لماذا سمي عيد الأضحى

لماذا سمي عيد الأضحى بهذا الاسم؟ وما فضائل ذلك العيد؟ فعيد الأضحى هو العيد التالي لعيد الفطر المبارك، ويبدأ من العاشر من شهر ذي الحجة وتتم به شعائر الحج، فهو من أعظم الأيام بالدين الإسلامي، فهو يسبقه يوم عرفة الذي يعد من أفضل أيام العام، أما الآن سنوضح لكم عبر موقع جربها سبب تسمية عيد الأضحى بهذا الاسم.

لماذا سمي عيد الأضحى

عيد الأضحى من أجمل أيام العام، فينتظره المسلمون من العام إلى العام آملين مغفرة ذنوبهم من الله تعالى، والحصول على رحلة الحج التي يعودون منها كما ولدتهم أمهاتهم، آمنين مستقرين لا ذنب عليهم.

أما عن إجابة سؤال لماذا سمي عيد الأضحى بهذا الاسم؟ فترجع إلى قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل، التي تظهر في هذه الآية الكريمة: ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [سورة الصافات الآية 102]، وسنوضح لكم القصة أكثر من خلال السطور القادمة.

أنه بيوم من الأيام رأى نبي الله إبراهيم-عليه السلام- في منامه ذبحه لابنه النبي إسماعيل -عليه السلام-، وتم تكرار رؤيته لذلك الحلم أكثر من مرة على الرغم من تأدية الصلاة وذكر الله في كل مرة يرى بها الحلم، ومع التكرار أيقن بأن الحلم بمثابة أمر بذبح ابنه إسماعيل-عليه السلام-.

ذهب النبي إبراهيم إلى ابنه وعانقه بكل حنان وحب، ثم أخبره بما يراه بالمنام، وهنا قال له النبي إسماعيل بأن يفعل ما أمر به؛ لأنه على الرغم من صدمته إلا أنه صدق تمامًا نبوة أبيه، وأنها بمثابة الطلب الواضح، هنا ذهبا للصحراء ليتم الذبح.

أخبره ابنه بألا ينظر لوجهه خلال الذبح كي لا يتردد وبعد وضع النبي إبراهيم السكين على عنق ابنه النبي إسماعيل، وعند رؤية الله تعالى لذلك المشهد تأكد من نجاحهما بالاختبار العظيم، وهنا تم أمره برفع السكينة من رقبة ولده، ثم رأى سيدنا جبريل –عليه السلام- هابطًا من السماء حاملًا معه الكبش الأبيض السمين الناصع البياض؛ ليقدمه فداء عن سيدنا إسماعيل –عليه السلام-، وهنا أخذ النبي إبراهيم الكبش وذبحه عوضًا عن ابنه.

عند رؤية السيدة هاجر أم النبي إسماعيل وزوجة النبي إبراهيم ذلك المشهد فرحت كثيرًا، فكان ذلك الأمر من رحمات الله تعالى على النبي إسماعيل للمرة الثانية بحياته، فالأولى عند نجاته من الموت عطشًا بالصحراء وإخراج مياه زمزم، والثانية استسلامه لذبحه عبر أبيه وفدائه بكبش بالأخير.

وبعد ذلك الحدث أصبع المسلمون يقومون بذبح الأضحية من كل عام بداية من العاشر من ذي الحجة وحتى نهاية أيام عيد الأضحى المبارك، ويتبعون في ذلك سنة النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم-، كما وصف بالأضحى بسبب وقت الضحى؛ حيث إن العلاقة واضحة بين الذبح وذلك الوقت الذي يتم بعد صلاة العيد بهذه الفترة، ويظهر ذلك في قول الله تعالى:
(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [سورة الكوثر: الآية 2].
اقرأ أيضًا: لماذا تختفي القطط يوم عيد الأضحى

الأسماء الأخرى لعيد الأضحى

من الأسماء الأخرى لذلك العيد هي يوم الفداء، وجاءت تلك التسمية من قصة فداء سيدنا إسماعيل كما ذكرنا لكم، إلى جانب ذلك توجد بعض الأسماء الأخرى لذلك العيد التي نذكرها في النقاط الآتية:

  • العيد الكبير: تظهر تلك التسمية في البلدان العربية، مثلما يطلقون على عيد الفطر المبارك بأنه العيد الصغير، فذلك هو العيد الكبير لأنه يليه ويتضمن أربعة أيام لا ثلاثة، فاليوم الأول للنحر وبقية الأيام تكون للتشريق، لذا تسمى صلاته بصلاة العيد الكبير.
  • عيد النحر يكون يوم الحج الأكبر، وتم تسميته بذلك بسبب كثرة الأعمال به، حيث وقوف المسلمين في مزدلفة، رمي جمرة العقبة ثم القيام بطواف الإفاضة، والذي يليه التحلل أي حلق الرأس وتأدية صلاة العيد وذبح الأضاحي بعدها.

لماذا شرع الله تعالى عيد الأضحى

في صدد تناولنا لماذا سمي عيد الأضحى، نعرض أن الله تعالى شرع عيد الفطر والأضحى لتعويض المسلمين عن الأعياد المكانية والزمانية التي كانت بفترة الجاهلية، إلى جانب أنها بمثابة شكر لله تعالى على تأدية ركنين من أركان الإسلام، وهما: صيام شهر رمضان الكريم الذي يليه فرحة عيد الفطر.

