كلمات عن الانتظار والشوق

تُعتبر الكلمات عن الانتظار والشوق من أكثر الأمور التي لها القُدرة على التعبير عن شعور المرء، فليس هُناك ما هو أقسى وأصعب من الانتظار بكل تأكيد، خاصةً في حال ما كان مرهونًا بشخصٍ ما أو طموحٍ قد يكون بعيدًا بعض الشيء، لذا وفي سبيل مُشاطرتكم قررنا عبر موقع جربها استعراض أجمل كلمات الشوق والانتظار.

كلمات عن الانتظار والشوق

الشوق والانتظار يُعتبران من المشاعر الإنسانية التي كثيرًا ما ترتبط بالحُب والشغف في العلاقات، فما الاشتياق إلا وليد البُعد، وقد يتسبب في الكثير من الأحيان بالألم والحُزن، ولا يُمكن أن يُشفى وينتهي إلا برؤية الحبيب والشخص الذي يشتاق له المرء في سبيل إطفاء نار هذا الاشتياق.

الجدير بالذكر أن هذه المشاعر لا تكون فقط تجاه المحبوب، فالمرء يشعر بالاشتياق إلى كُل من ينتمي إليهم، وفي واقع الأمر احتل هذا الشعور مُنذ فجر التاريخ مكانةً كبيرة في الأشعار والقصائد في عصور الجاهلية وما بعد الإسلام، ومن أبرز ما قيل من كلمات عن الانتظار والشوق كُل مما يلي:

  • كم أكره أن تمُر أيامًا من عُمري لا أراك ولا أسمع صوتك فيها، فكُل صباحٍ ومساءٍ ضمن هذه الأيام رسمت فيه خارطةً لحياةٍ أجدك فيها على اليابس بعد تقلب الأمواج وتكسرها، ولكن الشوق كان بوصلة الموت والتيه الدائم.
  • أثناء نومي أحلم أنني أراك، وحينما أستيقظ أحلم أراك.
  • كثيرًا ما يُراود ذهني أصواتٌ تُذكرني كم أُحبك وأشتاق لك، فكُلما حاولت فيها أن اصطنع كوني على ما يُرام من دونك يقول لي عقلي الباطن كفاك كذبًا الحنين يُمزقك.
  • ما أصعب الحياة بالنسبة لمن يمتلكون أرواحًا أنهكها الحنين، فلا تقوى إلا على البُكاء سرًا والضحك علانيةً.
  • كثيرًا ما يُقال إن الزمن قادرٌ على شفاء كُل الجروح، فما بال جرح اشتياقي لك يزيد حِدةً يومًا بعد يوم؟
  • أعلم أن عيني عاجزةٌ عن رؤياك، وأُذُناي عاجزاتٍ عن سماع صوتك، لكن سجين ضلوعي يتصورك ويكاد يمسسك لولا حاجز الواقع.
  • يُصيبنا في الحياة شوقٌ لأمورٍ كثيرة، وإن لم يُعانقنا إخماد هذا الشوق اندلعت نيران قلبنا وتبخرت راحة بالنا في الجو إلى أن تندثر.

اقرأ أيضًا: كلمات عن المطر والشتاء

كلمات عن الانتظار والأمل

لا ينتظر المرء إلا من باب الأمل والإيمان بكونه سينال في نهاية المطاف ما صبر طويلًا لأجله، والتعبير عن هذا الشُعور جاء فيه العديد من الأمثال والاقتباسات النثرية التي وصفته بدقة وبلاغة مُتناهية.

لكن وعلى الرغم من كون هذا الأمر صعبًا بعض الشيء بسبب كثرة الجُمل والعبارات البديعة حول هذا الصدد إلا أننا قُمنا باختيار أفضل الكلمات عن الانتظار والشوق وتقديمها لكم فيما يلي من سطور:

