هل يجوز صلاة الجمعة في البيت

هل يجوز صلاة الجمعة في البيت؟ وما هي كيفيتها في البيت؟ صلاة الجمعة من الشعائر التي خص الله بها المسلمين، والتي يجب أدائها في المسجد بالكيفية التي أمر الله بها، وخص الله تلك الصلاة بالفضل العظيم، وسنجيب على سؤال هل يجوز صلاة الجمعة في البيت؟ من خلال موقع جربها، عبر السطور القادمة.

هل يجوز صلاة الجمعة في البيت؟

لا يجوز أداء صلاة الجمعة بكيفيتها في البيت لأي سبب وعلى ذلك اجتمع أئمة المسلمين من المذاهب الأربعة، لكن يجوز أن تصلى في البيت ظهرًا ما في حالة حدوث أمر يمنع المصلي من الذهاب للمسجد، وهكذا تصليها النساء والأطفال في البيت، وجاءت آراء المذاهب حول الإجابة على سؤال هل يجوز صلاة الجمعة في البيت؟ على النحو التالي:

  • الإمام أبي حنيفة: ذهب إلى اشتراط أخذ إذن الإمام لإقامة صلاة الجمعة.
  • الإمام مالك: من شروط صحة صلاة الجمعة عنده أن تكون في المسجد فقط وليس أي مكان آخر.
  • الشافعية والحنابلة: يشترطون ألا يقل عدد المأمومين عن أربعين رجلًا من المكلفين، لذا لا يصح أدائها في البيت.

اقرأ أيضًا: كرامات المكثرين من الصلاة على النبي

كيف تصلي الجمعة في البيت؟

بعد الإجابة على سؤال هل يجوز صلاة الجمعة في البيت؟ وجب بيان كيفية أدائها، فتصلي صلاة الجمعة في البيت ظهرًا ولا حرج في ذلك ما دام المانع قوي، فقد يصلي الظهر في جماعة مع أهل بيته أو منفردًا بعد زوال الشمس وبعد الأذان.

أحكام تتعلق بصلاة الجمعة في البيت

بعد الإجابة على سؤال هل يجوز صلاة الجمعة في البيت؟ ذهب كثير من الناس لإلقاء التساؤلات حول صلاة الجمعة في البيت لأعذار مختلفة نبينها في النقاط الآتية:

  • حكم صلاة الجمعة في البيت بعد منع الصلاة في المساجد بسبب الوباء: وجب أن تصلى ظهرًا في البيوت فقد يصليها الناس جماعة وهو الأفضل وقد يصليها فردًا.
  • حكم الصلاة خلف صلاة الجمعة المذاعة عبر الراديو أو مكبرات الصوت: قد يحدث هذا لأسباب تمنع من الذهاب للمسجد بسبب بُعد البيت عن المسجد أو بسبب مرض يمنع من الخروج للمسجد أو بسبب أن صوت نداء المسجد لا يصل للبيت، فلا تجوز صلاة الجمعة بكيفيتها عبر مكبرات الصوت.

ذلك لعدم توافر شروط المكان وهو المسجد وعدم تواجد الإمام بشخصه، وعدم توافر الجماعة التي تصلي فيها، فإذا شق عليك الذهاب والوصول للمسجد لأي مانع من تلك الموانع فعليك أن تصليها في البيت ظهرًا، وقد يحدث خلاف بين منطقتين فيسبق المأموم الإمام وهذا لا يصح.

الدليل على ذلك: (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه ليسَ لي قَائِدٌ يَقُودُنِي إلى المَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ له، فيُصَلِّيَ في بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ له، فَلَمَّا وَلَّى، دَعَاهُ، فَقالَ: هلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بالصَّلَاةِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فأجِبْ).

حكم صلاة الجمعة

صلاة الجمعة فرض عين على كل ذكر بالغ مكلف، والدليل على وجوبها من القرآن الكريم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعة فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ).

وجه الدلالة: أن الله سبحانه وتعالى أمر بالذهاب والإسراع لصلاة الجمعة ولا يجب السعي إلا للواجب، وأيضًا النهي عن البيع في الآية لعدم انشغال الناس به في وقت الصلاة، فلو لم تكن الصلاة واجبة لِما أمر بالنهي عن البيع في وقتها، والدليل عليها من السنة عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(على كلِّ محتلِمٍ رواحٌ إلى الجمعَةِ، وعلى كلِّ من راحَ إلى الجمعةِ الغسلُ أي أنها فرض على كل رجل بالغ عاقل لا يوجد لديه عذر مانع من الذهاب للصلاة، ففي الحديث الشريف يحث على فرضية صلاة الجمعة وعلى أهمية الغسل قبل الصلاة.

اقرأ أيضًا: فضل الصلاة على النبي في قضاء الحوائج

شروط صلاة الجمعة

لصلاة الجمعة شروط يجب الالتزام بها حتى تكون صلاة صحيحة نذكرها في السطور الآتية:

1- وقت الصلاة

تصح صلاة الجمعة عند دخول الوقت فلا يجوز صلاتها قبل الوقت أو بعده، ويكون وقتها عند وقت صلاة الظهر.

