من هم العرب المستعربة

من هم العرب المستعربة؟ وما هو تقسيم العرب؟ من المتعارف عليه أن العرب في قديم الزمان كانوا عبارة عن بعض القبائل التي تسكن الصحراء بوجه عام، ومع تطور الزمان ومرور الوقت، تكاثرت أعداد هذه القبائل، واختلفت هذه القبائل فيما بينها من حيث المبادئ والعادات والتقاليد، وفيما يلي من خلال موقع جربها نقدم لكم بعض الحقائق الهامة عن أصل العرب.

من هم العرب المستعربة

يرجع نسب العرب المستعربة إلى النبي إسماعيل وزوجته رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي، فقد كان هو الأساس، ومن ثم جاء من بعد قبيلة العدنانيين، وهي التي حملت لقب العرب المستعربة منذ أقدم العصور، وذلك لأنها كانت قبيلة مُدمجة مع العرب العاربة.

بفضل ذلك الأمر أخذوا منهم اللغة العربية، واتقنوها وأصبحت هي اللغة الرسمية للقبيلة، ولجميع العرب المستعربة بشكل عام، ومن الجدير بالذكر أن علماء التاريخ والمؤرخين قاموا بتقسيم التاريخ إلى جزئين، الأول وهم العرب الخُلص.

هم الذين يعود أصلهم للعرب بالفعل، ويطلق عليهم العرب العاربة، والتي تتمثل في عاد وثمود، وجرهم الأولى، وجديس، وطسم، وهم الذين كان يُطلق عليهم اسم البائدة بمعنى الهالكة، وذلك لأنهم هُلكوا ولم يتبقى منهم أحد، ومن أسمائهم:

  • مذحج.
  • الأشاعرة.
  • طيّء.
  • خولان.
  • المعافر.
  • عاملة.
  • جذام.
  • لخم.
  • كندة.
  • طابخة واسمه عمرو.
  • قمعة واسمه عمير.
  • مدركة واسمه عامر، وولد له: هذيل، وغالب.

أما بالنسبة للقسم الثاني، فهو العرب المستعربة، أو المُتعربة، ومن خلال الاسم نتمكن من استنتاج أنها لم تكن عربية في الأساس، ولكنها تعربت فيما بعد، وأصبحت تتحدث اللغة العربية بفصاحة، وهي تتكون من قبيلتين، هما: بنو يعرب بن قحطان، وبنو معد بن عدنان.

من الجدير بالذكر أنه مع تطور العلم وتعمق الكثير من العلماء في التاريخ وأقسامه تم اكتشاف أن العرب ينقسمون إلى ثلاثة قبائل وليس قبيلتين كما سبق القول، حيث تم الكشف عن وجود قبيلة أولية وهي قبيلة العرب البادئة، وهي التي تضم قوم جرهم، وثمود، وجديس، وعاد، وثمود، والقبائل الأخرى الثانية، فهي كما سبق الحديث عنها، قبيلة العرب العاربة، والمستعربة.

اقرأ أيضًا: من هو مؤسس المملكة العربية السعودية وأهم أعماله

توافق تقسيم العرب مع القرآن الكريم

من خلال حديثنا حول من هم العرب المستعربة، فمن المتعارف عليه أن القرآن الكريم جاء ليكون هداية للعالمين، فمن خلاله نتمكن من الحصول على إجابة أي سؤال يجول بخاطرنا، فبالتالي نتمكن من معرفة توافق تقسيم العرب من القرآن الكريم كذلك، وهذا ما سنعرضه لكم الآن في النقاط التالية:

  • قال الحافظ ابن عبد البر في كتابه الإنباه عن قبائل الرواة: “هذا كتاب أخذته من أمهات كتب العلم بالنسب وأيام العرب ، بعد مطالعتي لها ، ووقوفي على أغراضها ، فمن ذلك : كتاب أبي بكر محمد بن إسحاق ، وكتاب أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، وكتاب أبي عبيدة معمر بن المثنى ، وكتاب محمد بن سليمان ، وكتاب محمد بن حبيب ، وكتاب أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد العدويّ في نسب قريش ، وكتاب الزبير بن بكار في نسب قريش ، وكتاب عمه مصعب بن عبد الله الزبيري في ذلك ، وكتاب علي بن كيسان الكوفي في أنساب العرب قاطبة ، وكتاب علي بن عبد العزيز الجرجاني ، وكتاب عبد الملك بن حبيب الأندلسي ، إلى فِقَرٍ قيّدتها من الحديث والآثار ، ونوادر اقتطفتها من كتب أهل الأخبار”.
  • أما بالنسبة للعرب البادئة فلا يوجد عنها أي شيء في التوارة ولا الإنجيل ولا القرآن الكريم كذلك، ودليلنا على هذا الشيء هو قول الطبري رحمة الله عليه: ” فأما أهل التوراة، فإنهم يزعمون أن لا ذكر لعاد ولا ثمود ولا لهود وصالح في التوراة، وأمرهم عند العرب في الشهرة في الجاهلية والإسلام كشهرة إبراهيم وقومه”.