أما حج بيت الله الحرام يتبعه فرح وسرور عيد الأضحى المبارك، ويظهر ذلك في رواية أنس بن مالك عن النبي –صلى الله عليه وسلم- حيث قال:
قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ“.
في أيام تلك الأعياد يتم اجتماع خير الآخرة والدنيا، حيث انتشار السرور والفرح بين المسلمين، مع مبادلة الزيارات والتهاني مع التمتع بما هو طيب ومباح من الله تعالى، وبالتأكيد حمد الله عز وجل على نعمه، وعلى إتمام الشعائر العظيمة من قيام وصيام وتأدية زكاة الفطر، وذبح الأضاحي والحج وترديد تكبيرات العيد، والذهاب لصلاة العيد، فتلك الأيام هي أيام عبادة لله تعالى مع الاستمتاع والسرور بمبيحاته.

كما أن عيد الأضحى يعمل على تذكير العباد بأنه يوم إعلان كمال الدين والنعمة، والرضا بأن الإسلام دين للمسلمين؛ لأن في ذلك اليوم أنزل الله عز وجل على الرسول –صلى الله عليه وسلم- قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ) [سورة المائدة: الآية 3]، وتم ذلك بالعام العاشر للهجرة بيوم عرفة.

اقرأ أيضًا: متى يجوز الحلق في عيد الأضحى

فضل تأدية صلاة عيد الأضحى

إن صلاته من شعائر الله تعالى الخاصة على المسلمين، ولا ينتج عنها الثواب أو الأجر الخاص، ولكن ثوابها يدخل بثواب بقية الطاعات والأعمال الصالحة، فالصلاة تتواجد بأيام تتضمن الفضل الكبير، حيث يوم العاشر من شهر ذي الحجة، ويليها أيام التشريق التي يُكتمل بها مناسك الحج.

فضل عيد الأضحى

في إطار تناولنا لماذا سمي عيد الأضحى، نستعرض فضل ذلك العيد في الفقرات الآتية:

1- خير أيام الله تعالى

لم يأت خير ذلك اليوم هباءً إنما بسبب كثرة الأعمال العظيمة به التي أمر بها الله عز وجل عباده، ويتسابقون على تأديتها وتنفيذ ما بها.

2- العيد الأكبر للمسلمين

ينتظر المسلمون ذلك اليوم سنويًا لكي يسعدوا ويفرحوا به مع تبادل التهنئة والتقرب إلى الله تعالى، فهو أكثر الأيام بركة عليهم، وأفضل ما يمكن القيام به فيه صلة الأرحام والتصدق للفقراء، وذبح الأضحية.

فكل تلك الأعمال من عوامل تعرض البيوت للبركة، فهي من الوسائل التي يتم عبرها تقوية روابط المحبة والرحمة بين أفراد المجتمع، كما يوجد في صباحه الصلاة الخاصة به التي يغتنمها المسلمون لطاعة الله عز وجل.

 3- يوم الحج الأكبر

هنا يقوم الحجاج بتأدية مجموعة من المناسك العظيمة، حيث رمي جمرة العقبة والنحر وحلق الشعر، والطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، فكافة تلك الأعمال العظيمة دالة فقط على فضل ذلك اليوم العظيم.

4- عدم انقضاء خير العيد بانتهائه

تستمر العبادات السامية والأعمال التعبدية لما بعد الأضحى، ففي اليوم التالي لعيد الأضحى تتم تأدية مجموعة من المناسك حيث السعي لنيل الدرجات الرفيعة لدى الله عز وجل، ويعرف ذلك بيوم القر، أما الأيام الثلاثة التالية له فتعرف بأيام التشريق، فهي من أيام العبادات ذات الفضل العظيم لها عند الله عز وجل؛ بسبب كثرة العبادة والذكر بها.

اقرأ أيضًا: صفة صلاة عيد الأضحى

كيفية تأدية صلاة عيد الأضحى

استكمالًا للحديث عن لماذا سمي عيد الأضحى، فتلك الصلاة تعد من السنن المؤكدة على كامل المسلمين البالغين العاقلين من الرجال والنساء، وتبدأ مع طلوع الشمس في مقدار رمح إلى زوال قبل زوال الشمس.

فكما ورد عن ابن حزم والشافعية والمتبع بجميع الدول الإسلامية، ففي الركعة الأولى تتم تأدية سبع تكبيرات، أما الثانية فخمس تكبيرات، على أن تؤدى تلك التكبيرات وقوفًا، وبعدها تقرأ سورة واستكمال بقية أركان الصلاة.

من السنن أن تقرأ بالركعة الأولى بعد سورة الفاتحة سورة الأعلى، وبالركعة الثانية سورة الغاشية، كما يمكن التنويع بهما، وبعد الإفراغ من الصلاة يخطب الإمام في الناس بادئًا بحمد الله عز وجل وإظهار أحكام الأضحية.

إن عيد الأضحى سمي بذلك بسبب التضحية به بالذبائح، وشرع لإدخال البهجة والسرور على قلب العباد وللزيادة من التقرب لله تعالى بالطاعات والعمل الصالح، كذلك لتأدية مناسك الحج لمن استطاع إليه سبيلا.

قد يعجبك أيضًا