  • في الكثير من الأحيان لا يكون غياب الأحبة عنا إلا غيابًا ظاهريًا، فيكون فيه المرء غائبًا بجسده حاضرًا بروحه في أذهاننا وقلوبنا، وفي واقع الأمر قد يفوق حضورهم في الأذهان أثر تواجدهم على أرض الواقع، ولكن الشوق يبقى، والانتظار لرؤيتهم يطول.
  • تهرب كُل أفكاري في وقت اشتياقي إليك، ويسألني كُلٌ من قلبي وذهني فترات الحنين عنك، فكم أتمنى حينها أن أهرع هاربًا مني إليك.
  • قد يتنامى الشوق والحنين في بعض الأحيان إلى درجةٍ تجعل المرء يفشل في التعامل معه، وعبور هذا الحد الدقيق سيجعلنا عالقين في فترةٍ حزينة وسيئة تُشعرنا بألمٍ معنوي يفوق في أوجاعه أعتى الأوجاع الجسدية.
  • كيف للمرء أن يُخفي لهفته للقاء شخصٍ يشتاق له؟ فوالله حتى ملامحي تتغير وتتبدل بمُجرد سماع اسمك.
  • أُجزم أنني في حال ما زرعت وردةً واحدةً عن كُل مرةٍ شعرت فيها بالاشتياق لك لكان لدي في يومنا هذا حديقةً أمشي فيها ولا أصل إلى نهايتها ما حييت.
  • سيولٌ من الدموع تنهمر عندما أتذكر كونك عني غائب، وتتزايد حين أشعر باختفاء طيفك عني، فالشوق والحنين أصبحا جاثومًا لا ألبث أن أستيقظ منه حتى يُكبلاني مرةً أُخرى.
  • غابت الشمس أشرقت شموس الحنين، جاء الليل وحمل معه رائحة الشوق التي تهب لتخترق ذهني من كُل حدبٍ وصوب.

أجمل ما جاء في الشعر عن الشوق والحنين

الشعر العربي يُعتبر من أغنى وأثقل أبواب الشعر، فلم تشهد الحياة الدُنيا حضاراتٍ تمكن أبناؤها من استعمال اللُغة وتطويع الكلمات مثلما قام أهل لُغة الضاد.

فقد عُرف عن العرب أنهم برعوا في اللُغة ونالوا من النصيب في تاريخ الشعر والأدب كُله، وهذا لا يقتصر على حقبة زمنية مُعينة، فالإبداع اللغوي أمر غريزي جيني، ومن أبرز ما جاء في الشعر من كلمات عن الانتظار والشوق كُل مما يلي:

1- قصيدة أُغالب فيك الشوق للمُتنبي

أبو الطيب المُتنبي يُعتبر من الأسماء الشهيرة في تاريخ الشعر العربي، فهذا الشاعر الحكيم يُعتبر أحد مفاخر وكبارات الأدب، وكانت كافة قصائده تميل إلى الحديث عما يشعر به بالإضافة إلى مدح الملوك بكل تأكيد، وقد وصف شاعر العرب وكبير العصر العباسي شعوره بالشوق والانتظار بقوله:
أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ.. وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ

أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى.. بَغيضاً تُنائي أَو حَبيباً تُقَرِّبُ

وَلِلَّهِ سَيري ما أَقَلَّ تَإِيَّةً.. عَشِيَّةَ شَرقِيَّ الحَدالَي وَغُرَّبُ

عَشِيَّةَ أَحفى الناسِ بي مَن جَفَوتُهُ.. وَأَهدى الطَريقَينِ الَّتي أَتَجَنَّبُ

وَكَم لِظَلامِ اللَيلِ عِندَكَ مِن يَدٍ.. تُخَبِّرُ أَنَّ المانَوِيَّةَ تَكذِبُ

وَقاكَ رَدى الأَعداءِ تَسري إِلَيهِمُ.. وَزارَكَ فيهِ ذو الدَلالِ المُحَجَّبُ

وَيَومٍ كَلَيلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ.. أُراقِبُ فيهِ الشَمسَ أَيّانَ تَغرُبُ

وَعَيني إِلى أُذنَي أَغَرَّ كَأَنَّهُ.. مِنَ اللَيلِ باقٍ بَينَ عَينَيهِ كَوكَبُ

لَهُ فَضلَةٌ عَن جِسمِهِ في إِهابِهِ.. تَجيءُ عَلى صَدرٍ رَحيبٍ وَتَذهَبُ

شَقَقتُ بِهِ الظَلماءَ أُدني عِنانَهُ.. فَيَطغى وَأُرخيهِ مِراراً فَيَلعَبُ
اقرأ أيضًا: كلمات شكر وثناء لشخص قدم العطاء

