حكم زيارة القبور للنساء كل أسبوع يفيد المشتاقات إلى أحبائهم في دار الحق، حيث إن الموت ليس من السهل تقبله في نفس الفرد، فمع موت الشخص تدفن الذكريات والأمان ومشاعر الحب، ولا يجد الأشخاص للتقليل من الوحشة إلا زيارة القبور، انطلاقًا من ذلك نعرض لكم حكم زيارة القبور للنساء كل أسبوع عبر موقع جربها.
حكم زيارة القبور للنساء كل أسبوع
موت الأحباب هو أصعب ما يمر به الفرد في حياته؛ لئلا يترك له سوى الذكريات التي تؤلمه لأنه يعرف جيدًا أنه لن يستطيع استرجاعها، على الرغم من علم الفرد بأن ذلك قدر الله تعالى ولا دخل له فيها، ولكن الاشتياق يترك له الجرح العميق في قلبه.
بالتالي فإن الشيء الذي يصبر الفرد على الفراق هو زيارة القبور، لكي يشعر المرء بأن الميت ما زال معه، ولقراءة القرآن والدعاء له طالبًا له المغفرة والعفو من الله تعالى؛ لأن ذلك ما يحتاجه المتوفى بشكل كبير.
بناءً على ذلك نعرض لكم حكم زيارة القبور للنساء كل أسبوع، فإن ذلك ليس محرمًا ومستحب، ولكن من الأفضل للمرأة ألا تكثر من الزيارة إلى القبور؛ لأن الأصل في الإسلام أن تبقى المرأة في منزلها ولا تخرج كثيرًا.
مسالة زيارة النساء للقبور من المسائل التي عليها الخلاف الكبير الشهير بين علماء المسلمين، حيث إنه في مذهب الشافعية يتم اللجوء إلى حكم الكراهة فقط لا التحريم المطلق، ولا الجواز المطلق، ولا سبب في ذلك إلا الخوف على المرأة من زيارة القبور، لأن النساء تتصفن في الكثير من الأحيان بقلة الصبر، كما أيضًا خوفًا من قيام النساء بشيء يضر بدنها أو دينها.
كما يقول الخطيب الشربيني-رحمة الله عليه- أن النساء الكراهة لها في زيارة القبور تأتي من استحضارها للبكاء، ورفع الصوت بالصراخ والعويل، كما أن السيدات يتصفن برقة القلب، وعدم القدرة على تحمل المصائب.
لكن زيارة المقابر للنساء بشكل عام لم يتم تحريمها، ويظهر ذلك في مرور النبي –صلى الله عليه وسلم- على امرأة تبكي على قبر ابنها، فقال لها:” اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي” رواه أنس بن مالك، فإن كانت زيارة القبور للنساء محرمة فلم يكن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قد فعل ذلك، وقام بنهي المرأة عن الذهاب إلى القبر مرة أخرى.
لكن في حالة زيارة قبر الرسول –صلى الله عليه وسلم- فلا يوجد أي كراهة في زيارة النساء له؛ لأنه من أعظم القبور للنساء والرجال، ويجب على السيدات في حالة زيارة القبور بشكل عام الأخذ في الاعتبار بعض الأمور، والتي نعرضها في النقاط التالية:
- عدم الاختلاط بالرجال.
- عدم الخروج في الزينة والتعطر.
- الالتزام بالزي الشرعي المحتشم الساتر للجسد.
- الذهاب مع أحد المحارم في حالة أن المقابر كانت في منطقة بعيدة أو غير معروفة.
- الالتزام بالوقار والسكينة خلال الزيارة، وعدم رفع الصوت بالعويل والبكاء.
- العظة من زيارة القبر.
- في حالة أن المرأة في عدتها، فلا يجب عليها الذهاب حتى وإن كان قبر زوجها.
- على المرأة استئذان زوجها قبل الذهاب.
