صلاة الاستخارة للمقبلين على الزواج

صلاة الاستخارة للمقبلين على الزواج قد تكون خير وسيلة للقضاء على حيرة اختيار الزوج أو الزوجة، فبعد أخذ مشورة أقرب الأقربين تظل المشورة الإلهية هي الأكثر وجوبًا والأكثر مصداقية بالطبع، فصلاة الاستخارة تعد بمثابة أخذ الإذن أو الرأي الإلهي إما بأخذ الخطوة أو لا، وهو ما سنقدم كيفية القيام به تفصيلًا من خلال موقع جربها.

صلاة الاستخارة للمقبلين على الزواج

قد يكون واحد من أصعب الخيارات التي يتوجب على الشاب أو الفتاة أخذها في الحياة هي اختيار شريك الحياة، فهذا الخيار هو الخيار الأبدي الذي لا رجعة فيه، بالطبع فهو اختيار الشريك الأبدي الذي سيقاسمك كل نواحي حياتك، لذلك فعادةَ ما يلجأ الشاب أو الفتاة في أخذ كافة الآراء للمحيطين به للتأكد من كونه القرار الصائب أو لا.

وحتى نكون أكثر تحديدًا فإن صاحبة ذلك التساؤل دائمًا هي الفتاة فهي من يتقدم الشاب لخطبتها وهي من عليها إما القبول أو الرفض، لذلك فسيظل الرأي الأفضل والأكثر دقة هو الرأي الإلهي أو المشورة الإلهية والتي تسمى بالاستخارة.

فالاستخارة هي صلاة أقرها الخالق الهدف منها طلب المعونة أو التيسير الإلهي لما هو فيه الصالح لنا، وبعدها تأتي الإجابة على هيئة عدة إشارات سنذكرها تفصيلًا في الفقرات التالية.

اقرأ أيضًا: علامات صلاة الاستخارة في الزواج

كيفية أداء صلاة الاستخارة

في حقيقة الأمر فإن صلاة الاستخارة للمقبلين على الزواج لا تختلف كثيرًا عن صلاة الاستخارة لأي أمر من أمور الحياة التي يصعب علينا الاختيار من بينها، فهي تؤدى على هيئة ركعتين من غير الفريضة يتم إتباعهم بالدعاء المأثور والذي سيتم طرحه لاحقَا.

يبدأ الأمر بالنية بأن تلك الصلاة ستكون صلاة استخارة بهدف طلب التيسير والمساعدة من الله تعالى للموافقة على المتقدم للزواج أو لا أو في أي أمر من أمور الحياة كالسفر أو غيره من الأمور الحياتية التي يعصب علينا الاختيار فيها.

صلاة الاستخارة غير محددة بموعد معين فهي متاحة في أي وقت طوال اليوم ما عدا الأوقات المكروهة والمعروفة ألا وهي بعد الفجر وبعد العصر وفي وقت غروب الشمس وكذلك عند شروقها، عدا ذلك فهي متاحة في كافةً الأوقات ويفضل أن تكون آخر ما يقوم المرء بفعله قبل النوم.

تتكون صلاة الاستخارة من ركعتين، الركعة الأولى يقرأ فيها سورة الفاتحة ثم سورة الكافرون، أما عن الركعة الثانية يتم قراءة سورة الفاتحة ثم سورة الإخلاص، بعدها ينهي المرء صلاته ويبدأ في الدعاء المأثور عن أشرف الخلق أجمعين.

دعاء صلاة الاستخارة

بالطبع وكما نعلم جميعًا أنه لا وساطة بين العبد وربه، فالدعاء هو حديث يناجي فيه العبد ربه بما يريده وما يشعر به بمختلف الكلمات واللغات والأساليب ما دامت تحت آداب الدعاء بوجه عام، لكن هذا لا يمنع كون رسولنا الكريم قد حثنا على عدة أدعية يجب أن نلتزم بها نصًا في حالة ما أردنا بها شيء بعينه، ولعل أهم تلك الأدعية المأثورة هو دعاء الاستخارة، والذي نعرضه فيما يلي:

عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أراد أحدُكم أمرًا فلْيقُلْ: اللهم إني أستخيرُكَ بعِلمِكَ وأستَقدِرُكَ بقُدرتِكَ وأسألُكَ مِن فضلِكَ فإنَّكَ تقدِرُ، ولا أقدِرُ وتَعلَمُ، ولا أَعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغيوبِ، اللهم إن كان كذا وكذا للأمرِ الذي يريدُ لي خيرًا في دِيني ومعيشَتي وعاقبةِ أمري وإلا فاصرِفْه عني واصرِفْني عنه، ثم اقدُرْ لي الخيرَ أينما كان، ولا حولَ، ولا قوةَ إلا باللهِ) أخرجه أبو يعلي وابن حبان والطبراني.

