هل الدعاء يغير القدر في الموت

هل الدعاء يغير القدر في الموت، هو واحد من الأسئلة التي يرغب في معرفتها الكثير من المسلمين، ولهذا سوف نتعرف فيما يلي عبر موقع جربها على الأدلة الشرعية التي وردت في هذه المسألة وفيما إذا كان الدعاء له علاقة بالقدر في الموت أم أنه أمر لا مفر منه، وآراء علماء الفقه والشريعة فيما إذا كان الدعاء له دور في تغيير القدر أو لا.

اقرأ أيضًا: هل الدعاء مستجاب في قيام الليل

أنواع القدر

قبل الإجابة على سؤال هل الدعاء يغير القدر في الموت يجب التعرف على أنواع القدر، وهي كالتالي:

1-القدر المعلق

هذا النوع من القدر هو الذي يتغير بكثرة الدعاء، لأنه يكون معلق في صحف الملائكة والتي تم نقلها من اللوح المحفوظ، وهو القدر الذي يعلق على أفعال الشخص نفسه، بحيث إذا كان الشخص يدعو كثيرًا قد يتغير، وإذا لم يدعو فإن القدر يتحقق، والدليل على ذلك ما يلي:

  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الدعاء ينفع ممَّا نزل وممَّا لم ينزل، وإن البلاءَ لينزل فيتلقَّاه الدّعاء فيعْتَلِجَانِ إلى يوم القيامة».
  • كذلك وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يزال القضاء والدعاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء -و(يعتلجان) أي: يتصارعان، فأيهما غلب أصاب».
  • ومن هذه الأحاديث الشريفة يستدل على أن هناك بعض الأقدار بالفعل قد تتغير عند الدعاء وخاصة لو كان الدعاء أقوى من القضاء.

2- القدر المحقق

هذا النوع من القدر يكون محترم ومثبت في اللوح المحفوظ وثابت ومعلوم، وهذا النوع من القدر لا يتأخر ولا يتقدم والدليل على ذلك قول الله تعالى: “مَا يبَدَّل الْقَوْل لَدَيّ”، هذا النوع من القدر لا يرده إلا الصدقة والدعاء.

اقرأ أيضًا: علامات قرب الفرج واستجابة الدعاء

هل الدعاء يغير القدر في الموت

عند الإجابة على سؤال هل الدعاء يغير القدر في الموت ينبغي معرفة الآتي:

  • ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لَا يَرد الْقَدَرَ إِلَّا الدعَاء».

من هذا الحديث الشريف يستدل على أن الدعاء بالفعل قد يغير القدر، والقدر هو ما كتب عند الله تعالى وقضي الأمر فيه، وقد يغير الدعاء بعض أنواع القدر، والبعض الآخر من القدر لا يغيره الدعاء، ولأن الموت من أنواع القدر التي لا تتغير، لهذا عند الإجابة على سؤال هل الدعاء يغير القدر في الموت فإن الدعاء لا يغير قدر الموت، والدليل على ذلك:

  • “إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يؤَخَّر”.

ومن هذه الآية الكريمة يستدل على أن الموت قدر مكتوب لا يمكن أن يتغير بالدعاء.

  • كما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولما سمِع أمَّ حبيبةَ تقول: “اللهم أمتعْنِي بزوجي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، قال لها: “لقد سألتِ الله لآجالٍ مضروبةٍ، وأيامٍ معدودةٍ، وأرزاقٍ مقسومة، لن يعجل الله شيئاً قبل حلِّه، أو يؤخّر شيئاً عن حلّه” (رواه مسلم).

وهذا الحديث كذلك يدل على أن القدر بالموت من الحقائق التي لا محال منها والتي لا تتغير ولا ينقص العمر أو الزيد.

  • بالإضافة إلى أن النووي قال: “إن الآجال والأرزاق مقدرة لا تتغير عما قدره الله وعلمه في الأزل، فيستحيل زيادتها ونقصها حقيقة عن ذلك”.

ومن هذا الحديث يستدل على أن الموت والرزق من الأقدار المكتوبة التي لا تتغير.

اقرأ أيضًا: هل الدعاء في المنام يتحقق

آراء علماء الفقه والشريعة حول الدعاء وتغير القدر

تم ذكر العديد من الآراء المختلفة حول القدر والدعاء، والدليل على ذلك ما يلي:

  • قول الله تعالى: “يَمْحوا اللَّه مَا يَشَاء وَيثْبِت وَعِنْدَه أمّ الْكِتَابِ”.
  • وكذلك على كلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه” متفق عليه.
  • كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” لا يرد القدر إلا الدعاء، وَلَا يَزِيد فِي الْعمرِ إِلَّا الْبِرّ” أخرجه الترمذي وحسنه الألباني.

من هذه الأدلة الشرعية يستدل على أن زيادة العمر يعد توفيق من الله تعالى يجازى به العبد على حسب عمله، وأي عمل صالح يقوم به الإنسان ينفعه في آخرته، أما فيما يخص التسجيل في اللوح المحفوظ، فهو من الأمور الثابتة التي لا تتحقق، ولكن الله تعالى يستطيع أن يعدل ما يشاء في هذا اللوح المحفوظ، أما فيما يخص الشقاء والسعادة، فإنها من الأمور المعلقة التي قد تتغير بالدعاء والدليل على ذلك:

  • قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول وهو يطوف بالكعبة: “اللهم إن كنت كتبتني في أهل السعادة فأثبتني فيها، وإن كنت كتبتني على الذنب ـ الشقاوة ـ فامحني وأثبتني في أهل السعادة، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب”.

اقرأ أيضًا: هل قدر الزواج يتغير بالدعاء

في النهاية وبعد الإجابة على سؤال هل الدعاء يغير القدر في الموت، فإن على العبد كثرة الدعاء لله تعالى وترك أمر تغيير القدر على الله تعالى، لأن الدعاء وإذا لم يغير القدر فإنه على الأقل يمنح من يلجأ إليه الأجر والثواب الذي ينفعه في الآخرة وقد يكون سبب في دخوله الجنة واكتساب الحسنات.

قد يعجبك أيضًا