2- مكان الصلاة

لا يجوز أداء صلاة الجمعة في مكان غير المسجد وخلف الإمام، وأختلف الفقهاء على ذلك، وجاءت آراؤهم على النحو الآتي:

  • الحنفية: شرطًا أن يقع المسجد في بلدة تحت إمرة سلطان أو حاكم أو قاضي.
  • الشافعية: يجوز أن يكون المسجد في مكان ليس تحت إمرة حاكم مثل قرية أو مدينة لكن يعيش فيه مجموعة من الناس على سبيل الإقامة فيه حتى ولو كانت بيوتهم مصنوعة من أغصان الأشجار، أما إن كانت البيوت عبارة عن خيام ليست للإقامة بل التنقل فلا يجوز.
  • الحنابلة: رأيهم أن صلاة الجمعة تصح في أي مسجد يقع في مكان مثل الصحاري أو في مجموعة من الناس تعيش في خيام أو في أي مكان لا مشكلة.

الصحيح وما اجتمع عليه جمهور العلماء أن صلاة الجمعة تصح في أي مكان يحصل فيه اجتماع الناس بدليل ما قاله أبي هريرة رضي الله عنه: (إنَّ أوَّلَ جُمعةٍ جُمِّعَت بَعدَ جمعةٍ جُمِّعَت معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، بمَكَّةَ – جُمعَةٌ بِجُواثا بالبَحرينِ – قريةٍ لعَبدِ القيسِ).

3- عدد المصلين

الجماعة هي شرط أساسي لقيام صلاة الجمعة لكن اختلف الفقهاء على عدد المأمومين، ونوضحهم ما ذكره الفقهاء في النقاط التالية:

  • قال الشافعية والحنابلة: إن صلاة الجمعة لا تنعقد إلا باجتماع أربعين رجلًا مكلفًا.
  • ذهب المالكية: أن يجزي أن يكون عدد المأمومين فوق الاثني عشر رجلًا مكلفًا.
  • ذكر الحنفية: إلى جواز إقامة صلاة الجمعة بثلاث رجال فأكثر غير الإمام.

4- شروط أخرى

هناك بعض الشروط الأخرى التي لا يجب توافرها لأداء الصلاة بشكل صحيح، وتتمثل في الآتي:

  • تجب صلاة الجمعة على الرجال في المسجد فمن قام بها من النساء أو الصبيان في المسجد سقطت عنه صلاة الظهر.
  • أن يكون المصلي حرًا ليس عبدًا، فإذا قام بها في المسجد سقطت عنه صلاة الظهر.
  • الخطبة قبل الصلاة من شروط صحة صلاة الجمعة.

على من تسقط صلاة الجمعة؟

بعد الإجابة على سؤال هل يجوز صلاة الجمعة في البيت؟ وجب بيان على من تجب وعلى من تسقط، وعلى ذلك فلا تجب صلاة الجمعة على النساء والصبيان والعبد، فإذا ذهبت المرأة متسترة غير متطيبة للمسجد جاز لها ذلك وسقطت عنها صلاة الظهر.

لم تجب على الصبي لقوله صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عن النائمِ حتى يَستيقظَ، وعن الصَّبيِّ حتى يَبلُغَ، وعن المجنونِ حتى يَعقِلَ)، ولم تجب على العبد لأنه في إمرة سيدة وفي خدمته فإذا قام بها فتسقط عنه صلاة الظهر.

موانع الذهاب لصلاة الجمعة

يُمنع المرء الذهاب لصلاة الجمعة وقضائها في البيت ظهرًا لبعض الأسباب، تتمثل فيما يلي:

  • تربص عدو أو انتشار وباء يمنع من اجتماع الناس في المسجد مثل وباء كورونا.
  • عدم وصول نداء المسجد للبيت بسبب بُعد المسافة.
  • بسبب إصابة الإنسان بمرض يمنعه من الذهاب، فعن طارق بن شهاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الجُمعةُ حقٌّ واجِبٌ علَى كلِّ مُسلِمٍ إلَّا أربعةٌ عَبدٌ مَملوكٌ أو امرَأةٌ أو صَبيٌّ أو مَريضٌ).
  • عدم وجود وسيلة نقل تساعد على الوصول إلى المسجد الذي يبعد عن البيت مسافة يستحيل معها اللحاق بالصلاة بسرعة.
  • الدليل على مخافة الذهاب لصلاة الجمعة خوفًا من وقوع ضرر، (عَنْ عبدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ، أنَّهُ قالَ لِمُؤَذِّنِهِ في يَومٍ مَطِيرٍ: إذَا قُلْتَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، فلا تَقُلْ: حَيَّ علَى الصَّلَاةِ، قُلْ: صَلُّوا في بُيُوتِكُمْ، قالَ: فَكَأنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا ذَاكَ، فَقالَ: أَتَعْجَبُونَ مِن ذَا، قدْ فَعَلَ ذَا مَن هو خَيْرٌ مِنِّي، إنَّ الجُمُعَةَ عَزْمَةٌ، وإنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ فَتَمْشُوا في الطِّينِ والدَّحْضِ).

اقرأ أيضًا: أدعية مستجابة ليوم الجمعة مكتوبة

حكم تعدد صلاة الجمعة في البلد الواحد

لا يجوز تعدد الجمعة في البلد الواحد، ما دام لم يتواجد المانع أو ضرورة لذلك، وهذا مذهب جمهور الفقهاء، وذلك لأن الجمعة شرعت في الأصل لاجتماع الناس فإذا حدث أن صلى كل فرقة في مسجد مع إمكانية اجتماعهم في مسجد واحد انتفت الحكمة الأساسية التي اقتضتها صلاة الجمعة.
لا يجوز إقامة صلاة الجمعة في البيت بكيفيتها في البيت لعدم تحقق الشروط الواجب توافرها فيها، ولكن الله قد أباح للمسلمين صلاتها ظهرًا في المنزل حتى لا يشق عليهم في حالة تواجد الأسباب المانعة لذلك.

قد يعجبك أيضًا