هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين

هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين؟ وما هي حالات إخراج الزكاة؟ فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بإخراج الزكاة وهي ركن من أركان الإسلام، ونظرًا لمكانة الوالدين في حياة أي فرد، فقد يكون أول من يفكر بهم حينما يكون عليه دفع الزكاة، ولكن لا بد من معرفة حكم منح الزكاة إلى الأب أو الأم وهذا سوف نستعرضه من خلال موقع جربها.

هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين

كثرت الآراء والأقاويل فيما يتعلق بأحكام الزكاة، فكان أهم تساؤل يتم طرحه يخص إمكانية وجواز دفع الزكاة للوالدين.

إن هذا التساؤل يكون نابع من شخص لديه حب وإخلاص لوالديه وفي نفس الوقت يريد أن ينفذ أوامر وأحكام الله سبحانه وتعالى في إخراج زكاة المال.

لكن تجدر الإشارة إلى أن ليس كل ما نريده يبيحه الدين، حتى وإن كان فعل الخير، فإن إخراج الزكاة له أحكامه الخاصة التي لا تسمح بإخراجها للوالدين، لذلك فإن الإجابة عن سؤال هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين؟ هي لا.

هذا الحكم جاء من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: “أنت ومالك لأبيك” ] رواه ابن حبان[، وهذا الحديث يوضح أن الإنفاق على الوالدين هو واجب عليك وليس من باب إخراج الزكاة.

فعلى ذلك إن الزكاة تكون أولى للأقارب الذين يحتاجون إلى المال، فمن كان له أخ أو خال أو عم غير قادر على الإنفاق وليس هناك من ينفق عليه ففي تلك الحالة تجوز الزكاة لهم.

حالات جواز دفع الزكاة إلى الوالدين

أشرنا في الفقرة السابقة إلى عدم جواز الزكاة إلى الوالدين بشكل عام لان الابن يكون ملزم بالإنفاق عليهم، ولكن تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الآراء التي تقر بجواز دفع الزكاة إلى الأب أو الأم.

تلك الحالة عندما لا يكون الابن قادر على الإنفاق عليهم، وهذا كان رأي الشيخ ابن تيمية حينما قال إن دفع الزكاة إلى الوالدين أو دفع الوالدين الزكاة إلى الابن تجوز في حالة أن كانوا فقراء ولكنه غير قادر على الإنفاق عليهم.

اقرأ أيضًا: ما هي شروط وجوب الزكاة

لمن تعطى الزكاة؟

في سياق الإجابة عن سؤال هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين؟ ففي حالة أنك كنت تريد إخراج الزكاة في مكانها الصحيح وتأخذانها الصحيح كما أشار الله سبحانه وتعالى فع الزكاة إلى الوالدية أو دفع الوالدين الزكاة إلى الابن تجوز في حالة أن كانوا فقراء الثواب لقيامك بأحد أركان الإسلام الخمسة، عليك أن تنظر إلى ما ذكره الله في كتابه الكريم.

فقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى من يجوز دفع لهم الزكاة في الآية الكريمة التالية:}إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ{ ] التوبة[.

فقد أعاننا الله عز وجل على تحديد الأشخاص الذين علينا أن ندفع لهم الصدقات والزكاة، مع مراعاة ما يشهده العالم من تغيرات في أنماط الحياة وتغيرات في العيش والثقافات.

فقد أصبح اليوم هناك الكثير من المؤسسات التي تكون مختصة بتوزيع الزكاة والصدقات حينما يكون المرء عاجز عن إيجاد من هو يستحق زكاته، وفيما يلي سوف نوضح ما أشارت إليه الآية الكريمة بالتفصيل:

1- الفقراء

تجدر الإشارة إلى أن الفقراء هم الأشخاص الذين لا يملكون من المال ما يكفي حاجتهم لمدة 6 شهور، ففي تلك الحالة وجب عليهم الزكاة من أجل سداد احتياجات العيش.

2- المساكين

قد لا يعرف الكثير من الناس الفرق بين كل من الفقراء والمساكين، ولكن من الجدير بالذكر أن المساكين هم الأشخاص الذين لا يملكون الكثير من المالي، ولكن حالهم أفضل قليلًا من الفقراء.

3- العاملون عليها

قد لا يتوقع الناس أن الله سبحانه وتعالى أجاز الزكاة على من يجمعها، فمن كان مولى بتوزيع الزكاة أو جمعها من الناس يجوز دفع الزكاة له.

اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الزكاة والصدقة

4- المؤلفة قلوبهم

من كان إسلامهم ضعيف أجازت لهم الزكاة، فمن كنت تريد أن تؤلف قلبه على الإسلام، أو تمنع شره أو تريد أن تحصل على منفعة منه عليك أن تخصص له جزء من الزكاة.

5- الرقاب

وجب التوضيح أنهم العبيد أو الأرقاء، كما ان هذا المسمى يشمل الأشخاص الذين وقعوا في الأسر بسبب الكفار والمشركين.

6- الغارمين

إنهم الأشخاص الذين لديهم ديون وغير قادرين على سدادها، ومن الجدير بالذكر أن الغارمين نوعين هما: الغارمين لإصلاح ذات البين، والغارمين من أجل سد الحوائج.

7- في سبيل الله

المقصود بهؤلاء الأشخاص هم الذين يجاهدون في سبيل الله تعالى فيقاتلون أعداء الدين، ولكن من يخرج لحماية وطنه أو أي شيء من أمور الدنيا فلا يجوز له الزكاة، كما قيل إنها تجوز لمن كان يطلب العلم الشرعي.

اقرأ أيضًا: من يستحق الزكاة من الأقارب

8- ابن السبيل

هو الشخص الذي تغرب عن بلده واستنفذ كل نفقاته، فقد تتمكن من إعطاء الزكاة له حتى يعود إلى بلده، حتى وإن كان غير محتاج في بلده الأصلي.

على الرغم من أن الزكاة لا تعتبر الطريقة الوحيدة التي تقوم بها بأعمال الخير، إلا أنها واجبة على كل مسلم فإن الله وضعها في أركان الإسلام بعد إقامة الصلاة للتأكيد على أهميتها، لذلك عليك أن تكون ملم بكل أحكامها وما يجوز وما لا يجوز فيها.

قد يعجبك أيضًا