هل يجوز الأكل من الذبيحة لوجه الله؟ وكيف يتم توزيع الذبيحة؟ شرع الله تعالى ذبح الحيوانات المأكولة ويُطلق عليها اسم الأضاحي، وعادةً الذبح لوجه الله من أسباب قبول الأعمال، وحث الله المسلمين على فعل ذلك في سورة الكوثر لتساوي الطبقات بين الناس، لذا من خلال موقع جربها سنُجيب على هل يجوز الأكل من الذبيحة لوجه الله أم لا.
هل يجوز الأكل من الذبيحة لوجه الله؟
اختلف العلماء في هذه المسألة فمنهم من أجاز ومنهم نهى عن ذلك، رأى العجمي أنه لا يجوز أكل صاحب الذبيحة ولا أولاده ولا زوجته منها، وقال الكاساني الحنفي في كتابه بدائع الصنائع أنه يجوز أكل لحم الذبيحة لصاحبها ولأسرته عدا ذبيحة النذر فلا يجوز.
لكن يرى الإمام الشافعي والإمام الحنفي أنه لا يجوز الأكل من لحم الذبيحة لصاحبها أو أسرته على سواء كانت للأضحية أو النذر، وذُكر عن النبي إجازة الأكل له ولأقاربه وأسرته وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”، والإجازة هنا ترجع لنية منذ الذبح الأول.
اقرأ أيضًا: حكم صيام العشر من ذي الحجة
كيفية الذّبح بالطريقة الشرعية
هناك طريقة شرعية للذبح أيًا كان ما سيتم ذبحه، ويجب عدم مخالفة تلك الطريقة للحصول على الثواب كامل بإذنه تعالى، وتتمثل خطوات الذبح الشرعية فيما يلي:
- في بداية الأمر يجب أن تكون النية لله ولسبب معين والبدء بتسمية الله وقول “بسم الله، والله أكبر، اللّهم هذا منك ولك، هذا عنّي وعن فلان “إن كان يذبح عن شخص آخر”- اللّهم تقبّل من فلان وآل فلان”، فالتسمية واجبة.
- ضع الضحية ووجهها إلى اتجاه القبلة ويفضل أن تكون مضجعه على جانبها الأيسر وليس الأيمن.
- قم بتثبيت أرجل وأيدي الذبيحة ثم ابدأ بالذبح بالسكين واقطع العنق حتى الوصول للعظم.
- تأكد من قطع الوريد لتموت الذبيحة بسرعة.
- ترك الذبيحة 15 دقيقة حتى يخرج منها الدم.
- جرب ضرب الذبيحة بظهر السكين وعندما لا تبدي أي حركة ذلك يدل على موتها.
- بعد التأكد من موتها اكسر رقبتها وقم بفصلها عن جسمها.
- افتح فتحة صغيرة بجانب بطن الذبيحة وأدخل يديك واسحب الأمعاء بعيدًا، وقم بتوسيع تلك الفتحة حتى تصل للضلوع وأخرج أحشاء الذبيحة.
- ابحث عن المرارة وقم بفصلها عن الكبد، واحرص على عدم فقعها لأنها تغير طعم الكبد نهائيًا.
اقرأ أيضًا: حكم ترك الأضحية مع القدرة
كيف يتم توزيع لحم الذبيحة لوجه الله؟
في سياق التعرف على إجابة سؤال هل يجوز الأكل من الذبيحة لوجه الله، ينبغي الإدراك أن هناك عدة أقوال لطريقة توزيع لحم الذبيحة لوجه الله ومنها:
- القول الأول: فضل مذهب المالكية تقسيم لحم الذبيحة لوجه الله بين الأكل والإطعام والصدقة دون تحديد مقدار محدد لأي منهم، وحددوا ذلك بناءً على قول الله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، وقوله أيضًا: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ)، فمعني ذلك أن الأكل والإطعام يحققان الشروط.
- القول الثاني: قول الحنفية في ذلك هو تقسيم لحم الذبيحة لوجه الله إلى ثلاث أثلاث متساوية ثلث للأكل وثلث للإهداء وثلث للصدقة.
- القول الثالث: قول الشافعية بأن لحم الذبيحة لوجه الله يتم تقسيمه إلى جزأين، يأخذ المضحى الجزء الأول، والجزء الآخر يُستخرج لوجه الله تعالى، واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)؛ وذكر الله فيها المضحي والفقير وذلك يدل على تساوي نصيبهما من الذبيحة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الوضوء بماء البحر
الذبيحة لوجه الله من الأعمال المستحبة ولها فضل عظيم، ولكن لا يُفضل الإفصاح بالنية أثناء الشراء، ولابُد من الإلمام بكافة الأحكام الشرعية الكاملة حول الأضحية.