متى توفي عثمان بن عفان

متى توفي عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وأرضاه؟ وما هي الأحداث التي توفي فيها الصحابي الجليل؟ في حال ما لم تعلم فسيدنا عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وأرضاه هو ثالث الخلفاء الراشدين ومن أوائل من دخلوا الإسلام، كما أنه من ضمن العشرة المبشرين بالجنة، أما عن قصة وفاته فهي من أشهر القصص في التاريخ الإسلامي، والتي سنذكرها لكم بتفاصيلها كافة عبر موقع جربها.

متى توفي عثمان بن عفان؟

سيدنا عثمان بن عفان هو أبو عبد الله عُثمان بن عفان الأموي القُرشي، ويُلقب سيدنا عثمان ـ رضي الله عنه ـ وأرضاه بذي النورين، ويرجع ذلك لزواجه من اثنتين من بنات أشرف الخلق سيدنا محمد بن عبد الله عليه صلوات الله وتسليمه وعلى آله ومن ابتعه ومن والاه.

ولِدَ سيدنا عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ في مدينة الطائف التابعة لمكة المكرمة في شبه الجزيرة العربية، وذلك في العام السابع والأربعين قبل الهجرة، وهو ما يوافق عام 576 ميلادي تقريبًا.

عُرف عن الصحابي الجليل عثمان بن عفان حبه الكبير لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، كما أن رسولنا الكريم كان يحبه ويثق به ثقةً عمياء، بالإضافة أنه كان يكرمه لحيائه وطيب أخلاقه وحسن عشرته.

كان سيدنا عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ أول من هاجر إلى أرض الحبشة أو ما يعرف بأثيوبيا في هذه الأيام، وهذا لحفظ الدين الإسلامي، ومن ثم تبعه باقي المهاجرين إلى هناك، وفي الهجرة الثانية لمكة المكرمة كان سيدنا عثمان من أوائل الناس أيضًا، كما أنه كان يبذل نفسه وأمواله في سبيل الله لنصرة اللذين آمنوا والمسلمين، وفي عهده أُنشئ أول أسطول بحري إسلامي.

إن سيدنا عثمان بن عفان من ضمن العشرة الذين بشرهم رسولنا الكريم بالفوز العظيم والجنة، كما الحال مع سيدنا عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، بالإضافة إلى أبو بكر الصديق وأبو عبيدة الجراح وباقي العشرة الكرام ـ رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين ـ.

تزوج سيدنا عثمان بن عفان من رقية بنت النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وبعد وفاتها قام بالزواج من السيدة أم كلثوم بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسول الله، وبشره رسول الله بأنه سيموت شهيدًا، وهذا ما حدث بالفعل وصدق رسولنا الكريم الذي لا ينطق في أمور الدين والغيب عن الهوى وإنما هو وحي يوحى، فمتى توفي عثمان بن عفان؟

فيما يخص سؤال متى توفي عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ، فإنه في واقع الأمر تضاربت الأقاويل في ذلك، ولكن القول الصحيح الذي ورد على لسان أبي عثمان النهدي الذي عاصر الواقعة والحادثة هو أن سيدنا عُثمان بن عفان توفي في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة لعام 35 من الهجرة، وهو ما يوافق عام 656 ميلادي تقريبًا.

اقرأ أيضًا: لماذا لقب عثمان بن عفان بذي النورين

يوم استشهاد الخليفة عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ

بعد أن عرفنا متى توفي عثمان بن عفان، نقص عليكم قصة استشهاده، فكما ذكرنا كان سيدنا عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ هو ثالث الخلفاء الراشدين بعد أبي بكرٍ الصديق، وسيدنا عمر بن الخطاب، والخلافة الراشدة استمرت لما يعادل 30 عامًا فقط، وهي فترة قصيرة للغاية، والخلفاء الراشدين هم الخلفاء الأوائل للمسلمين الذين تعاقبوا على خلافة وإمارة المسلمين بعد الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

بعد وفاة سيدنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ بويع سيدنا عثمان بن عفان بعد عملية الشورى التي كان يعتمد فيها المسلمون على اختيار خليفتهم من خلالها، استمرت خلافة سيدنا عثمان بن عفان للمسلمين لمدة تصل إلى 12 عامًا تقريبًا، وهو ما يعادل نصف فترة الخلافة الراشدة تقريبًا.

كما علمنا أعلاه أن الإجابة عن سؤال متى توفي عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ هي في يوم 12 من شهر ذي الحجة لعام 35 هجريًا، وعلى الرغم من أن وفاة سيدنا عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ حدثت عندما كان في الثانية والثمانين من عمره، إلا أنه لم يمت بشكل طبيعي ولم تكن وفاةً عادية.

