فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي

فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي يمكن من خلاله استنباط خصائص ذلك العصر ومميزاته وأبرز ما حدث فيه، فالعصر الجاهلي له الكثير من مظاهر العلم والفكر التي تميزه، وكان هو بذرة حضارة العرب والحياة الأدبية بها، انطلاقًا من ذلك نعرض لكم فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي عبر موقع جربها.

فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي

العصر الجاهلي هو الذي سبق بعثة النبي –صلى الله عليه وسلم-، حيث كان فيه العرب بالجزيرة العربية، واستمر ذلك العصر لفترة قد تصل إلى القرن ونصف، وفي ذلك العصر تم تقسيم الشعر إلى الجاهلية الأولى والجاهلية الثانية.

الجاهلية الأولى كانت فترة موجودة إلى زمن بعيد، ولا توجد معلومات كافية عنها توصل إليها المؤرخون، أما فترة الجاهلية الثانية فقد امتدت إلى قبل الإسلام بمئتي عامًا، والأدب في تلك الفترة وصل لنا بشكل منظم.

عرف العرب بالكرم الذي ميزهم عن غيرهم من الأمم، حتى بعد أن ظهر الإسلام ظلوا محافظين على تلك الصفات ولم يغيروها قط، وفترة الجاهلية عرفت ببعض العادات السيئة التي جاء الإسلام وأنكرها مثل: شرب الخمر وقتل الناس.

من ذلك جاء الإسلام لتصحيح كافة العادات والتقاليد الخاطئة، وإرشاد الناس إلى الصواب بكل شيء، وإلى اتباع الأخلاق الطيبة، وبناءً على ذلك نعرض لكم فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي من خلال الفقرات التالية:

1- اللغة العربية

قبل الإسلام عُرفت اللغة العربية بشكل جيد، وذلك بسبب ترسخ اللغة بذهن الكثير من الشعراء والخطباء؛ ويرجع ذلك إلى استخدام المعنى الثري للغة العربية من أجل كتابة القصائد المميزة.

تم افتقاد الكثير من الأدب الخاص بذلك العصر، ومنه القصص والقصائد والأمثال والمواعظ، وحصلنا نحن في الوقت الحديث على جزء صغير من أدب العصر الجاهلي بواسطة الكتب التي كانت بالأدب القديم في تلك الفترة، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها ما يلي:

  • حياة العرب في قبائل مختلفة في اللغة واللهجة التي يتم استخدامها من كل قبيلة، حيث توجد بعض الكلمات الموجودة في قبيلة ولا توجد في أخرى.
  • تواجد الكثير من مفردات اللغة العربية بالعصر الإسلامي، كما حدث تبدل وتغير في الكثير من الكلمات بالعصر الإسلامي، واللفظ الواحد أصبح له عدة معاني التي تختلف في نظر البدوي عن الحضري، كما أن في العصر الإسلامي تم استخدام المجازات التي لم توجد في لغة الجاهلية.

عرفت مفردات تلك الفترة بغناها وثرائها، وأنها من أفضل المعاجم، كما كانت تحتوي على أخبار العرب في تلك الفترة وأخبار حروبهم، وفي ذلك الشأن قال أبو عمرو بن العلاء:” ما انتهى إليكم مما قالته العرب إلا أقله، ولو جاءكم وافرًا، لحاءكم علم وشعر كثير“.

اقرأ أيضًا: أبيات شعر عن الحب قصيرة

2- الشعر

بداية من العصر الجاهلي إلى وقتنا الحالي، فإن الشعر من الفنون اللفظية التي كانت محافظة على تواجدها، ولا زالت الكثير من القصائد الجاهلية العربية معروفة بشكل كبير، ويدرسها الطلاب في المناهج التي تهتم بالشعر العربي.

يرجع ذلك إلى تفوق العرب بالقصائد التي كانوا يكتبونها باللغة العربية، مما أدى إلى مساعدة المهتمين بالشعر العربي في تحديد الأوزان الشعرية بطريقة صحيحة.

