لماذا سميت سورة الأعلى بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الأعلى بهذا الاسم؟ وما فضل تلك السورة؟ فهي من السور المكية المتضمنة الكثير من المواعظ والحكم للإنسان، وتتضمن 19 آية، ونزلت بعد سورة التكوير وبعد سورة الليل أي الثامنة من النزول، انطلاقًا من ذلك نجيب لكم عبر موقع جربها عن سؤال لماذا سميت سورة الأعلى بهذا الاسم؟

لماذا سميت سورة الأعلى بهذا الاسم؟

اهتمت تلك السورة بالكثير من الموضوعات التي تهتم بها بقية السور المكية، خاصة الموضوعات التي تثبت وجود الله عز وجل وأسمائه الحسنى وصفاته الجليلة، وذلك من أجل قطع شك الكفار باليقين.

تتضمن سورة الأعلى اسم آخر وهو ” سبح”، أما عن إجابة سؤال لماذا سميت سورة الأعلى بهذا الاسم؟ لإظهار صفات الله تعالى، فالآية الأولى ” سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ” جاء فيها التسبيح من أجل تنزيه الله عز وجل عن كل نقص وعيب، وبالتالي تكون السورة من المسبحات، بمعنى أنها تبدأ الآيات بالتسبيح.

من تلك السور التي تبدأ بالتسبيح: سورة الحديد والإسراء والصف والحشر والجمعة والتغابن، ويعرف أن للتسبيح نوعان، الأول: التسبيح باسم الله عز وجل وكل ما ليس فيه شرك، والثاني التسبيح بالذات الإلهية لله تعالى دون ذكر اسمه عبر التدبر والتفكر والتأمل بالذهن دون النطق.

كما يطلق على السورة اسم” سبح باسم ربح الأعلى” وذلك لما ورد عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- عندما قام معاذ لصلاة العشاء وأطال فيها، وهنا اشتكى بعض الناس للرسول الكريم، وقال له:” أنتَ أفتَّانٌ أنتَ لا تطوِّلْ بِهمُ اقرأ بِـ((سَبِّحِّ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)) وَ ((الشَّمْسِ وَضُحَاهَا)) ونحوهم“.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة الحاقة

سبب نزول سورة الأعلى

من خلال معرفتنا لماذا سميت سورة الأعلى بهذا الاسم، نعرض السبب لنزول تلك السورة الكريمة، والذي قد جاء في قول الله تعالى: (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى) [سورة الأعلى: الآية6] حيث روى الصحابي الجليل عبد الله بن عباس أن النبي الكريم عندما كان يأتي له الوحي كانت تظهر عليه العلامات الظاهرة بوضوح، والتي منها التزميل بسبب ثقله.

بعد أن ينتهي جبريل عليه السلام كان يعيد الرسول –صلى الله عليه وسلم- من بعده خوفًا من نسيان شيء، وبعد أن سأله عن سبب قيام ذلك فقال له الرسول الكريم أنه مخافة نسيان أيًا من الأمور التي أوحى بها، ومن هنا نزلت تلك الآية الكريمة، والتي أصبحت كرسالة طمأنينة للرسول –صلى الله عليه وسلم- لأنه علم جيدًا أنه عصم من نسيان ما يلقيه عليه جبريل –عليه السلام- من الله عز وجل.

مضمون سورة الأعلى

في إطار تناول لماذا سميت سورة الأعلى بهذا الاسم، فإن تلك السورة المكية قامت بالاهتمام بإثبات وجود الله عز وجل من أجل قطع شك الكفار، وأن دعوة الرسول الكريم صادقة، وأن ما ورد بالقرآن الكريم صادق أيضًا؛ لذلك افتتحت السورة آياتها بتنزيه الله عز وجل وثبوت أن العلو من صفاته فيما يكون مناسب لعظمته وجلالته.

