هل أبو جهل عم الرسول

هل أبو جهل عم الرسول أم أبو لهب؟ وما هي مواقفه المزعجة تجاه دعوة النبي؟ من المعروف أن أبا جهل واحد من سادات قريش، والأكثر عداءً وكرهًا للإسلام، ولقد تم ذكر اسمه في السيرة النبوية كثيرًا، وهذا ما تسبب في حدوث التباس لدى المسلمين بينه وبين أبو لهب، فهل أبو جهل عم الرسول أم أبو لهب؟ فإليكم بالإجابة الدقيقة عن هذا السؤال عبر موقع جربها.

هل أبو جهل عم الرسول؟

أبو جهل هو عمرو بن هشام بن عبد الله بن عمر بن المغيرة المخزوميّ، وهو من قبيلة قريش، وكنيته أبا الحكم، ومن قام بتسميته بأبي جهل وغلب ذلك الاسم عليه هو رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، فهل أبو جهل عم الرسول؟

لا يعد أبو جهل عم النبي محمد – صلى الله عليه وسلم، بل ما يجمعها هو نسبهما في مُرة كعب بن لؤي، وهو الجد السابع للرسول – صلى الله عليه وسلم- وكان يُكنى باسم أبا هصيص.

كان أبو جهل سيدًا من سادات قريش، ولقد دعاه النبي – صلى الله عليه وسلم- بأن يؤمن بالله – عز وجل- ولكنه رفض تمامًا ولم يسلم، فهو كان من أعداء الدين الإسلامي، وكان عدوًا كبيرًا للمسلمين.

لقد ذكر ابن عباس – رضى الله عنه- أن الله عز وجل أشار إلى أن أبو جهل من أعداء الإسلام ومن المعارضين للدين الإسلامي في كتابه الكريم، وذلك في قوله تعالى:
(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ) [الفرقان: 31].
يُجدر بالإشارة إلى أن أبا جهل ظل على عناده تجاه الدعوة الإسلامية طيلة حياته إلى أن قُتل في غزوة بدر الكبرى ومات وهو كافرًا، ومما يدل على عدائه للدين الإسلامي ما يلي:

  • كان أبو جهل صاحب فكرة قتل الرسول – صلى الله عليه وسلم- وذلك من خلال اختياره لعدد من الشباب من كل قبيلة حتى يقوموا بتفرقة دم النبي – عليه الصلاة والسلام- بين مختلف القبائل.
  • طعن أبو جهل بحربته وهي آلة تشبه السكين أو الخنجر السيدة سمية أم عمار.
  • أبو جهل قام بفرث الجزور وهي القذارة التي تتواجد في أمعاء الإبل، وقام بتحريض عقبة بن أبي معيط على أن يقوم بوضع فرث الجزور على كتف سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- أثناء ما كان ساجدًا للصلاة.

اقرأ أيضًا: معلومات عن سيدنا عمر بن الخطاب

المواقف المزعجة لأبي جهل تجاه دعوة النبي

بعد أن تعرفنا إلى إجابة سؤال هل أبو جهل عم الرسول، سوف نتطرق في الموضوع بشكل أكثر، وذلك من خلال ذكرنا لكم المواقف التي أظهر فيها أبو جهل معاندته للرسول – صلى الله عليه وسلم- وكذلك لدعوته، وهي كالآتي:

1- موقف أبي جهل من موت القاسم ابن الرسول

أبو جهل ليس من عائلة الرسول – صلى الله عليه وسلم- ولكنه مشتركًا معه في سابع جد، وفي القبيلة، وهذا ما تعرفنا إليه خلال إجابتنا عن سؤال هل أبو جهل عم الرسول، كما أنه يُجدر بالإشارة إلى أنه ليس من مناصري الدعوة الإسلامية.

فمن أبرز المواقف المزعجة التي صدرت عنه تجاه دعوة النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه عندما توفي القاسم ابن الرسول – عليه الصلاة والسلام- قال له أبو جهل: بُتر محمد.