3- أسلوب الشعر في العصر الجاهلي

بينما نذكر فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي، فإن أسلوب الشعر الجاهلي يظهر في المفردات والتراكيب والألفاظ التي يحتوي عليها الشعر الجاهلي، حيث إن الألفاظ كانت صلبة وقوية في الفخر والحروب والمد والحماسة، وكانت لينة في مواقف الغزل.

كما كان يقوم شعراء الجاهلية بانتقاء الألفاظ استنادًا على طبعه دون أي فحص أو انتقاء، والدليل على ذلك النابغة الذبياني، والشعر الخاص بالزهير بن أبي سلمى، من ذلك فإن أسلوب الشعر الجاهلي هو قوي تظهر عليه الغرابة في بعض الأحيان، ويتماشى مع سجية الشاعر وطبيعته، حيث لا يوجد فيه أي تكلف.

4- أهم قصائد الشعر الجاهلي

في إطار عرض فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي، توجد بعض القصائد في العصر الجاهلي التي كانت مميزة ومشهورة وهامة بشكل كبير في تلك الفترة، ومنها ما يلي:

  • المعلقات.
  • فخر الرجال.
  • الأصمعيات.
  • ديمة هطلاء.
  • حماسة البحتري.
  • حماسة أبي تمام.
  • المضليات.
  • حماسة بن الشجري.

5- أشهر الشعراء بالعصر الجاهلي

في صدد تناولنا فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي، يوجد بعض الشعراء المميزين في تلك الفترة، وهم ما يلي:

  • عنترة بن شداد.
  • ابن الشجري.
  • البحتري.
  • أبي تمام.
  • امرؤ القيس.
  • المتنبي.
  • الأعشى الأكبر وهو ميمون بن قيس بن جندل.
  • زهير بن أبي سلمى.
  • الخنساء التي تكون تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد والتي كانت من بني سليم.
  • الحرث بن حلزة: أبو ظليم الحرث بن حلزة بن مكروه بن يشكر البكري.
  • النابغة الذبياني: زياد بن معاوية بن ضباب.
  • لبيد وهو أبو عقيل لبيد بن ربيعة العامري.
  • الشنفري.
  • الزير سالم.
  • المسيب بن علس.
  • المتلمس الضبعي.
  • عبيد بن الأبرص.
  • طرفة بن العبد.
  • عدي بن زيد.
  • هدبة بن الخشرم.
  • ثابت بن جابر.
  • أحيحة بن الجلاح.
  • السليك بن عمرو.

6- خصائص الشعر في الجاهلية

في صدد تناول فهرس حول مظاهر العقلية في العصر الجاهلي، نعرض خصائص الشعر الجاهلي في النقاط التالية:

  • البساطة.
  • الوضوح.
  • التصورات والتشبيهات الكثيرة.
  • العاطفة الصادقة.
  • تصوير البيئة بشكل دقيق.

اقرأ أيضًا: شعر حب واشتياق للحبيب أجمل القصائد وأكثرها قوة

7- أغراض الشعر بالعصر الجاهلي

عرفت بأنها الموضوعات التي قام فيها الشعراء بتنظيم شعرهم، في حالة إن كان الغرض من شعرهم الفخر والاعتزاز أو التعبير عن الإعجاب بأحد في صفات الشجاعة والكرم، أو كان الغرض من القصيدة المدح أو الهجاء حيث التحقير من شأن شخص ما.

أو يكون الغرض من الشعر الرثاء وهو إبراز مشاعر الأسى والحزن في القصائد، أو الوصف الذي فيه يذهب الشاعر بعيدًا في خياله ويرسم الصور الحسنة، أو يكون هدف الشعر هو الغزل الذي فيه يقوم الشعراء بالحديث مع النساء، أو اعتذارًا والذي يتم فيه استعطاف الأمراء.

بناءً على ذلك نعرض تلك أغراض الشعر الجاهلي بالتفصيل في النقاط التالية:

1- المدح

يتم فيه إظهار مشاعر الإعجاب إلى الممدوح، وإبراز الرغبة بالعطاء، وكل ذلك يدفع الشاعر إلى الشعر المميز الذي يحتوي على الثناء، وفي بعض الأحيان يكون الغرض من المدح كسب الممدوح.

