كيفية حساب زكاة المال المودع في البنك من الأمور الشرعية التي تهم كل مسلم يقيم حدود الله ويلتزم بها ويبتعد عن نواهيه، فالزكاة من الفرائض التي فرضها الله علينا وكذلك لا يصلح إسلام المرء من غير الإيمان بها وتأديتها، كما أنها من أساليب العدل بين الناس ولها فوائد أخرى وتفاصيل سوف نتناولها فيما يلي من خلال موقع جربها.
كيفية حساب زكاة المال المُودع في البنك
عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:
“– بُني الإسلامُ على خمسٍ، شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصيامِ رمضانَ” (حديث صحيح – صحيح النسائي).
نجد أن الزكاة فرض وأحد أعمدة قيام الدين الإسلامي، والزكاة من الفرائض التي تتميز بالمرونة، بمعنى أنها تختلف في قيمتها من زمن لآخر، ولكن المبدأ ثابت.
إن خروج الزكاة على المال يتطلب بلوغه النصاب، أي ما يعادل ما قيمته 85 غرام من الذهب، وقيمة الذهب تختلف من وقت لآخر، فمن يمتلك هذا الكم من الذهب أو ما يساويه من المال فيجب إخراج الزكاة عليه.
يتم إخراج قيمة 2.5% من قيمة الأموال المودعة في البنك عند بلوغها النصاب.
اقرأ أيضًا: نصاب زكاة المال
زكاة المال المُودع في البنك
تعرفنا على المعيار المتبع لكيفية حساب زكاة المال المودع في البنوك، ولكن ما الأموال التي تودع في البنوك ويكون عليها زكاة؟
الودائع الائتمانية أو الجارية يفرض عليها، وهي ودائع لا تتضمن تحقيق أي ربح أو فائدة، مجرد مبلغ من المال محفوظ في البنك.
كذلك الودائع الاستثمارية أو الآجلة، تكون مبالغ مودعة في البنوك ويتلقى عليها الشخص ربح أو فوائد.
تخضع لعقد المضاربة إن كانت مودعة في أحد البنوك الإسلامية، وإن كانت في أحد البنوك الربوية أو التجارية فإنها تخضع لعقد القرض الربوي.
مقدار الزكاة الواجب على الودائع المصرفية
كيفية حساب زكاة المال المودع في البنك يتضمن اختلافات بسيطة باختلاف نوع الودائع، وعند الحديث عن الودائع المصرفية نجد أنه ليس بها اختلاف.
أي أنها تخضع لقيمة 2.5% على قيمة الوديعة ككل، وبشرط أن يكون مر ما مقداره سنة هجرية كاملة على هذه الأموال المودعة في البنك.
تنطبق هذه القاعدة على الودائع المصرفية في البنوك الإسلامية والربوية أيضًا، مع ضرورة العلم بحرمانية التعامل مع البنوك الربوية إلا في حالة الاضطرار حتى لو كان لديه بعض الطرق المحللة، وتكمن حرمانية التعامل معه لأن ذلك إعانة ومساعدة له على الإثم وفعل ما حرم الله.
مقدار الزكاة الواجب على الودائع الاستثمارية
تعرفنا على كيفية حساب زكاة المال المودع في البنك بالنسبة للودائع المصرفية، والآن نتحدث عن الودائع الاستثمارية وهي تختلف في تحديد الزكاة عليها باختلاف البنك المودعة به.
في حالة كان المال مودع في بنك إسلامي فإنه يتم الحساب على المبلغ كاملًا أي المبلغ المودع والربح العائد منه، ولا تختلف إن كانت الوديعة طويلة الأجل أو قصيرة الأجل.
بعد مرور عام هجري عليها يتم إخراج الزكاة بمقدار ربع العشر.
في حالة كان المال مودع في البنوك الربوية يتم الحساب على المبلغ الأساسي فقط بعد مرور عام قمري أو هجري وبلوغ النصاب بمقدار 2.5%.
لا يجوز حساب الزكاة على الفوائد الربوية لأنها مكاسب محرمة شرعًا، كما أنه يجب الإسراع بسحب المبلغ من البنك الربوي والتخلص من الفوائد التي تعود منه في أعمال الخير المختلفة.
كيفية حساب زكاة المال للمحلات التجارية
لا يختلف الأمر كثيرًا عن كيفية حساب زكاة المال المودع في البنك، فالزكاة تكون لازمة الخروج عند توافر شروط الوجوب.
أن يبلغ قيمة المال النصاب الشرعي ويمر عليه عام هجري، وعندما تتوافر الشروط يُخرج ما قيمته 2.5% من قيمة المال.
يتضمن المال المملوك هنا الأموال السائلة وكذلك قيمة البضاعة المملوكة لدى المحل بعد خصم كافة المصروفات والمديونيات وكل المستحقات الأخرى.
