قصة السلطان قابوس مع والده وتسلمه مقاليد الحكم نتناول هل هي حقيقة أم خرافة، فسلطنة عمان دومًا تعد من الدول المسالمة والهادئة، وعرف منذ القدم تولي السلطان قابوس الحكم بعد والده، ولكن يتساءل العديد عن حقيقة ظروف وفاة السلطان سعيد بن تيمور في لندن وليس في عمان والعديد من التساؤلات الأخرى، ومن خلال موقع جربها نسترسل معكم قصة السلطان قابوس ووالده السلطان سعيد.
قصة السلطان قابوس مع والده
قد تسلم السلطان قابوس مقاليد الحكم من والده السلطان سعيد بن تيمور في الثالث والعشرين من يوليو عام 1970، وذلك إثر انقلاب أبيض بن قابوس على السلطان سعيد بمساعدة مجموعة من الأنصار من مدينة ظفار، أما عن السلطان سعيد فقد قام قابوس بإرساله إلى منفاه في لندن ليعيش هناك حتى وفاته في أكتوبر 1972.
منشأ السلطان قابوس
في بداية الحديث عن قصة السلطان قابوس مع والده نتناول بعض المعلومات الشخصية عنه، فقد ولد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – رحمه الله – بمدينة صلالة في منطقة ظفار في الثامن عشر من شوال عام 1359، وهو السلطان الثامن من سلالة أحمد بن سعيد المؤسس لأسرة آل بوسعيد.
تلقى قابوس تعاليم اللغة ومبادئ الدين على يد أساتذة متخصصين، حيث بدأ مرحلته الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة ثم قام والده السلطان سعيد بإرساله إلى المملكة المتحدة من أجل مواصلة تعليمه، من ثم التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية في المملكة البريطانية، ليتخرج منها برتبة ملازم ثانٍ.
بعد إنهاء الدراسة عاد مرة أخرى السلطان قابوس إلى بريطانيا من أجل دراسة نظم الحكم المحلي والانتساب إلى مجموعة من الدورات التخصصية في إدارة شئون البلاد، وساعده والده بعد في الحصول على جولة حول العالم استغرقت ثلاثة أشهر لتكون عودته النهائية إلى البلاد في عام 1964.
اقرأ أيضًا: من هو محمد الفاتح
ثورة ظفار
في إطار الحديث عن قصة السلطان قابوس مع والده، كانت فترة حكم السلطان سعيد بن تيمور فترة أمية وظلم بشكل عام وعلى مدينة ظفار بشكل خاص، وأيضًا تم فرض مجموعة من الضرائب الباهظة في زمنه والتي أثقلت حمل المواطنين، وكانت البلاد في حالة عزلة تامة سواء عالمية أو إقليمية ومحلية فقد كان أهل كل مدينة لا يعلمون حال أهل المدن الأخرى.
فبعد عودة السلطان قابوس إلى البلاد تم عزله في قصر صلالة، وبدأ بمراقبة الأوضاع البلاد حيث كان قد شعر بعدم قدرته على تنفيذ التعاليم التي تلقاها خارج البلاد بشأن الحكم ونظمه، وأصبح له ميول وأفكار تقديمية حاول تطبيقها من خلال والده السلطان سعيد لكن تعارضت أفكاره مع إدارة والده.
ليخرج في يوم الثالث والعشرين من شهر يوليو عام 1970 معلنًا عن شروق شمس جديدة على سلطنة عمان لنهضتها شعبًا ومجتمعًا، وليكون لها دورًا مؤثرًا حضاريًا، فقد كانت البلاد آنذاك مصابة بالأمية والفقر وليس لها بنية تحتية اجتماعية مناسبة، وظلت ثورة ظفار مشتعلة حتى استطاع السلطان قابوس إخمادها عام 1975 أي بعد خمس سنوات من توليه الحكم، ولكن استطاع أن يقضي على كل ما يضر مصالح البلاد والشعب
اقرأ أيضًا: من هو امين الامة
وفاة السلطان قابوس
في نهاية الحديث عن قصة السلطان قابوس مع والده نتطرق إلى معلومات وفاته، فقد أعلنت الحكومة العمانية في اليوم العاشر من شهر يناير / كانون الثاني عن وفاة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد، والذي يكون بذلك أطول ثالث الزعماء حكمًا في العالم، وبعد إصدار النعي وإنهاء مراسم الدفن في يوم 11 كانون الثاني / يناير عام 2020 أدى ولي العهد المختار قسم اليمين.
اقرأ أيضًا: من هو قائد معركة بلاط الشهداء
نظام الحكم في سلطنة عمان
بعد الانتهاء من سرد قصة السلطان قابوس مع والده، ووفقًا لنظام الحكم العماني فيتعين على مجلس العائلة المالكة اختيار السلطان الأقدم في غضون ثلاثة أيام وإن لم يقع الاختيار على أحدهم فإنه يتم اللجوء إلى الخطة البديلة والتي يضعها السلطان السابق، وتتمثل في فتح رسالة مختومة ومكتوبة بخط اليد يكتب فيها اسم مرشحه.
حيث إنه يتسم نظام الحكم في سلطنة عمان بالملكية المطلقة والذي بدأ منذ مؤسس الدولة السلطان أحمد بن سعيد وحتى آخر ملوكها وهو السلطان هيثم بن طارق ابن عم السلطان قابوس – رحمه الله –، والذي تم مبايعته بعد فتح رسالة السلطان قابوس – طيب الله ثراه – وسيكون خليفته في الحكم هو ابنه ذي يزن بن هيثم بن طارق.
على الرغم من التطورات والتقدم الذي حدث في البلاد إلا أن الشعب العماني ثار في عام 2011 مطالبًا السلطان بعدة متطلبات هامة أبرزها استقلال القضاء، وضمان حرية التعبير لجميع فئات الشعب وتوسيع الحقوق المدنية والسياسية.