اقرأ أيضًا: من هو قاتل علي بن أبي طالب وما هي قصة قتله؟

اشتعال فتنة استشهاد عثمان بن عفان

بعد الإجابة عن سؤال متى توفي عثمان بن عفان، نشير على أنه قد بدأت نار الفتنة بالاشتعال في النصف الثاني من خلافة سيدنا عثمان بن عفان التي بلغت 12 عامًا، وكان من أسباب هذه الفتنة هو الرخاء الذي عاشه المسلمون في عهده.

فأثر ذلك على المجتمع كان سلبيًا بسبب ظهور جيل جديد غير جيل الصحابة، كما أن المنافقين تمكنوا من إيجاد من يسمعهم حتى يتمكنوا من نشر فتنتهم.

هذا بالإضافة إلى العصبية الجاهلية والشائعات التي كثُرت في النصف الثاني من الخلافة الإسلامية لسيدنا عُثمان، وبلغت هذه الفتنة أشدها بإتمام سيدنا عثمان بن عفان لعامه الثاني عشر من الخلافة، وهي الفترة التي نشأت فيها الفتنة الكبرى.

اشتعلت الفتنة الكُبرى عندما استشهد سيدنا عثمان بن عفان بسبب تدبير اليهودي عبد الله بن سبأ، الذي نافق وأظهر إسلامه في عهد سيدنا عثمان بن عفان، فقام المنافقون بقيادة عبد الله بن سبأ بمحاصرة دار سيدنا عثمان بن عفان، حيث أنهم قد قاموا بتزوير كتابٍ ورد فيه أنه أراد قتلهم بعد أن أعطاهم الأمان.

عندما اشتد حصار أهل الفتنة لمنزل عثمان بن عفان وهددوه بالقتل، تحرك باقي الصحابة ـ رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين ـ إلى دار الخليفة عثمان بن عفان لردهم وقتالهم، وهو الأمر الذي منعه سيدنا عثمان ورفض القيام به، فأمر المسلمين بعدم رفع السيوف دفاعًا عنه.

لم يكن يرغب سيدنا عثمان في أن يُقتل أحدٌ بسببه، فقد كان على علمٍ ودرايةٍ بأن المنافين لا يريدون غيره، فكره أن يُدخِل المسلمين فيما لا يخصهم، وأحب أن يُضحي بنفسه لعلمه أن هذه الفتنة سيُقتل فيها، فقد جاء على لسان عبد الله بن حوالة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

“مَن نَجَا من ثَلاثٍ فقد نجا ثلاثَ مرَّاتٍ: مَوتي، والدجَّالِ، وقَتلِ خَليفةٍ مُصطَبِرٍ بالحَقِّ مُعطيه”، وتفسيرًا لهذا الحديث جاء حديث آخر في صحيح الترمذي على لسان عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ما وأرضاهما ـ حيث قال:

“ذَكَرَ رسولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فِتنَةً، فمَرَّ رَجُلٌ فقال: يُقتَلُ فيها هذا المُقنَّعُ يَومَئذٍ مَظْلومًا، قال: فنَظَرتُ، فإذا هو عُثمانُ بنُ عَفَّانَ”.

يبين هذا الحديث نبوة سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فالغيب كله عند الله، ولا يمكن لرسولنا الكريم معرفة أيٍ من أمور الغيب دون إطلاع الله له عليها.

سبب قتل سيدنا عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ

بعد أن استعرضنا لكم متى توفي عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ، نُشير إلى أنه قد تضاربت الأقاويل فيما يخص قتل واستشهاد سيدنا عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وأرضاه، فهناك روايتين في ذلك، الرواية الأولى هي للشيعة والتي جاء فيها ما يلي:

كان أهل المدينة من الثائرين على سيدنا عثمان، وهناك من لم يكن مناصرًا له، ورغبوا في قتله، كما أنهم كتبوا إلى الأمصار للمجيء إلى المدينة والجهاد فيها لنصرة خليفة المسلمين الذي خرج عليه الصحابة ولم ينصروه.

بعد أن تم إرسال كتاب يطالب أهل المدينة فيه معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ بالقدوم ومحاربة الخارجين على خليفة المسلمين، رفض معاوية بن أبي سفيان إرسال الجنود لنصرة الخليفة الراشد عثمان بن عفان، وكان تفسيره في ذلك هو أنه كره مخالفة أصحاب النبي، ورواية الشيعة أنكرت وجود عبد الله بن سبأ.

عبد الله بن سبأ في رواية أهل السنة هو مشعل الاضطرابات والاحتجاجات، كما أنه كان يدَّعِ أن سيدنا علي بن أبي طالب إله، كان عبد الله بن سبأ أول من قام بطعن وشتم الصحابة من أمثلة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين ـ.