كذلك جدير بالذكر كون الاستخارة يمكن أن تكون بالدعاء فقط دون الاضطرار لإتمام الصلاة كاملة، أيضًا حري بنا التأكيد على أن صلاة الاستخارة يتم إجراؤها في الأمور التي يكون فيها الفعل والترك مستويًا، وليست الأمور الحلال أو الحرام، فبالطبع لن تأخذ المشورة الإلهية في فعل المحرمات، بمعنى إما السفر أو عدم السفر، الزواج أو عدمه، قبول مهنة أو عدم قبولها.

اقرأ أيضًا: صلاة الاستخارة كيف تصلى وكيف تعرف نتائجها

كيفية معرفة نتيجة الاستخارة

تعددت الأقوال حول حقيقة كيفية معرفة نتيجة صلاة الاستخارة، وهو ما أوجب علينا إحاطة علمكم بها بينما نستفيض في حديثًا عن صلاة الاستخارة للمقبلين على الزواج، وتظهر تلك الأقوال فيما يلي:

1- تيسير الله يظهر الطريق الأخْير

هنا قام العلماء بتوضيح إنه ما على المستخير سوى المضي قدمًا تجاه أمر بعينه أو اختيار معين وفي حال ما وجد الأمر ميسر والأمور تسير بسلاسة فهي اختيار الله، أما إذا شعر بوجود عقبات دائمة في طريقة وكلما انتهى من واحدة ظهرت أخرى فهو بالطبع رد صريح وواضح من الله على استخارته.

2- إحساسك الداخلي هو بوصلتك

أبدى أصحاب الرأي هنا أن الأمر يرجع لراحة المستخير أو عدمها تجاه أمر بعينه، بمعنى في حالة ما شعر المستخير براحة نفسية تجاه أمر معين فهو شعور داخلي ألهمه الله له كعلامة على أن ذلك الطريق هو أخير بالنسبة له.

على الجانب الآخر في حالة ما شعر المستخير بانقباضة تجاه الأمر ذاته، فهي بمثابة رسالة خفية من الله تعالى للابتعاد عن ذلك الطريق كونه الأقل صحة بين الاختيارين، وهنا يشعر الشخص بحالة من الكسل وعدم الرغبة في المضي قدمًا تجاه خيار بعينه، فإن شعرت بتلك الحالة دون وجود سبب واضح فهي الرسالة الإلهية.

الاتجاه الثالث هنا ألا يشعر المستخير بالميل تجاه شيء بعينه وهنا يتعين عليه المضي قدمًا في أي الخيارين مع تمام الثقة بالمولى عز وجل بأنه سيوفقه للأولى والأصلح فيما سيختاره.

3- تمام التأكد أو إعادة الاستخارة

الرأي الثالث لا يختلف كثيرًا عما يسبقه سوى ببعض النقاط البسيطة ألا وهي أنه في حال ما ظل التردد وعدم التأكد من اختيار أمر بعينه فما على المستخير سوى إعادة الاستخارة مرة أخرى حتى يشعر داخليًا بالميل تجاه أحد الخيارين.

أما عن الجزء المتشابه مع الرأي الثاني هو أن المستخير يشعر بتمام الراحة والانشراح الصدري تجاه أمر بعينه أو خيار بعينه وهو بالطبع اختيار الله تعالى، أو العكس يشعر بانقباضة وبأن الأمر غير ممهد وغير ميسر وبالطبع هو الاختيار الخاطئ.

اقرأ أيضًا: كيف أعرف أني مرتاحة بعد الاستخارة

4- تبين العلامة المنتظرة

يأتي الرأي الرابع ليكن الخيار الأخير لكل من ينتظر نتيجة صلاة الاستخارة، فبعد أن علمت كيفية القيام بصلاة الاستخارة للمقبلين على الزواج وقمت بها قم بالمضي قدمًا نحو أي القرارين، وهذا ما تم الاستدلال عليه من خلال لفظ (ثم يعزم) الوارد في الحديث الشريف نصًا.

بعدها يبدأ الشخص بانتظار الإشارة الإلهية التي تعد بمثابة طوق النجاة له، والتي تفيد إما بكون ذلك الخيار الصحيح أو لا عليه أن يتراجع ويختار الخيار الآخر، لذلك ينصح الأئمة بأن يبقى المستخير يقظًا طوال تلك الفترة لتبين العلامات الإلهية بشكل صحيح ودقيق.

صلاة الاستخارة هي خير وسيلة يبرهن بها المسلم على احتياجه الدائم لمعونة الله تعالى ومشورته قبل القيام بأي من خطوات حياته خاصةً تلك الخطوات المصيرية والتي يتوجب عليه العودة إلى الله لتخير الأصوب فيها.

قد يعجبك أيضًا