الفرق بين الطفل الخديج والطفل الطبيعي

تُعد معرفة الفرق بين الطفل الخديج والطفل الطبيعي من أكثر الأمور التي تُثير فضول شريحة كبيرة من الأمهات والسيدات الحوامل فور معرفتهم باحتمالية الولادة المُبكرة، فهُناك العديد من الأقاويل التي جاء فيها أن ظهور بعض الاختلافات يكون أمرًا شائعًا، فما صحة هذه الأقاويل؟ وما هو الفرق بين الطفل الخديج والطفل الطبيعي؟ يُجيبكم موقع جربها.

الفرق بين الطفل الخديج والطفل الطبيعي

قبل البدء في التطرق إلى الاختلافات بين الطفل الخديج والطفل العادي أو الطبيعي وجب القول إن عُمر الحمل يتم قياسه بالأسابيع، وهُناك تكم أو صورة على الفرق بين الطفل الخديج والطفل الطبيعي.

فمن الطبيعي أن تستمر عملية الحمل من 37 وحتى 41 أسبوع تقريبًا، وولادة الطفل خلال هذه المرحلة تجعله سليم البُنية وكامل النمو الأولي في الكثير من الحالات، وعلى الجانب الآخر أو النقيض تمامًا في واقع الأمر قد تُصاب الأم ببعض الحالات المرضية أو الظروف الطارئة التي تجعلها تلد قبل هذه إكمال النصاب الطبيعي لفترة الحمل ألا وهي 37 أسبوعًا.

فيُطلق لقب الخُدج على الأطفال الذين تضعهم أمهاتهم وتلدهم قبل إكمالهم العُمر الطبيعي للحمل داخل الرحم في جوف الأم، وفي واقع الأمر يُقال إن هذا الطفل الذي يولد قبل أوانه يبدأ بالتصرف بشكل مُختلف ومُغاير للطبيعي، وهذا منطقي بعض الشيء لكونه لم يقض في الرحم فترته الطبيعية التي تضمن له خروجه بشكل كامل النمو.

في الكثير من الأحيان يحتاج هؤلاء الأطفال الخُدج إلى رعاية صحية وعناية فائقة، وهو سبب وضعهم في الحضانات، فهذه الحضانات تعمل بشكل كبير على مُحاكاة جوف الأُم، ويبقى فيها حتى يُكمل اسابيعه الـ 37 بحدٍ أدنى.

فلا يكون هذا الطفل جاهزًا بعد لمواجهة العالم الخارجي بجسده وأجهزته غير كاملة النمو، وهُناك بعض الاختلافات التي تُمثل الفرق بين الطفل الخديج والطفل الطبيعي ومن أبرزها:

1- الوزن الإجمالي للطفل

من أبرز العلامات الظاهرية التي تُمثل الفرق بين الطفل الخديج والطفل الطبيعي بشكل كبير وملحوظ هو وزن الطفل، فيظهر على الأطفال الناضجين والذين أكملوا الفترة الطبيعية الخاصة بهم في أجواف أُمهاتهم كونهم أكبر حجمًا وأكثر وزنًا.

السبب في ذلك يرجع إلى الدُهون التي تتكون لدى الأطفال الذين قضوا أسابيعهم كاملةً في رحم الأم، وهذه الأنسجة هي ما تجعل كُل من الذراعين، الساقين البطن بالإضافة إلى الثدي أكثر امتلاءً مُقارنةً بالطفل الخديج الذي تبدو عليه النحالة بشكل كبير.

الجدير بالذكر أن هذه الدهون تتكون في الأشواط الأخيرة للحمل في سبيل حماية الصغار حديثي الولادة من خطر انخفاض درجة الحرارة في العالم الخارجي عما عهدوه في جوف الأُم ورحمها الدافئ، ما يجعل السعي للحفاظ على دفئ الأطفال الخُدج أمرًا ضروريًا للحرص على التقليل من خطر إصابتهم بنزلات البرد الشديدة والمُفاجئة.

