هل يجوز الزواج من زوجة العم بعد موته

هل يجوز الزواج من زوجة العم بعد موته؟ ومن المحرمات من النساء؟ إن الشريعة الإسلامية السمحة تضع بعض الحدود التي ما إن التزم بها المسلم كانت حصنًا له من الآثام وقبيح الأفعال، ومن أكثر الحدود التي يجب عليه أن يُلم بها ما يتعلق بأمور الزواج والأنساب، وفي هذا الصدد نتطرق إلى الموضوع التالي من خلال موقع جربها.

هل يجوز الزواج من زوجة العم بعد موته

في الأصل العام، طالما لم يكن هناك صلة قرابة أو رضاعة فلا بأس على المسلم من المصاهرة مع من يشاء من النساء الأجنبيات عنه، في حالة وفاة الأب أو الخال أو العم يُمكن الزواج بزوجة الأب أو زوجة الخال أو العم.

لا يوجد في الشريعة الإسلامية ما يمنع زواج المسلم من زوجة عمه في حالتين: بعد وفاته، بعد طلاقها منه.. حيث إن زوجة العم ليست من المحرمات من النساء، في حالة كونها مطلقة أو أرملة، فهي امرأة كغيرها من النساء التي لا يوجد معها صلة نسب أو مصاهرة، مع اشتراط قضاء زوجة العم أشهر العدة، سواء عدة وفاة زوجها أو عدة طلاقها منه.. وأنه لا يكون لها رجعة في حال الطلاق.

اقرأ أيضًا: هل يجوز للمرأة الزواج بدون ولي

المحرمات من النساء

جاءت الآية الكريمة في سورة النساء لتشير إلى ما يُحرم على المسلم الزواج منهنّ من النساء، لما يربطه بهنّ من صلات لا يجوز معها إتمام الزواج، وهي قول الله تعالى:
“حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23)”.
من هنا أجبنا على سؤال هل يجوز الزواج من زوجة العم بعد موته بالإيجاب لأنها لم يُشار إليها من محرمات النساء في الآية الكريمة في حالة طلاقها من العم أو في حالة وفاته بعد انتهاء أشهر العدة.

اقرأ أيضًا: إذا طلبت الزوجة الطلاق هل ترجع المهر

الزواج من زوجة الخال بعد وفاته

على غرار سؤال هل يجوز الزواج من زوجة العم بعد موته فما الحال بالنسبة إلى زوجة الخال؟ من الجدير بالذكر أن لها الحكم ذاته، حيث يجوز للمسلم أن يتزوجها بعد وفاة خاله، ولا يوجد مانع شرعي لذلك، بإجماع الفقهاء الأربعة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز رجوع الزوجين بعد الخلع

ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء

في إطار الإجابة على سؤال هل يجوز الزواج من زوجة العم بعد موته نشير إلى تلك الآية الكريمة من سورة النساء:
“وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22)”.
فما تفسير تلك الآية التي تحرم نكاح المسلم ما نكح الآباء، على وجه الخصوص “زوجة الأب”.. ولم التحريم ومن المباح الزواج منها بعد وفاة الأب أو الطلاق.. إن عدنا إلى الأصل العام في حكم الشرع؟

هنا نذكر أن الزواج من زوجة الأب حتى بعد وفاته مكروهًا تكريمًا للأب وتقديرًا له، حيث خص الآباء بالاحترام من أبنائهم.. إلا أنه لا يعني تحريمه، بل التحريم يكون في ظل حياة الأب، حيث وردت تلك الآية عندما توفي أبو قيس من أهل الأنصار وقد تقدم ابنه فيما بعد لخطبة زوجة أبيه المتوفى.

لمّا كان عرب الجاهلية يقومون بالجمع بين الأختين والزواج من زوجة الأب، نزلت فيهم الآية الكريمة سالفة الذكر، بالإضافة إلى قول الله تعالى في تحريم الجمع بين الأختين:
وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23)”.
أوضحت الشريعة الإسلامية السمحة كثير من الأحكام التي ما إن اتبعها المسلم حفظ نفسه من الوقوع في المعاصي المنافية للفطرة السليمة.

قد يعجبك أيضًا