قاصدًا بذلك أنه لم يعد للرسول – صلى الله عليه وسلم- من يقوم بأمره من بعد القاسم، فأنزل الله – عز وجل- حينها قوله تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) [الكوثر: 3].

2- موقف أبي جهل من هجرة النبي

بالطبع لم يكن أبو جهل عم الرسول – صلى الله عليه وسلم- نظرًا لمواقفه المعادية له الكثيرة، فلا يمكن أن نخلط الأمر بينه وبين عمه أبو لهب ونتساءل هل أبو جهل عم الرسول.

فمن المواقف التي عادى فيها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- أشد معاداة هي قيامه بالتآمر مع المشركين بعدما اجتمع بهم في دار الندوة على تقييد الرسول – عليه الصلاة والسلام- والقيام بحسبه أو إخراجه.

كما أقترح حينها أبو جهل بأن يختاروا رجلًا من كل قبيلة لكي يضربوا محمد – صلى الله عليه وسلم- ضربةً رجلٍ واحد في مقابل أن يعطيهم الديّة، ولقد أنزل الله – عز وجل- وقتها العديد من الآيات.

يُجدر بالإشارة إلى أن أبا جهل أيضًا عزم على أن يطأ عنق سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- ذات يومٍ بينما هو كان يصلي، فأراه الله – سبحانه وتعالى- خندقًا كبيرًا بينه وبين الرسول كان من النار مع الهواء والأجنحة، فخاف واجتنب ذلك.

3- موقف أبي جهل من إيذاء سيدنا محمد

سعى أبو جهل لإيذاء الرسول – صلى الله عليه وسلم- من خلال قيامه بالعديد من المواقف المزعجة والتي من أبرزها وضع فرث الجزور كما أسلفنا الذكر عليه وهو يصلي في منزله.

كما جعل المشركين يضحكون على نبي الله – صلى الله عليه وسلم-، فأسرعت فاطمة – رضي الله عنها- بطرح سلا الجزور عن ظهر أبيها سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام-.

فلما انتهى الرسول – صلى الله عليه وسلم- من صلاته دعا الله عز وجل بأن ينتقم منهم قائلًا ” اللهم عليك بأبي جهل”، واستجاب له ربه فكان أبو جهل من الذين تم قتلهم من القليب في غزوة بدر.

بالإضافة إلى ذلك أنه توعد أن يطأ عنق سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- حينما كان يصلي، مبررًا بذلك أنه نهاه عن الصلاة من قبل، ولكن الرسول – صلى الله عليه وسلم- أخبره أنه أعز أهل البطحاء.
تجلي ذلك الموقف بوضوح في قوله تعالى في كتابه الكريم: (أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ (9) عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰٓ (10)) [سورة العلق].

 4- موقف أبي جهل من الإسراء والمعراج

استكمالًا لموضوعنا الذي يعرض لكم إجابة سؤال هل أبو جهل عم الرسول، فمن المواقف التي أظهر فيها أبو جهل عداوته لرسول الله – صلى الله عليه وسلم- هو موقف الإسراء والمعراج.

حيث إنه عندما سمع أبو جهل النبي محمد – عليه الصلاة والسلام- وهو يتحدث مع الصحابة عما حدث عندما ذهب إلى رحلة الإسراء والمعراج، فتعامل مع الموقف باستهزاء، وذلك من خلال طرحه سؤلًا بسخرية للرسول – صلى الله عليه وسلم-.

قائلًا هل من شيء هنا، فأخبره سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- برحلته وبما حدث عندما ذهب على بيت المقدس، فلم يصدقه أبو جهل وأنكر عليه ذلك، ولقد ذكر أنه قال يخوفنا محمَّد شجرة الزقزم، هاتوا تمرًا وزبدًا فتزقموا”.

اقرأ أيضًا: معلومات عن أبو بكر الصديق

5- موقف أبي جهل من الصد عن الإسلام

في سياق عرضنا لكم إجابة سؤال هل أبو جهل عم الرسول – صلى الله عليه وسلم- كان ينبغي أن نشير إلى مواقفه تجاه الدعوة للتعرف إلى جميع المعلومات المتعلقة به وتاريخه.