رواية السنة في مقتل عثمان بن عفان

ذكرنا أعلاه متى توفي عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ، كما أننا أوضحنا رواية الشيعة في هذا الأمر، أما فيما يخص رواية أهل السنة فقد جاء فيها ما يلي:

إن أمراء الأمصار كانوا من أقارب عثمان بن عفان، فكان في الشام كلها معاوية بن أبي سفيان، وفي البصرة سعد بن العاص، أما مصر فكان فيها عبد الله بن سعد بن أبي سرح، كما أن خراسان جاء فيها عبد الله بن عامر، وكان كل من يأتي على الحج يشكوا من أميره للخليفة عثمان بن عفان.

حتى جاء أهل مصر يشكون من عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فقام سيدنا عثمان بعزله، وتولية محمد بن أبي بكرٍ الصديق مكانه، فرضي حجاج أهل مصر بذلك، وفي أثناء عودتهم إلى بلادهم رأوا راكبًا على رحلةٍ فسألوه عما يحمله، فقال إنه يحمل خطابًا من عثمان بن عفان خليفة المسلمين يفيد بتثبيت واستقرار عبد الله بن سعد بن ابي سرح في منصبة كأمير على مصر.

كما أن الكتاب جاء فيه قرار بمعاقبة جماعة من أعيان أهل مصر الذين اشتكوا من الأمير بن أبي سرح، فرجعوا إلى سيدنا عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ وواجهوه بالكتاب، فحلف سيدنا عثمان أنه لم يقم بكتابة هذا الكتاب ولا أذن بذلك، فطلبوا منه أن يسلمهم كاتبه مروانة بن الحكم ابن عم سيدنا عثمان، فخشي الخليفة عليه ورفض ذلك.

هذا أثار حفيظة أهل مصر وحاصروه في داره، وعلى الرغم من نيتهم في قتله إلا أنه جاء جماعة يحمون الخليفة منهم، ولكن الخليفة عثمان بن عفان أمرهم بعد رفع السيف، فما كان من الغاضبين إلا أن دخلوا على سيدنا عثمان ولحقوا به وقتلوه، فعظم هذا الأمر على أهل الصحابة، مما فتحت أبواب الفتنة على مصرعيها.

اقرأ أيضًا: من هو يزيد بن معاوية

ما بعد استشهاد سيدنا عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ

علمنا سبب قتل سيدنا عثمان بن عفان من روايتي المسلمين أهل السنة بالإضافة إلى الشيعة، كما أننا عرفنا متى توفي عثمان بن عفان، فماذا حدث بعد الفتنة الأولى فتنة مقتل الخليفة عثمان بن عفان؟

في واقع الأمر لم ينتج عن وفاة سيدنا عثمان إلا الخراب والسوء، فتسبب الفتنة الكبرى والأولى التي استشهد على أثرها سيدنا عثمان في نشوب النزاعات والخلافات الكثيرة طوال فترة خلافة سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه.

الفتنة الكبرى كانت علامة سلبية فارقة حولت مسار التاريخ الإسلامي، فللمرة الأولى في تاريخ الإسلام توقف المسلمون عن الفتوحات وانشغلوا بقتال بعضهم البعض، كما تسبب ذلك في النزاع المذهبي بين المسلمين.

برز عن هذا النزاع خوارج يطالبون بالإصلاح وردع الحاكم الجائر ويدعون على الخروج عليه، كما أن هذا الانقسام تسبب في بروز جماعة السبئية المتطرفة التي تأسست على يد اليهودي عبد الله بن سبأ، كما أن هذه الجماعة غالت وزايدت في حب آل البيت أقرباء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

كان المتحاربون من الإسلام في صفين، الصف الأول هو صف الخلافة الراشدة بقيادة علي بن أبي طالب والحسين بن علي والأشتر النخعي، والصف الثاني هم المطالبون بالقصاص من قتلة عثمان بقيادة معاوية بن أبي سفيان وعمر بن العاص وعائشة بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين ـ.

كان تعداد جيش علي بن أبي طالب 150.000 مقاتل، وجيش معاوية بن أبي سفيان 165.000 أما عن القتلى فكانوا 40 ألف من جيش علي، و58 ألف من جيش معاوية، وكانت النتيجة التحكيم بين سيدنا معاوية وسيدنا علي بن أبي طالب، ومن بعدها اغتيل سيدنا علي على يد الخوارج الرافضين للتحكيم وإنهاء الفتنة.

قام بعدها معاوية بن سفيان بتأسيس الدولة الأموية والأسرة الأموية التي انهت مبدأ الشورى وجعلت الخلافة متوارثة، وبهذا نكون قد تعرفنا بالتفصيل على متى توفي عثمان بن عفان، والقصة الكاملة لوفاته وما تلاها.
بعد أن قمنا بالإجابة عن متى توفي عثمان بن عفان وما سبب مقتله، وجب التنويه إلى أن عصر عثمان بن عفان كان من أزهى عصور الخلافة الراشدة التي توسعت فيها الدولة الإسلامية، فتم فتح عدة بلاد في أيام خلافته منها أرمينية، خراسان، كرمان، سجستنان، وإفريقية وقبرص.

قد يعجبك أيضًا