هل يجوز رد الزوجة بعد الطلاق عند المأذون

هل يجوز رد الزوجة بعد الطلاق عند المأذون؟ وكيف يعيد الرجل المرأة إلى عصمته؟ فإن النفس البشرية لا تقوى على التحكم في غضبها بأغلب الأحيان، وهو ما قد يجعل الرجل يطلق امرأته ومن ثم يندم.

على تشتيت الأسرة، لذا سوف نتطرق إلى عرض حكم الشرع في ذلك الصدد، من خلال الإجابة عن سؤال هل يجوز رد الزوجة بعد الطلاق عند المأذون من خلال موقع جربها.

هل يجوز رد الزوجة بعد الطلاق عند المأذون

يتواجد العديد من الأحكام بخصوص حدود العلاقة بين الزوج والزوجة قبل أو بعد الطلاق، فهناك بعض الأحكام التي تخص الطلاق وإمكانية إرجاع الزوجة، وذلك حسب نوع الطلاق، سواء كان بائن أو رجعي.

قد أوضح فقهاء الدين أن الإجابة عن سؤال هل يجوز رد الزوجة بعد الطلاق عند المأذون هي نعم، حيث يمكن للزوج أن يرد زوجته إلى عصمته إن كانت الطلقة الأولى أو الثانية، سواء طلقها عند المأذون أو لا.

على شرط أن تكون المرأة لا تزال في مدة عدتها، والتي تقدر بحوالي 60 يوم، بمقدار ثلاث حيضات متتالية، كما أوضحوا أنه يمكن للزوج أن يعيد الزوجة إلى عصمته، دون الحاجة إلى تواجدها عند المأذون أثناء ذلك.

اقرأ أيضًا: هل يمكن إرجاع الزوجة بعد صدور وثيقة الطلاق البائن

هل يجوز رد الزوجة الحامل بعد انتهاء عدتها

حدود الطلاق والرجعة هو أن تكون المرأة لا تزال في فترة عدتها، وذلك ما يجعل من الجدير بالذكر أثناء الحديث عن إجابة سؤال هل يجوز رد الزوجة بعد الطلاق عند المأذون، التنويه أن المرأة الحامل تكون عدتها مختلفة.

حيث يمكن للزوج أن يعيد الحامل إلى عصمته طيلة فترة الحمل، وذلك في حالة كانت الطلقة الأولى أو الثانية، فعدة المطلقة الحامل في الإسلام تنتهي بوضعها المولود، سواء كان ذلك في شهرها السابع أو التاسع.

كيفية رد الزوجة إلى العصمة في الطلاق الرجعي

الطلاق الرجعي هو الذي لا يكون وقع على المرأة فيه سوى طلقة واحدة أو طلقتين فقط، وفي تلك الحالة يمكن أن يرد الزوج المرأة إلى عصمته بفترة العدة، سواء كان ذلك عند المأذون أو طلاق مباشر، وذلك حسب نص المادة 5 من قانون الأحوال الشخصية:

كل طلاق يقع رجعيا إلا المكمل للثلاث والطلاق قبل الدخول والطلاق على مال وما نص على كونه بائنا في هذا القانون والقانون رقم 25 لسنة 1920″.

حيث يكتب المأذون عدد الطلقات التي وقعت على المرأة، وفيما يلي نتطرق لعرض طرق رد الزوجة إلى العصمة مرة أخرى بعد الطلاق الرجعي بالنسبة للفقهاء، فقد أجمع البعض أنه يمكن للزوج أن يرد زوجته مرة أخرى لعصمته بالقول، بأن يلفظ “أرجعتك إلى عصمتي”.

بينما اختلف بقية الفقهاء بخصوص إمكانية إعادة الزوجة إلى العصمة بعد الطلاق الرجعي بالفعل، ألا وهو المعاشرة الزوجية، وفيما يلي رأي فقهاء المذاهب الأربعة بخصوص ذلك الصدد:

  • قد ذهب فقهاء الحنفية إلى صحة رجعة المرأة بالفعل، سواء كان بمقدمات الجماع من قبلات أو الجماع نفسه.
  • ذهب فقهاء الشافعية إلى أنه لا يجوز إعادة الزوجة إلى العصمة مرة أخرى بالفعل، وينبغي على الزوج أن يعقد النية أولًا، ويرجعها بالقول.
  • رأى فقهاء المذهب المالكي أنه يمكن إعادة الزوجة إلى العصمة مرة أخرى بالفعل، على شرط أن تكون نية الرجل بإعادة المرأة موجودة.
  • ذهب فقهاء مذهب الحنابلة إلى أن الرجعة يمكن أن تكون بالجماع فقط، ولا يصح إرجاع الزوجة إلى العصمة مرة أخرى بمجرد مقدمات الجماع من القبلات أو المداعبة.

