شعر عن حب الوطن للمتنبي

شعر عن حب الوطن للمتنبي يعبر عن مدى المشاعر الجميلة التي قد يكنّها الفرد لأرضه، فلكل منا ذكريات عدة بكل شبر في تلك الأراضي، وقد وُلد بفطرة حب الوطن وترعرعنا على أغاني تقديره هو وأفراده، وفيما يلي نعرض لكم بعض أبيات الشعر للمتنبي التي تعبر عن حب الوطن عبر موقع جربها.

شعر عن حب الوطن للمتنبي

الشعر هو الوسيلة التي يعبر بها المواطن عن مدى حبه لوطنه، وترابط قلبه ونفسيته بأحواله هو وشبابه فمنذ القدم وكان الشعراء يعبرون عن الترابط في الوطن ببعض الألفاظ القوية الصادقة التعبير، خاصةً بوقت الثورات أو الاحتفاليات والأعياد القومية، فقد قال المتنبي في حب الوطن العديد من القصائد القوية البيان والتعبير.

أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي، كُني بأبي الطيب المتنبي وقد حمل لقب شاعر العرب وولد في عام 303 هـ الموافق عام 915 م، وكان من فحول شعراء العرب وأعظم شعراء التاريخ، فله العديد من القصائد التي ألهمت الناس، واشتهر شعره بالحكمة ولا تزال بعض أبياته متداولة بين الناس، ونتناول فيما يلي شعر عن حب الوطن للمتنبي:

1ـ قصيدة وطني أحبك

للمتنبي العديد من القصائد الجميلة والتي تعبر عن مدى حبه للوطن، من ضمنها قصيدة وطني أحبك التي تتضمن البيان والقوة في التعبير، حيث قال فيها المتنبي ما يلي:

وطني اُحِــــــــــــبُكَ لا بديل      أتريدُ من قـــــــــــولي دليل

سيضلُ حُبك في دمــــــي        لا لن أحيـــــد ولـــن أميل

سيضلُ ذِكـــــرُكَ في فمي           ووصيتي فـي كل جيل

حُبُ الوطن ليـــــسَ إدعاء         حُبُ الوطـــــن عملٌ ثقيل

 

ودليلُ حُبي يـــــــــا بلادي          سيشهد به الزمنُ الطويل

فأنا أُجاهِدُ صــــــــــــابراً            لاِحُققَ الــــــهدفَ النبيل

عمري سأعملُ مُخلِصا             يُعطي ولن اُصبح بخيل

من الجميل في تلك القصيدة للمتنبي أنه استخدم الألفاظ البسيطة والتي يمكن فهمها بوضوح، حيث يعبر عن مدى حبه لوطنه بأنه لن يميل أبدًا للعدو بأية طريقة، وسيظل يذكر وطنه بأحقية أبنائه فيه والدفاع عنه، ومهما طال الزمن سيظل يحاول فناء الوقت في رفعة الوطن.

اقرأ أيضًا: شعر عن نجاح الطالب يعبر عن مدى نجاحه وتفوقه

2ـ قصيدة بم التعلل

من ضمن أشعار المتنبي الجميلة عن الوطن هي بم التعلل، فقد استخدم فيها المتنبي الألفاظ البديعة التي تعبر عن قيمة الوطن في نفس كل مواطن شريف، وفيما يلي أبيات تلك القصيدة:

بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ … وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ

أُريدُ مِن زَمَني ذا أَن يُبَلِّغَني … ما لَيسَ يَبلُغُهُ مِن نَفسِهِ الزَمَنُ

لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ … مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَن

فَما يَدومُ سُرورُ ما سُرِرتَ بِهِ … وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ

مِمّا أَضَرَّ بِأَهلِ العِشقِ أَنَّهُمُ … هَوُوا وَما عَرَفوا الدُنيا وَما فَطِنوا

تَفنى عُيونُهُمُ دَمعاً وَأَنفُسُهُم … في إِثرِ كُلِّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

تَحَملوا حَمَلَتكُم كُلُّ ناجِيَةٍ … فَكُلُّ بَينٍ عَلَيَّ اليَومَ مُؤتَمَنُ

ما في هَوادِجِكُم مِن مُهجَتي عِوَضٌ … إِن مُتُّ شَوقاً وَلا فيها لَها ثَمَنُ

يا مَن نُعيتُ عَلى بُعدٍ بِمَجلِسِهِ … كُلٌّ بِما زَعَمَ الناعونَ مُرتَهَنُ

كَم قَد قُتِلتُ وَكَم قَد مُتُّ عِندَكُمُ … ثُمَّ اِنتَفَضتُ فَزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ

قَد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قَولِهِمِ … جَماعَةٌ ثُمَّ ماتوا قَبلَ مَن دَفَنوا

ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ … تَجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السُفُنُ

رَأَيتُكُم لا يَصونُ العِرضَ جارُكُم … وَلا يَدِرُّ عَلى مَرعاكُمُ اللَبَنُ

جَزاءُ كُلِّ قَريبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ … وَحَظُّ كُلِّ مُحِبٍّ مِنكمُ ضَغَنُ

وَتَغضَبونَ عَلى مَن نالَ رِفدَكُمُ … حَتّى يُعاقِبَهُ التَنغيصُ وَالمِنَنُ

فَغادَرَ الهَجرُ ما بَيني وَبَينَكُمُ … يَهماءَ تَكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ

تَحبو الرَواسِمُ مِن بَعدِ الرَسيمِ بِها … وَتَسأَلُ الأَرضَ عَن أَخفافِها الثَفِنُ