فمن المواقف التي ذكرت عن أبي جهل موقف صده عن الإسلام، حيث إنه كان يذهب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ليسمع منه عن الدين الإسلامي ثم يذهب وكأنه لم يسمع شيئًا، فلم يؤمن ولم يتأدب حتى أو يخشى ذلك.

بل سعى إلى أذية سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- بقوله وفعله، كما حاول كثيرًا أن يصده عن دينه، وكان يذهب وهو متكبرًا ومختالًا بكل ما كان يفعله.

6- موقف أبي جهل في غزو بدر

قام أبو جهل بتحريض المشركين على قتال المسلمين في غزو بدر، فأنزل الله تعالى قوله: (لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [سورة الأنفال، 47].

ذلك بعدما أتى الخبر إلى قبيلة قريش بأن القافلة قد نجت من غزوة بدر، كما أن أبو سيفان أيضًا أخبرهم بالعودة وقال واللهِ لا نرجعُ حتى نَرِدَ بدرًا، ونحتفل ثلاثة أيام، وننحر الإبل، ونشرب الخمر، وتسمع بنا العرب، فتهابُنا”.

يُجدر بالإشارة إلى أن أبا جهل أيضًا كان يدعم المشركين ويحثهم على عدم الهرب أو التخاذل من المعركة.

لقد ذكر أنه قال يا معشرَ الناس، لا يَهولَنَّكم خِذلان سراقةَ بنِ مالك، فإنه كان على ميعادٍ من محمد، ولا يُهولَنَكم قَتل شَيبة وعُتبةَ والوليد، فإن عَجِلوا فواللاتِ والعزى، لا نرجع حتى نفرِّقَهم في الجبال“.

الفرق بين أبي جهل وأبي لهب

إن الأمر الذي جعل العديد من المسلمين يتساءلون عن هل أبو جهل عم الرسول أم أبو لهب هو اقتراب الاسمين من بعضهما، وكذلك تشابه مواقفهم تجاه دعوة النبي، ففي السطور التالية سوف نعطيكم نبذة مختصرة عن أبو لهب.

أبو لهب هو عم الرسول – صلى الله عليه وسلم- وليس أبو جهل، واسمه عبد العزى بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، وكان أيضًا من أكثر الناس كفرًا في أهل مكة، وكذلك أذية لسيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام-.

فهو يشبه أبو جهل في موقفه مع دعوة النبي – صلى الله عليه وسلم- للإسلام، حيث إنه لم يكتفِ بإعلان عدواته فقط، بل مارس العديد من صور الأذى البشعة لمحاولته في إبعاد الناس عن سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم.

كما أنه كان يوبخ النبي – صلى الله عليه وسلم-، ولقد أنزل الله في كتابه العزيز سورة المسد ليتوعد أبو لهب وزوجته بالعذاب العظيم لما بدا منهم.
فلقد قال تعالى: (تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ (1) مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ (3) وَاَمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةُ اُ۬لۡحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۢ (5)) [سورة المسد].
اقرأ أيضا: بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة السرية

أعمام سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم-

دفعنا التساؤل عن هل أبو جهل عم الرسول إلى التعمق في الموضوع من خلال ذكرنا لكم جميع المعلومات المفيدة ومن أبرزها أسماء أعمام الرسول – صلى الله عليه وسلم-، حيث إنه كان يمتلك أحد عشر عمًا، وإليكم بأسمائهم:

  • حمزة، والذي عرف بأنه أسد الله، وكان يُكنى أيضًا باسم أبي عُمارة، وهو عم الرسول – صلى الله عليه وسلم- الذي كان يكبره بنحو سنتين أو أربع سنوات.
  • العباس، وهو من أصغر أعمام سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- إذ إن الرسول كان يزيد عنه في العمر بسنتين أو ثلاثة.
  • عبد مناف، وهو أبو طالب، فلقد سعى هذا العم في تربية الرسول – صلى الله عليه وسلم- تربية حسنة وحمايته بعدما توفي جده عبد المطلب.
  • أبي لهب.
  • الزبير.
  • عبد الكعبة.
  • المقوم.
  • ضرار، ولقد ذُكر أنه من أجمل الشباب في قبيلة قريش.
  • قثم بن عبد المطلب.
  • المغيرة ولقد تم تلقيبه بحجل.
  • الغيداق، وهو أسمه مصعب، وقد قيل إنه أسمه نوفل، وكان من أكثر الناس في قريش مالًا وكذلك وجودًا.

