الطلاق قبل الدخول هل تحسب طلقة

الطلاق قبل الدخول هل تحسب طلقة، من الأسئلة الشائكة التي تتبادر من البعض، حيث أن تطليق الزوجة قبل الدخول بها يعد بائنًا بينونة صغرى، أو ربما بينونة كبرى في حالة محددة.

لما لذلك من أهمية قصوى في معرفة وتحديد الأحكام الفقهية التي تنص عليها الشريعة الإسلامية ونتناولها تفصيلًا خلال المقال عبر موقع جربها .

اقرأ أيضًا: هل يقع الطلاق على الحامل

الطلاق قبل الدخول هل تحسب طلقة

الطلاق قبل الدخول هل تحسب طلقة

نعم تحسب طلقة، لأن الطلقة تقع بمجرد نطق الزوج بها، مع ارتباطها بعدة عوامل لابد من أخذها في الاعتبار.

بعدما تعرفنا على الطلاق قبل الدخول هل تحسب طلقة، لابد من التنويه أن الطلاق يعتد به على الأسس الشرعية لجمهور الفقهاء، والتي يمكن إجمالها على النحو التالي:

طلاق البكر قبل الدخول

  • أوضح جمهور الفقهاء، إنه من المعروف أن الطلاق يثبت وقوعه بمجرد التلفظ به فيعد طلاق بائن “بينونة صغرى”، وذلك قبل الدخول والخلوة الشرعية بها.
  • وفي هذه الحالة لا يملك المطلق رجعة مطلقته إلا بعقد ومهر جديدين مع ضرورة إذنها ورضاها للرجوع، وإن أبت فلا رجعة لهما.

حكم المهر عند الطلاق قبل الدخول

  • قرر الفقهاء أحقية إعطائها نصف المهر المسمى؛ لما ورد بسورة البقرة الآية 237 قال تعالى:

“وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.

  • كما حددت الآية أنه من الأفضل العفو والصفح لمن بيده عقدة النكاح من ولي الأمر أو من وُكل وأناب عن المرأة لعقد النكاح.

العدة للمطلقة قبل الدخول

  • لا يوجد عدة للمطلقة قبل الدخول طبقًا لقوله تعالى:

“يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا” سورة الأحزاب الآية 49.

  • وينطبق ذلك على النساء المسلمات أو من أهل الكتاب، وذلك لما أجمع عليه جمهور العلماء، وإنما ذكرت الأيمان بالآية الكريمة للتغليب وليس التحديد على وجه الخصوص.
  • جدير بالذكر أن المطلقة قبل الدخول لا يحدد لها نفقة، لارتباطها بوجود عدة، فهي لا تعتد وليس لها أي حقوق مادية سوى نصف المهر.

حكم الهدايا في الطلاق قبل الدخول

  • تعد الهدايا ضمن عقود التبرع، ويطلق عليها في الفقه الإسلامي الهبة.
  • الرجل ليس له الحق في الرجوع عن هبته التي أعطاها لمن عقد عليها قبل الدخول، لما تمثله من ملكية للزوجة.
  • وفي حالة الاتفاق على أن الهدايا جزء من سداد المهر، فيحق للرجل استرداد ما يعادل نصف مهره إذا كان قد سدده بالكامل.
  • أما إذا لم يسدده كاملًا وقام بإعطائها جزء منه، فبذلك هي لم تقبض ما تستحقه فيمكن اعتبار الهدايا جزءاً منه إن ارتضت بذلك.
  • حينما تكون الهدايا من النوع الذي يفنى مثل الطعام أو يهلك مثل الملبس فليس على المطلقة قبل الدخول ردها أو احتسابها ضمن المهر.

اقرأ أيضًا: حدود العلاقة بين الزوجين في عدة الطلاق الرجعي

هل يجوز إرجاع المطلقة قبل الدخول بها؟

هل يجوز إرجاع المطلقة قبل الدخول بها؟

  • من طلق زوجته قبل الدخول بها طلقة واحدة فهنا بانت منه بينونة صغرى، ولا يجوز إرجاعها إلا بعقد ومهر جديدين، وبشريطة رضاها إن رغبت في ذلك.
  • وفي حالة الوصول لثلاث طلقات قبل الدخول فهنا تعد بينونة كبرى ومحرم على الرجل وطأها إلا أن تتزوج غيره ويتم الدخول بها.