2- قصيدة الفرزدق من الشعر الأموي

همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي والذي عُرف باسم الفرزدق لضخامة وجهه وتهجمه، فالفرزدق تعني الرغيف، وعلى الرغم من كون ابن مدينة البصرة اشتُهِر بالهجاء والمديح والفخر إلا أنه قال أروع الكلمات عن الانتظار والشوق في قصيدته الشهيرة أهاج لك الشوق التي قال فيها:
أَهاجَ لَكَ الشَوقَ القَديمَ خَيالُهُ.. مَنازِلُ بَينَ المُنتَضى وَمُنيمِ

وَقَد حالَ دوني السِجنُ حَتّى نَسيتُها.. وَأَذهَلَني عَن ذِكرِ كُلِّ حَميمِ

عَلى أَنَّني مِن ذِكرِها كُلَّ لَيلَةٍ.. كَذي حُمَةٍ يَعتادُ داءَ سَليمِ

إِذا قيلَ قَد ذَلَّت لَهُ عَن حَياتِهِ.. تُراجِعُ مِنهُ خابِلاتِ شَكيمِ

إِذا ما أَتَتهُ الريحُ مِن نَحوِ أَرضِها.. فَقُل في بَعيدِ العائِلاتِ سَقيمِ

فَإِن تُنكِري ما كُنتِ قَد تَعرِفينَهُ.. فَما الدَهرُ مِن حالٍ لَنا بِذَميمِ

لَهُ يَومُ سَوءٍ لَيسَ يُخطِئُ حَظُّهُ.. وَيَومٌ تَلاقى شَمسُهُ بِنَعيمِ

وَقَد عَلِمَت أَنَّ الرِكابَ قَدِ اِشتَكَت.. مَواقِعَ عُريانٍ مَكانَ كُلومِ

تُقاتِلُ عَنها الطَيرَ دونَ ظُهورِها.. بِأَفواهِ شُدقٍ غَيرِ ذاتِ شُحومِ

أَضَرَّ بِهِنَّ البُعدُ مِن كُلِّ مَطلَبٍ.. وَحاجاتُ زَجّالٍ ذَواتُ هُمومِ

وَكَم طَرَّحَت رَحلاً بِكُلِّ مَفازَةٍ.. مِنَ الأَرضِ في دَوِّيَّةٍ وَحُزومِ
اقرأ أيضًا: أجمل ما قيل عن البحر

3- أحمد شوقي والحنين إلى الوطن

على الرغم من كون الاشتياق والحنين من المشاعر الإنسانية التي غالبًا ما تكون تجاه شخصٍ آخر إلا أن أحمد شوقي عبر في رائعته “اختلاف الليل والنهار يُنسي” بأجمل الكلمات عن الانتظار والشوق والحنين إلى وطنه مِصر، إذ قال في هذه القصيدة:
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي.. اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي

وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ.. صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ

عَصَفَت كَالصِبا اللَعوبِ وَمَرَّت.. سِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِ

وَسَلا مِصرَ هَل سَلا القَلبُ عَنها.. أَو أَسا جُرحَهُ الزَمانَ المُؤَسّي

كُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِ.. رَقَّ وَالعَهدُ في اللَيالي تُقَسّي

مُستَطارٌ إِذا البَواخِرُ رَنَّت.. أَوَّلَ اللَيلِ أَو عَوَت بَعدَ جَرسِ

راهِبٌ في الضُلوعِ لِلسُفنِ فَطنُ.. كُلَّما ثُرنَ شاعَهُنَّ بِنَقسِ

يا اِبنَةَ اليَمِّ ما أَبوكِ بَخيلٌ.. ما لَهُ مولَعاً بِمَنعٍ وَحَبسِ

أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَوحُ..  حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ

كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا.. في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ

نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ.. بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي

وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجراكِ.. يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ

وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ.. نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي

وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ.. ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ

شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني.. شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي
لا يُمكن لأي كلماتٍ عن الانتظار والشوق أن تُعبر عن مدى الاشتياق والحنين الفعلي، ولكن لا يُمكننا إلا أن نشعر بكل كلمةٍ نقرأها وكأنها تخترق فؤادنا لتُحيي بعضًا من الذكريات فيه بعد أن ماتت ومات معها.

قد يعجبك أيضًا