من الجدير بالذكر أن من أبلغ رسالة الإسلام من أعمام سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- هم حمزة والعباس، وأبي طالب، وأبي لهب، فلقد أسلم كُلًا من حمزة والعباس، بينما أبي طالب وأبي لهب لم يسلمًا.

وفاة أبي جهل

لقد مات أبو جهل في العام الثاني من هجرة الرسول – صلى الله عليه وسلم- وكان ذلك في غزوة بدر، حيث إنه مات مقتولًا على يد ابنا عفراء، وذلك عقب أن جاءوا ليسألوا عنه عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه-.

فلقد سمع أن أبا جهل يسب سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- فدلهما عبد الرحمن عن مكانه، فأخذها بسيفيهما وقاما بضرب أبي جهل حتى خر قتيلًا على الأرض.

أبناء عفراء اللذين قتلا أبا جهل هما معاذ بن عفراء، ومعاذ بن عمرو بن الجموح، ولقد ذكر أنه توفي عن عمر 70 عام.

اقرأ أيضًا: لماذا سميت فاطمة الزهراء بالبتول

حديث شريف يحكي قصة وفاة أبي جهل

يُجدر بالإشارة إلى أن قصة وفاة أبو جهل تم نقلها عبد الرحمن بن عوف بالتفصيل، كما سنوضح لكم في النقاط التالية:

  • ذهاب ابنا عفراء لعبد الرحمن بن عوف للسؤال عن أبو جهل:

عن عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه- قال “بينما أنا واقفٌ بيْنَ الصَّفِ يومَ بدرٍ نظَرْتُ عن يميني وعن شِمالي فإذا أنا بيْنَ غلامينِ مِن الأنصارِ فبينما أنا كذلك إذ غمَزني أحدُهما فقال: أيْ عمِّ هل تعرِفُ أبا جهلِ بنَ هشامٍ؟ فقُلْتُ: نَعم وما حاجتُك إليه يا ابنَ أخي؟ فقال: أُخبِرْتُ أنَّه يسُبُّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والَّذي نفسي بيدِه لو رأَيْتُه لا يُفارِقُ سوادي سوادَه حتَّى يموتَ الأعجَلُ منَّا قال: فأعجَبني قولُه..”

  • قتل أبناء عفراء لأبي جهل:

“قال: فغمَزني الآخَرُ وقال مثلَها فلم أنشَبْ أنْ رأَيْتُ أبا جهلٍ يجولُ بيْنَ النَّاسِ فقُلْتُ لهما: هذا صاحبُكما الَّذي تَسَلاني عنه فابتدراه فضرَباه بسيفَيْهما فقتَلاه…”.

  • موقف رسول الله – صلى الله عليه وسلم- من قتل أبناء عفراء لأبي جهل:

“ثمَّ أتَيا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَراه بما صنَعا فقال: (أيُّكما قتَله؟) فقال كلُّ واحدٍ منهما أنا قتَلْتُه فقال: (هل مسَحْتُما سيفَيْكما؟) قُلْنا: لا، قال: فنظَر في السَّيفينِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (كلاكما قتَله) ثمَّ قضى بسلَبِه لمُعاذِ بنِ عمرِو بنِ الجَموحِ قال: والرَّجلانِ مُعاذُ بنُ عمرِو بنِ الجموحِ ومُعاذُ بنُ عفراءَ”.
أبو جهل ليس من أعمام الرسول، ولكنه من أكبر الطغاة في تاريخ الإسلام وأشهرهم فلقد عادى النبي – صلى الله عليه وسلم- في الكثير من المواقف إلى أن تم قتله على يد المسلمين في غزوة بدر انتقامًا منه.

قد يعجبك أيضًا