هل نزول الشهوة يبطل الصيام؟ وهل هو يوجب الاغتسال؟ ففي الكثير من الأحيان يكون هناك شك وتفكير دائم في مبطلات الصيام وإذا خرجت الشهوة يبدأ التفكير في جواز إكمال الصيام أم الإفطار، ففي موقع جربها دعونا نتعرف إلى إجابة هذا السؤال مع ذكر مبطلات الصيام بصورة عامة.
هل نزول الشهوة يبطل الصيام؟
إن المسلم الذي يسعى إلى أن يؤدي كل الفروض على أكمل وجه ويجتهد في أن تكون كل عباداته التي يقوم بها صحيحة يكون دائم التفكير في كل ما يثير الشك حول صحة تلك العبادات.
من الفرائض التي يكون حولها الكثير من الشكوك والآراء المختلفة فريضة الصيام، وكلما اقترب العبد إلى ربه بهذه الفريضة يأتي في ذهنه الكثير من الأفكار لكي يتأكد من أنه يقوم بأدائها صحيحة.
أشار العلماء إلى أن السائل الذي يخرج نتيجة الشهوة إما يكون مني أو يكون مذي، وفيما يلي نتعرف إلى الفرق بين كل منهما:
- المني: هو السائل الثقيل الذي يخرج نتيجة الرعشة الجنسية سواء عند الرجل ويكون لونه أبيض، أو عند المرأة ويكون لونه مائل للأصفر.
- المذي: هو السائل الشفاف الذي يخرج من الرجل أو المرأة عندما يحدث إثارة جنسية أو التفكير في الجماع فقط وفي الفقرات التالية سوف نتعرف إلى حكم نزول كل منهما أثناء الصيام.
اقرأ أيضًا: هل يفسد الصيام إذا خرج سائل بعد التفكير في الشهوة
حكم نزول المني أثناء الصيام
أجمع العلماء على أن نزول المني يبطل الصيام في حالة أنه كان مقصود مثل أنه استمنى عن قصد أو حدث جماع، أما في حالة إن كان غير مقصود مثل الاحتلام فإنه لا يبطل الصيام، وفيما يأتي سنتعرف إلى أقوال كبار العلماء في هذا الأمر:
- النووي: أشار إلى أنه مجرد القبلة إذا أنزل بعدها الرجل فإن صيامه باطل ولا جدال فيها.
- الإمام مالك: أشار إلى أن من قبل ولكنه لم ينزل منه مذي او مني، فقد بطل صومه ولكن الأولى أن يكون قد أنزل المني.
- أما الغمام ابن حزم فقد خالفهم الرأي وأكد على أن نزول المني أو المذي لا يبطل الصيام لعدم وجود دليل صحيح من القرآن أو السنة على هذا الأمر.
- بالنسبة لجمهور الفقهاء فقد ذهبوا إلى أن المني من مبطلات الصيام إذا صاحبه شهوة فتم مساواته بالجماع، أما إن نزل دون شهوة فلا يفطر.
- أشار الأئمة الأربعة إلى أن نزول المني يبطل الصيام ومن نزل منه المني فعليه أن يفطر.
حكم نزول المني بعد الوضوء
من الجدير بالذكر أنه في حالة نزول المني لا بد من الاغتسال سواء كان عن قصد أو عن غير قصد، فمن ينزل منه المني وجب عليه الاغتسال من أجل أداء العبادات.
حكم نزول المذي أثناء الصيام
في إطار الإجابة عن سؤال هل نزول الشهوة يبطل الصيام، فمن الجدير بالذكر أن هناك الكثير من الأقوال المتضاربة فيما يخص هذا الأمر، وكان هناك خلاف في الآراء جاء على النحو التالي:
- أشار الحنابلة إلى أنه في حالة نزول المذي بسبب اللمس بشكل مباشر أو التقبيل فإنه يكون مبطل للصيام، أما في حالة إن كان بسبب النظر أو التفكير في الجماع وغيره لا يبطله.
- أما الشافعية والحنفية أشاروا إلى أن المذي لا يبطل الصيام في أي حال من الأحوال، وأكدوا على أن نزول المني فقط هو الذي يبطل الصيام.
- كما أن هناك بعض الفقهاء الذين أشاروا إلى أن نزول المذي يكون مساوٍ في الحكم مع نزول المني فهو مبطل للصيام، ومن العلماء الذين أيدوا هذا الرأي الإمام مالك والإمام إسحاق وابن قدامة.
اقرأ أيضًا: هل السائل الشفاف اللزج يبطل الوضوء
حكم نزول المذي بعد الوضوء
من ينزل منه المذي عليه أن يتوضأ فقط قبل الصلاة ولا يتوجب عليه الاغتسال، وهذا ما جاء في السنة النبوية فجاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنت رجلا مذّاء، فأمرت المقداد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله فقال: “فيه الوضوء ” متفق عليه واللفظ للبخاري.
اقرأ أيضًا: هل الكلام الجنسي يبطل الصيام
هل نزول الإفرازات النسائية يبطل الصيام؟
انطلاقًا من الحديث عن إجابة سؤال هل نزول الشهوة يبطل الصيام، فنتطرق بالحديث إلى أن هناك الكثير من الإفرازات التي تنزل من المرأة لعدة أسباب إلى جانب المني والمذي.
فهناك إفرازات تسمى الودي وهي عبارة عن سائل أبيض ينزل منها بعد التبول ولكن ليس له أي علاقة بالشهوة الجنسية، كما أن هناك إفرازات تخرج من الرحم أو الفرج وتكون شفافة اللون ولا تشعر المرأة بنزولها.
كل ما ينزل من إفرازات بيضاء وشفافة وصفراء لدى المرأة خلاف المني لا ينقض الصيام، ولكنه ينقض الوضوء فقط ولا يتوجب عليها أن تغتسل بل عليها أن تتوضأ.
أما بالنسبة للإفرازات الكدرة التي تنزل منها فقد أشار كل من الحنابلة والشافعية إلى أنها إذا نزلت في مدة الدورة الشهرية، فإنها تكون مبطلة للصيام، أما في حالة أنها كانت في غير موعد الدورة فهي تكون استحاضة.
أشار كل من الحنفية والشافعية إلى أن نزول الإفرازات الكدرة بعد أن مر 15 يوم من الطهر تكون حيض حتى وإن كانت في غير موعد الدورة الشهرية، ولكن لا بد أن يليها دم حيض سواء كان أحمر اللون أو أسود، وفي تلك الحالة فإنها تبطل الصيام.
تختلف الآراء حول أحكام الصيام ومبطلاته، ولكن هناك بعض الثوابت التي لا بد من معرفتها ويجب على المرء أن يكون على دراية بما يحكم به العلماء فيما يبطل الصيام خاصةً بالنسبة لموضوع نزول الشهوة لأنه موضع خلاف بين العديد من الناس.