الفرق بين المؤمن والمسلم

ما الفرق بين المؤمن والمسلم؟ وما أركان كل منهما؟ يختلط الأمر على العديد من الأشخاص في التفريق بين كل من المؤمن والمسلم، ولكن جاء ديننا الحنيف الذي لم يترك أمر واحد إلا وناقشه حيث لا يترك أمر يحير المسلمين، ومن خلال موقع جربها سوف نتعرف على الاختلاف بينهم من حيث المفهوم والأركان التي تحددهم.

الفرق بين المؤمن والمسلم

تعتبر لغتنا العربية من اللغات الدقيقة التي أنزل الله بها القرآن الكريم، كما أنها تطرح بعض المفاهيم والتي قد يختلط الأمر على الكثير من الأشخاص في التفريق بينهم ومن تلك المفاهيم لفظ المؤمن والمسلم الذي يخيل للبعض أن لهم نفس المعنى والمفهوم.

ومن الجدير بالذكر أنه يوجد اختلاف كبير بين كل من المسلم والمؤمن من حيث تعريف كل منهم سواء في القرآن الكريم أو في الأحاديث النبوية، ولكن في البداية يجب التعرف على مفهوم كل منهم والذي يتمثل في الآتي:

1- الشخص المسلم

يعتبر المسلم هو أو مراحل الدين الإسلامي، فإذا ولد الشخص ووجد أبويه مسلمين أًصبح في تلك الحالة مسلم مثلهم، أما إذا كنت في ديانة أخرى ودخل في دين الإسلام فأنت مسلم.

والمسلم هو الذي يقوم بتنفيذ الأوامر التي أمره بها الله عز وجل وتكون تلك الأوامر أو الأمور التي يفعلها ظاهرية للناس وذلك لكسب احترامهم المزيف ونظرات الاستحسان، وقد تكون أعمال خالصة لوجه الله بهدف كسب الرضا والعفو والغفران من الله.

فعلى سبيل المثال هناك بعض الأشخاص يصلون بهدف أن يقول عليه الناس أنه صالح وتقي على العكس من الشخص الذي يقضي الفروض لكسب رضا الله، ومنهم من يخرج الزكاة بهدف المن والعطف على الفقراء أمام الناس على الجانب الآخر يقوم الأشخاص بإخراج الزكاة لأنها ركن من أركان الإسلام.

اقرأ أيضًا: هل يشعر المؤمن بطول يوم القيامة

2- الشخص المؤمن

الشخص المؤمن هو جزء لا يتجزأ من المسلمين، إذا كان المسلم ينفذ أمور الله لدخول الجنة، فالمؤمن يعمل على التقرب من الله أكثر وأكثر وذلك من خلال بعض الأعمال التي تساعده في كسب الحسنات والثواب، ومن الأعمال التي يتقرب بها المؤمن إلى الله الآتي:

  • الاستيقاظ من النوم لصلاة قيام الليل.
  • التصدق على الفقراء والمساكين في السر وليس العلن.
  • مساعدة الآخرين في إنجاز مهامهم.
  • تقديم العون دون انتظار مقابل من الأشخاص.
  • حسن الظن بالله.
  • الابتعاد عما يغضب الله.

تلك الأعمال التي يقوم بها المؤمن تجعله في منزله عالية عند الله، لذلك يعتبر الشخص المؤمن في درجة أعلى من الشخص المسلم، كما أن الأشخاص المؤمنين أقل بكثير من المسلمين، ونستنتج من ذلك أن كل مؤمن هو مسلم، ولكن ليس كل مسلم يكون مؤمن.

الفرق بين المسلم والمؤمن في القرآن

حين أنزل الله القرآن الكريم على نبيه محمد أنزل فيه كل ما يحدد الفرق بين كل صغيرة وكبيرة ومن تلك الأمور التي فرق بينها القرآن هو الفرق بين المسلم والمؤمن.

من الجدير بالذكر أنه حين دخل الأعراب في الإسلام أختلفوا في قولهم بأنهم مؤمنين أو مسلمين فقال الله تعالي في الفرق بينهم:
{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{[ الحجرات: 14].
كما أن المسلمين هم الذين يدخلون في الإسلام ولكن المؤمنون هم من يتقربون إلى الله والرسول بالأعمال التي تدخلهم الجنة فقال الله في المؤمنين في كتابه العزيز:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ{[ الحجرات: 15].

الفرق بين الإيمان والإسلام

يعتبر الإيمان والإسلام من الصفات التي يتحلى بها الأشخاص ولكن بدرجات متفاوتة، فبعد التعرف على الفرق بين المؤمن والمسلم، يجب التفريق بين كل من الإيمان والإسلام ويتمثل الفرق في الآتي:

تعريف الإسلام

يعتبر الإسلام هو الدين الذي نزل على سيدنا محمد مثل المسيحية التي نزلت على سيدنا عيسى واليهودية التي نزلت على سيدنا موسى، ويعتبر الإسلام هو الاستسلام لله عز وجل في تنفيذ كل ما يأمر به العباد في كتابه.

