متى فرض صيام رمضان

متى فرض صيام رمضان؟ وعلى من؟ فصيام شهر رمضان سنويًا من الأمور التي فرضت على المسلمين كافة، فهو من أركان الإسلام الخمس لذلك تتجلى أهميته الكبرى بالإسلام والتهديد بالوعيد إن تم الاخلاف عنه، خاصة وأن به التقرب الزائد إلى الله تعالى، لذلك نجيب لكم عبر موقع جربها عن سؤال متى فرض صيام رمضان؟

متى فرض صيام رمضان

خص الله تعالى العباد المسلمين بالصيام لما له من فوائد على الصحة النفسية والجسدية، فالله تعالى لم يأمر عباده بشيء إلا وكان له الخير عليهم، خاصة وأن به يتم الامتناع عن الطعام والشراب أهم مقومات حياة المرء.

أما عن إجابة سؤال متى فرض صيام رمضان؟ في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة، وذلك بعد أن حولت القبلة إلى الكعبة المشرفة، ومن بعد ذلك صام النبي الكريم تسعة رمضانات.

فرض الصيام على الأمم السابقة، فعرف على أهل الكتاب الذين قد عاصروا الرسول –صلى الله عليه وسلم- وظهر ذلك في قول الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة البقرة الآية: 183].

بالتالي تم فرض الصيام على كل مسلم عاقل بالغ يستطيع الصيام دون تواجد أي علة به، وبناءً على ذلك نذكر مراحل فرض الصيام في الفقرات الآتية:

1- المرحلة الأولى

تلك المرحلة كانت بالجاهلية، وفرض بها صيام اليوم العاشر من شهر محرم من قبل قبيلة قريش، كما أن النبي الكريم كان يصومه قبل الهجرة من مكة المكرمة، وأيضًا قام ذلك بعد الذهاب على المدينة المنورة مع أمر المسلمين بصيامه.

بعد أن تم فرض الصيام في شهر رمضان قام الرسول –صلى الله عليه وسلم- بتخيير الصحابة بصيام رمضان وصيام العاشر من محرم، فهنا تم فرض صيام عاشوراء بالسنة الأولى من الهجرة، وبالسنة التالية فرض رمضان.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام القضاء بدون نية

2- المرحلة الثانية

في تلك المرحلة وجب صيام عاشوراء كما تم فرض الصيام في شهر رمضان الكريم، فتم التخيير بين الصيام وتأدية الفدية، وذلك كما ورد في قول الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [سورة البقرة الآية 183].

3- المرحلة الثالثة

في تلك المرحلة فرض الصيام على كافة المسلمين دون اختيار، ومن هنا تم استقرار الصيام عبر الامتناع عن كافة المفطرات بداية من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس وطوال شهر رمضان.

الحكمة من صوم شهر رمضان

إن الله تعالى لا يفرض أمرًا على المسلمين غلا وكان له الخير عليهم من كافة النواحي، لذلك نذكر الحكمة من فرض صيام شهر رمضان في الفقرات الآتية:

1- تقوى النفس

إن الصيام من العبادات التي تقوي الإيمان وتعززه لدى المسلم، حيث إنه يقي من الوقوع بالمحرمات أو التمادي بها، كما أنها تخلق الحاجز الذي يحميه من تتبع الشر والإثم.

فالتقوى التي يقوم الصيام بتحقيقها تجعل النفس تستطيع الالتزام بما أمر الله عز وجل به والابتعاد عن المعاصي، إلى جانب أنها تقي من ارتكاب ما ينتج عنه الخسارة والهلاك.

كما أن الصيام كل عام يجدد من مشاعر الإيمان والتقوى، وبالتالي ترسيخه وثباته، بالإضافة إلى تعظيمه مراقبة الله تعالى بالنفس، حيث إن الصائم يمتنع عن الشراب والطعام وكل ما تشتهيه النفس للحصول على رضا الله عز وجل.

إلى جانب ذلك فإن الإخلاص بالعبادة في أنها من أسرار العبد مع الله تعالى، ذلك لأنه لا أحد يعلم بالصيام سوى الله تعالى المطلع على كل شيء، لذلك فإن الله تعالى اختص عبادة الصيام بالثواب العظيم المضاعف بسبب خلوه من السمعة والرياء.