كيفية إرجاع الزوجة للعصمة بعد الطلاق البائن

في حالة تم تطليق الزوجة مرتين عند المأذون، يمكن كذلك إعادتها للعصمة مرة أخرى، ولكن تختلف طريقة الرجعة في تلك الحالة عن الجرعة بالطلاق الرجعي.

حيث إنه بانتهاء فترة العدة للمرأة تكون مطلقة طلاق بائن، ويلزم لكي يتم إعادتها للعصمة أن يتم كتابة عقد قران جديد، على أن يكون عقد القران مختلف عن العقد الأول، بأن يتم كتابة مهر جديد، مع شرط وجود ولي عنها.

شروط الرجعة بعد الطلاق

من الجدير بالذكر أثناء توضيح إجابة سؤال هل يجوز رد الزوجة بعد الطلاق عند المأذون، التنويه أن هناك بعض الشروط المتواجدة في الشرع تجعل من الرجعة صحيحة، وتتمثل في النقاط التالية:

  • يجب أن يكون الزوج عقد نية رجوع الزوجة لعصمته.
  • يشترط أن يكون الزوج بالغ وعاقل، أي أنه لا تصح عودة المرأة إلى عصمة زوجها إن كان في حالة سُكر أو جنون.
  • يجب أن يكون الزوج قد دخل بالمرأة من قبل، فإن لم يدخل بها فلا يوجد لها رجعة في تلك الحالة ولا زواج منه مرة أخرى، سوى بعد الزواج من غيره.
  • يشترط ألا يكون الطلاق قد تم من أجل العوض، ففي تلك الحالة يكون الطلاق بائن.
  • يجب أن يتلفظ الرجل بقول إعادة المرأة إلى العصمة.
  • يشترط أن تعلم المرأة أن زوجها قد أعادها إلى عصمته قبل انتهاء مدة عدتها.
  • يجب ألا تكون الرجعة بعد الطلقة الثالثة.
  • يشترط أن يتم الرجوع إلى عصمة الرجل قبل انتهاء مدة العدة.

اقرأ أيضًا: هل العفش من حق الزوجة بعد الطلاق

حكم الرجعة بعد الطلاق في الإسلام

أثناء الحديث بخصوص إجابة سؤال هل يجوز رد المرأة بعد الطلاق عند المأذون، نتطرق إلى عرض أحكام الرجعة في الإسلام، والتي تختلف على نوع الطلاق، وتتمثل فيما يلي:

1ـ واجبة

عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “ أنَّه طلَّقَ امرأتَه في الحَيضِ، فذَكَر ذلك عُمرُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: مُرْهُ فلْيُراجِعْها، ثمَّ لِيُطَلِّقْها وهي طاهرٌ أو حامِلٌ.” حديث صحيح مسلم].
في حالة كان الطلاق بدعي، تكون الرجعة في ذلك الحين واجبة.

2ـ محرمة

قد قال تعالى في كتابه الكريم: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)، إلى قوله: (وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [سورة البقرة، الآية: 231].
هناك حالة تكون فيها رجعة الزوجة إليك محرمة وتجعلك آثم، وذلك إن كنت ترغب في إعادتها إلى عصمتك لكي تتسبب في الضرر لها، كأن تردها قبل أن تنتهي عدة الطلقة الأولى، ومن ثم تطلقها مرة أخرى، لكي تمتد مدة عدتها وتبقى في عصمتك.
3ـ مندوبة
قد قال تعالى في كتابه الكريم: (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) [سورة النساء، الآية: 128]، فتكون الرجعة مندوبة إن خاف أحد الزوجين أن يؤثر على أبنائهم

. مكروهة

في حالة كانت نية الزوج سيئة تجاه المرأة، ففي تلك الحالة تكون رجعتها إليه مكروهة في الدين، حيث إنه لن يقيم حقوق الله، أو يرغب في إعادتها لكيلا يعطيها حقوقها الشرعية سواء المعنوية أو المادية.

اقرأ أيضًا: هل يقع الطلاق في الحيض

5ـ مباحة

تعد تلك الرجعة هي الأصل بدين الإسلام، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا) [سورة البقرة، الآية: 228].
شرع الله تعالى أن يرجع الرجل المرأة إلى عصمته، حتى وإن طلقها عند المأذون، طالما كان الطلاق رجعي؛ علمًا بنفس المرء الضعيفة التي لا تفكر وقت الغضب، وحتى يحافظ كل شخص على أسرته من الضياع.

قد يعجبك أيضًا