لماذا سمي جبل المكبر بهذا الاسم

لماذا سمي جبل المكبر بهذا الاسم؟ وأين يقع هذا الجبل؟ ليست فئة كبيرة من الناس تعرف ما هو جبل المكبر ومكان وجوده في الوطن العربي، إلا أن لهذا الجبل تاريخًا عريقًا ويعد من الأماكن المقدسة بالغة الأهمية، وسوف نجيب عن كل تلك التساؤلات ونوضح كل شيء يخص هذا الجبل بالتفصيل من خلال هذا الموضوع عبر موقع جربها.

لماذا سمي جبل المكبر بهذا الاسم

الإجابة عن سؤال لماذا سمي جبل المكبر بهذا الاسم تتلخص في أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما أتى إلى مدينة القدس لكي يتسلم مفتاحها من البطريرك صفرنيوس، وقف عند هذا الجبل وكبر لله شاكرًا إياه على إتمامه نعمة فتح القدس عليه وعلى جيوش المسلمين.

كان فتح القدس في اليوم الخامس من شهر رجب للعام الخامس عشر للهجرة، وعام ستمائة وسبعة وثلاثين للميلاد، وكانت المعركة تدور ما بين صفوف المسلمين والروم وانتهت إلى صالح المسلمين، وكان شرط البطريرك صفرنيوس أن يسلم مفتاح مدينة القدس بنفسه إلى يد الخليفة الراشد للمسلمين آنذاك وهو الفاروق عمر بن الخطاب.

الموقع الجغرافي لجبل المكبر

في إطار الإجابة عن سؤال لماذا سمي جبل المكبر بهذا الاسم يجب أن نوضح موقع هذا الجبل بالتحديد، وهو موجود في دولة فلسطين بقرية تحمل نفس اسم الجبل وهي قرية المكبر تيمنًا وتشرفًا بسبب التسمية، ومكانه بالتحديد هو الجنوب الشرقي من مدينة القدس شرق السكة الحديد.

الحد الفاصل بين جبل المكبر وجبل الزيتون هو وادٍ لطق عليه اسم وادي سلون، ويفصل بين جبل المكبر وجبل صهيون أيضًا وادٍ آخر يمل اسم وادي الربابة، أما عن ارتفاع جبل المكبر فهو يصل إلى سبعمائة وتسعين مترًا فوق مستوى سطح البحر.

اقرأ أيضًا: ماهو اعلى جبل في العالم

تاريخ بلدة وجبل المكبر

كان جبل المكبر موجودًا في فلسطين منذ مئات بل ربما منذ آلاف السنين، حيث بنى الرومان عليه كنيسة تحمل اسم القديس برمزيوس، وحينما كانت فلسطين واقعة في قبضة الاحتلال الإنجليزي اختارته الحكومة البريطانية لكي يكون مقرًا للمندوب السامي لها لعلمهم وإدراكهم لقدسية وأهمية هذا المكان.

كما وأنشأت الحكومة البريطانية عليه الكلية العربية والتي تتميز بموقعها عليه أنها تشرف على أغلب أحياء مدينة القدس، وقبيل حلول نكبة فلسطين عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين كانت المدرسة الزراعية اليهودية تقوم عليه إليه جانب الكلية العربية.

ثم قبل أن يترك المندوب السامي البريطاني السير آلان كانغهام الأراضي الفلسطينية، جعل مقر دار الحكومة في جبل المكبر، هذا إلى جانب أنه آمر بأن توضع كلًا من الكلية العربية والمنشآت الأخرى تحت إمرة وتصرف منظمة الصليب الأحمر في السابع عشر من شهر مايو أي بعد وقوع النكبة بيومين اثنين فقط.

قبل وقوع معركة منتصف شهر آب خلال عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين، تمكن شاب من أبناء القدس ويدعى أحمد هرماس الذي كان يعمل موظفًا بدائرة المعارف آنذاك، من إنقاذ مكتبة الكلية العربية ونجح في نقل ما يزيد عن ثلاثة عشر ألف كتاب منها.

ذلك لأن اليهود الصهاينة كانوا يحاولون الاستيلاء على هذه الذخيرة الثقافية والتراثية، إلا أنهم قد تمكنوا بالفعل من الاستيلاء على مجموعة من المخطوطات والكتب النفيسة من المكتبة قبل أن يتمكنوا من احتلال القسم الغربي من جبل المكبر.

في وقتنا الحالي لا يزال المقر الرئيسي لهيئة الأمم المتحدة في قصر المندوب السامي البريطاني قائمًا بجبل المكبر، وهذا بناءً على نصوص الهدنة في فلسطين لضبط الأوضاع الأمنية قدر المستطاع.