اقرأ أيضًا: متى أسلم خالد بن الوليد؟

حوار خالد بن الوليد عن العرب

وضع الطبري في كتابه الذي اسماه تأريخ الطبري حواراً جرى بين كل من خالد بن الوليد وعَدي بن عدي بن زيد العبادي، يتحدث فيه عن إجابة سؤال من هم العرب المستعربة فقد جاء الحوار على هيئة:

قال خالد: ويحكم: ما أنتم أعرب؟ فما تنقمون من العرب؟ أو عجم، فما تنقمون من الإنصاف والعدل؟”.

فقال له عَدي: “بل عرب عاربة وأخرى متعرِّبة”.

فقال له خالد: “لو كُنتُم كما تقولون؛ لِمَ تُحادُّونا وتكرهوا أمرنا”.

فقال له عَدي: “ليدلك على ما نقول إنه ليس لنا لسانٌ إلَّا بالعربية”.

ويُعلِّق جواد علي على هذا الحوار بالقول” يُفهًم من هذا الحديث أن العرب: عربٌ عاربة وعربٌ متعرِّبة، وهُم أناسٌ تعرَّبوا فصاروا عرباً، وهو كلامٌ معقول مقبول، ولا سيما بالنسبة إلى الحِيرة والعراق وبلاد الشَّام، حيثُ تعرَّب فيها كثيرٌ ممن لم يكُن عربياً في الأصل فصاروا عرباً، لسانهم لسان العرب، ولا يُفهم من هذا الكلام بالطَّبع تقسيم العرب بالمعنى المفهوم عند أهل الأخبار والتأريخ، أي عرب قحطانيون وعرب عدنانيّون.

فمن خلال هذا الحديث نتمكن من استخلاص أن القصد وراء كلام خالد بن الوليد، هو أنه كان يقف وراء قومه من أهل الحيرة، موقفًا مناوئًا للإسلام، فقد كان مؤيدًا للفرس مع أنهم كانوا من العجم البعيدون عنهم، وهم من العرب العدنانيين أو القحطانيين.

حيث كان عدي من وأبوه تميم ليس من العرب المُتعربة، بل كان من عرب الأصالة، بالإضافة إلى أنه أوضح أنه نفسه ليس من العرب العاربة، بل كان عربي الأصل، وإن كان عدنانيًا.

اقرأ أيضًا: لماذا القبائل لا تزوج العوازم

عدنان ونسبه

في إطار حديثنا حول من هم العرب المستعربة، فهو عدنان بن أدد، وهو أبو العرب العدنانيون، وهم القبيلة التي يُطلق عليها اسم العرب المستعربة، التي يعود نسبها إلى النبي إسماعيل وزوجته رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي، وهم الذين تركزوا في شمال وغرب ووسط شبه الجزيرة العربية.

بالنسبة إلى اسمه فهو عدنان بن أدد بن هميسع – وهميسع هو سلمان وهو أمين – بن هميتع – وهو هميدع وهو الشاجب – بن سلامان – وهو منجر وهو نبيت – بن عوص – وهو ثعلبة – بن بورا – وهو بوز وهو عتر العتائر – بن شوحا – وهو سعد رجب – بن يعمانا – وهو قموال وهو بريح الناصب وكان في عصر سليمان بن داود – بن كسدانا – وهو محلم ذو العين – بن حرانا – وهو العوام – بن بلداسا.

أما بالنسبة إلى أمه فيُقال إنها أما المتمطرة بنت علي من جرهم أو من جديس، أو بلها بنت يعرب بن قحطان، أو مهدَد بنت اللهم بن جلحب بن جديس، فمن الجدير بالذكر أن هذا الوقت من التاريخ الذي يسبق التاريخ الإسلامي، لا يعرف عنه العلماء الكثير.

عند الإجابة على سؤال من هم العرب المستعربة، يجب علينا العودة إلى ما قبل العصر الإسلامي، فقد تأسست القبائل العربية قبل الإسلام، ولكنهم اكتسبوا اللغة العربية فيما بعد.

قد يعجبك أيضًا