من أبرز الصفات الخاصة بالممدوحين هي: الشجاعة والكرم، والقيام بمساعدتهم للآخرين، وحماية جيرانهم وعفوهم عند المقدرة، وأغلب الشعراء في العصر الجاهلي اتبعوا أسلوب المدح في شعرهم وقصائدهم.

يتبين ذلك في مدح ملوك الغساسنة في الشام، والمناذرة بالحيرة، حيث أخذ جوائزهم وعطائهم، وبالرجوع إلى أغلب الدواوين الشعرية في العصر الجاهلي نجد أن المدح احتل مرتبة كبيرة فيها، مما يشير إلى تقدم ذلك الغرض بالشعر الجاهلي على غيره لدى الشعراء.

2- الهجاء

كان هدف الشعراء من الهجاء هو تجريد الشخص من صفاته العالية المتصفة بها القبيلة، حيث تجريد المهجو من صفة الشجاعة ووصفه بالجبان، ووصفه بالبخل بدلًا من الكرم، ولحقه بكافة السيئة الذميمة المتصلة بالغدر والتقاعس عن الثأر.

يساهم الهجاء في التأثير على الأشخاص والقبائل، مثل قبيلة باهلة التي لم تكن أقل من غيرها من القبائل، ولكن الهجاء فيها الذي تداول بين الناس كان أثره عظيم، وذلك هو السر الذي جعل كبار القوم يخشون الهجاء.

كما كان يقوم كبار القوم بدفع أموال طائلة إلى الشعراء من أجل الابتعاد عن شرهم، وكان من الخائفين من الهجاء هو الحارث بن ورقاء الأسدي، الذي أخذ إبل الزهير بن أبي سلمى وقام باسر راعي الإبل، وقال إليه بعض الأبيات التي جعلته بيرد إليه ما أخذه ومنها ما يلي:

ليأتينك مني منطق قذع باق كما دنس القبطية الودك

فاردد يسارًا ولا تعنف عليه ولا تمعك بعرضك إن الغادر معك.

3- الرثاء

عُرف بأنه إبراز الأسى والحزن والحرقة، وجودة ذلك الغرض من الشعر كان عند الرثاء في الأب أو الابن أو الأخ، ومن ذلك رثاء دريد بن الصمة إلى أخيه عبد الله، وأيضًا رثاء الخنساء.

في الكثير من الأحيان تكون اللوعة في بداية الرثاء، ويظهر ذلك في شعر أوس بن حجر إلى فضالة بن كلدة عندما قال:

أيتها النفس احملي جزعًا إن الذي تحذرين قد وقعا

إن الذي جمع السماحة النجدة والحزم والقوى جُمعا

الألمعي الذي يظن لك الظ كان قد رأى وقدسمعا

في تلك الأبيات كان الرثاء فيه مدح إلى الميت والقيام بعرض فضائله، حيث النجدة والسماحة والشدة وحسن التدبير والذكاء، وكانت تلك الصفات يقوم أوس بقولها إلى فضالة من أجل مدحه في حياته، والرثاء في العصر الجاهلي كان الغرض منه تذكير الناس بصفات ذلك الرجل.

4- الحماسة والفخر

كان الفخر هو اعتزاز الشاعر بالصفات الحميدة التي يتحلى بها هو أو قبيلته، ومن أبرز تلك الصفات النجدة والشجاعة والكرم ومساعدة المحتاجين، والافتخار بالخوض في المعارك والانتصار بالحروب.

كانت الحماسة توجد في شعر عمرو بن كلثوم وعنترة العبسي، ومن أشهر أبيات الفخر ما وجد في شعر ربيعة بن مقروم، حيث تقول:

وإن تسأليني فإني امرؤ … أهين اللئيم وأحبو الكريما

وأبني المعالي بالمكرمات … وأرضي الخليل وأروي النديما

ويحمد بذلي له معتف … إذا ذم من يعتفيه اللئيما

وأجزي القروض وفاء بها … ببؤسي بئيسي ونعمى نعيما

وقومي فإن أنت كذبتني … بقولي فاسئل بقومي عليما

في تلك الأبيات يقوم ربيعة بجمع كافة الصفات الخاصة بالفخر لدى الشعراء، حيث الوفاء بالوعود والكرم والانتساب إلى القوم العالية المكانة التي تنفق أموالها من أجل المجد، كما كان هناك الحماس ة لن قبيلة ربيعة بن مقروم اتصفت بمعرفتها الجيدة للحرب، ولبس السلاح الذي يناسبها.

