لماذا لم تذكر فلسطين في القرآن

لماذا لم تذكر فلسطين في القرآن؟ وهل ذكرت فلسطين في السنة؟ إن فلسطين بلد عربي أصيل منذ فجر الإسلام، كانت جزءً من المنطقة التي يُطلق عليها اسم الشام في التاريخ القديم، ابتلي أهلها بابتلاء عظيم استمر عقودًا، ولا زال أهلها يستمرون في الدفاع عن كيان، عن وطن، عن أرض مقدسة تعرضت للانتهاء والاحتلال.. سنتناول هذا الموضوع بشكل مفصل من خلال موقع جربها.

لماذا لم تذكر فلسطين في القرآن

فلسطين لم يأتِ ذكرها حرفيًا في القرآن الكريم باسمها، ولكن جاءت الإشارة إلى بيت المقدس في كثير من المواضع في القرآن الكريم، منها:

  • قال تعالى (حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) (سورة النمل-18)، ذكر الرازي أن وادي النمل هو وادي في الشام كثير النمل يقع بجوار عسقلان وهي أقدم وأكبر مدن فلسطين التاريخية.
  • قال تعالى (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ هذا النهر هو نهر بين الأردن وفلسطين.
  • قال تعالى (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا) (سورة الأعراف 163)،

هذه القرية هي قرية آيلة بين مدين والطور على البحر الأحمر وتسمى الآن إيلات بفلسطين المحتلة.

  • كذلك جاءت الإشارة إلى فلسطين في تعبير الأرض المقدسة في الآية 21 من سورة المائدة: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ روى عن ابن عباس وابن زيد في المقصود بالأرض المقدسة أنها أرض أريحا، وقال الزجاج: إن الأرض المقدسة هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن.
  • قال تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} (سورة الأنبياء: 71)، حيث ذكر المفسرون أن الأرض هي أرض الشام وقيل بيت المقدس؛ لأن منها بعث الله أكثر الأنبياء.
  • قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (سورة الأنبياء: 105)، عن ابن عباس رضي الله عنه أن المراد بالأرض المقدسة: أرض الشام وفلسطين ووافقه في ذلك الشوكاني.
  • قال تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} (سورة المؤمنون: 50)، عن ابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الربوة هي الرملة من فلسطين، وقال قتادة إنها بيت المقدس.
  • قال تعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ} (سورة ق: 41)، روي عن ابن عباس في معنى قوله ” من مكان قريب” أي من صخرة بيت المقدس، وقال قتادة كنا نحدث أنه ينادي من صخرة بيت المقدس، وقال الكلبي وكعب: أنها أقرب الأرض إلى السماء.
  • قال تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} (سورة الأعراف: 137)، روي عن حسن البصري وقتادة في تفسير “مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها” أنها أرض الشام.

كما كفاها شرفًا أنها استضافت أعظم رحلة في تاريخ البشرية، رحلة الإسراء والمعراج ولقد توجَ الله عز وجل هذا التكريم بذكرها في القرآن الكريم ليكون دليلًا دامغًا وشاهدًا أبديًا على عظمة هذه الأرض وعلوّ شأنها.

في أول سورة الإسراء قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا)، ومن المعروف منذ قدم التاريخ أن المسجد الأقصى موجود في مدينة القدس في فلسطين.

كما يبارك الله سبحانه وتعالى في الأرض التي تحيط بالأقصى وهي أرض فلسطين وأرض الشام بصفة عامة، حيث قال تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:٧١].

من خلال تلك الآيات نجيب عن تساؤل لماذا لم تذكر فلسطين في القرآن، فربما لم تذكر صراحة، بيد أنها ذكرت ضمنًا في العديد من المواضع، وقد أثنى الله عليها في بعض منها، بينما كانت أرض نجاة وبشرى لكثير من خلقه.

اقرأ أيضًَا: من هو النبي الذي سيحرر فلسطين

تبشير الإسلام بتحرير فلسطين

إن نهاية اليهود على يد المسلمين أمر محتم وردت به الأخبار على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريره رضي الله عنه عن النبي قال: ” لا تقومُ الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهودَ، فيقتلُهم المسلمون، حتى يختبيءَ اليهوديُّ من وراءِ الحجرِ والشجرِ، فيقولُ الحجرُ أو الشجرُ: يا مسلمُ يا عبدَ اللهِ هذا يهوديٌّ خلفي، فتعالَ فاقْتلْه. إلا الغَرْقَدَ فإنه من شجرِ اليهودِ “.

في هذا الحديث بشارة عظيمة لهذه الأمه بالانتصار على اليهود وهزيمتهم بعون الله، كما أن الله وعد بالنصر فهو حتمًا آتٍ، فضلًا عن كونها مسرى رسول الله، ولها من الفضل والمكانة في قلوب المسلمين ما يدلل على هذا النصر:

  • إلقاء حب هذا المكان في قلوب المؤمنين بشكل كبير.
  • جعل الله الأقصى القبلة الأولى للمسلمين وظلت كذلك 16 أو 17 شهرًا.
  • ميزه الله بأنه يُشد إليه الرحال فهذه ميزة خاصة ليست إلا لثلاث مساجد: المسجد الحرام ومسجد رسول الله والمسجد الأقصى.

اقرأ أيضًا: هي من أقدم وأهم مدن فلسطين التاريخية

هل ذكرت فلسطين في السنة النبوية؟

استكمالًا للإجابة عن تساؤل لماذا لم تذكر فلسطين في القرآن، لابد من بيان ما ذكرها في السنة النبوية، فكما ذكرت ضمنًا في القرآن، كان في السنة كذلك..

روى ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي ظاهِرِينَ علَى الحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَ أمْرُ اللهِ وفي رواية: وهُمْ كَذلكَ.)

كما أن الله لا يبارك في أرضها فقط إلى يوم القيامة بل يبارك في ساكني فلسطين أيضًا، روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (عليكم بالشَّامِ، فإنَّها صفوةُ بلادِ اللهِ يُسكِنُها خيرتَه من خلقِه، فمن أبَى فليلحَقْ بيمنِه، وليسْقِ من غُدَرِه، فإنَّ اللهَ تكفَّل لي بالشَّامِ وأهلِه)

لماذا لم تذكر فلسطين في القرآن يعد سؤال خاطئ، لأنها ذكرت بالفعل، ونالت من المكانة والتكريم ما لم تحظَ بها غيرها، فهي أرض الرسالات التي اختارها الله عز وجل دون غيرها ليبعث عليها أغلب الرُسل والأنبياء.

قد يعجبك أيضًا