اقرأ أيضًا: كيفية حساب زكاة عروض التجارة
كيفية حساب زكاة المال عن السوبر ماركت
يكمن الاختلاف هنا في السوبر ماركت عن المحلات التجارية أنه هنا يتم الحساب على الربح العائد من بيع المنتجات المباعة فقط.
لا يدخل في الحساب الجدران والأرفف والثلاجات والأجهزة والأدوات وكل ما هو ثابت لا يدخل ضمن الحساب.
عندما يصل المال إلى النصاب ويمر عليه عام هجري، يلزم هنا استقطاع ما قيمته 2.5% من الربح ليخرج في سبيل الله.
كيفية حساب زكاة المال عن الأنشطة التجارية
فرض الله تعالى الزكاة على كافة الأنشطة التجارية التي تدر الدخل على المسلم وذلك يتجلى في قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) [سورة البقرة – الآية 267].
يتم احتساب الزكاة على البضاعة والمنتجات التجارية كما يلي:
- تقييم البضاعة الجاهزة للبيع بسعر الجملة.
- إضافة الأموال السائلة التي يمتلكها صاحب النشاط وكذلك الفضة والذهب والديون المستحقة له عند الغير.
- خصم الديون واجبة السداد من قبل التاجر من رأس المال ككل.
- يتم إخراج الزكاة عن صافي رأس المال عند وصوله للنصاب وإتمام عام هجري عليها بمقدار 2.5%.
كيفية حساب زكاة المال للزروع والثمار
تختلف كيفية حساب زكاة المال للزروع والثمار عن كيفية حساب زكاة المال المودع في البنك، فالزروع والثمار لها ضوابط وقواعد مختلفة.
يقول العلماء أن الزكاة تخرج على الأصناف المزروعة من الحبوب القمح والشعير والذرة والأرز، وكل ما يمكن أن يؤكل أو يُحفظ، وأيضًا التمر والزبيب في القائمة.
مذهب الإمام الحنفي يرى أنه يجب الزكاة عن كل ما تخرجه الأرض من خيرات وزرع.
يكون النصاب هنا خمسة أوسق، فعن أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال:
“ليسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ أوْساقٍ مِن تَمْرٍ، ولا حَبٍّ صَدَقَةٌ.” [حديث صحيح – صحيح مسلم].
أي ما يعادل 653 كيلو غرام تقريبًا، أو خمسون كيلو بالحساب المصري.
إذا كان ري الأرض يعتمد على المطر أو الري المباشر فإن مقدار ما يخرج العشر كاملًا، ونصف العشر في حالة الري بآلة السقي مع عدم خصم التكاليف أو النفقات.
بالنسبة للثمار والزروع التي لا تؤكل فإن الزكاة عليها وفقًا للمذهب الحنفي وأيضًا وفقًا لدار الإفتاء المصرية تخرج في حالة بلوغ النصاب الذي هو ستمائة واثنا عشر كيلوغرام، وتخضع للقيمة وفقًا لطريقة الري كما بينا سابقًا.
كيفية حساب زكاة المال المُدخر للزواج
في حالة كان المال مخصص للزواج أو لشراء منزل أو غيرها فإنه لا يخضع للزكاة حتى لو بلغ النصاب ومر عليه عام هجري، فإذا حدث ذلك فإن قيمته ستقل بالوقت وعند تنفيذ الغرض منه قد لا يكفي وهو ما يرضي الإسلام.
في حالة أن كان المال فائضًا عن الحاجة ولا استخدام له ووقعت عليه شروط الزكاة، فإنه يجب إخراج الزكاة عنه.
كيفية حساب زكاة المال المدخر من الراتب
في حالة كان هناك مال لدى الشخص تم حفظه من الراتب الشهري ويزيد عن الحاجة وقد بلغ شروط الزكاة، فإنه يجب إخراج الزكاة عليه، ويتم حساب المستحق من خلال الخطوات التالية:
- قسمة المبلغ المدخر على100
- ضرب الناتج في 2.50.
- أو من الممكن حساب المبلغ بقسمته على 40.
فالنسبة المقررة تعادل ربع العشر، أي مبلغ خمس وعشرون جنيه على كل ألف جنيه، وقيمة مائتان وخمسون جنيه لكل عشرة آلاف جنيه.
اقرأ أيضًا: طريقة حساب زكاة الذهب
من يستحق الزكاة؟
حدد الله جل وعلى أنواع الناس الذين يجب إنفاق الزكاة عليهم، وذلك يتجلى في قوله تعالى:
(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [سورة التوبة – الآية 60].
من المهم أن يعرف الفرد المسلم المبلغ المقرر دفعه للزكاة على الأموال وعلى غيرها من مصادر الرزق، فالزكاة ليست فرضًا للضغط على المسلم، ولكنها اختبارًا له وتهذيبًا لنفسه، كذلك الأموال التي يخرجها المسلم هي قوت الفقير حفظه الله له عند الغني.