وتكون تلك الأوامر أو العبادات ظاهرية أمام الناس حيث قال الله في كتابه:
{فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ{[آل عمران: 20].

أركان الإسلام

حين فرض الله عليه دين الإسلام فرضه بجانب بعض الأركان التي تجعل منه عند الشخص دين صحيح مقبول منه وليس بالقول أنا مسلم وهي خمس أركان تتمثل في الآتي:

1- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله

تعتبر تلك المرحلة الأولى للإسلام والتي يقر فيها الشخص بوجود الله الواحد الأحد وأنه لا يوجد إله غيره، كما أنه يقر أنه سوف يعترف برسوله الكريم وسوف يقوم بتنفيذ ما أمره الله به من طاعات وعبادات ليدخل الجنة، وقال الله في كتابه:
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا{[ الأحزاب: 40].

2- إقامة الصلاة

أهم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادة هو الصلاة والتي تعتبر عماد وأساس الدين الإسلام، وهي أول ما يحاسب عليه المسلم عند الموت، وتعتبر الصلاة من العبادات التي تقرب العبد من ربه فبها يكفر الله الذنوب ويرزق العبد الحسنات ويمحو السيئات.

كما قال رسولنا الكريم في ثواب الصلاة في أوقاتها عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
“أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا”[صحيح مسلم].
اقرأ أيضًا: ما هي شروط الصلاة وأركانها

3- إيتاء الزكاة

شرع الله ركن الزكاة للفقراء والمساكين ليتخلص العبد من الذنوب والخطايا التي يرتكبها المسلم في حياته، كما أنه تنشر المساواة بين الناس حيث لا يوجد شخص محتاج، كما أنه ركن ليحمي المسلم من البخل والشح، وقال تعالى في فضل الزكاة:
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{[ النور: 56].

4- صيام رمضان

فرض الله على المسلمين صيام شهر رمضان وذلك للتخلص من الشهوات والبعد عن المحرمات وكبح جماح تلك الأمور التي ينون فعلها، ويعتبر الصيام هو فرض لا تهاون فيه حيث قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: 183].

5- الحج للبيت الحرام

على الرغم من أن الحج أحد أركان الإسلام المفروضة على المسلمين ولكن فرض الله الحج على الشخص الذي يقدر عليها وأعفى منها الغير قادر فلا يكلف الله نفس إلا وسعها.

اقرأ أيضًا: هل الشيطان يوسوس في رمضان

تعريف الإيمان

عند التعرف على الفرق بين المؤمن والمسلم، يجب التعرف على الإيمان فالإيمان هو المنزلة العليا من الإسلام، والتي لا يصلها أي شخص فالإيمان محله القلب والنية الصادقة، وهي الاقتناع بوجود الله وبأسمائه وألوهيته وأصبح الشخص متصف بالإيمان، فذلك دليل على أنه في مكان عظيم عند الله، كما أن الإيمان له أركان وهي:

  • الإيمان بالله عز وجل.
  • الإيمان بالملائكة.
  • والكتب.
  • والإيمان برسل الله.
  • الإيمان باليوم الآخر.
  • الإيمان بالقدر سواء خير أو شر.

شروط الإيمان

من الجدير بالذكر بعد التعرف على الفرق بين المؤمن والمسلم، يجب التعرف على الشروط التي يجب أن تتوافر في الشخص المؤمن والتي منها الآتي:

1- النية من القلب

هذا يعني أن يكون الشخص على اقتناع تام أن الله هو الواحد الأحد القادر على كل شيء، وهو خالق الكون كله من ملائكة وجان وإنسان وحيوان وغيرهم.

2- التصديق باللسان

وهو أن يكون الشخص المؤمن ذا لسان ذاكر لله في كل وقت من استغفار وتسبيح حتى يكون الله بجانبه دائمًا، فقال الرسول في المؤمن
عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال“ليس المؤمنُ بطَعَّانٍ، ولا بلَعَّانٍ، ولا الفاحشِ البَذيءِ”، وقال ابنُ سابقٍ مرَّةً: بالطَّعَّانِ، ولا باللَّعَّانِ”[صحيح مسند].
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الزكاة والصدقة

3- التصديق بالأعمال

الفرق بين المؤمن والمسلم هو تصديق الأعمال، ولكي يكتمل الإيمان في الشخص يجب عليه العمل بتلك الأركان التي أنزلها عليه الله عز وجل ليصل إلى المكانات العليا في الجنة مثل الصلاة والصوم والزكاة بهدف إرضاء الله.

كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن، فالإيمان صفة لا يخص بها الله إلا العباد الصالحين الذين يتقربون له بالأعمال الطيبة، فهناك مسلمون بالاسم فقط ولا ينفذون أوامر الله لذلك لا يتساوون مع المسلمين المؤمنين أبدًا.

قد يعجبك أيضًا