اقرأ أيضًا: حكم زيارة القبور للنساء
رأي المالكية في زيارة القبور للنساء
بينما نتناول حكم زيارة القبور للنساء كل أسبوع، نذهب إلى رأي المذهب المالكي، والذي يرى أنه يجوز لها الزيارة دون الاكثار فيها، وأن تكون قائمة بكافة الشروط الشرعية، مثل: مثل عدم شق الملابس، ولا تقوم بخدش وجهها، ولا تقوم بالنواح والتزين.
في حالة الذهاب على الحديث الشريف حيث قول الرسول-صلى الله عليه وسلم-:” لعنَ اللَّهُ زوَّاراتِ القبورِ” رواه أبو هريرة، وهنا كلمة زوارات تأتي على وزن فعالات والتي تعني صيغة المبالغة أي الإكثار.
في البداية قام النبي –صلى الله عليه- بمنع زيارة القبور، ثم أجازها بسبب وجود علة مشتركة بين الرجال والنساء، ويظهر ذلك في قول الرسول الكريم:” نَهَيْتُكُمْ عن زِيارَةِ القُبُورِ، فَزُورُوها” رواه بريدة بن الحصيب.
حيث إن التذكير بالدار الآخرة هو العلة المشتركة بين الرجال والنساء، فالمنع للنساء يأتي من زوارات أي المكثرات من زيارة القبور؛ لأن الأصل في الإسلام تبقى المرأة في المنزل وعدم الإكثار في الخروج من المنزل.
اقرأ أيضًا: زيارة القبور وهل يشعر بها الميت
الحكمة من زيارة القبور
بينما نتناول حكم زيارة القبور للنساء كل أسبوع، نتطرق إلى ذكر الحكمة من زيارة القبور التي أشار إليها الرسول –صلى الله عليه وسلم-، ونعرضها في النقاط التالية:
- التذكير بالموت، والعظى من الحياة الآخرة وأحوال الموتى.
- يجب على المسلم عند زيارة المقابر التسليم على أهلها، والقيام بالدعاء بالمغفرة والرحمة، وأي دعاء مأثور.
- من فوائد زيارة القبور هي أن يواظب المسلم على العبادات والعمل الصالح، وتجنب الفواحش والمعاصي والمنكرات.
أشكال زيارة القبور
بينما نعرض حكم زيارة القبور للنساء كل أسبوع، نشير إلى أشكال زيارة القبور في النقاط التالية:
- الزيارة الشركية: هي من أنواع الزيارة الخطيرة؛ لأن يقع فيها المسلم بالشرك بالله تعالى؛ بسبب الاستغاثة بالموتى من أجل تفريج الهموم والمصائب، ويعد ذلك الشرك الواضع بالله عز وجل.
- الزيارة البدعية: المقصود منها أن يتم زيارة القبور للدعاء عندها لأن في اعتقاد المرء أن الدعاء سوف يستجاب هناك.
- الزيارة الشرعية: هي التي قام الرسول –صلى الله عليه وسلم- بالإشارة إليها، ويتم فيها الدعاء للمسلمين وتذكر الموت، والحصول على الأجر والثواب.
اقرأ أيضًا: هل يجوز زيارة القبور للنساء
آداب زيارة القبور
إن زيارة القبور من السنن التي حثت الشريعة الإسلامية عليها كما ذكرنا في الفقرات السابقة، ولكن على الزائرين من النساء والرجال الالتزام ببعض الأمور، والتي نوضحها في النقاط التالية:
- عدم الجلوس على المقابر.
- التسليم على أهل المقابر المسلمين، والاستغفار لهم
- عدم المشي بالأحذية على القبور.
- عدم سب الأموات.
إن زيارة القبور من النساء دائمًا من المسائل الشرعية التي عليها خلاف كبير إلى الآن، لكن يمكن زيارتها دون الإكثار، مع الالتزام بالآداب الشرعية العامة والخاصة بالنساء.