حكم الطلاق قبل الدخول في حالة الغضب

يقع ضمن الأسئلة الفقهية التي يُسأل عنها الطلاق قبل الدخول هل تحسب طلقة في حالة الغضب، حيث تتمثل الإجابة بأحد الأمرين والتي يُمكن إجمالها في السطور التالية:

  • حالة الغضب التي قد تعتري الزوج بشكل طبيعي، وهو متيقن لكافة الأقوال التي تصدر منه، هنا يقع الطلاق.
  • أما كون الرجل ثائر بشكل غير متوقع ولا يدرك أقواله أو أفعاله في تلك اللحظة التي تلفظ فيها بقول “أنتِ طالق” هنا لا يقع الطلاق، لعدم توافر الإدراك للفظ أو القصد في وقوع الطلاق.
  • مع ضرورة العلم أن ذلك الأمر من الضروري أخذ الحيطة والحذر تجاهه لأن العامل المحدد الأساسي في وقوع الطلاق من عدمه هو وجود نية الرجل وإدراكه لما يقول.

اقرأ أيضًا: متى لا يقع الطلاق الثالث

أحكام الطلاق قبل الدخول

أحكام الطلاق قبل الدخول

يوجد مجموعة من الأحكام التي أقر بها المجمع الإسلامي ونوضحها فيما يلي:

  • وجب على المطلق أن يوثق طلاقه لدى الجهة المعنية بذلك بحد أقصى ثلاثين يوما من وقوع الطلاق.
  • إن أذِنتْ ورضيتْ المطلقة بعقد جديد والرجوع فعليه أن يتم الزواج.
  • حالة كان المطلق متعسف في توثيق الطلاق يُمكن للمطلقة المطالبة بحقها بقيامها برفع دعوى إلى “محكمة الأسرة” لإلزامه بما وجب عليه الشرع.
  • نوهت دار الإفتاء تحريم الزوج تعمد الإساءةِ للزوجة لدفعها إلى طلب الطلاق أو التنازل عن حقوقها، لقول الله تعالى:

“وَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ لِتَذۡهَبُوا بِبَعۡضِ مَآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ” سورة النساء الآية

شروط وقوع الطلاق

حينما نتجول بالبحث عن الطلاق قبل الدخول هل تحسب طلقة، هنا لابد من معرفة شروط وقوع الطلاق، ويُمكن تناولها على النحو التالي:

  • شروط صيغة الطلاق: لابد من وضوحه وقوله بشكل مباشر، مع ضرورة إدراك الكلمة “الطلاق” فلو لقن شخص باللفظ دون معرفة معناه لا يقع الطلاق، كما أن الألفاظ التي تستخدم كناية عن كلمة الطلاق تحسب على حسب نية الزوج.
  • شروط المطلق: يقع الطلاق من الرجل البالغ الراشد، الذي يتلفظ بالقول ويقصد ما يقوله، وكذلك ينطبق على الرجل الذي يمزح مع زوجته فأنه يقع أيضًا لما ورد عن جمهور الفقه الإسلامي.
  • شروط المطلقة: توافر الحياة الزوجية القائمة، لابد من تعيين المطلقة إما بالصفة أو الإشارة أو وجود النية، ولابد من ذلك لوقوع الطلاق.

اقرأ أيضًا: إذا طلبت الزوجة الطلاق هل يحق لها المؤخر

شروط الطلاق في الإسلام

شروط الطلاق في الإسلام

قد ذُكر بالشريعة الإسلامية مجموعة من الشروط لوقوع الطلاق التي تلزم الرجل لإتمام الانفصال ومن بينها ما يلي:

  • لا يقع الطلاق في حالة الإكراه عليه، حيث يلزم توافر القصد للطلاق والتلفظ به.
  • يجب أن يتوافر لدى الرجل والمرأة إتمام البلوغ لصحة الطلاق.
  • من الضروري كون عقد الزواج مسجل وصحيح.
  • كذلك حدد الشرع أن من أهم شروط وقوع الطلاق هو الرشد والعقل، حيث أن طلاق المعتوه أو المجنون لا يقع.
  • وهناك بعض حالات الطلاق التي اختلف فيها العلماء بين وقوعها أم لا مثل طلاق السكران أو السفيه، فالبعض يقره وهناك من ينفيه.

اقرأ أيضًا: هل يقع الطلاق وقت الغضب
 وإلى هنا نكون ق أجبنا على الطلاق قبل الدخول هل تحسب طلقة، ونأمل أن نكون قدمنا لكم محتوى مهم ومعلومات بشكل مبسط، ونود التوفيق للجميع.

قد يعجبك أيضًا