هل يقبل الله توبة الزوجة الزانية

هل يقبل الله توبة الزوجة الزانية؟ وما شروط قبول التوبة النصوح؟ حيث تقع بعض النساء في تلك الذنب الذي يعتبر من الكبائر التي تنتهك عرض الزوج، كما يُعتبر الزوج الزاني بامرأة متزوجة أعظم جرمًا من الزنا بالثيب، ومن خلال موقع جربها سنوضح الإجابة التفصيلية على سؤال هل يقبل الله توبة الزوجة الزانية؟ من خلال ما يلي.

هل يقبل الله توبة ال زوجة الزانية؟

إن الزنا فاحشة عظيمة وكبيرة من الكبائر وذلك لقول الله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)، وله عقوبة كبيرة في حالة الزنا الغير محصن وذلك لقول الله تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ).

بينما للإجابة على تساؤل هل يقبل الله توبة الزوجة الزانية؟ بأن عقوبة الزنا للمحصنات شديدة وتعتبر أشد من الزنا الغير محصن، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس مِنَّا مَنْ خبَّب امرأةً على زوجها).

هذا يدل على سوء تلك الفاحشة لأن فيها انتهاك المسلم لعرض أخيه المسلم، وتعتبر عقوبة الزنا المحصن خاصة جدًا بسبب سوء الفاحشة وتتمثل العقوبة في حصول المسلم المنتهك عرضه على حسنات من قام بهتك عرضه، والزنا مع زوجته على حسناته وتوزيعها كما يشاء وذلك وفق الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(حُرمةُ نساءِ المجاهدينَ على القاعدينَ في الحرمةِ كأمَّهاتِهم وما من رَجُلٍ مِنَ القاعدينَ يخلفُ رجلًا منَ المجاهدينَ في أهلِهِ إلَّا نصبَ لهُ يومَ القيامةِ فيقالُ يا فلانُ هذا فلانٌ فخُذْ من حسناتِهِ ما شئتَ ثمَّ التفتَ النَّبيُّ إلى أصحابِهِ فقالَ ما ظنُّكم تَرونَ يدعُ لهُ مِن حسناتِهِ شيئًا).

لكن يجب التأكيد أن الله يقبل توبة المسلم مهما كان ذنبه ولو كانت سيئاته مثل زبد البحر، وإن كانت الزوجة الزانية غير حامل يمكن أن تستر على حالها وتخفي ذلك عن زوجها وتقوم بالتوبة النصوح والتقرب إلى الله بغرض التوبة، حتى يتقبل منها الله تعالى توبتها ويغفر لها ذنبها ويرزقها فضل التوبة.

اقرأ أيضًا: علامات قبول التوبة من الزنا

شروط قبول التوبة النصوح

في سياق الإجابة على سؤال هل يقبل الله توبة الزوجة الزانية؟ يمكن التعرف على الشروط السليمة لقبول التوبة النصوح من الزانية، وهي تتمثل في الآتي:

  • الندم على ارتكاب تلك الذنب: يجب أن تندم الزوجة على ارتكابها كبيرة الزنا وخيانة زوجها من قلبها وأن تبدأ في التضرع إلى الله ليتقبل توبها ورجائه في رحمتها والمغفرة لها.
  • التوقف عن ارتكاب الذنب: من أهم شروط التوبة الصادقة هي التوقف عن ارتكاب تلك الذنب الذي تعرفه الزوجة أنه من الكبائر.
  • الإخلاص لوجه الله تعالى: يجب أن تكون نية التوبة لله تعالى ولإصلاح العلاقة به والتقرب إليه مجددًا ولا تكون الغاية منها إلا ذلك وذلك لقوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّـهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّـهِ فَأُولَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) من سورة النساء.
  • العزم على ترك الذنب والتعهد بذلك: يجب أن يصاحب التوبة ترك الذنب وعدم العودة إليه أبدًا في المستقبل واتباع الأعمال الصالحة التي تقرب العبد إلى الله تعالى، والحفاظ على ترك تلك العلاقة التي تقوم فيها الزوجة بالزنا ولا ترجع إليها تحت أي ضغط.
  • إرجاع الحقوق إلى أصحابها: إن كان ذلك الذنب يتعلق بحق لشخص معين يجب أن تعمل الزوجة لإرجاعه وهو العمل على الإخلاص للزوج وعدم تكرر تلك الخيانة مرة أخرى وطاعته وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف:

(مَن كَانَتْ له مَظْلَمَةٌ لأخِيهِ مِن عِرْضِهِ أَوْ شيءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ منه اليَومَ، قَبْلَ أَنْ لا يَكونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إنْ كانَ له عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ منه بقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وإنْ لَمْ تَكُنْ له حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عليه).

  • معرفة الوقت التي يمكن أن تقوم فيه بالتوبة: يجب أن تكون التوبة قبل يوم القيامة وذلك يعني أن أي وقت في حياة العبد مناسب للتوبة مادام العبد حي يرزق وذلك كما روى أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا)، لذلك يجب أن تكون التوبة قبل الموت لقول الله تعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).

اقرأ أيضًا: هل الزاني تقبل صلاته

فضل التوبة

من خلال الإجابة على سؤال هل يقبل الله توبة الزوجة الزانية؟ وإرادة الزانية في تقبل الله توبتها فعليها استيفاء الشروط المسبقة، من ثم التمتع بفضل التوبة التي يحتاج لها المسلم بشكل عام، لنذكرها من خلال السطور التالية:

  • لا يكتمل إيمان المسلم إلا من خلال رجوعه إلى الله والتوبة شأنها أن تعبر عن صدق إسلام المرء ونيته في التقرب إلى الله وعدم تكرار ذنبه.
  • في التوبة تلبية لدعوة الله الذي طلبها من عباده.
  • التقرب إلى الله متعلق بالتوبة عن الذنوب وذلك يدل على التعمق في الإيمان، لقول الله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، حيث توضح هذه الآية أن كل مسلم بحاجة إلى التوبة لأنها تكون سرية بين المسلم وربه.
  • التوبة رحمة ولطف من الله بعباده نظرًا لطبيعة العبد الخطاء وذلك لقول الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
  • تساعد التوبة العبد على الاستعداد إلى يوم الحساب ومقابلة ربه، ومن رحمة الله وفضله هو إعطائنا فرصة التوبة للتكفير عن الذنب وطلب الرحمة منه سبحانه وتعالى.
  • اتساع الرزق، وذلك لقول سيدنا هود عليه السلام لقومه في كتاب الله تعالى: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ).
  • تساعد التوبة الإنسان على الحصول على الرزق الوفير والشفاء من المرض والتمتع بالحياة الدنيا.

اقرأ أيضًا: هل تقبل توبة الزاني المتزوج
وضع الله التوبة وسمح بها للمسلم، وذلك لقدرة الله تعالى على الغفران ولوضوح طبيعة الإنسان المخطئ الذي يمشي خلف شيطان نفسه ويرتكب المعاصي.

قد يعجبك أيضًا