5- الغزل

بينما نعرض فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي، فإن الغزل هو الحديث عن النساء ووصفها مشاعر الشوق والعشق التي تجاه الشاعر إليها، وكان الهدف من استخدامها أيضًا تنشيط اندفاع الشاعر في قول الشعر؛ بسبب تنشيطه إلى المستمع، ومن أبرز تلك القصائد الغزلية هي قصيدة المثقب العبدي والتي تقول:

أَفاطِمُ قَبلَ بَينِكِ مَتِّعيني

وَمَنعُكِ ما سَأَلتُكِ أَن تَبيني

فَلا تَعِدي مَواعِدَ كاذِباتٍ

تَمُرُّ بِها رِياحُ الصَيفِ دوني

فَإِنّي لَو تُخالِفُني شِمالي

خِلافَكِ ما وَصَلتُ بِها يَميني

إِذاً لَقَطَعتُها وَلَقُلتُ بِيني

كَذَلِكَ أَجتَوي مَن يَجتَويني

كما أن الغزل يحتاج إلى الأسلوب الرقيق اللين الذي لا نجده إلا عند القليل من شعراء العصر الجاهلي ومنهم امرؤ القيس، حيث إن أغلب الشعراء في ذلك العصر كان اسلوبهم قوي ومتين ليس فيه اختلاف عن الأساليب الأخرى.

6- الوصف

برع الشعراء في ذلك الغرض من الشعر، ووجد في الكثير من الأشعار، حيث كان الشاعر في العصر الجاهلي يصف الناقة التي يركبها، ويقوم بتصوير الصحراء التي يسير فيها، كما كان يصف الجو الحار للصحراء والشراب الخادع بها، ويصف البرودة في فصل الشتاء وأي شيء يأتي قبالة نظرهم، ويظهر ذلك في شعر عنترة بن شداد الذي يصف فيه الذباب ويقول:

وخلا الذباب بها فليس ببارح      غردا كفعل الشارب المترنم

هزجا يحك ذراعه بذراعه         فعل المكب على الزناد الأجذم

كان الهدف من الوصف في الشعر الجاهلي هو أن يتوصل الشاعر إلى هدفه الأساسي من الفخر أو الهجاء أو المدح او الرثاء.

7- الاعتذار

بينما نحن نعرض فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي، نعرف الاعتذار بأنه الاستعطاف الهادف إلى العفو، حيث تعبير الشاعر عن ندمه عما قام به، وتقديم الاعتذار المناسب إلى الفرد الذي يطلب منه السماح.

كان النابغة الذبياني من زعماء شعر الاعتذار، ويظهر ذلك في قصيدته التي كتبها إلى ملك الحيرة النعمان بن المنذر، حيث قال:

فلا لَعَمْرُ الذي مَسَّحْتُ كَعْبَتَهُ

وما هُرِيقَ على الأَنْصَابِ مِن جَسَدِ

والمُؤْمِنِ العِائِذِاتِ الطّيرَ تَمْسَحُها

رُكْبَانُ مَكَةَ بينَ الغَيْلِ والسَّعَدِ

ما قُلْتُ مِن سَيّءٍ مِمَّا أُتِيْتَ به

إذاً فلا رَفَعَتْ سَوْطِي إلىَّ يَدِي

يعد الاعتذار من أغراض الشعر الجاهلي الرئيسية؛ بسبب قول الشاعر للاعتذار من أجل العفو، فهو من الأغراض الغير سهلة التي لا يستطيع قولها إلا من له قدرة على التحكم والسيطرة مثل الذبياني.

1- النثر

بعد عرضنا لأغراض الشعر الجاهلي في الفقرات السابقة نعود إلى ما كان في الحياة العقلية بالعصر الجاهلي، حيث إن النثر من الفنون الشفهية التي تبنى على البلاغة العربية، وهي جزءً من الأمثال عند العرب بالعصر الجاهلي.