كما احتوت السورة على بعض المضامين الأخرى التي نذكرها بالنقاط الآتية:

  • تأييد وتثبيت الرسول الكريم خلال نزول الوحي عليه.
  • تخفيف الأذى والكيد الذي يتعرض له الرسول –صلى الله عليه وسلم- من المشركين من خلال التذكير بأقوام الرسل السابقين ودعوتهم لهم.
  • التأكيد على أن الدين الإسلامي دين التسامح.
  • إثبات أن لله تعالى هو الواحد الأحد وعرض الإعجاز في خلق الأرض والإنسان وكل ما في الكون.
  • انتفاع ذوي النفوس الذكية، وابتعاد أهل النفاق.

اقرأ أيضًا: تفسير سورة الأعلى للاطفال

فضل سورة الأعلى

استكمالًا للحديث عن لماذا سميت سورة الأعلى بهذا الاسم، نذكر أقوال الصحابة في فضل تلك السورة القرآنية العظيمة، ونذكرها بالفقرات التالية:

1- النعمان بن البشير

قال الصحابي الجليل –رضي الله عنه- أن الرسول الكريم كان يقوم بقراءة السورة بالعيدين ويوم الجمعة، كما كان يقرأ سورة الغاشية، وإن اجتمعت الأعياد مع الجمع قرأ كلا السورتين.

2- البراء بن العازب

ذكر رضي الله عنه أن عددًا من الصحابة الأجلاء عندما أقدموا إلى المدينة المنورة، من ابن أم كلثوم ومصعب بن عمير جعلوهم يقرؤون القرآن الكريم، ثم من بعدهم جاء عمر بن الخطاب –رضي الله عنه وبلال بن رباح وعمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاس، وبالأخير الرسول –صلى الله عليه وسلم-.

عندما جاء النبي الكريم أخذ الصبيان بالمدينة يقولون إنه الرسول –صلى الله عليه وسلم-، ومن هنا بدأ بقراءة وحفظ سورة الأعلى، وبعض السور الأخرى من المفصل، أي السبع الأخير من القرآن الكريم.

3- عمران بن الحصين

يقول الصحابي الجليل –رضي الله عنه ـ إن الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم كان قد صلى الظهر، وكان خلفه من المأمومين من يقرأ سورة الأعلى في الصوت المرتفع، وبعد أن انتهى الرسول الكريم من الصلاة، سأل عن الشخص الذي كان يقوم بذلك، فقال أحدهم أنا، وهنا قال النبي أنه كان يظن أن البعض منازعها، أي نزع الشيء من اللسان.

4- أبي بن كعب

يسرد لنا الصحابي الجليل –رضي الله عنه- ان النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ بصلاة الوتر سورة الأعلى بالركعة الأولى، وفي الثانية سورة الكافرون، وبالركعة الأخيرة سورة الإخلاص، ولا يقوم بالتسليم إلا في الأخير، ولا يفصل بين الركعتين الأولى أي تشهد أو تسليم.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة الطارق

الإعجاز العلمي من سورة الأعلى

تتناول السورة إعجازًا علميًا قد تم إثباته، حيث قول الله تعالى: (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى) [سورة الأعلى: الآيات 4-5]، حيث أشار المفسرون إلى أن تلك الآيات تدل على قدرة الله تعالى بإخراج الخضر من الأرض أي انباتها بكل ما هو طري ورطب في الألوان المختلفة بعد إنزال المياه على الأرض.

من تلك المياه والخضر ترعى الدواب، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الله تعالى يستطيع جعل المساحات النافعة تلك تتحول إلى اليابسة الجافة التي لا يمكن الاستفادة منها، وذلك ما تم إثباته بعلم النبات بدورة حياة النبات؛ لأنه ينمو طريًا ثم يتعرض للجفاف ويكون يابسًا.
إن سورة الأعلى ذات فضل عظيم بالقرآن الكريم، حيث ورد عنها الكثير من الأحداث من قبل الصحابة الأجلاء، إلى جانب ذكرها لعظمة لله تعالى وقدرته على كل شيء لقطع شك الكفار.

قد يعجبك أيضًا