اقرأ أيضًا: وزن الطفل الطبيعي عند الولادة

2- لون جلد حديثي الولادة

في الكثير من الأحيان يولد الأطفال الخُدج ببشرةٍ غير مُكتملة النمو، ما يتسبب في ظهور جلودهم بلونٍ يمتاز بكونه أكثر دفئًا وحُمرةً مُقارنةً بالأطفال الطبيعيين، كما أن الملمس الخارجي للبشرة يكون جيلاتيني ولزج إلى حدٍ كبير، وفي الكثير من الأحيان تصل شفافية الجلد عند الأطفال المولودين قبل موعدهم على درجة جنونية.

فرؤية الأعصاب، الشُعيرات الدموية بالإضافة إلى بعض الأوردة النابضة وحتى الدهون يُعتبر أمرًا شائعًا، وهو من أكثر ما يُخيف الأُمهات في الواقع، فالجلد غير مُكتمل النمو يكون شديد الحساسية، وقد يُصاب بالجروح والكدمات بشكلٍ سهل للغاية.

لذا فإن اللون الأحمر ليس مُجرد شكل خارجي، بل هو دلالة على كون الطبقة القرنية والخارجية للجلد لم تنمو بعد بشكل كامل، وهو ما يتسبب في كون الجلد هشًا ولين الملمس إلى حدٍ كبير.

3- وضعية الجسم تصنع الفارق

قد يبدو هذا الأمر غريبًا بعض الشيء ولكن وضعية نوم الأطفال الناضجين ومُكتملي النمو تُعد من الأمور التي تُشكل بشكل كبير الفرق بين الطفل الخديج والطفل الطبيعي، فالأطفال الذين أتموا فترة الحمل كاملةً في رحم أُمهاتهم تُعتبر أجسادهم أكثر قُدرة على البقاء في وضعية معينة، وفي الكثير من الأحيان يأخذون وضعية يصفها الأطباء بكونها شبيهة للضفادع.

الجدير بالذكر أن هذه الوضعية تُعتبر من الوسائل التي يتم اللجوء إليها في سبيل الشعور بالدفء، وعلى الجانب الآخر نجد أن الأطفال الخُدج غير مُكتملي النمو يُعانون بشكلٍ كبير من النقص في تناسق أجسامهم، وهو ما يجعلهم يظهرون بشكل أكثر مرونة في صورةٍ قد تحمل في طياتها بعض المخاطر.

كما أن عدم قُدرتهم على أخذ هذه الوضعية بالإضافة إلى جلودهم تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بنزلات البرد والتعرض للوعكات الصحية المُفاجئة غير المرغوب فيها على الإطلاق.

اقرأ أيضًا: وزن الطفل في الشهر الثالث الطبيعي كم يكون؟

4- اختلاف شعر جسم الطفل

خلال الثُلث الثاني من الحمل وبالتحديد بين الشهرين الرابع والخامس تبدأ البُصيلات الخاصة بالأجنة في إظهار ولفظ الشعر، والجدير بالذكر أن هذه الشُعيرات الدقيقة التي تُعرف باسم الزغب لها العديد من الفوائد.

فهي تعمل بشكل كبير على المُساعدة في تنظيم حرارة الجسم، وذلك عن طريق احتوائها على قنوات عرقية تعمل بشكل كبير على جعل حرارة الجسم تبرد وتنخفض عند الحاجة إلى تبريده، لكن هذا الشعر الدقيق يُلائم البيئة الداخلية فقط وجوف الأُم، ما يعني أن سقوطها قبل الولادة يُعتبر أمرًا طبيعيًا ورُبما ضروريًا كمرحلة من مراحل النمو.