تلك القصيدة من الأبيات الشعرية المنتشرة للمتنبي بين الناس حتى وقتنا هذا، فهي تعبر عن مدى حب المواطن لأرضه، وتمسكه بها وكيف يكون هناك ترابط ما بين المواطن والأماكن المختلفة فيها، ومن هذا يمكننا حث المواطنين على التمسك بأراضيهم والحقوق الواجب توافرها فيها، وألا يتم الميل لأية جهة قد تضر بالمجتمع أو تثبت في العقل ما هو غير صالح، وفيما يلي إكمال لقصيدة المتنبي بم التعلل:

إِنّي أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي كَرَمٌ … وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ

وَلا أُقيمُ عَلى مالٍ أَذِلُّ بِهِ … وَلا أَلَذُّ بِما عِرضي بِهِ دَرِنُ

سَهِرتُ بَعدَ رَحيلي وَحشَةً لَكُمُ … ثُمَّ اِستَمَرَّ مَريري وَاِرعَوى الوَسَنُ

وَإِن بُليتُ بِوُدٍّ مِثلِ وُدِّكُمُ … فَإِنَّني بِفِراقٍ مِثلِهِ قَمِنُ

أَبلى الأَجِلَّةَ مُهري عِندَ غَيرِكُمُ … وَبُدِّلَ العُذرُ بِالفُسطاطِ وَالرَسَنُ

عِندَ الهُمامِ أَبي المِسكِ الَّذي غَرِقَت … في جودِهِ مُضَرُ الحَمراءِ وَاليَمَنُ

وَإِن تَأَخَّرَ عَنّي بَعضُ مَوعِدِهِ … فَما تَأَخَّرُ آمالي وَلا تَهِنُ

هُوَ الوَفِيُّ وَلَكِنّي ذَكَرتُ لَهُ … مَوَدَّةً فَهوَ يَبلوها وَيَمتَحِنُ

اقرأ أيضًا: شعر المتنبي في الحكمة ومميزات شعره وأهم خصائصه

شعر أحمد شوقي عن الوطن

أحمد شوقي من الشعراء والأدباء المصريين وصاحب أكثر الأبيات الشعرية المتداولة بين الناس، فقد حمل لقب شاعر العرب، نظرًا لما كان يعبر به من جودة عن مشاعره تجاه الوطن في الأبيات الشعرية، فقد كان له القدرة على التعبير عن مشاعر المواطنين وليس ذاته فقط، وذلك ما يميز الشاعر ويجعله ذو مكانة، فبعد التعرف إلى شعر عن حب الوطن للمتنبي ففيما يلي بعض الأبيات الشعرية من قصيدة أمير الشعراء ألا بديارهم جن الكرام عن الوطن:

وشفهم بليلاها الغرام  

بلاد أسفر الميلاد عنها

وصرحت الرضاعة والفطام

وخالط تربها وارفضّ فيه رفات من حبيب أو عظام

بناء من أبوتنا الأوالي

يتمم بالبنين ويستدام

توالى المحسنون فشيدوه

وأيدى المحسنون هي الدعام

وأبلج في عنان الجود فرد

1ـ اليوم نسود بوادينا

أجمل الأبيات الشعرية التي قد تكون غير غريبة على مسمعك هي قصيدة اليوم نسود بوادينا، فهي من القصائد الجميلة التي يحبها كل مواطن شريف يشعر بالامتنان والحب لوطنه، كما أنها قد دُرست في المدارس والمراحل التعليمية المختلفة، وفيما يلي بعض من أبيات تلك القصيدة:

اليوم نَسود بوادينا … ونُعيدُ محاسنَ ماضينا

وَيُشيدُ العِزُّ بَأَيدينا … وطنٌ نَفديه ويَفدينا

وطنٌ بالحق نؤيِّدُه … وَبِعَينِ اللَهِ نُشَيِّدُهُ

ونحسِّنُه ونزيِّنُه … بمآثرنا ومساعينا

سرُّ التاريخ وعُنصرُه … وسريرُ الدهرِ وِمنبرُه

وجِنانُ الخلد وكوثرُهُ … وكفى الآباءُ رياحينا

تبين تلك الأبيات مدى حب أحمد شوقي لمصر وعدم تأثره بالثقافة الفرنسية على الرغم من أنه قد أقام في أوروبا لفترة طويلة، وظل قلبه وقتها معلقًا بالثقافة العربية والشعراء العرب، الجدير بالذكر هنا أن أحمد شوقي كان متأثرًا بشكل كبير بالمتنبي، ولهذا كتب لنا تلك الأبيات الشعرية الجميلة.

اقرأ أيضًا: أبيات شعر عن الحب قصيرة

يا مصر سماؤك جوهرة

أحد أجمل الأبيات الشعرية لأمير الشعراء هي يا مصر سماؤك جوهرة، حيث يتغزل فيها أحمد شوقي ويمدح معالم مصر وكل أرض فيها، وتتمثل تلك الأبيات الجميلة فيما يلي:

يا مصر سماؤك جوهرة … وثراك بحار عسجده

 والنيل حياة دافقة … ونعيم عذب مورِده

والملك سعيد حاضره … لك في الدنيا حر غده

والعصر إليك تقرّبه … وإلى حاميك تودّده

والشرق رقيك مظهره … وحضارة جيلك سؤدده

لسريرك بين أسرّته … أعلى التاريخ وأمجده

بعلو الهمة نرجعه … وبنشر العلم نجدّده
الشعر من أصدق الطرق التي تعبر عن المشاعر المكنونة في نفس الإنسان منذ القدم، كما أنه يعزز من لغة الوطن العريقة والثمينة، فلا تحاول أن تخبئ حبك لوطنك مهما تغيرت الظروف وأصبحت أمور فارهة تغطي على القيّم الغالية.

قد يعجبك أيضًا