.

2- المذهب الحنفي

خلال تناول ما يقال في سجود السهو تشير الحنفية إلى إن شك المصلي في الصلاة، عليه أن يتم الصلاة على أساس ما يغلب على ظنه، وإن لم بتأكد من غلبة الظن، فعليه إتمام الصلاة على ما يتأكد به في نفسه، وذلك استنادًا إلى قول الرسول –صلى الله عليه وسلم-:” إذا شَكَّ أحدُكُم في صلاتِهِ فليتحرَّ الصَّوابَ فليُتمَّ عليهِ ثمَّ ليسلِّم ثمَّ ليسجُدْ سَجدتَينِ“، رواه عبد الله بن مسعود.

اقرأ أيضًا: ما هي شروط الصلاة وأركانها

3- الإمام أحمد بن حنبل

قام الإمام بن حنبل –رحمه الله – بالتفريق بين الشك في الصلاة بين المنفرد والإمام، لأن المنفرد يقوم ببناء صلاته، ويتمها على أساس يقينه، أما في حالة الإمام يقوم المصلون بتذكيره بالخطأ، والتنبيه إليه.

المصلي بعد الإفراغ من الصلاة إن شعر بالشك، فلا يكون هناك أثرًا لذلك، لأن اليقين لا يختفي بالشك، إلا في حالة التيقن في النفس من خلال النقص أو الزيادة، وفي حالة الشك في زيادة الأداء في الصلاة، على المصلي أن يسجد سهوًا.
الإنسان بطبعه يسهو وينسى سريعًا، ذلك شرع الله سجود السهو من أجل تعويض أي شك في الصلاة حيث الزيادة أو النقصان في القول أو الفعل، ومن ذلك تكون الصلاة صحيحة وتامة لا يجب القلق من قبولها.

قد يعجبك أيضًا