اقرأ أيضًا: لماذا سمى جبل عرفات بهذا الاسم

جبل المكبر والاحتلال الإسرائيلي

استكمالًا لمعرفة لماذا سمي جبل المكبر بهذا الاسم يجب أن نتطرق قليلًا لعرض السجل التاريخي لهذا الجبل مع الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، ونبدأ منذ استيلاء الإسرائيليين على دولة فلسطين حيث قامت وقتها بتقسيم بلدة جبل المكبر بالكامل، وفصلت عنها حي الشيخ سعد من القدس لكي تضمه إلى أراضي الضفة الغربية.

نفس الشيء فعلته مع منطقة السواحرة الشرقية حيث قامت بتقسيم حدودها إلى ثلاثة مناطق وهي الشيخ سعد والسواحرة الشرقية والسواحرة الغربية، وبالطبع بناءً على المصادرات الإسرائيلية توجد البلدة حاليًا في نطاق الجدار العنصري أو كما يعرف بين العرب باسم الجدار العازل.

علمًا بأن نفس عائلات البلدة تتواجد في منطقة السواحرة الشرقية والشيخ سعد، والتي سبق وفصلها الاحتلال الصهيوني لكي يحول دون التواصل ما بين النطاق الشرقي والنطاق الغربي ومنطقة الشيخ سعد.

أما بالنسبة إلى ما يخص الاستيطان فنجد أنه في وسط البلدة أقام الاحتلال مستوطنة خاصة به وسميت بزهاف تسيون، والتي أقيمت على مساحة مئتين وأربعة عشر دونمًا سبقت مصادرتها من الأراضي التابعة لسكان جبل المكبر.

هذا إلى جانب مستوطنة أخرى تدعى هرمون هنستيف التي أقامها اليهود خلال عام ألف وتسعمائة وتسعة وستين على أرض الجبل وصور باهر، كذلك أقيم مقرًا للشرطة الإسرائيلية هناك يطلع عليه اسم عوز.

نأتي إلى التقسيم الإداري لقرية جبل المكبر، ونجد أن هذه المنطقة تعد جزءًا لا يمكن تجزئته عن كيان مدينة القدس الشريف، وهي واقعة تحت سيطرة سلطات البلدية الإسرائيلية في القدس، وهذا فيما يتعلق بالصحة الوقائية والخدمات والمرافق العامة والتعليم والبنية التحتية.

أي أن وضعها مماثل تقريبًا لوضع سائر الأحياء والقرى العربية التي تقع ضمن الحدود الإدارية لبلدية القدس، مثل صور باهر وشعفاط وسلون وبين صفافا ضمن أسوار القدس التي سبق وأنشأها السلطان العثماني سليمان القانوني خلال عام ألف وخمسمائة وستة وثلاثين تقريبًا.

اقرأ أيضًا: كم عدد المحيطات في العالم

مسميات أخرى لجبل المكبر

ليس اسم المكبر وحده هو الذي يطلع على هذا الجبل حتى وإن كان هو المسمى العام والمتعارف عليه، بل نجد أن هذا الجبل قد أطلق عليه أكثر من اسم على مر العصور التاريخية، فنجد مثلًا أنه أطلق عليه اسم جبل المؤامرة أو جبل المشورة القاسدة.

السبب وراء تسميته بهذا الاسم هنا هو اعتقاد البعض أن دار المجمع الذي يعرف باسم السنهدريم قد أقيم عليه، وهذا المجمع هو الذي التقى فيه الخائن يهوذا الإسخريوطي مع قادة الجيش الروماني وكهنة اليهود للتآمر على السيد المسيح وخيانته وتسليمه إل قبضتهم كي يصلبوه.

كما وقيل أيضًا أن قصر قيافا التابع لرئيس كهنة اليهود في ظل وجود السيد المسيح على الأرض كان يقع هناك، أي أن هذا الجبل اجتمع فوقه فريق الرومان واليهود لكي يدبروا معًا طريقة للتخلص من السيد المسيح عليه السلام والتي قرروا في نهايتها صلبه.

هناك اسم آخر أطلق على جبل المكبر ألا وهو جبل الثوري، وذلك لأن ضريح أبي ثور المجاهد الإسلامي يقع على مقربة منه، وأبي ثور هو واحد من المقاتلين الشجعان الذين ساندوا القائد صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين لفتح القدس وتخليصها من الصليبيين.

لقد ذكر المجاهد أبي ثور كلًا من الرحالة الإسلامي مصطفى اللقمي ومجير الدين والسيد عليِّ المرتضى، وقالوا إن أبي ثور المجاهد المغوار قد حضر بنفسه فتح بيت المقدس إلى جانب الناصر صلاح الدين الأيوبي ولكن الغريب والغير مألوف هو أنه كان يمتطي صهوة ثور لا جواد، لذا أطلق عليه اسم أبي ثور لكي يميزه هذا الاسم عن غيره.

من خلال الإجابة عن سؤال لماذا سمي جبل المكبر بهذا الاسم يجب أن نشير إلى أن بلدة المكبر قد قدمت باقة من زهرة شبابها وخيرتهم شهداءً في سبيل تحرير أرض فلسطين من قبضة الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات الاحتلال الطويلة وحتى الآن.

قد يعجبك أيضًا