ما يعني أن عدم إكمال الأطفال لمرحلة النمو بالشكل المطلوب تتسبب في خروج الجنين بشكله الطبيعي قبل بدء هذا الزغب والشعر في السقوط، لذا فإن اكتساء أجسام الأطفال حديثي الولادة بالشعر من أبرز وأهم ما يُشكل علامات الاختلاف والفرق بين الطفل الخديج والطفل الطبيعي.

الجدير بالذكر أن هذا الشعر ينتشر على أجساد الأطفال الخُدج بشكل كبير، وتقريبًا لا يخلو جُزءٌ من أجسادهم من هذه الشُعيرات ما عدا كفي اليدين وراحتهما، باطن القدمين بالإضافة إلى الشفاه، وما يُميز الزغب عن الشعر الطبيعي هو كونه غير مُتلون بالميلانين بعد، كما أنه يظهر بملمس شديد النعومة.

يُعد هذا الشعر الذي يُعتبر أول نتاج البُصيلات الخاصة بالأطفال شائعًا لدى الإناث من المواليد الخُدج بشكل أكبر بكثير مُقارنةً بالذكور من الأطفال المواليد.

اقرأ أيضًا: الفرق بين الطفل الطبيعي والمتوحد

5- اختلافات سلوكية شائعة

لا تقتصر صور الاختلافات والفرق بين الطفل الخديج والطفل الطبيعي على الجانب الجسدي والخارجي فحسب، بل حتى الجانب السلوكي يختلف بشكل كبير ورُبما جذري بين هذين الطفلين مُكتمل وغير مُكتمل النمو.

هذا إن دل على شيء فهو يدل على كون الأنظمة، الأجهزة وحتى الأعضاء الجسدية للأطفال غير مُكتملة النمو بعد، ومن أبرز هذه الاختلافات السلوكية في التصرفات كُل من:

  • انقطاع النفس: في بعض الأحيان يُعاني الأطفال الخُدج من ضعف حاد في قُدرة الجهاز التنفسي والرئتين على أداء الوظائف الخاصة بها، وقد يستمر هذا الانقطاع إلى فترة زمنية تصل إلى خمسة عشر ثانية أو يزيد.
  • تأخر في عملية نقل انتقال الدورة الدموية: من المُفترض أن تبدأ أجسام الأطفال في نقل الدم غير المؤكسج عبر الأوردة كافة، وذلك باستثناء الوريد الرئوي في الدورة الدموية البالغة، بالإضافة إلى الدورة الدموية الخاصة بالجنين، والجدير بالذكر أن وصول الجنين إلى المرحلة البالغة من الدورة الدموية يأخذ وقتًا بطبيعة الحال، لكن هذا الوقت يزداد في الأطفال الخُدج.
  • الإصابة باليرقان وداء الصفراء: ويُعد هذا الأمر شائعًا في واقع الأمر بين فئة كبيرة من الأطفال الخُدج، مع العلم أن السبب في ذلك يرجع إلى عدم اكتمال نمو الكبد حتى تمام النضوج، ومن علاماته اصفرار العينين والجلد، وهو من أكثر ما يُشكل الفرق بين الطفل الخديج والطفل الطبيعي.
  • مُشكلات كبيرة في التغذية: الأطفال الخُدج غالبًا ما يُعانون من أزمات وصعوبات بالغة ترتبط بقُدرتهم على تناول الطعام، والسبب في ذلك يرجع إلى عدم اكتمال نمو العضلات الخاصة بتقنيتي المص والبلع العكسي مع عدم لفظ الطعام خارجًا حتى الأسبوع الثالث والثلاثين للحمل.

الجدير بالذكر أن الطفل الخديج قد يولد بعد الأسبوع الثامن والعشرين وقبل بلوغ الأسبوع السابع والثلاثين، وفي بعض الأحيان يحتاج الجمل إلى فترة زمنية أطول من الفترة الطبيعية حتى يزيد عن اثنين وأربعين أسبوعًا ويُعرف حينها بالطفل المولود بعد المُدة.

قد يعجبك أيضًا