2- وحدة الأمة الإسلامية

إن الوحدة بالعقيدة والإخلاص لله عز وجل بالعبادة من أبرز ما يوضح الوحدة في الأمة الإسلامية، إلى جانب أن التوحيد بالله تعالى من الأسس التي قامت عليها الشريعة السماوية كلها.

2- الشعور بنعمة الهداية

فرض الله عز وجل الصيام على المسلمين لكي يشعروا بنعمة الهداية إلى الإسلام؛ لأن الصيام من العبادات التي تجعل العبد يشعر بنعمة الهداية بسبب الامتناع عن المحرمات والالتزام بأوامره تعالى.

3- إثراء بعض السلوكيات

يقوم الصيام بتعويد النفس على العطاء والبذل؛ لأن الصائم يشعر باحتياجات المساكين والفقراء، وبالتالي يقوم بالإحسان إليهم، مما يؤدي إلى تراحم وتكامل المجتمع الذي تنتشر به مشاعر المودة والألفة.

أركان الصيام

كافة العبادات التي فرضها على المؤمنين تتضمن الأركان التي تصح من قبولها عند تأديتها، لذلك نعرض آراء العلماء في تلك الأركان وذلك في النقاط الآتية:

  • القول الأول: الشافعية والمالكية ذهبوا إلى أن ركني الصيام هما النية والإمساك عن كل ما من شأنه أن يفطر.
  • القول الثاني: رأى الحنفية والحنابلة أن الصيام يتضمن ركن واحد هو الإمساك عن كل الذي يفطر، كما أن النية من شروطه.

اقرأ أيضًا: ما الذي يبطل صيام المرأة

ما هي النية؟

النية تعني القصد في القلب الذي يجب أن يتحقق، ولا يتم التلفظ به، وذلك على أساس قول الرسول –صلى الله عليه وسلم-:” إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ” رواه عمر بن الخطاب.

بناءً على ذلك نذكر بالتفصيل النية كركن من أركان الصيام، وذلك في الفقرات الآتية:

1- مذهب الشافعية

ذهب الشافعية إلى أن النية يجب أن توجد لدى المسلم من الليل، أي قبل أن يطلع الفجر، وإن تم ذلك بعد الفجر فإن الصيام يكون باطلًا، كما ذهبوا إلى أن النية يجب أن تجدد كل يوم لا تكفي الواحدة لجميع أيام الشهر.

2- مذهب المالكية

اتفقوا مع الشافعية في أن تكون النية متواجدة من الليل سواء كان يتم الصيام للفرض أو النفل، ولا تكون صحيحة بعد طلوع الفجر، ولكن تكون صحيحة حال انعقادها مع طلوعه أو قبله بوقت قصير.

لكن لم يشترط المالكية تكرار النية، حيث يمكن صيام كامل رمضان مع نية واحدة، إن كان لا يوجد ما يقطع الصيام لعذر، كما يسري ذلك الحكم على الصيام المتواصل مثل: النذر والظهر وكفارة القتل، ففي حالة إفطار الفرد لأنه على مرض أو سفر أو متعمدًا، فتوجد عليه النية الجديدة.

اقرأ أيضًا: كلام عن رمضان كريم

أخلاق المسلم خلال رمضان

خلال ذلك الشهر الكريم، يتصف المسلم بالعديد من الصفات الحميدة التي تتضح خلال تعامله، ونذكرها في النقاط الآتية:

  • رد الإساءة بالإحسان، حيث عدم الالتفات إلى القول السفيه والأفعال التي تقلل من الثواب.
  • طاعة الله تعالى بالليل والنهار، والإمساك عن المفطرات، مع التعجيل بالإفطار عندما يحين المغرب ففي ذلك طاعة لله تعالى.
  • الاستمرار في تأدية الطاعات والعبادات عبر الانتقال من طاعة إلى أخرى وعدم عصيان الله تعالى بعد الإفطار لإشباع الرغبات بالمعاصي.
  • الابتعاد عن آفات اللسان، مثل: الكذب والغيبة والنميمة.
  • الاتصاف برقة القلب والزيادة بالسكينة والخشوع لما في ذلك من مغفرة من الله عز وجل للخطايا والذنوب التي تقسي من القلب.

إن الصيام قد فرض في العام الثاني من الهجرة بشهر شعبان، ومن بعد ذلك فرض على كافة المسلمين مع الالتزام بتعاليمه وأركان للحصول على الأجر الكبير في الدنيا والآخرة.

قد يعجبك أيضًا