لم يصل الكثير من العصر الجاهلي القديم إلى وقتنا الحالي؛ بسبب أن العرب لم يرغبوا بتسجيل الكلمات التي كانوا يتحدثون بها بالجاهلية، وأيضًا بسبب عدم قدرة بعض الشعراء على الكتابة والقراءة، وبسبب قلة طرق الكتابة المكثفة.

9- مميزات النثر في الجاهلية

في صدد سردنا فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي، فإن للنثر في العصر الجاهلي بعض الميزات، نعرضها في النقاط التالية:

  • الإيجاز، والمقصود به ارتباط محتوى المذكورين بالنثر بالهدف الرئيسي للنثر المكتوب، بمعنى أن فكرة النثر تكون متطورة حول ذلك الشخص.
  • الحكمة، حيث التركيز على القضايا الجيدة التي ينتج عنها النتائج الإيجابية، مثل: الصلح بين قبائل متعاركة.

10- الخطابة

بينما نذكر فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي، فإن الخطابة هي مصطلح تم اشتقاقه من المصدر “خطب”، وهي فن الكلام الذي يتعلق باللغة العربية الفصحى، ويتم إطلاقه على الأفراد الذين يعرفوا بالفصاحة والاتقان بالكلام.

قبيل الإسلام عرف العرب بالقدرة على الخطابة، وبشكل خاص في السوق الأدبي المتميز بالمواجهات الأدبية البليغة المنتشرة بين العرب، كما أن كبار القوم عليهم عند الحديث أن يبرعوا بطرق التحدث التي تؤثر على الاجتماعات والوصول إلى الأهداف الخاصة بها.

كان لكل قبيلة من العرب الخطاب التابعين لها فقط، ويتحدثون باسم القبائل الأخرى، كما الحديث في حالات الحروب، لذلك على الخطيب ان يتميز أسلوبه بالبلاغة والحماسة لكي يكون مقنعًا ومفهومًا.

نتج عن ذلك انتشار الخطابة، التي تعد من صفات الفرسان وذلك يدفعهم للتقدم إلى الأمام؛ بسبب مساهمة طريقة الحديث في تشجيع عناصر الجيش على القتال باستماتة.

11- المعلقات

بينما نشير إلى فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي، فإن المعلقات هي تلك القصائد التي تم تصميمها بدقة ولها بعض المعاني العميقة، وحصلت على ذلك الاسم مثل المرأة الجميلة التي ترتدي قلادة مصنوعة من اللؤلؤ.

تم تسمية المعلقات بذلك الاسم ايضًا؛ نظرًا إلى أنه تم كتابتها بماء الذهب وتعليقها على ستائر الكعبة، كما أيضًا يرجع ذلك الاسم إلى سرعة حفظها وتعلقها في الأذهان، وسرعة فهمها.

اقرأ أيضًا: مظاهر التجديد في العصر العباسي

 12- الفلسفة والعلم

لم يصل شعراء العصر الجاهلي إلى المفهوم الشامل للفلسفة، على الرغم من تواجد القليل من الأجزاء الفلسفية في شعرهم، وهي تحتاج للانتباه إلى المعاني التي تتعلق بأصل الكون، دون القيام بأي بحث منهجي.

أما العلم فبسبب الظروف الاجتماعية السائدة بتلك الفترة، فلم يكن هناك العلم المنظم، ولم يكن العلماء حريصين على الحصول على المعرفة، والعمل على تدوينها أو توضيح الأسلوب الخاص بها.

لكن أدى الانفتاح والخبرة في الحياة العملية إلى فهم الأفكار التابعة للفطرة والتوصل إليها، حيث عرف العرب في العصر الجاهلي الضوضاء والنجوم ومواقعها، والطب الذي توارثوه، والفراسة والأنساب التي كانوا الأوائل بها، وأيضًا عرفوا الكهانة والقيافة، لذلك لم ينتبه العرب إلى كتابة العلم أو تنظيمه.
أثمرت الحياة العقلية بالعصر الجاهلي على الكثير من التطور بالشعر والنثر والخطابة، فعلى الرغم من ظروف العصر الجاهلي وجهل البعض بالعلم إلا أن قصائدهم تدرس إلى الآن ومعانيها أيضًا.

قد يعجبك أيضًا